الأسبوع الجديد

04 يونيو 2019
Large image

الأسبوع الجديد مرتبط بالخليقة الجديدة وبالسماء الجديدة والأرض الجديدة في الأسبوع الأول خلق الله العالم في ستة أيام واستراح في اليوم السابع من جميع عمله الذي عمل خالقًا.
وجاء السيد المسيح في امتداد اليوم السابع وقال: "أبي يعمل حتى الآن وأنا أعمل" (يو 5: 17)وقال معلمنا بولس الرسول: "إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة" (2كو 5: 17).
إذن عاد الله يخلق من جديد في اليوم السابع وشفى المفلوج عند بركة بيت حسدا في يوم السبت، وكذلك خلق عينين للمولود أعمى في يوم السبت أي في اليوم السابع وعندما قام السيد المسيح قام "باكرًا جدًا في أول الأسبوع" (مر16: 2). أي في اليوم الأول من الأسبوع الجديد. أي أنه أعلن الحياة الجديدة وصار باكورة الراقدين في أول الأسبوع الجديد. وصار يوم الأحد هو يوم الرب الذي استراح فيه من عمل الخلاص فيوم الأحد في الوقت الحاضر هو باكورة الحياة الجديدة. ولكن الأسبوع الجديد بمعناه الشامل سوف يبدأ في القيامة العامة في مجيء المسيح الثاني لذلك نقرأ في سفر الرؤيا: "وقال الجالس على العرش ها أنا أصنع كل شيء جديدًا" (رؤ21: 5). ووصف القديس يوحنا الرسول ما رآه: "رأيت سماء جديدة وأرضًا جديدة لأن السماء الأولى والأرض الأولى مضتا" (رؤ21: 1) نحن في يوم الأحد نعيش عربون الأبدية في يوم الرب حيث يقام الاحتفال الرئيسي بالإفخارستيا في أهم أيام الأسبوع. ويهتف الشعب للسيد المسيح (بموتك يا رب نبشر وبقيامتك المقدسة وصعودك إلى السماوات نعترف). إننا نصنع التذكار [الأنامنسيس] حسب أمر الرب "اصنعوا هذا لذكرى" (لو 22: 19) فالكنيسة في يوم الأحد وبالتحديد في سر الافخارستيا؛ تحتفل بذكرى قيامة الرب وأيضًا بذكرى مجيئه الثاني حيث إن السر يأخذنا فوق الزمن لنحتفل بذكرى ما حدث في الماضي، وما سوف يحدث في المستقبل. ويصلى الكاهن في القداس الإلهي: (فيما نحن أيضًا نصنع ذكرى آلامه المقدسة، وقيامته من الأموات، وصعوده إلى السماوات.. وظهوره الثاني الآتي من السماوات المخوف المملوء مجدًا). ولا عجب في ذلك فإن عربون الأبدية في سر القربان المقدس يرفعنا فوق الزمان لنعايش صلب السيد المسيحوقيامته المجيدة وصعوده ومجيئه الثاني عند استعلان ملكوت السماوات والعرس الأبدي إن سر الافخارستيا هو عشاء العريس قُدِّم للعروس. وهو العهد الجديد الذي يعلن أن الرباط الزيجي بين المسيح وعروسه الكنيسة هو عهد خلاص بالدم المسفوك علىالصليب "هذه الكأس هي العهد الجديد بدمى" (لو22: 20، 1كو 11: 25).
ما بين أرض الموعد والأبدية
السبت في اللغة العبرية "سابات" معناه "راحة". وقد أوضح معلمنا بولس الرسول أن السبت بمعناه الحقيقي لن يتحقق في اليوم السابع. وبدأ بولس الرسول يربط بين اليوم والراحة بقوله في رسالته إلى العبرانيين: "يعيّن أيضًا يومًا قائلًا في داود: "اليوم" بعد زمان هذا مقداره، كما قيل اليوم إن سمعتم صوته فلا تقسّوا قلوبكم. لأنه لو كان يشوعقد أراحهم، لما تكلم بعد ذلك عن يوم آخر. إذًا بقيت راحة لشعب الله،لأن الذي دخل راحته استراح هو أيضًا من أعماله؛ كما الله من أعماله. فلنجتهد أن ندخل تلك الراحة"
(عب4: 7-11)وقوله:"لوكان يشوع قد أراحهم"مقصود به أن أرض الموعد ليست هي أرض الميراث الأبدي. كما أنه بقوله: "يوم آخر" يقصد أن هناك يومًا آخر غير السابع وهو اليومالأول من الأسبوع الجديد أو اليوم الثامن إذا أضفنا اليوم الأول إلى أيام الأسبوع القديم وقد أشار القديس بطرس الرسول إلى الحياة الجديدة وارتباطها برقم ثمانية في مسألة تجديد الحياة على الأرض بواسطة نوح الذي أنقذه الله من الطوفان، إذ كتب يقول إن الله "لم يشفق على العالم القديم، بل إنما حفظ نوحًا ثامنًا كارزًا للبر، إذ جلب طوفانًا على عالم الفجار" (2بط2: 5). وبالرغم من أن ترتيب نوح بين الآباء الأول ليس هو الثامن منآدم، ولكن الكتاب أشار إلى ارتباط نوح الذي به تم تجديد الحياة على الأرض مرة أخرى برقم الثامن (أي الثامن من آنوش) فقال عنه: "ثامنًا كارزًا" كما أنه أكّد ارتباط الرقم "ثمانية" بتجديد الحياة مرة أخرى بقوله: "حين كانت أناة الله تنتظر مرة في أيام نوح إذ كان الفلك يُبنى، الذي فيه خَلَصَ قليلون، أي ثماني أنفس بالماء" (1بط3: 20). فهو لم يكتفِ بأن يقول إن الذين خلصوا من الطوفان هم عدد قليل، بل حدد العدد برقم "ثمانية". فالارتباط بين الحياة الجديدة ورقم "ثمانية" يؤكّد أن اليوم "الثامن"هو يوم الحياة الجديدة في المسيح الذي هو نوح الحقيقي. وقد وُلدت الكنيسة في حياتها الجديدة في بداية الأسبوع الثامن بعد القيامة.
نيافة الحبر الجليل المتنيح الانبا بيشوى مطران دمياط ورئيس دير الشهيدة دميانة
عن كتاب المسيح مشتهي الأجيال منظور أرثوذكسي

عدد الزيارات 778

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل