العبادة الكاملة

02 مارس 2019
Large image

العبادة المقبولة في كنيستنا الأرثوذكسية لها أركان ثلاثة هامة ورئيسية وهى حسب الترتيب الذي رتبه مخلصنا الصالح في موعظته على الجبل الإصحاح السادس من إنجيل معلمنا متى الرسول - الصدقة، والصلاة والصوم ووَضْع الصلاة بينالصدقة والصوم يُشبِّهه بعض المفسرين بطائر لأنَّ الصلاة كما يقول يوحنا الدرجي هي طيران عقولنا إلى الله وهذا الطائر الذي هو الصلاة له جناحان كبيران هما الصدقة والصوم، بواسطتهما يُحلِّق في الأجواء العليا بلا مانع ولا عائق وكما أنَّ الطائر العادي إذا كان جناحاه قوييْن سليميْن يطير بهما بسهولة أمَّا إنْ ضعف أو انكسر أحدهما أو كلاهما فإنَّه يضعف ولا يستطيع الطيران وإنْ حاول الطيران يسقط ثانية ويظل هكذا يتخبط حتى يموت. هكذا الصلاة إنْ فقدت أحد جناحيْها اللذيْن هما الصدقة والصوم تضعف وتفتر. أمَّا إنْ ظلَّ جناحاها قوييْن تصبح صلواتنا قوية متكاملة تستطيع بنعمة الله أنْ تدخل إلى ما داخل الحجاب وتصل إلى عرش النعمة وبذلك نصلى ونعبد الله بأرواحنا وبالصدقة نعبد الله بأموالنا نقدمها له ذبيحة مقبولة على مذبح الرحمة والعطاء متذكرين نصيحة الرسول القائل "لاَ تَنْسُوا فِعْلَ الْخَيْرِ وَالتَّوْزِيعَ، لأَنَّهُ بِذَبَائِحَ مِثْلِ هَذِهِ يُسَرُّ اللهُ" (عب 16:13) ونصيحته القائلة "مُشْتَرِكِينَ فِي احْتِيَاجَاتِالْقِدِّيسِينَ عَاكِفِينَ عَلَى إِضَافَةِ الْغُرَبَاءِ" (رو 13:12) وبالصوم نعبد الله بأجسادنا فنقدم أجسادنا ذبائح حية كاملة مرضية أمام الله على مذبح الصوم والتذلل وبذلك تكون عبادتنا كاملة لأنَّها عبادة مثلثة بالصدقة والصلاة والصوم وكما هو معروف أنَّ الثلاثة عدد كامل ومقدس، وكل شيء بالثالوث يكمُل وبهذه العبادة المثلثة المقبولة ننال رضى الله وننعم ببركاته فيكون لنا:
فى الصدقة تركة وفى الصلاة شركة وفى الصوم بركة من أجل هذا الارتباط العضوي بين هذه الأركان الثلاثة للعبادة المسيحية تُعلمنا الكنيسة أنَّ الإنسان المؤمن حينما يذهب إلى الكنيسة للصلاة والعبادة يجب أنْ يكون صائماً لا يتناول أيّ شيء قبل ذهابه إلى القداس، كما ذكرنا أيضاً هنا فيموقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. حتى لو كان في أيام الإفطار وحتى لو كان ليس في نيته التقدُّم للتناول من الأسرار المقدسة، يجب أنْ يحضر القداس وهو صائم في كافة الأحوال كذلك تُعلمنا الكنيسة أنْ لا نذهب إلى بيت الرب فارغين حسب قول الرب: لا تظهروا أمامي فارغين (خر 15:23) بل يجب أنْ نضع العطاء في صناديق الكنيسة المخصصة لذلك كما نحمل إلى الكنيسة بعض العطايا العينية مثل البخور والستور والأباركة aparxh والزيت والشموع وخلافه وبذلك نكون في القداس الواحد قد عبدنا الله العبادة المثلثة الكاملة. نصلى ونحن صائمين ثم نضع تقدماتنا ونذورنا النقدية أو العينية في الأماكن المخصصة لها بالكنيسة الرب يعطينا أنْ نعبده عبادة كاملة مرْضية بقداسة وبر قدامه جميع أيام حياتنا (لو 75:1) فيشْتَم الرب من عبادتنا رائحة الرضا والسرور ويكون نصيب عبادتنا الاستماع والقبول.
نيافة الحبر الجليل الأنبا متاؤس أسقف دير السريان العامر

عدد الزيارات 1771

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل