حل مشاكل الكتاب المقدس سفر التكوين

14 فبراير 2019
Large image

1- بين اصحاح 1 : 2 وعدد 10 ففى الاول يفهم من قوله (وكانت الارض خربه وخاليه) انه كانت ارض وخربت. وفى الثانى ان الارض خلقت حديثا. فنجيب ان كلمه (خربه وخاليه) فى العبرانيه (توهو ويوهو) اى قفرا وتشويشا. والايه الاول ى (فى البدء خلق الله السموات والارض) المراد بها ان الله خلق الماده الاول ى او عناصر الماده، وقوله (خربه وخاليه) اى ليس فيها شىء الا الماده وهى مشوشه لا نظام لها.
2- و بين اصحاح 1 : 3 وعدد 16 ففى الاول قال الله (ليكن نور فكان نور) وذلك فى اليوم الاول. وفى اليوم الثانى قيل (فعمل الله النورين العظيمين) وذلك فى اليوم الرابع. فنجيب ان النور المكون فى اليوم الاول عباره عن الحراره التى اودعها الخالق للطبيعه لانتاج النباتات المبدعه فى اليوم الثالث قبل وجود الشمس وهو شىء ونور اليوم الرابع اخر مع عدم مراعاه وحده اسميها. فانها لا تؤخذ دليلا على وحده المسمى. يؤيد قولنا هذا ما جاء فى عدد 1 قوله: (فى البدء خلق الله السموات والارض). وقوله فى عدد 8 (ودعا الله الجلد سماء) فقد اختلف المسمى مع وحده الاسم فى الايتين اذ السماء فى الاول ى كنايه عن المخلوقات العلويه وفى الثانيه كنايه عن الجلد الفاصل بين مياه ومياه. كذلك ما جاء فى عدد 10 قوله: (ودعا الله اليابسه ارضا ومجتمع المياه دعاه بحارا) والارض فى عدد 1 يشار بهاالىالمياه واليابسه معا كذلك كان النور فى اليوم الاول وهو المجرى الكهربائى (وقد وردت اليها الاشاره فى اى 37: 2 و3) فى حاله ما. اما نور اليوم الرابع فهو النور الشمسى يخالف الاول فى كونه محيزا فى الجلد اما ذلك فمنتشر ببطن اليابسه والمياه. وفى كونه حاكما على النهار فقط اما ذلك ففى حاله ما يحكم النهار وفى اخرىيحكم الليل. وفى كونه مخلوقا كاعمال الايام السته اما ذاك فمبدع بكلمه (كن).
اما من يقول ان نور اليوم الاول هو نور اليوم الرابع فقد اخطا. ويقول احد علماء اللغه العبرانيه: (ان اقل التفات الىالنص العبرى يفيد ان اللفظه المترجمه (انوارا)، فى عدد 14 – 19 هى بحروفها (ماوروت) ومفردها (ماور) واما اللفظه المترجمه (نور) فى عدد 3 – 5 فهى (اور) بدون ميم الاصاغه التى فى اول ماور.
3- وبين اصحاح 1 : 5 و8 و13 وعدد 14 – 18 ففى اليوم الاول ذكر نهار وليل وفى الثانى ان الشمس خلقت فى اليوم الرابع ومن المعلوم ان لانهار بلا شمس لان النهار هو الوقت الذى بين طلوع الشمس وغروبها. فنجيب بان النهار هنا ليس الوقت بين طلوع الشمس وغروبها بدليل قوله فى اول ذلك الاصحاح (ودعا الله النور نهارا والظلمه ليلا) عدد 5 فخلق الله الايام فى المده الاول ى. فكان اليوم حينئذ من مقابله جزء من الارض لكتله منيره غير منتظمه وتحركها على محورهاالىرجوعهاالىتلك المقابله.
4- وبين اصحاح 1 : 26 وص 4 : 14 ففى الاول ان ادم اول خليقه الله وفى الثانى يقول قايين (كل من وجدنى يقتلنى) كانه كان اناس غير ادم وذريته فى العالم. فنجيب ان قايين قال ذلك لاعتقاده ان فى الارض اناسا كثير ين غير اسرته لعدم معرفته انه ليس سواها وكيف كان يمكنه ان يعرف انه ليس على وجه الدنيا سوى ادم ونسله ؟ وذهب المفسرينالىانه كان لادم ونسله اولاد تناسلوا وكثروا وانتشروا فى الارض لم يذكرهم الكتاب وينقل امرهم بدليل قوله (وولد بنين وبنات) (تك 5 : 4) وان من اولئك البنين من كان من حزب هابيل فينتقمون منه، فانه من عاده الكتاب ان يقتصر على ذكر بعض النسل وقد جاء ذلك فى مواضيع كثيره.
اما قول البعض بان الله خلق ادم مع غيره بدليل قوله فى اصحاح 1 : 27 (فخلق الله الانسان على صورته. على صوره الله خلقه. ذكرا وانثى خلقهم) فقوله خلقهم بصيغه الجمع بيانا ان الحكم عام يراد به خلق الجنس. ففى خلق ادم خلق الله جميع من يتناسلون منه لان عمليه الخلق اجراها مره واحده، وبقوه الله سيتناسل الناس من بعضهم.
5- وبين اصحاح 1 : 26 و اش 40 : 18 ففى الاول قال الله (نعمل الانسان على صورتنا كشبهنا) وفى الثانى قيل (بمن تشبهون الله) فنجيب ان القول الاول لا يعنى بالضروره الصوره والشبه اللذين نحن عليهما طبعا والمتكلم ذو الجلال بل يصح فهمه بمعنى الصوره والشبه اللذين جزمنا بهما من قبل او رسمناها. ويمكن فهم قوله (على صورتنا كشبهنا) انه ليس من جهه الصوره والشبه الطبيعيين اللذين تنزهت عنهما العزه الالهيه، بل الصوره والشبه الروحيين الطاهرين اللذين عليهما سبحانه وتعالى او الصوره والشبه النسبيين فى الله بالنظرالىخلائقه التى اوجدها كتسلط الانسان على الارض وما تحويه، فكان الصوره والشبه المقصودين انما هما هيئه السياده التى يقوم عليها الانسان بالنسبهالىسائر المخلوقات الارضيه وهنا يصدق قول يعقوب الرسول (لان كل طبع للوحوش والطيور والزحافات والبحريات يذلل وقد تذلل للطبع البشرى) (يع 3 : 7) وقول مرتل اسرائيل عن الانسان (تسلطه على اعمال يديك. جعلت كل شىء تحت قدميه) (مز 8 : 6) فليس المقصود اذا من قول الخالق (صورتنا) الصوره الجسديه بل الصوره العقليه الادبيه الروحيه لان الانسان بالنظرالىجسده ليس على صوره الله ولكنه بالنظرالىروحه على صورته تعالى اى انه ذو عقل وشعور واراده واختبار وقوى ادبيه وقدره على ملازمه القداسه واعطاه الله سلطانا على سائر المخلوقات.
6- بين اصحاح 1 : 31 وص 2 : 4 ففى الاول ان الله خلق السموات والارض فى سته ايام. وفى الثانى يقول (هذه مبادىء السموات والارض حين خلقت يوم عمل الرب الاله الارض والسموات) فكانها خلقت كلها فى يوم واحد. فنجيب بان الله كون العالم بسته اعمال سماها ايام وجعل كل منها مفصولا عن الاخر بمساء وصباح. فكلمه (يوم) بالعبرانيه لا يعبر بها دائما عن اليوم الطبيعى المؤلف من اربع وعشرين ساعه بل كثيرا ما يراد بها مجموعه ايام عديده كما فى الثانى وكما فى (زك 14 : 7) حيث يعتبر كل مده النظام الانجيلى يوما واحدا. وكما قال موسى (انت اليوم عابر الاردن) فاشار بذلكالىالمده وكذلك فى (تث 9 : 24) ولا مريه بان اليوم فى الثانى عباره عن مجموع ايام عديده ولا اقل من السته ايام.
وقد حقق خبيرون باللغه العبرانيه انه ليس فيها لفظ يدل على اليوم والمده والعصر الا كلمه (يوم) فحتى كلمه يوم فى الاول لا يراد بها 24 ساعه لان اليوم الطبيعى مقياسه حركه الشمس فلا مقياس له قبل ابداعها فى اليوم الرابع. والقديس اوغسطينوس وجميع علماء مدرسه الاسكندريه اثبتوا ان الكلمات يوم ومساء وصباح فى (تك 1) مجازيه لا يراد بها معناها الحقيقى بل العصر او الحقبه او المده. فقد عبر موسى اذا بكلمه يوم عن العصر الذى انقضى بين تكوين تلك الكائنات التى يذكرها وبين ما تلاه فغرضه من ذكر المساء نهايه ذلك التكون ومن ذكر الصباح بدايه تكون مع غيره. واما كم هو مقدار تلك الاعصار او الاحقاب فلم يتيسر للعلماء تعيينهالىالان ما دل عليه العلماء الجيولوجيون والفلك انما هو ان تلك العصور كنايه عن الوف مؤلفه من السنين.
7- وبين اصحاح 1 : 31 وص 6 : 6 ففى الاول ان الله راى كل ما عمله فاذا هو حسن الثانى قيل (فحزن الرب انه عمل الانسان فى الارض) فنجيب لا صحه لتناقض بين قولين يحتمل ان يكون احداهما ينص عن الموضوع من جهه بينما الاخر ينص عنه من جهه اخرى. فذلك قال اولا انه سر بالنسبه لما كانت عليه الحال وقت السرور ثم حزن بعد ذلك من جهه اخرىلان الانسان سلك سبيل الشر، فهو سر من جهه وحزن من جهه اخرى هذا ولا ينبغى ان يؤخذ قوله (فحزن الرب انه عمل الانسان) على الفكر بانها تدل على ان الله كما لو لم يكن عالما بما سيحدث من الانسان فحزن لما راى منه ما راى. مع انه يصح اعتبار هذه الايه داله على ان الله تنازل ليبدى فى الازمان ما انطوت عليه الوهيته منذ الازل من النفور التام ممن يرتكبون الاثام وياتون الفجور.
8- وبين اصحاح 2 : 2 واش 40 : 28 ففى الاول ان الله (استراح) وفى الثانى انه لا يكل ولا يعيا. فنجيب ان لفظ (استراح) مجاز بمعنى كف عن العمل وانتهى منه، لا انه سبحانه وتعالى تعب فاستراح لانه (قال فكان وامر فصار).
9- وبين اصحاح 4 : 15 وص 9 : 6 فى الاول يقال عن لقايين (وجعل الرب لقايين علامه لكلى لا يقتله كل من وجده) وفى الثانى يقول (سافك دم الانسان بالانسان يسفك دمه) فنجيب ان شريعه العقاب على القتل لم تقرر كقانون للهيئه الاجتماعيه الا بعد الطوفان. وكل حكومه نظاميه لا تسن قانونا الا اذا وجد من خالفه غير انه لا يتحتم عليها ان تنفذه فى اول واحد يخالف ذلك القانون لانه لم يعرف قبل صدور القانون ان ما عمله كان خطا، فقايين لم يكن يعرف ان القتل جريمه ولكنه بعد ان قتل اخاه استيقظ ضميره وخاف ان يقتله احد، فاصدر الرب شريعه القتل لكى لا يخاف قايين، ولم يكن يعرف الشريعه ولا يصح ان ينفذ فيه القضاء لانه اول من خالفه.
10- وبين اصحاح 5 : 24 و2 مل 2 : 11 وبين يو 3 : 13 ففى الاول ان اخنوخ وايليا صعداالىالسماء بجسديهما، والثانى يقول (وليس احد صعد السماء الا الذى نزل من السماء) اى المسيح. فنجيب ان معنى ذلك لا ينبغى ان يؤخذ حرفيا لان المخلص يتكلم باعتباره سموه عن غيره، فاخنوخ وايليا صعدالىالسماء وهما يجهلان اسراراها اما المسيح فهو الوحيد الذى صعد اليها وهو عالم بها لانه هو مبدعها. واخنوخ وايليا لم يظهرا فى السماء بسلطان المسيح ومقامه وعمله فهو دون سواه الذى استرضى الاب وفتح طريق الفداء وقرب الخاطىء واعد المنازل السماويه للارضيين الذين نزل اليهم وقادهمالىتلك الامجاد.
11- وبين اصحاح 5 : 32 و اصحاح11 : 10 ففى الاول (وكان نوح ابن 500 سنه وولد نوح ساما وحاما ويافث) وفى الثانى (لما كان سام ابن مائه سنه ولد ارفكشاد بعد الطوفان بسنتين) مع ان الطوفان حصل اذ كان نوح ابن 600 سنه (تك 7 : 11) فنجيب لا يفهم من قوله (ولد نوح ساما وحاما ويافث) ان ساما كان الاكبر لانه لا عبره بتقديم الاسماء فذكر ساما الاول باعتباره سيكون ابا لابراهيم واسرائيل وداود والمسيح وفى اصحاح10 ذكرت المواليد الثلاثه فذكر اولا يافث عد 2 وثانيا حام عد 6 وثالثا عد 21 فاذا لا عبره من تقديم الاسماء وتاخيرها. ويفهم من (تك : 21) ان اكبر اولاد نوح يافث ومن (تك 9: 24) ان اصغر اولاد حام. فاذا يكون سام الابن الثانى. وقول الكتاب (وكان نوح ابن 500 سنه وولد نوح ساما ويافث) اى لم كان ابن 500 سنه ابتدا ان يلد اولاده فولد اولا يافث سنه 500 وسام سنه 501 ثم ولد سام ابنه ارفكشاد لما كان عمره 100 سنه اى فى منتصف السنه 101 فيكون انه ولده بعد الطوفان بسنتين، باعتبار ان السنه التى ولد فيها هو والسنه التى ولد فيها ابنه تتوسطهما 100 سنه التى جاء بعدها الطوفان لما كان نوح ابن 500 سنه.
12- وبين اصحاح 6: 3 وص 11: 10 الخ ففى الاول قال الله عن الانسان : (وتكون ايامه مائه وعشرين سنه) وفى الثانى ان اناسا كثيرون عاشوا اكثرمن ذلك بعد هذا القول. فنجيب ان الله كان عازما على اهلاك الانسان بالطوفان بشره لم يشا ان يهلكه حالا بعد التانى عليه وحدد مده ذلك التانى 120 سنه فلم يقصد ان عمر الانسان سيكون 120 سنه بل ان الطوفان لا ياتى لهلاك البشر حينئذ الا بعد 120 سنه وبعد ذلك ينجو التائب من الهلاك وتهلك كل نفس عاصيه.
واذا اعترض بانه ذكر فى تك 5 : 32 ان نوحا كان ابن 500 سنه ثم ان الطوفان جاء وعمره 600 سنه فيكون الفرق هو 100 لا 120 فنجيب. لا ريب ان قول الرب عن الانسان (وتكون ايامه 120 سنه) كان قبل ان يبلغ عمر نوح 500 سنه. وان كان قيل فى اصحاح5 : 32 (وكان نوح ابن 500 سنه) قبل ان يقول الرب عن الانسان (وتكون ايامه 120 سنه) الا اننا نجزم ان القول الثانى قيل قبل الاول لان اصحاح 5 خصص كله للمواليد، من عدد 1- 5 كان قبل ان يبلغ نوح السنهالـ500 من ميلاده لان الكلام من اصحاح 6 : 1الىص 7 : 9 تاريخ لمائه وعشرين سنه وكل ما قيل فى اصحاح 5 : 32 من ان عمر نوح كان 500 سنه حين ابتدا ان يلد بنيه من المحتمل جدا ان الانذار بالطوفان حصل قبله.
13- وبين اصحاح 6 : 9 ورو 3 : 10 ففى الاول قيل (وكان نوح رجلا بارا) وفى الثانى (ليس بارا ولا واحد) فنجيب ان القولين صادقان لان الاول يقصد ان نوحا كان بارا بالنسبه لاهل جيله، بينما الثانى يقصد انه فى الحقيقه ليس بار ولا واحد، لاستيلاء النقص على الجميع بالنسبه لكمال الله غير المتناهى.
14- وبين اصحاح 6 : 19 و20 وص 7 : 2 و3 ففى الاول قيل ان الله امر نوحا ان ياخذ من كل ذى جسد اثنين ذكرا وانثى من الطيور كاجناسها ومن البهائم كاجناسها، وفى الثانى ان الله امره ان ياخذ من البهائم الطاهره سبعه ذكرا وانثى ومن البهائم التى ليست بطاهره اثنين ذكر وانثى. فنجيب ان الامر الاول اجمالى والثانى تفصيلى. ولا مجال للاعتراض لان الامر باخذ سبعه عقب الامر باخذ اثنين.
15- وبين اصحاح 6 : 13 وعدد 14 – 22 ففى الاول قال الله (نهايه كل بشر قد اتت امامى) وفى الثانى انه استثنى نوحا واولاده. فنجيب ان الامر الاول مقدر فيه كل بشر شرير لا كل بشر على الاطلاق.
المتنيح القس منسى يوحنا
من كتاب حل مشاكل الكتاب المقدس
وللحديث بقية

عدد الزيارات 1808

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل