
تَقْرأ عَلِينَا اليُوْم يَا أحِبَّائِي الكِنِيسَة فِي الأحَد الثَّالِث مِنْ الخَمَاسِين المُقَدَّسَة إِنْجِيل السَّامِرِيَّة وَهُوَ يُقْرأ فِي السَنَة ثَلاَث مَرَّات :-
خِلاَل الصُوم الكِبِير وفِي الخَمَاسِين المُقَدَّسَة وفِي يُوْم حُلُول الرُّوح القُدُس .
فِي الصُوم الكِبِير يِكُون مَقْصَدْهَا تِرَكِز عَلَى تُوبِتنَا .
وَفِي الخَمَاسِين يِكُون مَقْصَدْهَا تِرَكِز عَلَى حُرِيِتنَا .
وَفِي يُوْم حُلُول الرُّوح القُدُس يِكُون مَقْصَدْهَا أنْ تِرَكِز عَلَى عَطِيِة المَاء الحَي أوْ مَاء الحَيَاة الأبَدِيَّة أي عَطِيِة الرُّوح القُدُس وَاليُوْم الكِنِيسَة تُقْصُد أنْ تِرَكِز عَلَى حُرِيَّة مِنْ كُلَّ عُبُودِيَّة لأِنْ السَّامِرِيَّة كَانِت إِنْسَانَة مَرْبُوطَة وَمُقَيَدَة وَمَاضِيهَا هُوَ خَمْسَة أزْوَاج وَالَّذِي مَعَهَا الآن لَيْسَ زَوْجَهَا ( يو 4 : 18) فَهيَ عُبُودِيَّة قَاسِيَة كُلَّمَا تَتَخَلَّص مِنْ رَبَاط تَجِد رَبَاط آخَر وَرُبَّمَا تِكُون مَرْبُوطَة بِعِدِّة أرْبِطَة فِي آنٍ وَاحِد وَهَذَا يُمَثِّل حَال النَّفْس البَشَرِيَّة لِذلِك الكِنِيسَة وَضَعِته فِي هَذَا الوَقْت مِنْ السَنَة لِتُنَبِهْنَا أنَّهُ لاَبُد أنْ نَنْعَمْ بِالحُرِّيَّة لِنَتَنَعَمْ بِالقِيَامَة وَإِنْتَ تِقُول هِيَّ كَانْ لَهَا خَمْسَة أزْوَاج وَأنَا لَيْسَ لِي فَمَا عِلاَقَتِي أنَا بِهَا ؟ أقُول لَك أنَّ كُلَّ إِنْسَان مَرْبُوط فِي حَيَاته بِأُمور تُعِيقه عَنْ مَعْرِفَة الله وَهَذِهِ الرَبَاطَات تُمَثِّل الخَمْسَة أزْوَاج كُلَّ وَاحِد مِنَّا عِنْده أُمور تُعِيقه عَنْ الفَرَح بِالقِيَامَة كَمْ مِنْ إِنْسَان مِنَّا لَيْسَ عِنْده رُوح الإِتِصَال مَعَ الله وَالحُرِّيَّة لأِنَّهُ أقَامَنَا مَعَهُ لِنَتَمَتَع بِكُلَّ بَهْجِة القِيَامَة وَالكِنِيسَة اليُوْم تُنَاشِدَك أنْ تَنْحَل مِنْ رَبَاطَاتَك وَتَقُول لَك نُول الخَلاَص مِنْهُ لأِنَّ هُنَاك بَرَكَات وَقُوَّة كَبِيرَة مُعَطِّلَة مِنْتِظْرَاك وَكُلَّ وَاحِد عَنْده رَبَاطَات عَمِيقَة أفْقَدَته مَشَاعِر وَاتِصَال وَحُضُور إِلهه وَأفْقَدِته مَعْنَى حَيَاته فَهُوَ عَايِش وَكَأنَّهُ مَيِّت وَتَجِد بِدَاخِلَك إِنْسَان غِير سَعِيد وَاليُوْم مِثْل بَاقِي الأيَّام الَّتِي مَضَت وَبِذلِك يَكُون الْمَسِيح لَمْ يَقُمْ بِالنِسْبَة لَهُ وَالخَطِيَّة مِقَيِدَاه إِذَن الْمَسِيح لَمْ يَقُمْ لأِنَّ الْمَسِيح لَمَّا قَام نَقَلَ لَنَا بَرَكَات القِيَامَة القِدِيس يُوحَنَّا فَمْ الذَّهَب يَقُول { العُبُودِيَّة لِلخَطِيَّة أشْرَس مِنْ العُبُودِيَّة لِسَيِّد ظَالِم قَاسِي } لأِنَّ الخَطِيَّة لَمَّا تِسْتَعْبِد إِنْسَان تِذِلَّه وَتُهِينه وَتُفْقِده مَعْنَى حَيَاته مَا أجْمَل كَلِمَة دَاوُد النَّبِي لَمَّا نَادَى رَبِّنَا بِقَلْب يَإِن وَتَائِب { اقْتَرِبْ إِلَى نَفْسِي . فُكَّهَا } ( مز 69 : 18) إِقْتَرِب مِنْهَا لأِنَّ حُب الكَرَامَة وَحُب المَال ألَيْسَ هَذَا رِبَاط ؟!! لأِنَّهُ طَالَمَا الإِنْسَان مُتَمَسِّك بِالكَرَامَة لاَ يَعْرِف أنْ يَتَمَتَع بِبَرَكَات يَسُوع لأِنَّ الإِنْسَان فِي ذَاته يُرِيد أنْ يَكُون هُوَ مِحوَر العَالم كُلَّه لاَ يُفَكِّر إِلاَّ فِي نَفْسه وَحُقُوقه وَوَاجِبَاته وَلَكِنْ إِذَا إِنْحَل مِنْ هَذَا الرِبَاط نَجِد العَالم مِنْ حَوْله يَزِيد مِنْ مُغْرِيَاته وَيَتَفَنَّن كَيْفَ يَسْتَعِبِد النَّاس هَذَا حُب العَالم هَذَا رَبَاط حُب المَظَاهِر كُلَّهَا أُمور مِسْتَعْبِدَه النَّاس كَمْ مِنْ إِنْسَان يِهْتَمْ بِأُمور خَارِجِيَّة وَآخَر مِسْتَعْبِد لأِمُور مِنْ أجل النَّاس وَالمَظْهَروَهَذَا يَعْنِي أنَّكَ فِي عُبُودِيَة وَتَحْتَاج إِلَى حُرِّيَّة لِتَنْحَل مِنْ هَذِهِ الرَبَاطَات إِحْذَر أنْ يَكُون الْمَسِيح قَام وَأنْتَ مَازِلْت فِي القَبْر وَعَلَى بَابه خِتم إِحْذَر أنَّهُ قَدْ قَامَ وَأنْتَ مَازِلْتَ مَرْبُوط لأِنَّ الإِنْسَان دَائِماً فِي صِرَاع دَاخِله تَتَحَدَّث مَعَهُ عَنْ شِئ وَهُوَ عَايِش فِي حَيَاة أُخْرَى لأِنَّ وَاحِد فِي قَبر وَأنْتَ تُحَدِّثه عَنْ جَمَال الحَيَاة الخَارِجِيَّة مِثْل المَسْجُون الَّذِي تَتَحَدَّث مَعَهُ عَنْ أُمور النَّاس الخَارِجِيَّة وَلَكِنْ فَكَّر مَعَهُ كَيْفَ يَنْحَل مِنْ هَذَا الرِبَاط لأِنَّ الإِنْسَان فِي حَيَاته مَعَ رِبَاطَاته بِاسْتِهْتَار وَأكْبَر دَرَجَة هِيَ أنَّ الإِنْسَان يَتَعَالَى فِي عِلاَقته مَعَ الله وَيَتْرُك العَالم وَالخَطِيَّة يِسْتَعْبِده وَيَظِل صَامِت وَيَنْظُر إِلَى وَاقِعه عَلَى أنَّهُ لَيْسَ هُنَاك أفْضَل مِنْ هَذَا وَهَذَا هُوَ رَفْضه لِلحُرِّيَّة رَبَاطَات حُب العَالم وَالشَهَوَات كُلَّهَا أُمور تُحْصُد مَذَلَّة وَتَعُوق الإِنْسَان جِدّاً لِذلِك أحِبَّائِي إِنْسَان يُرِيد أنْ يَنْحَل مِنْ هَذِهِ الرَغَبَات يَنْحَل أوَّلاً مِنْ الرِبَاطَات الَّتِي بِالدَّاخِل وَلاَ يَنْظُر إِلَى أُمور خَلِيعَة وَيَظَل صَامِت لأِنَّ هَذِهِ هِيَ العُبُودِيَّة وَإِنْ نَظَرْت وَلَوْ لِلَحْظَة إِلَى شِئ بِهِ شَر وَتُحَاوِل الإِبتِعَاد عَنْهُ تَجِد جَسَدَك قَدْ إِمْتَلأَ شَهوَة مِنْ المَنْظَر الَّذِي مَرَّ بِهِ وَذَلِك لأِنَّكَ تَرَكْت نَفْسَك لِلعُبُودِيَّة لاَ تَتْرُك نَفْسَك وَلَوْ لِلَحْظَة وَلَوْ لِشِئ شِبه خَلِيع هَذَا إِنْسَان يَسْعَى أنْ يَفُك نَفْسه وَالمَذْلُول هُوَ مَرْبُوط وَمُسْتَعْبَد وَمُحْتَاج صُرَاخ وَآنِين لأِنَّهُ مَسْجُون دَاخِل رِبَاطَات المَال وَرِبَاط حَيَاته نَجِد إِنْسَان يَتَكِل عَلَى الكِذب وَالخِدَاع وَعَلَى المَال وَعَلَى وَكُلَّمَا زَاد المَال يَفْتَقِد لَهُ أكْثَر وَتَزْدَاد العُبُودِيَّة هَذَا حَال السَّامِرِيَّة الَّتِي تَقَابَلَت مَعَ يَسُوع مُقَيَّدَة وَمَشْلُولَة وَلَمْ تَرْفُض وَاقِعْهَا وَهيَ عَارْفَة أنَّهَا عَلَى خَطَأ وَنَحْنُ مَا هُوَ وَضْعِنَا وَنَحْنُ لاَ نَعْرِف أنَّنَا فِي الخَطِيَّة رَغْم أنَّ الكِنِيسَة وَالإِنْجِيل يُحَذِرْنَا مِنْهَا ؟ لَيْسَ الرِبَاطَات طَرِيق الحُرِّيَّة الَّذِي كَانَ لِلسَّامِرِيَّة بَلْ المُقَابَلَة مَعَ الْمَسِيح لأِنَّ المُقَابَلَة مَعَهُ تَحِل الأوْجَاع وَأنَا كَيْفَ أتَقَابَل مَعَهُ عَلَى المُسْتَوَى الشَّخْصِي وَالحَيَاتِي وَالدَّاخِلِي ؟ أنَا أتَقَابَل مَعَهُ وَأشْعُر بِهِ وَأتَقَابَل مَعَهُ فِي قَلْبِي فِي مَشَاعِرِي وَأكُون شَاعِر بِهِ جِدّاً وَيَقُول الكِتَاب أنَّهَا لَمَّا تَقَابَلَت مَعَهُ تَرَكَت جَرِّتهَا ( يو 4 : 28 ) وَ" الجَرَّة " هِيَ إِنَاء مَصْنُوع مِنْ الطِين نَجِد إِنْسَان يَأخُذ مِشْوَار مَخْصُوص فِي عِز الحَر لأِنَّ هُنَاك أمر أعْلَى يِشْغِلْهَا وَحِينَمَا تَقَابَلَت مَعَ الْمَسِيح تَرَكِت الجَرَّة الَّتِي مِنْ أجل أنْ تِمْلأَهَا جَاءَت فِي ذَلِك الوَقْت مِنْ النَّهَار الشَدِيد الحَرَارَة وَالجَرَّة المَصْنُوعَة مِنْ الطِين هِيَّ الشَهَوَات العَالَمِيَّة الَّتِي تَجُر الإِنْسَان لأِبعَد دَرَجَة فِي الأرْض وَالشَهَوَات تَسْتَعْبِدْنَا إِلَى أسْفَل وَتَزْدَاد سُلْطَان كَمْ مِنْ أنْفُس تَقَابَلَت مَعَ الْمَسِيح وَانْحَلِّت مِنْ رِبَاطَتْهَا مِثْل لاَوِي تَرَك مَكَان الجِبَايَة شَاوِل تَرَك مَكَانْته وَمَكَانه السَّامِرِيَّة تَرَكِت جَرِّتهَا الأُمُور الَّتِي شَغَلِته تَرَكْهَا وَتُشْعُر إِنَّك فِي حُرِّيَّة مَعَ الْمَسِيح مِنْ المُؤسِف أنْ نَكُون مَسِيحِيِين وَلَمْ نَتَقَابَل مَعَ الْمَسِيح لَوْ سَألنَا كَمْ وَاحِد مِنَّا يَشْعُر بِمَذَاقِة الْمَسِيح فِي حَيَاته وَمَعْرِفَته الحَقِيقِيَّة ؟ نَجِد نِسْبَة ضَئِيلَة جِدّاً مَرَّة مِنْ المَرَّات قَامَ كَاهِن فِي كِنِيسَة أُرثُوذُكْسِيَّة وَلَكِنْ خَارِج مَصْر بِعَمَل إِحْصَائِيَّة عَنْ الَّذِينَ لَهُمْ عِشْرَة حَقِيقِيَّة مَعَ يَسُوع وَشَاعِر بِه وَأحْضَر 150 شَاب وَشَابَّة مِنْ المُنْتَظِمِين فِي حَيَاتهُمْ وَالكِنِيسَة وَكَمْ مَرَّة تِحْضَر الإِجْتِمَاع وَكَمْ مَرَّة تِتنَاوِل مَعَ أصْدِقَائَك ثُمَّ سَأل السُؤال الَّذِي مِنْ أجله هَذِهِ الإِحْصَائِيَّة هَلْ تَشْعُر بِالْمَسِيح وَاقِعِيّاً فِي حَيَاتَك ؟ فَوَجَد نِسْبَة ضَئِيلَة جِدّاً إِنْسَان لاَ يَشْعُر بِيَقِين أنَّهُ يَعْرِفه لأِنَّ كَلِمَة " عَرَف أوْ مَعْرِفَة " فِي الكِتَاب المُقَدَّس تَعْنِي " زَوْجَيْن إِتَحَدُوا بِبَعْض " مَعْرِفَة لِلْمَسِيح بِمَعْنَى إِتِحَاد كَيَانِي وَجَسَدِي وَعَاطِفِي وَقَلْبِي إِنْدِمَاج وَلَوْ أرَدْت أنْ تَقُول أنَّكَ عَارِف الْمَسِيح إِسْأل نَفْسَك تِعْرَفه عَلَى أي مُسْتَوَى إِحْذَر مِنْ أنْ تَكُون المَعْرِفَة الشَكْلِيَّة أوْ النَظَرِيَّة مِثْل إِنْسَان يِسْألَك تِعْرَف رَئِيس البَلَد ؟ يُرُد قَائِلاً نَعَمْ أرَاه فِي التِلِيفِزْيُون أسْمَع لَهُ حَدِيث أقْرأ عَنْهُ فِي الصُحُف وَلَكِنْ تَقَابَلْت مَعَهُ لاَ وَالخُوف أنْ تَكُون مَعْرِفَتَك عَنْ يَسُوع مِثْل ذَلِك الإِنْسَان تِسْمَع عَنْهُ وَتِعْرَف عَنَّه مَعْلُومَات وَتَكْتَفِي بِهذِهِ المَعْلُومَات وَهَذَا خَطَأ كَبِير لأِنَّ هَذِهِ لَيْسَت مَعْرِفَة لاَ تَكْتَفِي بِمَعْلُومَة عَنْ الْمَسِيح وَحَيَاته المَفْرُوض إِنَّك تَقَابَلْت مَعَهُ فِي خَفَاءَك وَاحِد مِنْ الآبَاء القِدِّيسِين قَالَ { إِنْ وُلِدَ يَسُوع ألف مَرَّة فِي مِزْوَد وَلَمْ يُوْلَد فِي قَلْبَك هُوَ بِالنِسْبَة لَك لَمْ يَتَجَسَّد بَعْد } لاَبُد أنْ أشْعُر بِهِ فِي حَيَاتِي بِنَبَضَات قَلْبِي لأِنَّ فِكْر الكِنِيسَة لَمَّا تِصَلِّي تِقُول عَنْ الشَّهَوَات الثَقِيلَة كَيْفَ أتَحَرَّر مِنْهَا ؟ بِقُوَة أعْلَى مِنْهَا وَهيَ قُوَّة مَعْرِفَة الْمَسِيح وَخِبْرِة مَعْرِفِة الْمَسِيح وَهُنَاك إِتِجَاه يَجْعَل الإِنْسَان يَكْتَفِي بِالعِبَادَة فِي الكِنِيسَة وَلَكِنْ هَذَا لاَ يَكْفِي هِيَ تُنَمِّيك لِتَرْفَعَك وَاحِد مِنْ الآبَاء القِدِّيسِين يَقُول { الصَّلاَة فِي المَخْدَع خَيْر مِنْ ألف صَلاَة بَيْنَ النَّاس } الصَّلاَة الجَمَاعِيَّة هَامَّة وَلَكِنَّهَا لاَ تَلْغِي الصَّلاَة وَالعِشْرَة الفَرْدِيَّة لأِنَّنَا نَأخُذ فِكْر وَقَلْب وَعِبَادَة وَطِلْبَة وَاحِدَة وَقُلُوب مَرْفُوعَة إِخْتِبَار شَخْصِي جِدّاً إِنَّك تِعْرَفه إِحْذَر أنْ يَكُون الْمَسِيح بَعِيد عَنْكَ لأِنَّهُ دُفِن وَصُلِب وَقَامَ وَصَعَدَ مِنْ أجْلَك كُلَّ هَذِهِ العَطَايَا لاَبُد أنْ تَخْتَبِرْهَا أُنْظُر لِفِكْر الإِتِحَاد بِالْمَسِيح يَسُوع عِنْدَ مُعَلِّمنَا بُولِس الرَّسُول وَصَل لِدَرَجَة فِي الْمَسِيح بِالْمَسِيح وَمَعَ الْمَسِيح بَيْنَ كُلَّ آيَة وَأُخْرَى يَقُول وَاحِدَة مِنْ الثَّلاَثَة – إِنْسَان كُلَّ حَيَاته فِي الْمَسِيح وَبِهِ وَمَعَهُ – مَعَ الْمَسِيح صُلِبت ( غل 2 : 20 ) أقَامَنَا مَعَهُ ( أف 2 : 6 ) وَدُفِنّا مَعَهُ ( رو 6 : 4 ) إِنْدِمَاج كَامِل بِينَك وَبِينه هَذَا هُوَ الكَلاَم أُنْظُر إِنْتَ عَايِش أم لاَ ؟ فِي حَيَاتَك اليَوْمِيَّة تَصْرُخ لَهُ وَتَشْعُر أنَّهُ مَعَك سَتُجَاهِد بِالْمَسِيح وَفِيهِ وَمَعَهُ لِدَرَجِة أنْ تَصِل إِلَى حَالِة{ فَأَحْيَا لاَ أنَا بَلْ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ } ( غل 2 : 20 ) هَذَا مَا حَدَث مَعَ السَّامِرِيَّة وَالقُوَّة الَّتِي أخَذِتهَا لأِنَّهُ كَانَ مُمْكِنْ أنْ تَتَقَابَل مَعَهُ وَلاَ تَشْعُر بِهِ مِثْلَمَا حَدَث فِي البِدَايَة كَانَت تَقُول لَهُ " أنْتَ رَجُل يَهُودِي وَأنَا إِمْرَأة سَامِرِيَة ( يو 4 : 9 ) "لأِنَّهُ مِنْ المُمْكِنْ أنْ أتَقَابَل مَعَ يَسُوع وَلاَ أعْرِفه لأِنَّ قَلْبِي مُغْلَق إِحْذَر مِنْ أنْ تَصْنَع حَوَاجِز مَعَ يَسُوع أُطْلُب مِنَّه إِنْتَ مَاء عَادِي يُعْطِيك مَاء حَيَاة إِعْطِي غُفْرَان وَاعْطِي قَلْب مَفْتُوح مَرْفُوع وَهُوَ يُعْطِيك لاَ يُمْكِنْ أنْ تَنَال حُرِّيَة دُونَ أنْ تَنَال حَيَاة مَعَهُ وَلاَ يُمْكِنْ أنْ نَدْخُل فِي حَيَاة مَعَهُ دُونَ أنْ نَنَال حَيَاة فِي أعْمَاق قَلْبه مَعْرِفَة الْمَسِيح تُصَحِّح كُلَّ حَاجَة وَالآلاَمَات تِترَفَع وَالأفْرَاح وَالطَّعَام وَالشُرْب تِكُون مَعَ الْمَسِيح وَتَشْكُره حَتَّى وَإِنْ حَصَلْت عَلَى المَال كُلَّ شِئ نَظْرِته تِخْتِلِف لإِنَّك نَظَرْت لَهُ فِي الْمَسِيح يَسُوع اليُوْم الكِنِيسَة تُرِيد أنْ تِرَكِّز عَلَى نَفْس مَرْبُوطَة بِالقِيَامَة تَنَال الحُرِّيَّة هَذِهِ بَهْجِة القِيَامَة إِنَّك إِنْسَان حُر تَتَقَابَل مَعَ الْمَسِيح وَتَقُوم فِي القِيَامَة نَحْنُ الآن تَرَكْنَا أُمور كُنَّا نَصْنَعْهَا فِي المِيطَانيَات وَالصُوم الإِنْقِطَاعِي وَلَكِنْ أقُول لَك الحُرِّيَّة وَهيَ جِهَاد أجْمَل كَثِيراً مِنْ جِهَاد الصُوم لأِنَّ جِهَاد الصُوم الكِبِير نَقُوم بِهِ لِنَنَال عَطِيِة وَلَكِنْ فِي الخَمَاسِين نُجَاهِد لأِنَّنَا نِلْنَا عَطِيَة بِالفِعْل لِنُحَافِظ عَلَيْهَا مِثْل إِنْسَان أرَادَ أنْ يَحْصُل عَلَى وَظِيفَة وَدَخَل إِمْتِحَان وَاجْتَهَد حَتَّى حَصَل عَلِيهَا هَلْ يَكْتَفِي بِذَلِك أم يُثْبِت جَدَارَة فِي هَذَا المَكَان ؟ وَنَحْنُ حِينَمَا نِلْنَا عَطِيِة الكَرَامَة نُجَاهِد لِنَتَمَتَّع بِالعَطَايَا حَتَّى نَصِل إِلَى خَمْسَة عَطَايَا وَهيَ عَطَايَا الرُّوح القُدُس وَالمَفْرُوض أنَّنَا اليُوْم لاَ نَهْدأ حَتَّى نَصِل إِلَى عَطِيِةالرُّوح القُدُس وَبَعْد مَا تَأخُذ العَطِيَّة العُظْمَى إِنْطَلِق جُول بَشِّر بِالخَلاَص حَتَّى تَسْتَشْهِد حَتَّى تَمُوت فِي الْمَسِيح يَسُوع حَيَاة مَلِيئَة بِالحَرَكَة الدَّائِمَة فِي الْمَسِيح لأِنَّنَا أحْبَبنَا حَقّاً وَتَرَكْنَا كُلَّ شِئ مِنْ أجْله رَبِّنَا يِفَرَّحْنَا بِه وَبِمَعْرِفَته فِي دَاخِل قُلُوبنَا رَبِّنَا يِكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِته وَلإِلهنَا المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين.
القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية