عظمة مار مرقس "كاروز ديارنا "
"ثم جاء وهو منتبه إلى بيت مريم أم يوحنا الملقب مرقس، حيث كان كثيرون مجتمعين وهم يصلون"(أع ۱۲:۱۲).
تتجلى عظمة مار مرقس في نواح متعددة منها:
اولا بيت مارمرقس
نشأ في منطقة غنية في ليبيا، وكانت أسرته غنية وقد سافر من ليبيا إلى مناطق فلسطين وكانت أمه مريم إنسانة تقية، وكان بينها مقراً للعبادة والصلاة، وتمت فيه أهم الأحداث مثل. ١- غسل الأرجل غسل السيد المسيح له المجد أرجل تلاميذه
٢-صنع الفصح صنع السيد المسيح له المجد الفصح، وأسس سر الإفخارستيا. ٣- حلول الروح القدس:حل الروح القدس على التلاميذ والرسل والمؤمنين في يوم الخمسين ويعتبر هذا البيت هو أول كنيسة عرفتها المسيحية باعتبار أن الكنيسة جماعة المؤمنين.
٤- اجتماع الصلاة: اجتمع فيه التلاميذ والرسل والمؤمنون مواظبين على الصلاة يقول يوحنا ذهبي الفم إن الأسرة ايقونة الكنيسة، فإذا كانت هذه الأيقونة مقدسة
ومباركة. فبالتأكيد سيكون ابناؤها مقدسين ومباركين وهكذا نشأ مارمرقس.
ثانياً: تلمذته للمسيح
لما انتقل من افريقيا في ليبيا إلى أسيا في فلسطين كانت تلمذته للسيد المسيح في مراحل كثيرة منها.
١- التعليم بالسماع: سمع تعاليمه وأمثاله وشروحاته وكتب منها انجيله.
٢- التعليم بالقدوة: وهو أرقى انواع التعليم فقد رأي مارمرقس حياة السيد المسيح وتصرفاته وعايشه.
٣- رؤية المعجزات: فقد شاهد السيد المسيح في معجزاته. ثالثاً: كرازته النارية
جاء إلى مصر ودخل مدينة الإسكندرية وكان بمفرده ماذا كان يحمل معه في هذه الكرازة التي تظهر عظمته وروحانيته
١- الإيمان القوى : الإسكندرية في هذا التوقيت كان يسكنها ثلاثة ارباع مليون نسمة وكان يسكنها اجناس مختلفة يعملون في الصناعة والتجارة والجيش منهم عبيد وأسياد، وبعضهم يونانيون وأخرون رومانيون ويهود وايطاليون وهنود، ومن فارس والنوبة والحبشة، مما جعل الاسكندرية توصف بانها كوزموبوليتان وتعنى مدينة عالمية، وحتى يوحنا هذا الأبنية الموجودة فيها تنتمي إلى حضارات مختلفة ووصلت الإسكندرية إلى أن تكون عاصمة العالم الثقافية في هذا العالم الصغير المترامي الثقافات بدا قديسنا مارمرقس يحمل في داخله هذا الإيمان القوي الذي كان وقودا في الرحلة الطويلة من ليبيا إلى الإسكندرية كان يمتلك الإيمان، واعتقد أن إيمانه القوي كان ينبع من النبوة التي ذكرت في سفر إشعياء" في ذلك اليوم يكون مذبح للرب في وسط أرض مصر" (اش ۱۹:۱۹) اتمنى لو جانا اليوم بعد ما يقرب من الفي سنة وشاهد مدينة الإسكندرية، وكيف انتشر إيمانه القوي في كل ربوع مصر عبر التاريخ الطويل اعتقد أنه سيكون فرحاً جداً وسيشعر بالثمر الوفير الذي قدمه من خلال هذا الإيمان القوى المعاش وحياة الامتلاء الحقيقية بالمسيح فقد كانا هما البذرة القوية لهذا الحضور بالإسكندرية ونقبل الإيمان بالمسيح.
2- الغيرة والحماس: طريق المسيحية إلى ا الإسكندرية من خلال مار مرقس لم يكن مفروشا بالورد والحرير فقد كانت هناك صعوبات شديدة، وبالتأكيد عاصمة العالم الفلسفية الممتلئة بالثقافات والفلسفات والمذاهب كانت تحديا كبيرا بالنسبة له لكن الله دبر له كل شي ولأن مار مرقس كان نفسه طويلاً ولا ييأس ولا يحبط بسهولة نجح في كرازة الإسكندرية وهذا يبين مقدار عظمة مار مرقس
٣- طول البال: الاستخدام الجيد لعنصر الوقت والزمن هما من أهم عوامل النجاح عنصر الوقت أو عامل الزمن هو الذي يثمر من الملامح الموجودة في كنيستنا أن صلاتها ممتدة، فمثلا القداس ساعتين أو ثلاث العشية والتسبحة وهكذا هذه الحياة الروحية الممتدة الإنسان أحياها لانه يحتاج لعنصر الوقت حتى يستطيع أن يستفيد مارمرقس كان مثابراً وجهاده طويلاً ولذلك الثمر كان وفيرا المثابرة ميزته بروح الخدمة الحقيقية استخدم مارمرقس كلمة للوقت (فى الحال) فى إنجيله ٣٢ مرة إحساسك في نهاية قراءة إنجيل مرقس تشعر أن نفسك طويل لان انجيل سريع الأحداث، وسريع التقرير عما ذكر من أحداث حياة السيد المسيح ينتقل من نقطة لنقطة وهو في حال المثابرة، يعمل كل شيء بدون إهدار وقت الخادم الشاطر ليس له نهاية ( تاريخ انتهاء) يخدم لآخر وقت في مثابرة في طول أناة يعمل بصورة مستمرة ومنتظمة وطول بال ومثابرة لوقت طويل.
٤- إنكار الذات: كان منكراً لذاته يعمل فقط ومن العبارات التي ذكرها عن السيد المسيح في "من أراد أن ياتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبة ويتبعني" (مر ٣٤:٨)
٥- محبة الصلاة: كان يذكر عبارات الصلاة كثيرا عن السيد المسيح منها"وأسهروا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة" (مر ٣٨:١٤)
رابعا: ميراث مارمرقس
١- إنجيل: انفرد بأنه ذكر في العبارة الأولى" بدء إنجيل"
٢- مدرسة: مدرسة الإسكندرية اللاهوتية بكل ابعادها
٣- قداس: المعروف الآن باسم القداس الكيرلسي
٤- كنيسة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الكنيسة المصرية
قداسة البابا تواضروس الثانى
مائة درس وعظة (٥٥)
22 نوفمبر 2024
عدد الزيارات 24