
تأثير كلمة الله
ونحن قد آمنا وعرفنا أنك أنت المسيح ابن الله الحي» (يو ٦٩:٦)
ما أشهى أن يساير الإنسان شخصيات الكتاب ويتعلم منها "المساير الحكماء يصير حكيماً، ورفيق الجهال يضر "(أم ۲۰:۱۳ ) .
أولاً: شخصيات غيرتهم كلمة الله
بعض الأمثلة لشخصيات كانوا جهالاً وصاروا حكماء: ١- بولس الرسول في زمنه الأول كان شخصاً جاهلاً، رغم أنه تعلم على يد غمالائيل وهو من أرقى المعلمين في هذا الزمن. وعندما شاءت نعمة الله أن تنفتح عليه ويظهر له السيد المسيح في طريق دمشق تكون النتيجة أن تنفتح بصيرته ونسميه رسول الأمم، أى رسول كل كنائس العالم على اختلاف طوائفها، فقد صار حكيماً وفيلسوفاً بكلمة الله.
٢- بطرس الرسول: عندما ألقى الشباك على كلمة المسيح اكتشف ضعفه وخطيته وقال: «اخرج من سفينتى يارب، لأني رجل خاطئ» (لو٨:٥) . وأصبح بطرس الرسول الكارز الممتلئ حكمة.
٣-زكا العشار: أراد زكا أن يرى المسيح، مجرد نظرة، ولكن المسيح قابله عند الشجرة. والشجرة هنا رمز للصليب، فزكا عندما استجاب للصوت بدأ يتحرك بداخله اتجاه آخر: فوقف زكا وقال للرب"ها أنا أعطى نصف أموالى للمساكين،وإن كنت قد وشيت بأحد أرد أربعة أضعاف" (لو ۸:۱۹) فصار حكيماً .
٤-المرأة السامرية : تدرجت معرفتها بشخص السيد المسيح حتى تغيرت بأكملها،وتحولت من الجهل بعد مقابلتها للمسيح إلى إنسانة تؤمن بالمسيح، ومبشرة لأهل مدينتها وصارت قديسة وحكيمة.
٥- موسى النبى : بالرغم من أنه قال عنه الكتاب "فتهذب موسى بكل حكمة المصريين وكان مقتدراً في الأقوال والأعمال " (أع٧ : ۲۲)، إلا أنه كان عندما يتكلم مع فرعون يعود إلى الله، ليأخذ منه الحكمة السماوية التي يتعامل بها مع فرعون. ٦- إيليا النبي: امتلأ حكمة، ونجده يقول للشعب: حتى متى تعرجون بين الفرقتين؟
إن كان الرب هو الله فاتبعوه، وإن كان البعل فاتبعوه» (۱ مل ۲۱:۱۸).
ثانياً: علاقتك بالكتاب المقدس
كلمة اله قادرة أن تغيرك إذا اعتبرت أن كتابك المقدس
١- صديق: اجعل من مفردات يومك صداقتك مع الكتاب المقدس، وهي صداقة فرح، وصداقة الفرح هي بالتأكيد تلذذ نفسك.
٢- واسطة : كل مرة تفتح فيها كتابك المقدس أنت تستدعى ينابيع النعمة، وكل مرة تدخل الكنيسة وترى المنجلية، تتذكر كلمة الله وتنال النعمة، ولكن هذه النعمة
تحتاج نظاماً والتزاماً يومياً. ٣- مرشد: مرشد في الخدمة في العمل في التربية، في علاقاتك الإنسانية والاجتماعية والأسرية، لذلك من الأمور الجيدة أن نربي أبناءنا بالنعمة وليس بالأوامر. والكتاب المقدس تجد فيه إجابات لأسئلة كثيرة عندما تدخل في حوار أسرى وبركة كبيرة جداً أن يكون إرشادك لابنك في التربية بآيات من الإنجيل، لتكن أنت وبيتك وأسرتك أحياء بكلمة الله في كل حياتكم اليومية.
٤- غذاء: ضع أمامك فكرة إن كل يوم يوجد طعام للجسد وطعام للروح، فمن إنجيلك تأخذ فائدتك الشخصية وأيضاً
للأسرة كلها وعندما تتعامل مع إنجيلك احفظ منه واعمل مثل وصية المزمور الأول: "وفى ناموسه يلهج نهاراً وليلاً" (مز ۲:۱).
ه - حكمة: الكتاب المقدس يعرف الجاهل بأنه هو الذي يجهل كلمة الله، والحكيم هو الذي يمتلئ حكمة من كلمة الله، فاجعل الكتاب المقدس مصدراً للحكمة في كل تصرفات حياتك.
٦- متعة الكتاب المقدس مصدر متعة "تلذذ بالرب فيعطيك سؤل قلبك" (مز ٤:٣٧ ) .
قداسة البابا تواضروس الثاني