
هذه الآيات سيمفونية الحب الإلهي وتتكون من خمس مراحل وهي
١-سبق فعرفهم ما مدى معرفتنا.. إنها ليست المعرفة اللاهوتية فقط إنما المعرفة الوجدانية أيضا، فكلمة عرفني فيها مودة وفيها اتصال قبل ما يخلقني اشبه بلوحة تشغل كل تفكير الفنان إذا ما رأها إنسان ما قبل تكملة رسامتها فإنه يسخر بها وبأهمية الفنان، إذ يجهل معالمها التي تدور في مخيلة الفنان مما يجعله يهتم بها كابنة له وبالمثل ربنا يعرفنا معرفة اتحادية مثلما قال الكتاب ادم عرف حواء هذه معرفة اتحادية فمعرفة الله وجدانية حب معرفة مستقبلية
٢- سبق فعينهم يعين أن يشاور "لكي يكونوا مشابهين صورة ابنه ويكون بكرا بين اخوة كثيرين - مشابهة في الشكل وفي الغلاوة الخاصة بابنه وكأن يقول لذلك دم ابنى يسرى في روحك وجسد ابني يكون داخلك ويسكن الله في قلب الإنسان فينال الإنسان موضعا عاليا ليس معنى ذلك أن الإنسان
صار إلها إنما نال كرامة
٣- دعاهم ايضا
بعدما عرفنی و عيننی دعانی مثلما دعا إبراهيم، وهذه دعوة تكريسية تخصيصية خاصة بالإنسان البار، وهناك دعوة تتويبية مثلما حدث مع لوط ليخرج من سدوم حيث الشر والأشرار، وكذلك دعوة خروج شعب اسرائيل من أرض العبودية حيث كانت قلوبهم منقسمة مثل امرأة لوط وهناك دعوة شركة مثل دعوة المدعوين للعرس دعوة شبع روحي فكل إنسان له٤ أنواع من الدعوة وهي:
١- دعوة توبة. ٢- شبع. ٣- خدمة. ٤- تكريس
٤- بررهم
قال بررهم ولم يقل براهم "براهم" تعني بلا خطية وبالطبع لا يوجد احد بلا خطية، أما "بررهم " أى دفع عنهم الثمن المقصود باختصار هو الخلاص وركائز الخلاص في خمس
أ- الایمان امن ابراهيم فحسب له برا
ب- التوبة إذا كان الذي يريد المعمودية كبيرا لابد أن يعترف ويتوب اولا
ج الأسرار الأسرار السبعة لها خلاص فهي بالترتيب
1- سر المعمودية ندفن ونقوم معه (اخلاص)
٢- الميرون يدشنی ویکرسنی ليسكن الله في (خلاص)
3- التناول يثبتني "يثبت في وانا فيه (خلاص)
4-التوبة تجديد المعمودية" أن لم تتوبوا فجميعكم هذا تهلكون (خلاص)
٥- مسحة المرضي لابد من التوبة (خلاص)
6-الزيجة الزواج خير من التحرق لذلك فهو يساعد على (الخلاص). ٧-الكهنوت الكاهن خادم سر الخلاص يقدم الذبيحة
د-الأعمال "الإيمان بدون اعمال ميت" الأعمال ثمرة للإيمان بالمفهوم الارثودكسي فهي تكمل الإيمان.
ه- تغيير الجسد ( التمجيد)
مجدهم نجدها مرافقة لكلمة بررهم أخر مرحلة في مراحل الخلاص في تغيير الجسد إلى جسد ممجد ثم الملكوت ثم الخلود "المجد الذي اعطيتني اعطيهم" اذن الإنسان شاغل الله منذالأزل وإلى الأبد كم وكم محبة ربنا للإنسان، فهو أيقونة جميلة صنعها ربما بيده الحلوة تعيش زمنا ثم تخرج ممجدة لتحيا الخلود السعيد إلى الآبد.
نيافة الحبر الجليل الأنبا موسى أسقف الشباب