
الأنبا أنطونيوس والإيجابية " أيقونة الرهبنة"
إن أردت أن تكون كاملاً فاذهب وبع أملاكك وأعط الفقراء، فيكون لك كنز في السماء وتعال اتبعني (مت ۲۱:۱۹)
الأنبا أنطونيوس قديس مصرى أسس الرهبنة القبطية ومنها انتشرت الحياة الرهبانية في كل بقاع الأرض، فصارت الرهبنة هي فخر الكنيسة ومجدها في كل زمان وإلى مجيء ربنا يسوع المسيح من الفضائل التي نتعلمها من هذا القديس فضيلة الإيجابية ونستعرض بعض مشاهد من حياة هذا القديس في الإيجابية
المشهد الأول: التعلم من المواقف شاب صغير ينتقل والده من هذا العالم وكان عمره حوالي عشرين عاماً وله أخت وثروة كبيرة وقف أمام أبيه الذي انتقل وقال له: أنت خرجت من هذا العالم بغير إرادتك، أما أنا فسأخرج من هذا العالم بإرادتي، لم يستغرق في الحزن والألم، بل أمن أن حياته مرتبة من خلال الله.
المشهد الثاني: سماع صوت الله عندما دخل الكنيسة منصتاً للقراءات الكنسية وسمع عبارة" إن أردت أن تكون كاملاً فاذهب وبع أملاكك وأعط الفقراء، فيكون لك كنز في السماء، وتعال اتبعني"( مت ۲۱:۱۹) اعتبرها رسالة موجهة له شخصياً ما أجمل أن يأخذ الإنسان كلمات الكتاب المقدس كرسالة شخصية له:
"إن أردت أن تكون كاملاً" وهنا يستخدم الإرادة.
"فاذهب وبع أملاكك" وكان ذا أملاك كثيرة.
"وأعط الفقراء" هذا يعنى ضغطاً على ذاته.
"فيكون لك كنز في السماء"درجة من درجات الإيمان.
"وتعال اتبعني" النصيب الذي تركه أبوه له ولأخته وزعه وترك جزءاً لأجل أخته التي تكرست في أحد بيوت العذاري. المشهد الثالث: التعامل بموضوعية دخل البرية القريبة وكان هناك بعض النساك لكن لا تضمهم حياة ديرية، فجاءت امرأة لكى ما تستحم في النهر، قال لها : هذه المنطقة منطقة نساك. فأجابت من أراد أن يعيش النسك فليدخل البرية الجوانية، وأخذ إجابتها على أنها رسالة من الله، وانطلق في أعماق الصحراء كان من الممكن أن يأخذ الحديث شكلاً آخر( يوبخها أو يطردها)، ولكنه اختار أن يكون إيجابياً وينتفع بكلام المرأة.
المشهد الرابع: عمل النعمة
عندما زاره مجموعة من الرهبان وجلسوا معه يسألونه أسئلة كثيرة ولكن واحداً من هؤلاء الرهبان جلس صامتاً لا يتكلم، فسأله القديس الأنبا أنطونيوس: لماذا لا تسأل؟ فأجاب:يكفيني النظر إلى وجهك يا أبانا وهذا يكشف مقدار النعمة التي كانت على وجهه.
المشهد الخامس: حياة التلمذة
ذات يوم جاءته رسالة من الإمبراطور، وكان الرهبان الموجودون شغوفين لمعرفة ما بداخل هذه الرسالة، أما القديس فطرح الرسالة جانباً ليعطيهم تعليماً ويستغل هذا الموقف بإيجابية ويقول لهم: أنتم تفرحون برسالة أرسلها الإمبراطور لكن هل تفرحون نفس الفرح بالرسالة اليومية التي يرسلها إلينا الله من خلال الكتاب المقدس؟
المشهد السادس: الشعور بالمسئولية كان راهبا في البرية وليس له علاقة بالعالم، لكنة سمع أن المؤمنين يتعرضون للاستشهاد فنزل من البرية لمواضع الاستشهاد لكي يشجعهم ويثبتهم على الإيمان،وقال لابد أن أكون إيجابيا. المشهد السابع الحفاظ على الإيمان
حينما انتشرت مرطقة أريوس نزل الانبا انطونيوس من البرية إلى الإسكندرية ليدافع مع القديس اثناسيوس عن الإيمان المستقيم. وكتب التاريخ تقول لولا اثناسيوس لصار العالم كله أريوسيا، وحفظ الانبا انطونيوس سلامة الكنيسة وأريوس تمت محاكمته في مجمع نيقية (مقاومة الهرطقة مشهد إيجابي) مع أن القديس انطونيوس رجل
صلاة ورجل برية.
المشهد الثامن الاعتدال والوسطية
كان يعلم أن الطريق الوسطى خلصت كثيرين فهو صاحب مدرسة "الاعتدالية" واعتدالية الإنسان تساعده في حياته الروحية.
المشهد التاسع الإفراز والتمييز
اجتمع القديس الانبا انطونيوس مع اباء البرية لكي ما يسألوه: ما هي الفضيلة الأولى في حياة الإنسان فقال إن الإفراز والتمييز هما الفضيلة الأولى في حياة الإنسان التي يعرف بها أن يميز بين الخير والشرا بين اللائق وغير اللائق، بين المناسب وغير المناسب.
المشهد العاشر: الشهادة للمسيح
سيرة الانبا انطونيوس وسيلة جيدة ساعدت في توبة كثيرين، وعندما نفى البابا اثناسيوس (٥ مرات)، استغل فترة خلوته ونفيه وسجل حياة الأنبا أنطونيوس، وانتشرت حياة هذا الناسك المصري في أوروبا، وكانت سبباً في توبة كثيرين مثل القدير أغسطينوس ابن الدموع كن إيجابيا في حياتك، أسهل شيء آن تشكر وتنتقد، أما الأفضل أن تكون إيجابياً في المواقف سيرة الانبا انطونيوس فخر لنا كمصريين، ونفتخر أن على أرضنا دير الأنبا انطونيوس اقدم الأديرة حيث يرجع تاريخه إلى أيام الأنبا انطونيوس.
قداسة البابا تواضروس الثاني