القيامة والمجد يزرع في هوان ويقام في مجد ( ١كوه١: ٤٣)

04 يونيو 2024
Large image

أفاض القديس بولس الرسول في إصحاح القيامة هذا، حينما تحدث عن المجد الذي سنناله بالقيامة.فتحدث عن زوايا كثيرة تشرح لنا أبعاد هذا المجد العتيد. وهذه بعض الزوايا التي تحدث عنها في هذا الإصحاح الخالد
١- مجد السماويات حينما قال لكن مجد السماويات شيء ومجد الأرضيات اخر ( ١ كو ٤٠:١٥).
٢- مجد الجسد الروحاني حينما قال يزرع في هوان ويقام في مجد. يزرع في ضعف ويقام في قوة يزرع جسما حيوانيا ويقام جسما روحانيا ( ١ كو٤٣:١٥).
٣- مجد الخلود الأبدى حينما قال: ابتلع الموت إلى غلبة أين شوكتك يا موت؟ این غلبتك يا هاوية (١ كو ٥٤:١٥-٥٥).
٤- مجد القداسة الأبدية حينما أوضح أننا سننتصر بالقيامة على شوكة الموت فهى الخطية ( ١ كو٥٦:١٥)
ا - مجد السماويات لاشك أنه يختلف اختلافا جوهريا عن مجد الأرضيات وهذه بعض نقاط الاختلاف
١- من حيث المكان فالأرض مكان مادی محسوس ومحدود أما السموات فعالم روحاني فوق المادة والحواس والمقاييس المكانية. والإنسان حينما ينتقل إلى السماء. يدخل إلى عالم الروح، لأن "لحما ودما لا يقدر أن أن يرثا ملكوت الله" (اكره ٥٠:١) وهو ملكوت روحي والله غير المحدود هو رب هذا الملكوت
٢- من حيث الزمان فالأرض لها بداية ونهاية، وسوف تحترق بكل ما عليها "تزول السماوات بضجيج وتنحل العناصر محترقة وتحترق الأرض والمصنوعات التي فيها (٢بط ۱۰:۳) والسموات التي يتحدث عنها معلمنا بطرس الرسول هي سماء الطيور أي الجلد وسماء الأفلاك (أي النجوم والكواكب) وليس المقصود بالطبع السماء الثالثة (أي الفردوس) وسماء السموات (حيث عرش الله).
٣- من حيث الطبيعة فطبيعة الأرضيات حس وتراب يفنى بعد أن يتدنس أما طبيعة السموات فهي روحانية مقدسة خالدة بخلود الله.
٤- من حيث البهاء فبهاء الأرضيات رونق زائف، يمكن أن تدمره الأيام والأحداث والتجارب والكوارث الطبيعية كالزلازل والبراكين والسيول الجارفة أما بهاء السماويات فهو بهاء إلهى جعله الله عليها، لأنها مسكنه وعرشه وهذا ما جعل معلمنا بطرس يتحدث عن ميراث لا يفني ولا يتدنس ولا يضمحل، محفوظ في السماوات لأجلكم (ابط ٤:١) طوبي لمن كان شعاره اليومي "إن كان إنساننا الخارج يفني، فالداخل يتجدد يوما فيوما لأن خفة ضيقتنا الوقتية تنشيء لنا أكثر فأكثر ثقل مجد أبديا. ونحن غير ناظرين إلى الأشياء التي ترى بل إلى التي لا ترى لأن التي ترى وقتية وأما التي لا ترى فأبدية" (٢ كو٤ : ١٦-١٨).
طوبى لمن فتح قلبه للعالم السماوي وفتح أذنه لتتسمع ترانيم الفردوس، وتذوق بعضا من امجاده.
نيافة الحبر الجليل الانبا موسى أسقف الشباب

عدد الزيارات 257

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل