نشكرك لأنك نعمة الحفظ

19 يوليو 2024
Large image

من أجمل الكلمات التي يمكن للإنسان أن يخاطب بها الله في نشكرك وحسب تقليد كنيستنا، فإن هذه العبارة هي المقدمة التعبدية التي تفتتح بها صلواتنا في كل المناسبات بعد أن تتلو الصلاة الربانية.
نعمة الحفظ
ارفع عينى إلى الجبال، من حيث ياتي عوني معونتي من عند الرب صانع السماوات والأرض لا يدع رجلك نزل. لا ينعس حافظك، إنه لا ينعس ولا ينام حافظ إسرائيل الرب حافظك الرب ظل لك عن يدك اليمنى لا تضربك الشمس في النهار، ولا القمر في الليل الرب يحفظك من كل شر. يحفظ نفسك. الرب يحفظ خروجك ودخولك من الآن وإلى الدهر (مز ۱۲۱) هذ المزمور يتكلم عن الحفظ بصورة جيدة، ويوضح كيف أن الله يحفظ الإنسان في كل وقت وكل مكان وفي كل لحظة من حياته، وستتكلم هنا عن
مجالات حفظ الله للإنسان.
أولاً : الله يحفظ الكون
فالكون الذي تعيش فيه له نظام بديع ودقيق، فنستيقظ في الصباح المجد الشمس والحركة، ونجد بلادا بها ظلام في الوقت الذي يوجد فيه بلاد أخرى بها نهار وهكذا فالله يضبط الكون كله، فهو يضبط حركة الكواكب وحركة المجموعة الشمسية وحركة النجوم وحركة الأفلاك وإذا غفل الله ولو جزءا صغيرا من الثانية وهذا طبعا ليس من المنطق).فإن كل هذا سيتخبط معا لذلك فإن الله يضبط الزمن والوقت واليوم والشهر، فمثلاً يحتفل الإنسان بعيد ميلاده في يوم محدد، وفي مثل هذا اليوم من كل عام يزيد عمر هذا الإنسان عاماً، وهكذا كل إنسان يكون له تمييز وهوية عن الآخرين وايضا الله يضبط قانون الجاذبية الأرضية، فهذا القانون هو الذي يحفظ الحياة كلها، فعندما أراد بعض العلماء إرسال اشخاص إلى القمر أو إلى الكواكب الأخرى كانت أهم المشكلات التي واجهتهم في الجاذبية الأرضية وكيف يمكن أن يمتلك الصاروخ قوة القوى من الجاذبية الأرضية حتى يستطيع أن ينطلق من مجال الأرض وأيضا كيف يستطيع الإنسان أن يسير فوق سطح هذه الكواكب بدون جاذبية !! إن الأرض تدور حول محورها، وتوجد بها فصول وشهور
وأيام وساعات ودقائق وثوان وكل هذا الله يحفظه أمام الإنسان في الحياة الإنسانية.
ثانيا: الله يحفظ نفسك من الاسئلة المشهورة في مجال الطب ماهو أكبر وأهم عضو في جسم الإنسان يقول البعض الكبد، والبعض الآخر يقول الكليتين وهكذا.. لكن أهم عضو في جسم الإنسان هو الجلد لأنه هو الذي يحفظ الإنسان ومساحته تقریبا ۲ متر مربع لذلك يوجد تخصص في كليات الطب للأمراض الجلدية ويقول الكتاب "هو حافظ نفوس أتقياته من يد الأشرار ينقذهم" مز ۹۷: ۱۰) "كثيرة هي بلايا الصديق ومن جميعها ينجيه الرب يحفظ جميع عظامه واحد منها لا ينكسر "(مز ١٩:٣٤-٢٠)، وأيضا يحفظ الله نفس الإنسان من الشيطان الذي دائما يحاول الإيقاع به، وجعله في حالة من التوهان
لذلك تصلي قائلين "كل حسد وكل تجربة، وكل فعل الشيطان، ومؤامرة الناس الأشرار وقيام الأعداء الخفيين والظاهرين انزعها عنا" فالله يسيج حول الإنسان ويحفظه من كل هذه الشرور، والله لا يحفظ أولاده فقط بل يحفظ أيضا مبغضيه مثل الملحدين الذين ينكرون وجوده لعلهم ينتبهون يوما ويعودون إلى انفسهم وأيضا يحفظ الله الإنسان من كل فكر غير جيد أو شهوة ضارة أو صداقة غير مناسبة أو إلخ، وقد يسأل الإنسان نفسه عندما ينتبه أين كان عقلى وأنا أفعل هذا الأمر وهنا يشعر بحفظ الله له من كل هذه الشرور.
ثالثا: الله يحفظ الإنسان من نفسه فيحفظ الإنسان من لسانه، لأنه قد يكون أحياناً لسانا غاشا !! ويسبب له كثيرا من المتاعب. لذلك يقول معلمنا داود النبي" اجعل يارب حارسا لفمی احفظ باب شفتی" (مز ٢:١٤٣) لذلك من التدريب الروحية الجميلة. أن يصلى الإنسان في داخله قبل الحديث أو الرد على أي سؤال قائلاً" يارب ارشدني واجعل في فمي قولاً حكيماً "وهذا ما فعله نحميا النبي حين ساله الملك لماذا وجهه حزين فقبل ان يجيب نحميا على الملك ويذكر له اخبار بلاده يقول الكتاب إنه رفع قلبه بالصلاة إلى الله أولاً "فصليت إلى إله السماء "(نح ٤:٢). وهكذا يجب على كل شخص منا أن يرفع قلبه إلى الله دائما قبل أن ينطق باية كلمة، ويقول "ضع يارب حافظاً لفمى وباباً حصينا الشفتي " فأحيانا قد ينطق الإنسان بكلمة يندم عليها باقي عمره فالكلمة قد يكون لها تأثير اقوى من أي سلاح ويمكن أن تسبب جرحا عظيما لا
ينسى وكما يقول الكتاب "هدوء اللسان شجرة حياة واعوجاجه سحق في الروح" (ام ٤:١٥) وايضا يحفظ الله الإنسان من محبة المال فصحبة المال إحدى الحروب
القوية التي تحارب العالم كله، ولذلك يقول الكتاب "لأن محبة المال اصل لكل الشرور الذي إذا ابتغاه قوم ضلوا عن الإيمان وطعنوا انفسهم باوجاع كثيرة (اتي٦ :١٠) لذلك
نجد ان اغلب القضايا المطروحة امام المحاكم هي عن المال سواء كان ذلك بين إخوة أو أزواج أو ابناء أو الخ
فالله يحفظ نفس الإنسان من هذه الشهوات المالية التي تتعبه.وقد قرأت قصة لطيفة عن إنسان قام بسؤال بعض الأشخاص عن المال الذي يحتاجونه لكي ما تكون معيشتهم جيدة" فأجاب أحدهم خمسة الاف جنيه وقال آخر عشرة الاف واخر عشرون الفا، وهكذا وهنا سأله أحدهم كم هو راتبك ؟! أجاب إلى أعمل في شركة كبيرة واتقاضى خمسين ألف جنيه !! فسألوه هل انت سعيد بهذا الراتب وهل هو جيد بالنسبة لك؟! أجاب: لا إنى تعيس جدا !! فإن ابنى من ذوى الاحتياجات الخاصة ولا يستطيع اللعب مع ابن البواب الذي هو بكامل صحته !! فالمهم ليس هو المال لكن المهم هو الشبع الداخلي فالله يحفظ نفس الإنسان من شهوة محبة المال.
وأيضا الله يحفظ نفس الإنسان من الطموح الزائد. فهناك شخص يكون طموحه أكبر مما هو متاح له. وهناك قصة عن شخص قام بفتح محل لبيع الأجهزة الكهربائية. وقد بدأ بعدد صغير من الأجهزة ثم زادت تجارته بالتدريب ثم بدا طموحه يزداد في توسيع تجارته ولكن بطريقة خاطئة فبدا في اقتراض المال من البعض لشراء اجهزة أكثر لكى ما تزيد تجارته !! وفي أحد الأيام حدث سطو على المحل وتمت سرقته وهنا تعرض هذا الإنسان لمشكلة كبيرة وهي
كيف سيمكنه سداد ما تم اقتراضه من المال إن هذا الإنسان لم ينتبه لكي يكون طموحه بحدود وبحساب وبحكمة.
فالله يحفظ نفس الإنسان من الشرود والإهمال والاستهتار وقساوة القلب ويحفظ نفس الإنسان من وقت الراحة والمقصود بالراحة هنا هو وقت الاستهتار والكسل والإهمال ومثال لذلك خطية داود النبي مع امرأة أوريا الحثي" وكان في وقت المساء أن داود قام عن سريره وتمشى على سطح بيت الملك. فرأى من على السطح امرأة تستحم وكانت المرأة جميلة المنظر جداً" (۲ صم ۲:۱۱). فالراحة والاستهتار وصلت بداود إلى ارتكاب خطية كبيرة. وأيضا يحفظ الله نفس الإنسان من الافتخار والإعجاب بالذات، كما يقول المثل" يا أرض اتهدي ما عليك أدى" إن كان ذلك في علم أو خدمة أو أسرة، أو إلخ. فبولس الرسول هذا القديس العظيم قال "اعطيت شوكة في الجسد لثلا ارتفع وائلا ارتفع بفرط الإعلانات أعطيت شوكة في الجسد، ملاك الشيطان، ليلطمني لئلا ارتفع" (۲کو ۷:۱۲).فمعلمنا القديس بولس الرسول الله أعطاه نعما كثيرة جداً، وتراءى له مرات عديدة. ونال إعلانات إلهية كثيرة، وكل هذا كان من الممكن أن يقوده إلى الكبرياء لهذا سمح له الله بشركة في الجسد، وقد تكون هذه الشوكة تعب في الظهر أو ضعف في النظر أو أحد الأمراض الجلدية أو إلخ لكن ما يحفظه من الوقوع في خطايا الكبرياء.
رابعاً: الله يحفظ الإنسان في الإيمان
جميعاً قد تسلمنا وديعة الإيمان منذ نعومة أظافرنا، فكنيستنا القبطية تعلمنا أن تقال سر المعمودية بعد أيام قليلة من ولادتنا، وأيضا تعين إشبيناً للطفل المعمد. بحيث يكون مسئولاً عن تسليمه الإيمان. وغالبا ما يكون هذا الإشبين هو الأم أو الأب الذي يكون مسئوليته إيداع الإيمان في قلب الطفل المعمد لذلك تصلى وتقول احفظنا في إيمانك وانعم علينا بسلامك فالإيمان وديعة غالية جداً، ولكن للأسف كثيرين وقعوا في خطايا الإلحاد فأحياناً تتقابل مع شاب عمره لا يزيد عن العشرين عاماً، وتجد أفكاره بعيدة تماماً عن الإيمان!!
ولينتبه كل أب وكل أم أن دورهما كإشبين. لا ينتهى بانتهاء مرحلة الطفولة، لكنه دور يستمر مدى الحياة، ومسئولية سيسألان عنها أمام الله ويقول معلمنا بولس الرسول التلميذه تيموثاوس "وأحفظ الوديعة الصالحة بالروح القدس الساكن فينا" (۲ تي١ :١٤) ويذكر لنا التاريخ أنه في أيام البابا أثناسيوس الرسولي، وذلك في القرنين الثالث والرابع الميلاديين، ظهرت بدعة اريوس وانتشرت انتشاراً واسعاً جداً. ولكن مع هذا، حفظ الله كثيرين في الإيمان وفي مقدتهم القديس أثناسيوس الرسولي حتى إنه قيل له العالم كله ضدك يا اثناسيوس، فأجاب وأنا ضد العالم. وأيضاً يذكر لنا التاريخ أنه في القرون الأولى تعرضت الكنيسة لكثير من العذابات والاضطهادات، وبالرغم أن البعض لم يحتمل هذه العذابات وأنكر، إلا أن الله حفظ وديعة الإيمان مع كثير من الشهداء والمعترفين، لذلك تصلي قائلين احفظنا في الإيمان واحفظ وديعة الإيمان التي سلمتها لنا
رحلة في الكتاب المقدس تبين حفظ الله للإنسان
حفظ نوح وأسرته
في بداية الخليفة العالم كله أصابة الشر ولكن الله حفظ نوحاً وأولاده وزوجته من هذا الشر العظيم ونجاهم من الطوفان، وقد كان عددهم ثماني انفس فقط "فمحا الله كل قائم كان على وجه الأرض الناس والبهائم، والدبابات، وطيور السماء فانمحت من الأرض وتبقى نوح والذين معه في الفلك فقط" (تك ۲۳:۷)
حفظ لوط وبناته
فأخرجهم من مدينة سدوم بأيدي ملاكين قبل أن يهلكها بالنار والكبريت نتيجة غضبه عليها "ولما طلع الفجر كان الملاكان يعجلان لوطا قائلين: قم خذ امراتك وابنتيك الموجودتين لئلا تهلك بإثم المدينة. ولما تواني امسك الرجلان بیده وبید امراته وبيد ابنتيه لشفقة الرب عليه، وأخرجاه ووضعاه خارج المدينة، (تك ١٩: ١٥-١٦).
حفظ يعقوب
لقد حفظ الله ابانا يعقوب من وجه أخيه عيسو الذي أراد قتله بسبب تحايله على ابيه واخذ البركة منه (تك ٤١:٢٧) "فقال عيسو لي كثير يا اخي . ليكن لك الذي لك. فقال يعقوب لا إن وجدت نعمة في عينيك تأخذ هديتي من يدى لأني رأيت وجهك كما یری وجه الله فرضيت على" (تك ٩:٣٣-١٠)
حفظ يوسف في غربته
حفظ الله يوسف الصديق خلال رحلة العبودية الطويلة والتي بدأت من بيع إخوته له كعبد ثم مروره بتجارب وضيفات كثيرة في بيت فوطيفار وفي السجن و... إلخ ولكن حفظ الله له هو الذي جعله الرجل الثاني في مصر بعد فرعون قال فرعون ليوسف "انظر قد جعلتك على كل أرض مصر وخلع فرعون خاتمه من يده وجعله في يد يوسف (تك ٤١:٤١-٤٢). حفظ موسى النبي
حفظ الله موسى الصغير من القتل فيذكر لنا الكتاب كيف أن أمه وضعته في سلة صغيرة في النيل ثم انتشلته ابنة فرعون من الماء وأحبته واتخذته لها ابناً - لقد دبر الله أن يعيش موسي في بيت فرعون الذي أمر بقتل أطفال العبرانيين وليس هذا فقط بل سمح الله أيضا أن تكون مرضعته هي امه التي غذته ليس فقط من لبنها ولكن أيضاً من الإيمان وقد تهذب موسى بكل حكمة المصريين "فتهذب موسى بكل حكمة المصريين وكان مقتدرا في الأقوال والأعمال ( أع٢٢:٧)
حفظ الله بنى إسرائيل في البرية
حفظ الله شعب بني إسرائيل في البرية ما يقرب من أربعين عاما وقد نتساءل هل ثيابهم لم تبل هل أحذيتهم لم تتقطع؟!! هذا حفظ الله!! لقد حفظ الله ودبر لهم جميع احتياجاتهم كما قال الكتاب "فقد سرت بكم أربعين سنة في البرية لم تبل ثيابكم عليكم، ونعلك لم تبل على رجلك"(تث٥:٢٩)
وليس هذا فقط بل كان الله يرسل لهم ايضا سحاية في النهار لكيما تظللهم وتحميهم من أشعة الشمس، وعمود من نور فى الليل ليضي لهم الظلام "وكان الرب يسير أمامهم نهارًا في عمود سحاب ليهديهم في الطريق، وليلاً في عمود نار ليضيء لهم. لكي يمشوا نهارا وليلا(خر٢١:١٣).
- حفظ داود من بطش شاول
لقد حفظ الله داود من بطش شاول الملك. الذي أراد مرارا كثيرة قتله ولكن الله دائماً كان يحفظه فيقول المرنم "أصابوني في يوم بليتي وكان الرب سندى اخرجني إلى الرحب خلصنى لانه سر بی (مز ۱۸:۱۸-١٩)
- حفظ استير
كلمة استير تعنى "نجمة المشرق" لقد كانت استير مجرد فتاة يتيمة أخذت في السبي، وقد وضع الله في قلب ابن عمها ان يهتم بتربيتها وحفظها الله في السبي وليس هذا فقط بل ايضا جعلها ملكة "فأحب الملك استير أكثر من جميع النساء ووجدت نعمة وإحسانا قدامه اكثر من جميع العذاري فوضع تاج الملك على راسها وملكها مكان وشتي اس١٧:٢) وايضا استطاعت أن تنقذ شعبها من الإبادة، وصار لها سفر في الكتاب المقدس!!
حفظ الله لكثيرين
حفظ الله دانيال في جب الأسود فلم تمسه "إلهي أرسل ملاكه وسد أفواه الأسود فلم تضرني لأني وجدت بريئا قدامه (دا ٢٢:٦) وحفظ الفتية الثلاثة في أتون النار، فلم يصبهم أذى" لم تكن للنار قوة على اجسامهم وشعرة من رؤوسهم لم تحترق وسراويلهم لم تتغير، ورائحة النار تعليهم، (دا۳ : ۲۷) وحفظ أيضا يونان في بطن الحوت واما الرب فاعد حوتا عظيما ليبتلع يونان "فكان یونان في جوف الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليال" (يون ۱۷:۱)، ومازال الله يحفظ الإنسان حتى الآن ولكن من يعيشون في الأمور المادية لا يصدقون ذلك، ولكن الكتاب المقدس كتاب أمين يقدم لنا قصة الخلاص، وقصة عناية الله بالإنسان.وايضا حفظ القديس بطرس وهو في السجن ، "وإذا ملاك الرب اقبل ونور اضاء في البيت فضرب جنب بطرس وايقظه قائلاً: قم عاجلاً فسقطت السلسلتان من يديه"( ۷:۱۲)، وحفظ بولس الرسول في أتعاب الكرازة الكثيرة "بأسفار مرارا كثيرة بأخطار سيول بأخطار لصوص بأخطار من جنسي بأخطار من الأمم بأخطار في
المدينة بأخطار في البرية بأخطار في البحر (٢ كو ١١ :٢٦)
وحفظ الله ايضا الرهبنة في مصر من القرن الثالث الميلادي وحتى الآن بالرغم من كل ما مرت به من اتعاب وضيقات و شداند. وحفظ الشهداء مثل مارجرجس امیر الشهداء وقصته التي نعلمها جميعا، وكيف حفظه الله من السم القاتل وحفظ القديس يوليوس الاقفهصي كاتب سهر الشهداء وقد سجل لنا أكثر من ٢٠٠ قصة استشهاد وقد تتسائل كيف تركوه كل هذه الفترة بدون استشهاد !! هذه هي عناية الله وحفظه، وإن كان في النهاية صار شهيدا أيضا، ولكن بعد أن ترك لنا باقة عطرة من سير الشهداء لقد حفظ الله الكنيسة كل هذه القرون ونحن الآن نفتخر بكنيستنا التي عمرها الآن الفين سنة من الزمان ولذلك نقول ابواب الجحيم لن تقوى عليها، (مت١٨:١٦)، وهذه الأبواب ليست بابا أو اثنين ولكنها أبواب كثيرة جدا. كانت عبر القرون وعبر التاريخ أكثر من أية كنيسة في العالم كله فالله يحفظ الإنسان ويحفظ الكون ويحفظ نفسك ويحفظك من نفسك ويحفظك من ضعفات كثيرة والكتاب المقدس يستطيع أن يرشد الإنسان، ويوضح له مراحل كثيرة من حفظ الله له فاحياناً إذا شخص طرفت عيناه، يقولون له" العين عليها حارس " وبالطبع هذا الحارس قد تم تعيينه من قبل الله، فالله يحفظ الإنسان، لكن الإنسان أحيانا يعتدي على ما أعطاء الله مثل اعتدائه على نهر النيل وتلويثه بمواد كيماوية ضارة، قد تصيب الإنسان بأضرار بالغة وهناك قصة لطيفة عن قرية صغيرة تقع على شاطئ البحر في افريقيا، وقد منح الله هذه القرية رمالاً بها بعض الكيماويات التي تساعد على شفاء الإنسان من بعض الأمراض، لذلك كان يتوافد على هذه القرية كثير من السائحين لنوال نعمة الشفاء وكانت بيوت هذه القرية تتكون من طابق واحد فقط وكان أساس معيشة هذه القرية على دخل السياحة، وفي أحد الأيام جاء شخص إلى هذه القرية، واقترح على أهلها أن يقوموا ببناء عمارات كبيرة للسكن فيها. بدلاً من هذه البيوت الصغيرة، على أن يستخدموا في البناء الرمال الموجودة بكثرة في القرية وبالفعل قام السكان، بذلك ولكن كانت النتيجة انه لم يعد هناك رمال للسواح الذين يحضرون للقرية للشفاء وبالتالي انقطع الدخل الذي كانوا يعيشون عليه وكان هذا بسبب اعتدائهم على الطبيعة التي منحها الله لهم فالله يحفظ الإنسان ويقف بجانبه في كل ضيقة، كما يقول الكتاب "في كل ضيقهم تطايق، وملاك حضرته خلصهم (إش ٩:٦٣)، فالله يحفظك يحفظ حياتك بداية من الكون حتى جلدك الذي يحفظك من ملايين الميكروبات والملوثات، ويحفظ إيمانك وسلامك وهدوءك ويعطيك نعمة الحفظ الدائم
وهناك تدريب لطيف
وهو أن تقرأ الكتاب المقدس تحت عنوان عناية الله بالإنسان، بمعنى أنه اثناء قراءتك تقوم بتجميع الآيات التي توضح عناية الله بالإنسان وستجد في نهاية قراءة الكتاب أن لديك كنزا من الآيات تساعدك وتسندك خلال مسيرة حياتك بكل ما فيها من تجارب وضيقات وتعطيك الطمانينة أن الله سيعتني بك.
قداسة البابا تواضروس الثاني
عن كتاب نشكرك لأنك

عدد الزيارات 243

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل