إنجيل عشية الأحد الخامس من الصوم الكبير ( لو ۱۸ : ۱ - ۸ )

13 أبريل 2024
Large image

وقالَ لَهُمْ أيضًا مثلاً في أنَّهُ يَنبَغِي أَنْ يُصَلَّى كُلَّ حينٍ ولا يُمَلَّ، قائلاً كان في مدينة قاضٍ لا يَخافُ الله ولا يَهابُ
إنسانًا وكان في تلك المدينة أرملة وكانت تأتي إليه قائلةً أنصفني مِنْ خَصمي! وكانَ لا يَشَاءُ إِلَى زَمان ولكن بعد ذلك قال في نَفْسِهِ وإِنْ كُنتُ لا أخافُ الله ولا أهاب إنسانًا، فإنّي لأجل أنَّ هذهِ الأَرمَلَةَ تُرْعِجُني، أُنصِفُها،لئلا تأتي دائما فتقمعني!"وقال الرَّبُّ "اسمعوا ما يقول قاضي الظلم أفلا يُنصفُ اللَّه مُختاريه،الصارخين إليه نهارًا وليلاً، وهو مُتَمَهِّلْ عَلَيْهِمْ؟ أَقولُ لَكُمْ: إِنَّهُ يُنصِفُهُمْ سريعًا! ولكن مَتَى جاءَ ابنُ الإنسانِ، أَلَعَلَّهُ يَجِدُ الإيمان على الأرض؟".
إنجيل القداس : شفاء الرجل المريض الراقد ٣٨ سنة
بجوار بركة بيت حسدا.
إنجيل العشية: قاضي الظلم عنصر الزمن بالنسبة للإنسان يساوي الشيء الكثير ولكن في تدبير المسيح لكل شيء تحت السماء وقت وميعاد وموسم فهو ينضج الثمار في حينها ويعطي كل شيء في حينه الحسن. فبعد ٣٨ سنة أشرق المسيح على هذا المريض البائس شبه اليائس وقال له: أتريد أن تبرأ". ولما وجد بصيصًا من إرادة شفاه بعد طول انتظار ... فكثيرا ما يأتي المسيح في الهزيع الرابع ... ولكن مجيئه يكون كإشراق النور بعد طول ظلام وظلمة.
ويهتف الإنسان هل يوجد بعد رجاء ؟ هل ربنا مازال يسمع الصلاة؟ هل، هل؟ وأسئلة كثيرة.
ولكن بمثل قاضي الظلم يلقي الرب ضوءا على أن الله مستعد دائما ومستجيب دائمًا وهو يُعطي أكثر مما نسأل. ولكن قال عن قاضي الظلم لم يكن يشأ إلى زمان، ولكنه عاد فأنصفها وقضى حاجتها لأجل لجاجتها.قال الرب يسوع اسمعوا ما يقول قاضي الظلم أفلا ينصف الله مختاريه الصارخين إليه نهارًا وليلاً وهو متمهل عليهم؟ نعم أقول لكم إنه ينصفهم سريعًا" والحق يقال إن المسيح تكلم عن النقيض ولكن مع هذا النقيض كشف لنا عن مكنونات أسرار الله وقلبه نحونا فالقاضي الظالم لا يخاف الله ولا يهاب إنسانًا، التجأت إليه الأرملة فهل يقارن بالآب السماوي الحنون الذي نطرح أمامه توسلنا وهو كلي الحب والحنان. والقاضي لا يربطه بالأرملة رباط ما أما نحن فنلجأ إلى أبينا السماوي ونسكب توسلنا لديه بدالة البنين وثقة أعطاها لنا المسيح في شخصه والقاضي ظالم لا يعرف العدل أما ربنا فهو الحق والعدل ذاته وعدله رحيم ورحمته عادلة، لا يقرب إليه الظلم وليس عنده تغيير أو شبه ظل يدور ساكن في النور الذي لا يُدنى منه. والقاضي لا يشاء أن يسمع، أما مسرة ربنا ولذته في أن يسمع لنا فهو سامع الصلاة الذي إليه يأتي كل بشر لم يعط القاضي الظالم المرأة الأرملة أذنا صاغية بل كان كأنه لا يسمع ولا يرى إلى أن ضج من لجاجتها، أما ربنا فهو يسمع حتى أنات القلوب ويقول: "من أجل شقاء المساكين وتنهد البائسين الآن أقوم يقول الرب أصنع الخلاص علانية فهو مصغ لتنهد البائسين !!. ولكن الأمر كما شرح المسيح أن الله "متمهل" صراخ المساكين داخل إلى قدام رب الصباؤوت. ومختارو الله الذين يسبحونه النهار والليل ويسألونه يسمع تضرعهم ويخلصهم ولا يتغاضى عن طلبتهم. أما أن يتمهل عليهم فهذه حكمة عالية عن فهم البشر، وإدراكهم. ولكن الثابت عندنا أنه يتمهل لأجل خيرنا ومصلحتنا تمهل على إبراهيم أبي الآباء ولكن بالنهاية أعطاه النسل الموعود به الذي فيه تتبارك جميع قبائل الأرض وكانت صلوات إبراهيم قد بلغت مسامع القدير منذ البدء، وحين قال له إبراهيم: ماذا تعطيني؟" قال له الرب: "لا تخف أنا ترس لك أنا أجرك العظيم جدا" وتمهل على حنة أم صموئيل وحين جاء الوقت أنعم عليها بصموئيل النبي الذي صار نبيا للرب وهو بعد صبي صغير وتمهل على زكريا وأليصابات ولكن في الوقت المعين أرسل له جبرائيل رئيس الملائكة قائلاً:
"طلبتك سمعت" فالطلبة تُسمع حين نرفع قلوبنا إلى فوق وفي حال سؤال الصلاة تدخل طلبتنا إلى القدير. ولكن يوجد ميعاد وميقات للتنفيذ وحين يحل الميعاد تكمل الطلبة هذا ما يتوازى مع الـ ٣٨ سنة التي ظل فيها هذا الإنسان راقدا وليس له إنسان وقد حطم المرض ليس أعضاء جسده فقط بل وحتى نفسه أيضًا ولكن منتظري الرب يجددون قوة ولا يخزى منتظروه لذلك يجب أن نركز رجاءنا في المسيح مع المسيح لا مكان لليأس، ومهما تأخر لكنه حتى في الهزيع الرابع يأتي ومتى جاء ينحسر المرض وتهرب الأوجاع فإن كان الرب يتمهل علينا ولكن لنتمسك بالرجاء كمرساة مؤتمنة للنفس وثابتة كيف نطلب وماذا نطلب ؟ نطلب بإيمان لنطلب أولاً ملكوت الله وبره لنطلب بحسب مشيئة الله وإرادته قال الرسول يعقوب تطلبون ولستم تأخذون لأنكم تطلبون رديا"، وقال الرب "إلى الآن لم تسألوا شيئًا باسمي اطلبوا تأخذوا لكي يكون فرحكم كاملاً"وحين نطلب نطلب بلا ملل "صلوا ولا تملوا" ولتكن طلبتنا برجاء وثقة أنه مهما طلبنا ننال "كل ما تطلبونه في الصلاة آمنوا أنكم تنالونه" ونحن نطلب باسم يسوع متمسكين بوعده كل ما تسألونه من الآب باسمي يعطيكم أياه"ولسنا نطلب بحسب استحقاقنا ولكم من أجل احتياجنا وأمامنا هذه المرأة الأرملة وكيف نالت طلبتها. لذلك نطلب بلجاجة وبالحاح عالمين أنه ليس لنا آخر سواه وأنه لا سبيل للحصول على النعمة التي تنقصنا سوى سؤال الصلاة والطلب والالحاح ونحن لا نكف عن الصلاة حتى نأخذ لأننا نعرف أنه لا يتركنا نجرب فوق ما نحتمل بل يُعطي مع التجربة المنفذ.
المتنيح القمص لوقا سيدراوس
عن كتاب تأملات فى أناجيل عشيات الأحاد

عدد الزيارات 26

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل