
انه قبل الأزمان ازلى ،وفى آخر الأزمان صار مولودا لأجلنا له آب وبالنعمة اخذ له اما نزل وحل فيها ليكون لها ابنا اختار له بتولا مخطوبة محفوظة مقدسة بالعفة والطهارة حل في الطوبانية الممتلئة حسنا ،وختم حضنها وقدس جسدها ونقى نفسها أرسل النوراني غبريال ليأتيها ببشارة الآب الممجدة التقى بالعذراء وأعطاها السلام سلم على البتول أم الملك وتكلم معها قائلا السلام لك ايتها الممتلئة نورا الهيا ،السلام لك يا مريم أم شمس البر ، السلام لك يا مقصورة الأقداس ، الممتلئة حسنا ميناء الأسرار ، السفينة الجديدة الممتلئة غنى ، السلام لك أيتها المباركة في النساء الرب معك ، ستحبلين وتلدين ابنا ببتوليتك ، سمعت مريم كلام الملاك فأخذها الدهش لتلك البشارة العظيمة وارتعب ضميرها فأجابته يا سيدي كيف اني احبل وانا بتول خبرك جديد ففسر لى هذا الكلام الذي قلته ،لانه من يطلب ثمارا من أرض لم تزرع ، وعنبا من كرمة لم
تفلح ،وولدا من بتول بغير زواج فسر لي كيف يكون هذا ؟
فقال الملاك الروح القدس يحل عليك ينزل ويقدس بتوليتك ،ويحل عنك لعنة آدم وحواء ويباركك ،وتأتى قوة الآب الخفى ويتجسد منك الابن فتلدين طفلا لا تنتهى مملكته لأنه ابن الله الملك العظيم بدون فحص ، وها اليصابات نسيبتك العاقر هي حبلى ايضا قبلت الحبل في عفة وقداسة ومضت تنظر حبل العجوز العاقر وتقول من أين لى أن تأتى الى ام سيدى ؟! فكرزت اليصابات به ،وعرفت مريم البتول أن المحمول بها هو سيد السمائيين والأرضيين وقالت لمريم بفرح عظيم قد تحرك الجنين في بابتهاج فمن أظهر لها أن الطفل داخلها فرح الا الروح القدس لقد امتلأت من الروح القدس و به عرفت تهلیل الجنين ،وفسرت ماذا يريد أن يقول زكريا الكاهن ، وتكلمت بما يزاحم الجنين ليقول وقالت لها طوباك أيتها البتول مريم حينئذ بدأت اليصابات ترفع صوتها لمن حل فيك ، الكاهن الشيخ يسجد لابنك لأنه هو سيده ذاك الذى السموات ممتلئة من مجده مصور الأطفال في البطون حل فيك يا مريم من أجل هذا يتحرك الجنين داخلي
ويتهال به ،حملت سید هرون و ملشيصاداق الحبر الأعظم
وكانت في بيت الكاهن الشيخ ثلاثة شهور يفرحون بها
ويكرمونها ويتلون كل ما نطقت به النبوات وبما في سفر
اشعياء وتروى لمريم جميع الكلام قائلة يا ابنتي مكتوب في النبوة أن البتول تحبل وقد دعا النبى ذلك من أجل حبلك المقدس بعد هذا سارت مريم لتأتى الى بيتها قبلها يوسف وعرف أنها حبلى الصبية العفيفة وممتلئة نعمة جميعها اتضاع ، وجهها تزينه الطهارة والنقاوة والبتولية لكنه ارتعب لأنه لم يعرف حبلها وطلب أن يبتعد عنها دون أن يفتش الممتلئة نعمة فأتاه رئيس الملائكة غبريال في رؤيا الليل ليعلمه حقيقة ذلك الحبل المدهش فبشره وفسر له جميع قراءات الأنبياء فارتعب لما تحقق ذلك وسأله من أنت يا سيدى فاجابه الملاك وقال له انا عبد ذلك الذي تحمله مريم العذراء فقال يوسف وكم له يا سيدى مثلك فقال الوف ألوف وربوات ربوات فارتعب وارتعد لوقته وامتلأ دهشا وأتى وسجد للبتول مريم وكان يتفرس فيها كمركبة سمائية وسكنت معه بالقداسة والطهارة ،وكانت له ثمة كبير الكهنة في قدس الأقداس يدهش بها ويحبها ويسجد لها ويكرمها ويخدمها بمخافة ينظرها كالسحابة على جبل سيناء التي حلت داخلها قوة اللاهوت قلبها طاهر أفكارها مقدسة وليس فيها شيء أرضى فالقداسة كانت وثيقة خطبتها له لقد حل فيها ابن الله عندما انخطبت ليوسف ،ولولا انها انخطبت وحل فيها كان يتخبط الحبل ويضطرب اذ عندما يعرف بالبطن جنين دون رجل كانت تحسب كزانية ،وان تظهر السر الخفى من يصدقها ان بتولا تحبل دون رجل فان كان ربنا قد أخرج الشياطين وأحيا الأموات ولم يؤمنوا به فكيف يصدقون وهو في البطن أنه ابن الله ،ومن يجسر ويقول أن صبية حبلت به ، وان تظهر مريم السر الالهى كانت تحتقر وتطرد وترجم وتحسب كاذبة من أجل هذا اختار الله رجلا بارا ليكون خطيبا لها ورئيسا يدبرها البتول دعت يوسف البار بعلا لها حتى شاء ابن الله ليظهر ذاته ولأن جنس يوسف من بيت داود فكان خطيبا لابنة داود ، ليكون رأسها ،واضطر أن يكون للأم البتول رجلا استعاريا دون أن يعرفها وخدم السر الخفى دون أن يعرف أحد حتى أظهر ربنا للعالم من هو أبيه قائلا "ينبغي أن أكون فيما لأبي " (لو ٤٩:٢) ومن أعماله ادرك العالم انه ابن الله ، مبارك هو الغير المرئى الذى أتى الى عالمنا المرئى له المجد الدائم إلى الأبد آمين.
المتنيح القمص سمعان السريانى
عن كتاب روحانية قراءات شهر كيهك