بمناسبة عيد الأنبا انطونيوس

31 يناير 2024
Large image

عظيم هو هذا القدوس
سطح نجم هذا القدويس العظيم حتى أصبح أبا الجميع الرهبان ، ليس فى مصر فقط بل في العالم كله وتطلق الكنيسة القبطية عليه لقب العظيم ، ونود أن نشير إلى بعض ملامح العظمة في سيرته
* عظيم في دعوته :
من كان يصدق أن فلاحا أميا من قرية فمن العروس من أعماق الواسطى ، يصير ناسكا ذا شهرة مسكونية ذاتية ؟! + كان عظيما في دعوته . لان عوائق كثيرة كانت أمامه ، تخطاها بقوة إيمانه
+ كان عينا ، انتصر على محبة المال .. حقا ما أعسر دخول الأغنياء إلى ملكوت السموات ولكن عظمة الانبا انطونيوس جعلته يبيع كل ماله ويودعه على الفقراء بل ويعيش حياة الكفاف والنسك والزهد كان أميا ، إستنار بالمعرفة الألهية : إستطاع أن يمتلىء من روح الحكمة وتتدفق كلمات النعمة من شفته ، ونتصر على فلاسفة عصره مظهراً كيف أن الله إختاروا جهالة العالم لتجزى بهم الحكماء + كان مسئولا عن أخته ورعايتها . فأودعها بيتا العذارى المكرسات وخرج وهو لا يعلم إلى أين يذهب وما الذي يعمله ، إذ ليس من دير أو مرشد أو منهج سابق وهذه هى قوة الايمان التي تجاوز أبعاد الزمان والمكان والكيان .
عظيم في نسكه وجهادة
كان يأكل مرة واحدة فى اليوم بعد الغروب وفي كثير من الاحيان مرة كل يومين ، وفى بعض الأحيان مرة كل أربعة أيام ، أما طعامه فكان الخبز والملح ، وكان يكفيه أن ينام على حصير خشنة ولكن نسكه هذا لم يكن سلبياً كنوع من الحرمان والتعذيب ، وإنما كن ثمرة إيجابية للحب الإلهى فى القلب، وإشتعال داخلى يلهب الروح القدس ولم يكن هذا القديس متطرفاً فى نسكه ، بل كان يتميز بالإعتدال والإفراز ؛ فبعد عشرين عاماً في محبسته ، خرج ، لا هزيلاً من شدة النسك ولا مترهلا قلة التدريب والجهاد ، كما كانت نفسه أيضاً لا منقبضة عابسة ، ولا مطلقة العنان منسابة
كان جهاده عنيفاً الأرواح الشريرة ، كثيراً ما الحب ظهره بالضرب المبرح حتى القته فاقد النطق ، ولكنه كان صامداً قوياً تارة يحرقهم بإشارة الصليب، وتارة يتضع أمامهم فيهربون ، وكثيراً كان إذا قابل شخصا عليه روح شرير يفرع هذا الروح من المقابلة ويخرج للتو وفى بدء حياته النسكية حاول الشيطان أن يغريه بالذهب ويلقى . أمامه أكواماً من الذهب ، فما كان يعيرها التفاتاً. ذلك لأن النفس التي ماتت حقاً عن العالم لا يحركها إغراء . ويتميز جهاد انطونيوس بالحرارة والتجدد والشبوبية الدائمة فكان يقول لأولاده . « يا أولادى فى كل صباح جددوا عهد رهبانيتكم كأنكم قد ترهبنتم جديداً هذا اليوم »
عظيم في قيادته وخدمته :
لقد ملأه الروح ، فجعله إناء مختاراً لقيادة آلاف الرهبان . فكان يعظهم ويرويهم بالتعاليم الإنجيلية المستنيرة ، وكان إرشاداته تتسم بالإستنارة والحكمة والأبوة الجانية. فلم يكن مستبداً متسلطاً ، ولم یکن رخواً متساهلاً ، لهذا كانت جماعته تنموا أينما ذهب ولم يكتف بخدمته فى البرية ، بل كان إيجابياً في خدمة الكنيسة في العالم
فأثناء الإضطهاد نزل إلى ساحة الإستشهاد ، وأخذ يشدد المعترفين ، فكان وجوده فى الإسكندرية بركة وعزاء وقوة وإلهاماً ، وعندما إدعى الأريوسيون أن آراء أنطونيوس تتفق مع آرائهم ، نزل من الجبل إلى الأسكندرية وشجب بدعتهم ، وعلم بأن الابن الكلمة مساء للآب في الجوهر . ففرح شهب الاسكندرية. وعاد إلى الإيمان كثيرون من المخدوعين بالآراء الأريوسية ، كما أنه أفحم أصحاب الفلسفات الوثنية دون علمه باللغة اليوناينة وثقافتها . وقدم لهم إجابات رزينة مع روح وديعة رقيقة ... طوباك أيها القديس العظميم . كنت في حياتك كشجرة مخصبة على مجارى المياه . تتلمذ على يديك الألوف « وملأت البرية بالملائكة الأرضيين وبالبشر السمائيين »
نيافة مثلث الرحمات الانبا بيمن اسقف ملوى وأنصنا والاشمونين

عدد الزيارات 41

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل