الخادم والتكامل مع إخوته الخدام (ب)

11 فبراير 2019
Large image

أخي الخادم: المخدوم لا ينتظر أن يسمع منك درسًا بل أن يراك أنت درسًا..الله سمح بالتنوع، وجعل بيننا مواهب كثيرة كما ذكر معلمنا بولس الرسول: «فأنواعُ مَواهِبَ مَوْجودَةٌ، ولكن الرّوحَ واحِدٌ» (1كو12: 4)، فقد سمح الله أن يختار الأنبياء من مختلف الثقافات والطبقات والوظائف والاهتمامات والأماكن، وجعل من تباينهم أكبر منفعه لخدمة رسالتهم الإلهية، إذ مكّنتهم من توصيل رسالتهم لكل إنسان، لذلك ستجد النبي الباكي والناري والهادئ والقائد و... والله يستخدم هذا وذاك.+ فقد رأينا موسى النبي الذي لم يكن متكلمًا بارعًا ولكن الله أكّد له دعوته قائلًا: «مَنْ صَنَعَ للإنسانِ فمًا؟... فالآنَ اذهَبْ وأنا أكونُ مع فمِكَ وأُعَلِّمُكَ ما تتَكلَّمُ بهِ» (خر4: 10). وعندما بقي موسى متشكّكًا في قدرته، سمح لأخيه هارون بأن يرافقه لأنه كان فصيح اللسان... اعلم عزيزي الخادم أن الله قد يهبك أو يهب من حولك القدرات والمواهب التي تحتاجها خدمته، يكفي أن تكون توّاقًا لخدمته، وهو سيعمل بما لديك ويكمل بمن حولك. تعلمنا من أبينا المتنيح القمص ميخائيل إبراهيم منهجًا رائعًا نتمنى أن نردّده في قلوبنا دائمًا: "ليتمجد الله بي أو بغيري، ويُفضَّل بغيري".+ رأينا في التلاميذ الاثني عشر والآباء الرسل تنوعًا وتباينًا. فليس من مجال للمقارنة بين بطرس وبولس ويوحنا، بل بالأحرى أن نبارك الله الذي عمل بهم واستخدمهم ورأى في تنوعهم منفعة لخدمة وانتشار ملكوته السماوي، فكلٌّ له مذاقه الخاص وأسلوبه المميز الذي يؤثر في فئة سامعيه. نتعجب لمعلمنا بولس الرسول صاحب القلب الناري في خدمته حين يقول بغير خجل: « ولكن لَمّا جِئتُ إلَى ترواسَ، لأجلِ إنجيلِ المَسيحِ، وانفَتَحَ لي بابٌ في الرَّبِّ، لَمْ تكُنْ لي راحَةٌ في روحي، لأنّي لَمْ أجِدْ تيطُسَ أخي. لكن ودَّعتُهُمْ فخرجتُ إلَى مَكِدونيَّةَ» (2كو2: 12، 13). بولس الخادم الغيور صاحب القلب الملتهب، الذي انفتح له باب في الرب للكرازة التي هو موضوع لأجلها، لم يحتمل غياب أخيه تيطس، بالرغم من قوة شخصيته ومعاملات الله العجيبة في حياته وخدمته! هكذا يليق بالخادم ليس فقط أن يتعاون مع إخوته الخدام، وإنما لا يطيق العمل بدونهم! الهدف من مساعدة الآخر هو نمو الآخر ولو بتقديم بعض التضحيات.. فكم من إنسان احتاج في بداية الطريق إلى آخر يساعده؟ وإن درست تاريخ الكنيسة وآبائها ومعلميها وبطاركتها، ستدرك عظمة وسخاء روح الله الذي يقود الكنيسة في كل زمان بحسب ما تحتاج..الله يعمل في كل أحد وبكل أحد ويستخدم القدرات والمواهب والتنوع لصالح مجد خدمته.. ليتنا لا نرفض أحدًا ولا نحتقر أحدًا، فالله يريد أن يعمل بالقليل وبالكثير.
القس أنطونيوس فهمى
كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس – محرم بك - الأسكندرية

عدد الزيارات 1526

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل