يوم الاثنين من الأسبوع الرابع (لو ١٦: ١-٩)

01 أبريل 2024
Large image

وَقَالَ أَيْضاً لِتَلَامِيذِهِ: كَانَ إِنْسَانٌ غَنِيٌّ لَهُ وَكِيلٌ، فَوُشِيَ بِهِ إِلَيْهِ بِأَنَّهُ يُبَدِّرُ أَمْوَالَهُ. فَدَعَاهُ وَقَالَ لَهُ: مَا هَذَا الَّذِي أَسْمَعُ عَنْكَ؟ أَعْطَ حِسَابَ وَكَالَتِكَ لأَنَّكَ لَا تَقْدِرُ أَنْ تَكُونَ وَكِيلاً بَعْدُ. فَقَالَ الْوَكِيلُ فِي نَفْسِهِ: مَاذَا أَفْعَلُ؟ لَأَنَّ سَيِّدِي يَأْخُذُ مِنِّي الْوَكَالَةَ لَسْتُ أَسْتَطِيعُ أَنْ أَلْقُبَ وَأَسْتَحِي أَنْ أَسْتَعْطِيَ. قَدْ عَلِمْتُ مَاذَا أَفْعَلُ، فَدَعَا كُلِّ وَاحِدٍ حَتَّى إِذَا عُزِلْتُ عَنِ الْوَكَالَةِ يَقْبَلُونِي في بيوتهم. مِنْ مَديوني سَيِّدِهِ، وَقَالَ لِلأَوَّلِ: كَمْ عَلَيْكَ لِسَيِّدِي؟ فَقَالَ : مِئَةُ بَثَّ زَيْتِ. فَقَالَ لَهُ: خُذْ صَكَكَ وَاجْلِسَ عَاجِلاً وَاكْتُبْ خَمْسِينَ. ثُمَّ قَالَ لَآخَرَ: وَأَنْتَ كُمْ عَلَيْكَ؟ فَقَالَ: مِئَةُ كُرِّ قَمْحٍ فَقَالَ لَهُ: خُذْ صَكَّكَ وَاكْتُبْ ثَمَانِينَ. فَمَدَحَ السَّيِّدُ وَكِيلَ الظُّلْمِ إِذْ بِحِكْمَةٍ فَعَلَ، لأَنَّ أَبْنَاءَ هَذَا الدَّهْرِ أَحْكَمُ مِنْ أَبْنَاءِ النُّورِ فِي جِيلِهِمْ وَأَنَا أَقُولُ لَكُمُ اصْنَعُوا لَكُمْ أَصْدِقَاءَ بِمَالِ الظُّلْمِ، حَتَّى إِذَا فَنِيتُمْ يَقْبَلُونَكُمْ فِي الْمَظَالَ الأبدية .
مثل وكيل الظلم
هذا المثل قائم على فرضية أن الحياة هي فرص، لابد أن ننتهزها، ونقايض بها. علينا أن نبيع الذي لنا هنا تتلفه، تبذره، على أساس أن كل ما نملكه على الأرض هو أمور فانية، وذلك لكي نربح الذي لا يفنى والذي . يبقى إلى الأبد. فإن عرفت أن تقايض الفاني بالباقي تكون نجوت.مثل وكيل الظلم من أصعب الأمثلة التي ممكن أن نقابلها، لأنه وضع خارج القانون الأخلاقي، فالسيد امتدح ذلك الوكيل الظالم، مدحه لأنه عمل بحكمة أهل العالم، حكمة مال الظلم، حكمة السلوك بالجسد. يجب أن نعرف في البداية أن كل الأشياء التي لنا هنا على الأرض من مال وصحة وعافية وعينين وجسد وعقل كل هذه أمانات، وأن المسيح استأمننا عليها، هو صاحبها، ونحن عليها وكلاء.
المسيح في هذا المثل يقول عن هذا الوكيل إنه بدد الأموال، التي ليست له، التي لا يملكها، زور في الدفاتر وكتب فيها أشياء ليست صحيحة. المسيح يقول أنا أريدكم أن يكون لكم تلك الذهنية، فالصحة التي عندكم
والأموال التي في أيديكم هي ليست ملككم أنتم لستم أصحابها، عليكم أن تبددوها. أنا أقول لكم تصرفوا فيها، بددوها، لا تخافوا، ألست أنا صاحبها الأصلي. أنا سأعوضكم عنها، سأعطيكم أنا أجمل وأحسن منها مائة ضعف، ثم أيضاً أعطيكم معها الحياة التي فوق. كم ستعيش؟ ستين، ثماين سوف أعطيك حياة إلى الأبد. إن أنت بددتها لحسابي سوف أضيفها لحسابك فوق إلى الأبد؛ أما إن أنت أخذتها لحسابك، ضاعت منك وأنت ضعت، ولن يكون لك عندي شيء فوق.المثل دقيق جداً ولا يمكن فهمه إلا على هذا الأساس: أن كل ما نملكه هو ليس لنا. والمسيح يستلف من مثل وكيل الظلم ويكلم أولاد النور، يقول لهم: انظروا أولاد الظلمة إنهم أحكم منكم، انظروا كيف يأخذون مال الظلم المال الذي مآله الفناء ويتمتعوا به ويعملوا به أصدقاء، وأنتم ألا تفعلوا مثلهم وتكسبوا به الحياة الأبدية؟!ثم من يكون يا ترى هذا الشخص الذي يمكنه أن يبدد بسرور؟! هو الذي لا يحس أن الذي يملكه هو له، بل هو ملك المسيح، والمسيح حر فيه والمسئول عنه. لذا المسئولية واقعة عليه وليست علينا.
مال الظلم
معروف أن المال هو أصل كل الشرور. ولكن هذا المال، المال البطال عندما تبعزقه وتبدده الحساب المسيح يبقى للبر يكون مال بر، يصير للحياة الأبدية تماماً مثل كل شيء في العالم، فالعالم نفسه وضع في الشرير، والزمان الذي نحياه زمان مقصر وشرير؛ ولكن ماذا لو نحن استغلينا هذه الأيام في صلاة وسجود وعبادة؟ سيتحول هذا الزمان المقصر إلى خلود وحياة أبدية. الإنسان هو المخلوق الوحيد الذي أعطي له حق تحويل الزمن إلى خلود. صل يوم تتحول بحساب الله إلى ألف سنة. صلِّ سنة تكون هذه هي الأبدية هذا هو قانون المقايضة تراب بمجد، ملاليم بجواهر سماوية هذا المثل عجيب ورائع للشخص الذي له وعي وعين روحية، ويمكن تلخيصه في نقطتين: الأولى هي مقدار السعادة والغبطة التي يذوقها الإنسان حينما يبدأ في التبديد الحساب الله، إنها سعادة لا يمكن أن تدانيها أي سعادة أخرى على الأرض، مهما أعطيت من تكريم وأمجاد وأفراح.. كل هذه لا يمكن أن تتساوى مع أحاسيس إنسان يبدد وليس فقط يعطي.والثانية هي أن المتغير يتحول إلى ثابت والفاني إلى باقي وإلى حياة أبدية تصور إنساناً يحس وهو هنا على الأرض بالخلود يحس بالشركة في المجد الإلهي لذلك تهون عليه أتعابه الجسدية، وفرحته لا يمكن أن يقدرها إنسان. المسيح هو أكبر مبدد ممكن أن يسمع عنه إنسان أو عقل بشر، وهو عندما يتكلم عن عطائه في الروح يقول: «ليس بكيل يُعطي الله الروح»، المسيح لا يعطينا حسب استحقاقنا، بل يعطينا بلا كيل. الذي عمل ساعة واحدة سوف يعطيه تماماً مثل الذي عمل ۱۱ ساعة، يقول له أنا صالح، أنا حر أبدد مالي كما أريد. يقول في العهد القديم: «جربوني يقول الرب، إن كنت لا أفتح لكم كوى السماء حتى أفيض عليكم حتى لا يكون هناك متسع حتى تقولوا كفى كفى . ماذا يكون هذا؟ تبديد بلا شك في معجزة إشباع الجموع، اسمع ما يقول أكلوا وشبعوا ثم رفعوا ما فضل منهم ۱۲ قفة مملوءة». إنه تبديد وأيضا نسمع عن الأجران التي حولها خمراً، ۱۸۰ لتراً من خمر جيدة لكي يفرحوا. ونقرأ عن الشبكة المملوءة سمكاً والتي كادت أن تتخرق من كثرة ما تحويه لسان حال المسيح في كل ما سمعنا أن كيله جيد فائض مهزوز ملآن في الأحضان وأخيراً، هذا المثل يخاطب أبناء النور يقول لهم: يا أبناء النور تعلموا من أبناء الظلمة كيف هم يبددون أموالهم على الباطل والبطال. المال مالي، وأنا استودعته عندكم الصحة والعافية أنا أعطيها وأزيد عليها. إن حجزتموها لحسابكم تنزع منكم وتفنى ولا عائد لكم. أما إن أنتم أضفتموها لحسابي تبقى لكم وتزيد وعائدها في السماء محفوظ لكم.
المتنيح القمص متى المسكين

عدد الزيارات 32

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل