وصاياه ليست ثقيلة - الأحد الرابع من بؤونة

30 يونيو 2024
Large image

من إنجيل معلمنا لوقا البشير بركاته على جميعنا آمين ﴿ أحبوا أعداءكم أحسنوا إلى مبغضيكم باركوا لاعنيكم وصلوا لأجل الذين يُسيئون إليكم ﴾ ( لو 6 : 27 – 28 ) هذه الآيات هي جزء من التعاليم التي قالها ربنا يسوع في الموعظة على الجبل وربما تجد أن هذه التعاليم تصطدم مع العقل البشري وقد أيضاً تصطدم مع الذات البشرية ولو بحثنا في كل الأديان لا نجد مثل هذه التعاليم أبداً ولذلك فكثير من الذين قرأوا هذه التعاليم شعروا أنهم أمام طريق يصلهم إلى الله فالموعظة على الجبل إلى الآن تعاليمها تجذب الكثير من النفوس البعيدة عن الله لأنها تعاليم جديدة وغريبة عليهم لأن هذه التعاليم لا تخاطب الإنسان العتيق ولكنها تخاطب الإنسان الجديد فهي تعاليم فريدة في معانيها وأحياناً عندما نقرأ هذا الكلام قد نقول أن هذه الوصايا ثقيلة علينا فكيف نحب الناس الذين لا يحبوننا ؟ وسنتحدث في ثلاث نقاط هامة :-
1- أهمية تنفيذ الوصية :-
في الجزء السابق يقول ربنا يسوع أن نحب أعداءنا ونُحسن إلى مبغضينا وأن نبارك لاعنينا ولابد أن نلاحظ الفرق بين العدو والمُبغض واللاعن لأن العدو يعتبر أقل وطأة من المُبغض فقد نستطيع أن نسمي الإنسان الذي يكون ضدي على أنه عدو ولكن الذي يُبغض أي أنه يكره بشدة والذي يلعن يعني أنه لا يُبغض فقط بل يعبر عن هذه البغضة ولذلك نجد أن هناك ثلاث درجات :-
أ - العدو
ب- المُبغض
ت- اللاعن
ولكن كل ما تزداد عداوة أي إنسان ليَّ كل ما أزداد في محبتي له وأيضاً الذي يبغضني من داخل قلبه فعليَّ أن أُحسن إليه وهذا يعني أن لا أحبه فقط بل أُحسن إليه من كل قلبي وأيضاً أعطيه أي شئ وبذلك يعتبر الحب الذي أقدمه هو حب إيجابي فهو يصل إلى درجة أن الإنسان الذي يلعني أباركه .
فهناك جانبين الجانب الأول يبدأ من العدو الذي لا يحبني إلى الذي يلعني والجانب الآخر يبدأ بالحب وينتهي بالمباركة ولكن من يستطيع أن ينفذ هذا الكلام ؟ فالعقل البشري يصطدم بالوصايا لأنه إذا قرأ الإنسان الوصية خارج إطار المسيح فسيُصدم بها وعندما يقرأ الوصية خارج الروح القدس الذي يستطيع أن ينفذ الوصية داخله فسيصاب باليأس والإحباط والعجز وفي هذه الحالة تظهر الوصية على أنها كلام صعب .. ولهذا يقول القديس أنطونيوس ﴿ أن وصاياه ليست ثقيلة بل نور حقيقي وسرور أبدي لكل من أكمل طاعتها ﴾ وعندما ينفذ الإنسان الوصايا يبدأ يتعلم طريق جديد في حياته وهو أن لا ينظر إلى ما لنفسه بل إلى ما للآخر وابتدأ يعرف أن هناك طريق جديد في حياته مقاد بروح الله وروح القداسة ولهذا فإن وصايا المسيح لا نستطيع أن ندركها أو نحياها إلا بالمسيح ولكن خارج المسيح يشعر الإنسان بالعجز والفشل فكيف يستطيع أن يحب الذي يكرهه ثم يحسن إليه ويباركه ؟!! وكلمة * المباركة * هنا تعني * الله يباركك * ولكن الإنسان في المسيح يسوع يستطيع أن ينفذ الوصايا ولهذا يقول رب المجد ﴿ ومن أخذ رداءك فلا تمنعه ثوبك أيضاً وكل من سألك فأعطه ومن أخذ الذي لك فلا تطالبه ﴾ ( لو 6 : 29 – 30 ) وهذا الكلام لا يستطيع أن يفهمه إلا الإنسان الجديد أي الإنسان الثابت في المسيح يسوع فأنت لا تقدر أن تأخذ قوة فعل الوصية إلا بالمسيح يسوع وفي هذه الحالة تستطيع أن تقول ﴿ أستطيع كل شيءٍ في المسيح الذي يقويني ﴾ ( في 4 : 13) فالله هو القادر أن يعلمك ويرشدك ويقودك إلى كل الحق وهنا يأتي سؤال هام وهو كيف يطبق الإنسان الوصايا ؟ وكيف يقيس نفسه على الوصية ؟ فكل ما على الإنسان أن يدخل داخل الوصية وأن يأخذ قوتها فكل وصية لها قوة مختفية ورائها وهناك بعض من الأفعال التي تظهر أنها مستحيلة ولكن الله يعطي للمشتاق والذي يطلب ويعطي للإنسان الذي قلبه يتحرك بفعل الوصية فالإنسان عندما يعيش الوصايا يبدأ يتغير ويصير هو نفسه آية ويصير هو نفسه إنجيلاً ويُصبح رسالة المسيح المقرؤة وترى الناس فيه صورة لم تراها من قبل لأنها ترى فيه الإنجيل العملي والوصايا المشروحة ويروا المسيح الذي يجول يصنع خيراً ويُبارك كل من يلعنه فالمسيح ليس قصة إنتهت أو أن المسيح جاء لزمن ما وانتهى ولكن المسيح هو هو أمساً واليوم وإلى الأبد( عب 13 : 8 ) إن وصية المسيح باقية إلى الأبد لأنها وصية لم تُكتب لزمنٍ ما أو لفئة معينة بل كُتبت لكل من استنار عقله وقلبه بعمل الروح ومن هنا يستطيع الإنسان أن يتخطى نفسه ويصبح فيه قوة جديدة داخل حياته تعمل فيه وبذلك يستطيع أن ينفذ الوصايا ولكن كل ما يعيش الإنسان في دائرة ذاته ولا يخرج إلى دائرة المسيح فسيظل يعيش في عزلة .
2- مفهوم الآخر في المسيح يسوع :
نجد أن جماعة الفلاسفة والملحدين الذين ينكرون وجود الله يقولون أن الآخر هو الجحيم لأن الآخر هو الذي يأخذ الأشياء التي تخصني وهناك قصة ذكرها أحد الملحدين يقول فيها أن الإنسان الأول وُجد في الفردوس ثم بدأ يصف الإنسان وهو يعيش في الفردوس في حالة من الفرح والشكر لله ثم بعد ذلك جاء ملاك ومعه شخص آخر فبدأ في تقاسم المكان بينهما ثم بعد ذلك جاء الملاك وأحضر شخص آخر وهكذا إلى أن إزداد عددهم وابتدأ يحصل بينهم مشاجرة ومن هنا جاءت فكرة أن الجحيم هو الآخر ولكن في المسيح يسوع الآخر هو المسيح والآخر هو الذي أحبه وأعطيه وأقدمه على نفسي والآخر هو الذي أعيش معه الوصية وهو الذي يوصلني للملكوت فالآخر في المسيح يسوع هو الملكوت في حين يقول الفلاسفة أن الآخر هو الجحيم والذي يوافق على هذا الرأي هو الإنسان الأناني والمنعزل فوصايا المسيح تخرجك خارج أنانيتك وخارج نفسك وتجعلك تنفق نفسك من أجل الآخر وتقول﴿ أحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيَّ ﴾ ( غل 2 : 20 ) وذلك لأن الذات لم تصبح المركز بل أصبح المسيح هو المركز وأيضاً يقول رب المجد ﴿ إن أحببتم الذين يحبونكم فأي فضلٍ لكم ﴾ ( لو 6 : 32 ) لأن هذا يعتبر مستوى أناني لأن هذا الحب يكون متبادل وأيضاً يقول رب المجد ﴿ وإن أقرضتم الذين ترجون أن تستردوا منهم فأي فضلٍ لكم فإن الخطاة أيضاً يقرضون الخطاة لكي يستردوا منهم المثل بل أحبوا أعداءكم وأحسنوا وأقرضوا وأنتم لا ترجون شيئاً ﴾ ( لو 6 : 32 – 35 ) فاقرض وأنت لا تنتظر أن تأخذ شيئاً ومن هنا يصبح الإنسان لا يعيش للأرض ولا يعيش للأنانية أو لجمع المال لأن كل من يسأله يعطيه حتى ينفق كل أمواله ثم يوزع أيضاً الثوب والرداء لأن هذا الإنسان إبتدأ يخرج من دائرة نفسه ومن سلطان الأنا إلى سلطان المسيح فلكي يستطيع الإنسان أن ينفذ الوصية عليه أن يدخل داخل دائرة الروح وأن يدخل في شرِكة المسيح وفي حياة المسيح وفي أسراره وسيشعر أنه يبحث عن أي فرصة للعطاء ويشعر أن الإنسان الذي يعطيه هو الذي يعمل فيه معروف وليس العكس ولكن إذا بعد الإنسان عن المسيح فيشعر أنه لا يريد أن يرى الشخص الذي يعطيه بل ويشعر أنه يريد أن يهرب منه وذلك لأنه يعيش لنفسه وعندما يعيش الإنسان مع المسيح تُصبح الوصية خفيفة ونيره خفيف وحمله هين لأن الإنسان بدأ في تنفيذ الوصية بالمسيح وبالروح وبدأ يكون فيه جبروت أولاد الله ويستطيع أن يسيطر على مشاعره وعندما يتحد الإنسان الجديد بالمسيح يسوع يشعر أن هناك أشياء كثيرة تتغير داخله ويحدث له ثورة ويبدأ في الخروج من الأنانية ومن الذات وابتدأ يكون داخله روح القداسة وبذلك لا تصبح الوصية ثقيلة أو مُبالغ فيها ولكن مادام الإنسان بعيد عن دائرة المسيح تُصبح الوصية بالنسبة له مُبالغ فيها فالإنسان فيه قوة كبيرة ولكن عليه أن يكتشفها فأنت في المسيح يسوع فيك قوة كبيرة أنت مدعو إليها ولو ترك الإنسان مركز القوة الذي داخله وأصبح يعيش لنفسه فهو بذلك فقير ولكن إتحد بالمسيح وخذ منه القوة حتى تستطيع أن تعيش الوصايا فالإنسان في المسيح يسوع يقدر أن يغلب العدو ويغلب ذاته وشهواته ويغلب العالم ويقف ضد العالم لأن المسيح داخله فالله هو الذي يعطي له حياة ويجعله يرتفع فوق صغائر كثيرة جداً فالإنسان العادي قد يتشاجر على ماديات أو يتصارع على أشياء ولكن الذي إقتنى المسيح فهو إقتنى جوهرة غالية الثمن فالإنسان عندما يجد شئ غالي فإن كل الأشياء الأخرى تبدو له تافهة وصغيرة فكل ما الإنسان يصعد إلى أعلى كل ما تبدو الأشياء التي تحته صغيرة مثل سن الدبوس وعندما نصعد إلى فوق سنجد أن كل الأشياء التي نتمسك بها ما هي إلا أشياء صغيرة والكنيسة تحتفل بعيد القديس العظيم الأنبا موسى الأسود فإذا قرأ الإنسان قصته خارج دائرة المسيح يجدها أنها مستحيلة فكيف إنسان يصل إلى هذه الدرجة من الشر ثم بعد ذلك يتوب ؟!! ولم يتب يوم أو إثنين بل إنه تاب مدى حياته ثم بعد ذلك يتقدس ويُصبح راهب ومرشد ورئيس جماعة ويُحكى أن الرهبان أرادوا أن يكون القديس موسى الأسود قس وكلمة * قس * ليست مجرد رتبة ولكن تعني * مدبر * فقد يوجد آلاف الرهبان ولكن يوجد قس واحد أي كاهن واحد هو الذي يأخذ الإعترافات وهنا نجد التحول الذي حدث في حياة الأنبا موسى الأسود من شرير وفاسق وقاتل إلى راهب ومن شدة نسكه وفضائله ذاع صيته لدرجة أن الرهبان أرادوا أن يكون الأنبا موسى مرشد لهم فأخذوه إلى البطريرك ليرسمه كاهن وكلمة * قس القلالي * تعني أنه الشخص الوحيد الذي أخذ الرتبة التي تسمح له بأخذ الإعترافات فالراهب في العصور الأولى يعتبر راهب فقط ولا يُصبح كاهن إلا إذا أصبح مدبر لجماعة الرهبان فالتحول الذي حدث للأنبا موسى الأسود ما هو إلا نعمة الله الغزيرة القادرة أن تحول فكل ما فعله الأنبا موسى أنه إتحد بالمسيح واختفى داخله فذاب شره داخله وانتقل بر المسيح له وأصبح فيه حرية مجد أولاد الله وفيه سلطان المسيح وفيه قوة المسيح .
3- كيفية تنفيذ الوصية :
إن الله قادر أن يغير قلبك ويحولك من إنسان يعيش تحت نير خطايا ثقيلة إلى قديس ويحولك إلى إنسان مرشد وإلى إنسان يشتهي الإستشهاد وهذا ما حدث مع الأنبا موسى الأسود فالمسيح قادر أن يغيرنا ولكن كل ما علينا أن نخضع للنعمة وأن نترك أنفسنا لعمل الله فهي التي تشكلنا من جديد فالوصية تعطي للإنسان قوة وتغيره ويُصبح فيه إمكانيات جبارة ويهزم العدو بالرغم من أن العدو له سلطان وشرس جداً على كل من ترك الوصايا وكل من خرج من دائرة قوة الله ولكن الإنسان المسيحي متسلح بسلاح قوي جداً وهو إسم المسيح وأيضاً متسلح بقوة الوصايا فالإنسان المسيحي يأخذ جسد ودم ربنا يسوع فأنت مدعو إلى حياة النصرة وعندما نترك مصادر قوتنا فإن العدو يسخر بنا ويلهو بنا إلى درجة أنه يُعير إلهنا ويقول * هؤلاء هم أولادك * ويقول القديس يوحنا ذهبي الفم ﴿ أنه يتعجب على إبن الأكابر الذي يقف على رؤوس الشوارع ليسأل لقمة وهو يملك في نفسه مفاتيح مخازن الحياة ﴾ أنت داخلك كنز فالمسيح داخلك ولكي تستطيع أن تنفذ وصية فعليك أن تقترب إلى آية وتتودد إليها وتطلب أن تعمل في حياتك وتطلبها طوال النهار وأيضاً يستطيع الإنسان أن يطلب فضيلة مثل العفة أو يطلب أن يكون متسامح أو يطلب العطاء أو روح الصلاة أو المحبة فاطلب فضيلة أو وصية تكون بعيدة عنك تماماً وترى أنها تكاد تكون مستحيلة بالنسبة لك وسلم نفسك لعمل نعمة الله فهي تشكلك وتبنيك وتعطيك ما لم تصدقه والناس ترى هذا التغير الذي حدث داخلك ويتعجبوا !!
لقد كان آباؤنا الرسل يكرزوا في أماكن وصل الشر فيها إلى درجة عالية وملك فيها إلى درجة أن عبادات الزنا كانت متاحة والطرق التي كانت تتم فيها السرقة والسُكر والخلاعة منتشرة ومعلمنا بولس الرسول كان يكرز لهؤلاء الناس الذين كانوا يشتغلوا بمثل هذه الأمور ولقد قال عن هذه الأمور أن ذكرها قبيح ( أف 5 : 12) ونجد أن هذه الناس تغيرت وتابت وتقدست وأصبحت الناس تتعجب لأن الشر له سلطان فما الذي يجعل هذه الناس تتغير ؟ ولهذا يقول ﴿ الأمر الذي فيه يستغربون أنكم لستم تركضون معهم إلى فيض هذه الخلاعة عينها مجدفين ﴾ ( 1بط 4 : 4 ) لقد إستغربوا كيف هؤلاء الناس الذين كانوا معهم في الشر وفي الأعمال القبيحة إستطاعوا أن يتوبوا عن هذه الأفعال ؟!! فكيف يستطيع إنسان أن يدخل في دائرة هذه الأشياء ويتوب عنها ؟ ولكن نعمة الله الغزيرة تحول الإنسان من إنسان أناني إلى إنسان معطي ومن إنسان عدواني إلى إنسان يبارك الذي يلعنه فنرى كيف كان الأنبا موسى الأسود إنسان شرير وشرس ويقتل بلا سبب ثم ابتدأ يرحم بلا سبب !! وإذا سألته يقول لك أن نعمة الله قد إفتقدته لقد ذاق حلاوة الله وذاق قوته في حياته فهو لا يريد أن يتذكر هذا الشر كل هذا نتيجة عمل المسيح فعندما يدخل الإنسان داخل دائرة المسيح فالمسيح قادر أن يغيره وقادر أن يعطي له نعمة وأن يقدس كل كيانه ويُصبح إنسان محب للصلاة ومحب للعبادة وللتسامح وهذا هو انتصار الروح داخل الإنسان وهذا هو التغيير الذي يدعونا إليه ربنا يسوع فهو يريد أن لا تتحول فقط من إنسان شرير إلى إنسان صالح بل إنسان على صورة الله إنسان يحمل الله داخله إنسان يمجد الله بكل أعماله فقط كل ما على الإنسان أن يصلي بأمانة ويطلب النعمة لكي يستطيع أن ينفذ الوصية ومن الجميل أن كل الوصايا تؤدي إلى بعض فمثلاً عندما يطلب الإنسان الطهارة تجد أنه يتعلم هذه الفضيلة وتأتي إليه فضيلة أخرى مثل الوداعة ثم العفة ثم المحبة فالوصايا كلها لها قانون واحد وقاعدة واحدة وكل هذا لأنك دخلت داخل دائرة المسيح ومن المؤسف أن يكون الإنسان غني ويشعر أنه فقير أو تكون القوة متاحة له ويشعر أنه ضعيف فالقديس الأنبا موسى سُميَ * بالقوي * لأنه قوي في توبته وفي ثباته وفي عزيمته فلا تظن أنك إذا أردت أن تعيش في طريق الله أنك ستجد كل الأمور سهلة ولكن الحروب ستستمر ولقد ظل الأنبا موسى يصارع ولكن بثبات وقوة وظل يحارب لدرجة أنه كان من الممكن أن يذهب إلى أب إعترافه عشرات المرات يشكو نفسه ويشكو عدوه ويفضح ذاته لأنه إنسان وضع في قلبه أنه مهما العدو أغواه فإنه لن يرجع مرة أخرى وهذا هو الثبات المدعوين له نحن أيضاً ففي المسيح يسوع هناك قوة كبيرة تنتظرك وربنا يسوع هو معطي الصالحات وهو كنز الصالحات الذي يعطي لأولاده كل قوة وكل خير فالله يريد أن ينقلنا من إنسان يسلك حسب الجسد إلى إنسان روحي ومن إنسان مهزوم إلى إنسان غالب ولكن كل ما عليك أن تدخل داخل دائرته وأن تحتمي فيه وأن تطلب إسمه باستمرار وأن تتودد إلى الوصية لكي ما تأخذ قوة من فعلها ولكي ما تخترق حياتك وتمجد إلهك الذي أعطاك قوة ونعمة لتنفيذ الوصية ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولإلهنا المجد إلى الأبد آمين.
القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية

عدد الزيارات 277

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل