
سؤال كيف يكون المسيح إلهاً ويموت ؟ كيف يموت الله ؟
أليس هذا ضعفاً ؟ ..
الجواب إن اللاهوت بطبعه لا يموت ولكن المسيح ليس مجرد لاهوت فقط ، انه أخذ ناسوتاً مثلنا ، أخذ جسداً متحداً بروح بشرية وعندما مات على الصليب، إنما مات بالجسد، أي انفصلت روحه الإنسانية عن جسده، دون أن يتأثر لاهوته بشيء من هذا الموت لأن اللاهوت لا يموت ودون أن ينفصل لاهوته عن ناسوته فقد انفصلت نفسه عن جسده، ولا هوته لم ينفصل قط لا عن نفسه ولا عن جسده، كما تقول القسمة السريانية على أنه حتى فى هذا الموت بالجسد كان المسيح قوياً فعند اسلامه الروح يقول الكتاب انه صرخ بصوت عظیم (مت ۲۷: ٥٠) هذا الصوت العظيم يدل على قوته، لأنه كان من الناحية الجسدية في حالة فى منتهى الوهن والتعب بعد خمس محاكمات والسير مسافة طويلة والضرب والجلد والاهانة وحمل الصليب وتسميره على الخشب فصراحه بعد هذا بصوت عظيم يدل على قوته لا على ضعفه كما أن هذا الموت تقدم إليه المسيح باختياره، فهو الذي بذل ذاته وما أعظم قوله فى الدلالة على قوته في هذا الموت لهذا يحبنى الآب لأنى أضع نفسى لأخذها أيضاً ليس أحد يأخذها منى، بل أضعها أنا من ذاتى لى سلطان أن أضعها ولى سلطان أن آخذها أيضاً » (يو ۱۰ : ۱۷ ، ۱۸ ) وكان موت المسيح في هذا ، عنصر قوة ، قوة الحب ، كان دليلاً على التضحية والبذل وكما قال : «ليس لأحد حب أعظم من هذا أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه » (يو ١٥ : ١٣)ومن أكبر الدلائل على قوة المسيح في موته أنه لما أسلم الروح إذا حجاب الهيكل قد انشق إلى اثنين من فوق إلى أسفل،والأرض تزلزلت ، والصخور تشققت ، والقبور تفتحت ، وقام كثير من أجساد القديسين حتى أن قائد المائة الذي كان يحرسه خاف - بسبب هذه المعجزات - هو وجنوده ، وقالوا : حقاً كان هذا ابن الله » (مت ٢٧ : ٥١ - ٥٤ ) دليل آخر على قوة المسيح في موته ، انه وهو ميت بالجسد ،ذهبت روحه إلى الجحيم وأطلق الأنفس التي كانت راقد على الرجاء تنتظر خلاص المسيح لها وفتح باب الفردوس ، ورد آدم وبنيه إلى الفردوس ومن دلائل قوته فى موت ، انه بالموت داس الموت ، وأصبح الموت حالياً مجرد قنطرة ذهبية يصل بها الناس إلى الحياة الأسمى والأفضل إن المسيح القائم من الأموت هو دليل على القوة التي انتصرت على الموت .