انجيل قداس الأحد الأول من شهر هاتور

10 نوفمبر 2024
Large image

تتضمن إيضاح ما هو مشاهد من عدم تأثير التعليم مرتبة على فصل مثل الزارع (لو ٨ : ٤ - ١٥ )
إن حالة الكرازة فى هذا العصر تغير ما كان يحدث في أوائل العصر الرسولي فأن بطرس الرسول أول خطبة بسيطة في أورشليم جذب إلى الأيمان ثلاثة ألاف نفس أع٤١:٢ وبثاني خطبة أنضم نحو خمسة آلاف رجل أع٤:٤ اما في هذا العصر فنجاح الكرازة قليل جداً. وهو أمر عجيب للغاية !
ويقول البعض في نجاح الكرازة في العصر الرسولى كان بسبب العجائب. وذلك لأن الذين آمنوا بكرازة بطرس الأولى كانوا قد شاهدوا الرسل وهم أميون يتكلمون بلغات مختلفة فأمنوا أع ٧:٢-٨ وإن الذين أمنوا بكرازته الثانة كانوا قد شاهدوا ذلك الذي ولد من بطن أمه أعرج يمشى أع٢:٣-٨. وان الوالي أمن لأنه رأى ان لعنة بولس الرسول أعمت عين الساحر في الحال أع٦:١٣-١٢ وقد شهد بذلك أيضاً البشير بقوله: اما هم فخرجوا وكرزوا في كل مكان. والرب يعمل معهم ويثبت الكلام بالأيات التابعة أع٢٠:١٦ على انه يوجد كثيرون قد أمانوا بدون يشاهدوا عجائب ولا ايات منهم وزير كنداكة ملكة الحبشة فانه عند ما بشره فيلبس الرسول بيسوع أمن في الحال واعتمد أع ٢٧:١-٣٨ بدون مشاهدة ايات. وكذلك أهل أثينا عندما بشرهم بولس الرسول أمن منهم ديونيسيوس الأريوباغى وامرأة أسمها دامرس وأخرون معها أع٣٤:١٧. فإذا كانت الأيات هي كل السبب فى جذب الناس إلى الأيمان. فلماذا لم يؤمن فرعون الذى شاهد أعظم العجائب ؟ وبدلا من كونه يؤمن نراه قد قسا قلبه. ولماذا لم يؤمن الفريسيون ؟ فأنهم عندما شاهدوا ابراء السيد له المجد للمجنون الأخرس بدلا من أن يؤمنوا قالوا أنه: " برئيس الشياطين يخرج الشياطين" مت٣٢:٩-٣٤ وقال أخرون أن عدم نجاح الكرازة هو من عدم استقامة الواعظ. وعدم مطابقة أعماله لوعظه وحجتهم في ذلك قول بولس الرسول: "فانت إذن الذي تعلم غيرك الست تعلم نفسك. الذي تكرز ان لا يسرق أتسرق "رو٢١:٢-٢٢ على أن الرسول لم يقل أن الكرازة لم تثمر بسبب عدم استقامة الوعظ. ولا من عدم أنطباق أعماله على وعظه وإنما اراد بذلك توبيخ ذلك الواعظ الذميم السيرة الذى لا يصلح أمور نفسه قبل غيره. وسيدنا له المجد قد أزال كل شك وريب من هذا القبيل بقوله: " على كرسى موسى جلس الكتبة والفريسيون. فكل ما قالوا لكم أن تحفظوه فأحفظوه وأفعلوه. ولكن حسب اعمالهم لا تعملوا لأنهم يقولون لا يفعلون " مت١:٢٣-٢١ حقا هذا. فإنه كما أن الخصب لا يكون من حسن الزارع. كذلك تأثير الكرازة وعدمه لا يكون من قداسة الواعظ وعدمها. وإلا لكان قد أمن جميع الناس
بكرازة قدوس القديسين. لكن نحن ما لنا وهذا كله. ومثل الزارع قد حل كل أعتراض كما ترى ذلك فيما يلي: إن سيدنا له المجد بفصل أنجيل اليوم قد مثل الكرازة الأنجيلية بالزرع. وهو تمثيل في غاية المناسبة. لأنه كما ان الزارع يلقى البذار من يده في الأرض. كذلك الواعظ يلقى كلمة الله من فمه فى مسامع المؤمنين. وكما أن الزرع أما أن يصادف أرضا جيدة فينمو ويثمر . أو لا يصادف فلا يثمر . كذلك التعليم بالكلمة أما ان يصادف أستعداد الإنسان وميله فيثمر في نفسه أو لا يصادف فلا يأتي بفائدة.ينتج من هذا أن ليس كل الذين يسمعون الكلمة يخلصون. لأن التأثير يختلف حسب أختلاف السامعين. وهو ما ضرب من أجله هذا المثل. فأن ربنا له المجد قد شبه فيه الواعظ بالزارع والعالم بالحقل. وكلمة الله بالبذار وذلك لأن غلة الزرع هي قوت للجسد. كما أن ثمرة كلمة الله هي خلاص للنفس اننا نتعلم من فصل انجيل هذا اليوم أن السامعين لكلمة الله أربعة انواع: النوع الأول : هم الذين يسمعون الكلمة بدون أكتراث. ويشبهون الزرع الذي سقط على الطريق فانداس واكلته طيور السماء. لأن قلوبهم غير مستعدة وقاسية حتى أن كلمة الله لا تؤثر فيها ولذا تراهم يجلسون في الكنيسة أن أتوا إليها فارقين في بحار التفكير بأمور يعرفونها هم. وأن انتبهوا فإلى ملابس الشعب او الواعظ وصوته. وأن سمعوا الوعظ فبقصد الانتقاد على الواعظ والتنديد عليه لا السماع كلمة الله. وفاتهم أنهم في تلك اللحظة يكونون في حضرة الله تعالى. ويأتي وقت يردد فيه كلا منهم قول الحكيم: "كيف أنى أبغضت الأدب ورذل قلبي التوبيــــخ ولم أسمع لصوت مرشدى" أم ١٢:٥-١٤
النوع الثاني : هم الذين يسمعون الكلمة بفرح ولكن إلى حين. ويشبهون الزرع الذي سقط على الصخر. ولما نبت جف لأنه لم تكن له رطوبة. لأنهم يسمعون التعليم بأبتهاج وتنتعش عواطفهم من شدة الفرح ولكن بما أنهم ليس فيهم أصل للأقرار بالخطايا. ولا محبة فيهم ولا قداسة فأن فرحهم لا يدوم. لأنهم عند أول تجربة يعثرون ويسقطون. نعم أنهم يسمعون الكلمة بأشتياق حار لكنهم لا يفهمون البشرى فهما تاما وخصوصا من جهة كونهم خطاة ومعرضين لغضب الله. فتراهم يسلمون بحقائق البشرى ويتصورنها. ولكنهم لا يجددون ذهنهم بأتضاع قلوبهم وبخضوع ارادتهم وتقديس أهوائهم. ويأخذون آرائهم عن الدين من شهادة البشر ويلتذون بسماع الوعظ عن واعظ ويبغضون الأخرين. لا يتأملون في أمروهم "ولا يمتحنون ذواتهم. وبالأجمال " لهم صورة التقوى ولكنهم منكرون قوتها" ٢تى٥:٣ فهذا النوع ديانته باطلة أيضا كالنوع الأول. وأن امتاز عنه بفرحه وقت سماع الكلمة.النوع الثالث : هم الذين يسمعون الكلمة لكنهم لا يستفيدون لارتباكهم بهموم الحياة ويشبهون الزرع الذى سقط بوسط الشوك فنبت معه الشوك وخنقه، لأنهم يقبلون الكلمة بفرح وتنموا فيهم نمواً يبشر بثمرة صالحة. فتراهم كأنهم أخذون فـــي التجديد. ولكنهم بسب هموم الحياة الحاضرة وملذاتها وغرور الغني وسائر الشهوات. يسقطون ويصيرون بلا ثمر. فأن قلت ما السبب الداعى لسقوط هذه الأنواع الثلاثة منم الناس وهلاكهم ؟ أجبتك. أن سبب النوع الأول هو عدم الأكتراث وسبب هلاك النوع الثاني هو فقد . وسبب هلاك النوع الثالث هو محبة العالم أى نعم فأن عدم الأكتراث. المبادئ ،وسبب هلاك النوع الثالث هو محبة العالم أى نعم فأن عدم الأكتراث يضر بكثيرين والتوانى يضر بأخرين وغرور الحياة الدنيا يهلك البقية
أما النوع الرابع فهم الذين يسمعون الكلمة ويقبلونها ويحفظونها. ويشبهون الزرع الذي سقط على الأرض الصالحة. ولما نبت صنع ثمراً مئة ضعف. لأنهم يقبلون الكلمة بأيمان حقيقى ورغبة صحيحة ككلمة الله كما هى بالحقيقة. لا ككلمة بشر ١تس١٣:٢. فيثمرون أثمار التقوى وعمل كل ما يحب الله فتظهر فيهم نعمته. وتعلمهم أن يتجنبوا الفجور وكل الشهوات فيعيشون بالتعقل والبر والتقوى في العالم الحاضر . تى١١:٢-١٢ فسبيلنا أن نواظب على الحضور إلى الكنيسة لسماع كلمة الله بإصغاء تام وبكل ورع وتقوى. تاركين عنا هموم العالم وغروره. ولذات الجسد وكل شهواته. لتكن كل تأملاتنا في ما نسمعه وليس لنرى الغير لأجل الانتقاد. حتى نفهم كل ما يتلى على مسامعنا فنثمر أثمار الفضيلة ونفوز بالخلاص بتعطف وتحنن ربنا وإلهنا يسوع المسيح الذى له المجد إلى الأبد. أمين.
القديس يوحنا ذهبى الفم
عن كتاب العظات الذهبية

عدد الزيارات 333

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل