هذَا الموضُوع مُهِمْ جِدّاً لِحياتنا نظراً لِشِدَّة الضُغُوط فِي الحياة الَّتِي نَعِيشها يزِيد القلق وَيزِيد عدم الشُعُور بِوجُود رَبِّنا وَعدم رِعاية رَبِّنا لِينَا فَالمُوضُوع هُوَ الله المُعتنِي لِكُلَّ أحد مِنْ سِفر التَثْنِيَة أصْحَاح 32 : 6 – 14 :-
"أَليْسَ هُوَ أَبَاكَ وَمُقْتَنِيَكَ هُوَ عَمِلكَ وَأَنْشَأَكَ؟ اُذْكُرْ أَيَّامَ القِدَمِ وَتَأَمَّلُوا سِنِي دَوْرٍ فَدَوْرٍ اسْأَل أَبَاكَ فَيُخْبِرَكَ وَشُيُوخَكَ فَيَقُولُوا لكَ حِينَ قَسَمَ العَلِيُّ لِلأُمَمِ حِينَ فَرَّقَ بَنِي آدَمَ نَصَبَ تُخُوماً لِشُعُوبٍ حَسَبَ عَدَدِ بَنِي إِسْرَائِيل إِنَّ قِسْمَ الرَّبِّ هُوَ شَعْبُهُ يَعْقُوبُ حَبْلُ نَصِيبِهِ وَجَدَهُ فِي أَرْضِ قَفْرٍ وَفِي خَلاءٍ مُسْتَوْحِشٍ خَرِبٍ أَحَاطَ بِهِ وَلاحَظَهُ وَصَانَهُ كَحَدَقَةِ عَيْنِهِ كَمَا يُحَرِّكُ النَّسْرُ عُشَّهُ وَعَلى فِرَاخِهِ يَرِفُّ وَيَبْسُطُ جَنَاحَيْهِ وَيَأْخُذُهَا وَيَحْمِلُهَا عَلى مَنَاكِبِهِ هَكَذَا الرَّبُّ وَحْدَهُ اقْتَادَهُ وَليْسَ مَعَهُ إِلهٌ أَجْنَبِيٌّ أَرْكَبَهُ عَلى مُرْتَفَعَاتِ الأَرْضِ فَأَكَل ثِمَارَ الصَّحْرَاءِ وَأَرْضَعَهُ عَسَلاً مِنْ حَجَرٍ وَزَيْتاً مِنْ صَوَّانِ الصَّخْر وَزُبْدَةَ بَقَرٍ وَلبَنَ غَنَمٍ مَعَ شَحْمِ خِرَافٍ وَكِبَاشٍ أَوْلادِ بَاشَانَ وَتُيُوسٍ مَعَ دَسَمِ لُبِّ الحِنْطَةِ وَدَمَ العِنَبِ شَرِبْتَهُ خَمْراً " مجداً لِلثَّالُوث الأقدس الإِنسان أحياناً يِسَلِّم نَفْسه لأفكاره البشرِيَّة وَيترُك نَفْسه لِضغُوط العالم فَيَجِد حياته فِي دَائِرة مِنْ القلق وَالصِرَاعات كَثِيراً نَقُول رَبِّنا مِش حاسِس بِينَا إِحنا بِنمُر بِظرُوف صعبة عايزِين نِأمِن المُستقبل وَمُستقبل الأولاد وَكَأنَّ رِعاية رَبِّنَا لِينَا مِنْ ضِمن الأُمور النَظَرِيَّة وَلَيْسَ الفِعلِيَّة وَكَأنَّ رَبِّنَا المُدَبِر وَالرَّازِق وَالخالِق لَمْ نتلاَمس مَعْهُ فِي أمور حياتنا وَرُبما تَكُون أمور مِش لِينَا .
رَبِّنَا بِيصِف لِينَا مدى عِنايته بِالإِنسان هِيَّ عِناية فَائِقة مدى إِهتمام رَبِّنَا بِالإِنسان يَفُوق الوصف وَأد إِيه رَبِّنَا مِعتنِي بِكُلَّ أحد وَيرعى رَبِّنَا كُلَّ أحد رَبِّنا بِيهتم بِأمور تفوق عقُولنا بِكَثِير جِدّاً أمور إِحنا لاَ نقدِر عَلَى التفكِير فِيها وَيصعُب مُجرَّد التفكِير فِيها [ أحَاطَ بِهِ وَلاَحَظَهُ وَصَانَهُ كَحَدَقَةِ عَيْنِهِ ] ( تث 32 : 10 ) لِدَرَجِة يَقُول [ وَأرْضَعَهُ عَسَلاً مِنْ حَجَرٍ وَزَيْتاً مِنْ صَوَّانِ الصَّخْرِ ] ( تث 32 : 13 ) معنى ذلِك أنَّ رَبِّنَا خرَّج الإِنسان مِنْ بَنِي إِسْرَائِيل فِي البَرِّيَّة أعطاهُ العسل مِنْ الحجر الصوَّان { الصَوَّان هُوَ حجر جِيرِي صخرِي } هل يُعقل أنَّ الحجر الصخرِي هذَا يُخرِج زيت ؟ وَهل يُعقل أنَّهُ يُخرِج لبن ؟ نعم هذِهِ هِيَّ عِناية رَبِّنَا بِالإِنسان تجعله يُخرِج مِنْ الحجر لبن وَمِنْ الصَوَّان زيتاً إِهتمام رَبِّنَا بِينَا إِهتمام فَائِق وَقَالَ رَبِّنَا إِنْ نَسِيت الأُم رَضِيعها أنَا لاَ أنساك ده حَتَّى هؤلاء ينسون رُبما الأُم تنسى رَضِيعها لَكِنْ رَبِّنَا لاَ يُمكِنْ ينسى أبداً جَمِيل جِدّاً كَلِمات القُدَاس الغِرِيغُورِي الَّتِي تُنَادِي رَبِّنَا عَلَى عظمته وَأفضاله وَهيَ [ ثَبَّتَ لِيَّ الأرض لأِمشِي عليها مِنْ أجلِي ألجمت البحر ، مِنْ أجلِي أظهرت طَبِيعة الحيوان أعطيتنِي عِلمَ معرِفتك ] البَشَرِيَّة تُنادِي رَبَّها وَخالِقها وَمُدَبِرها عِبارات تُنادِي رَبِّنَا عَلَى عظمته وَأفضاله تُنادِي بِكُلَّ عِبارات المَحَبَّة الفَائِقة الَّتِي تُعَبِّر عَنْ عِرفان الجَمِيل الَّذِي أنَا أعرِفه جَمِيل جِدّاً إِنْ رَبِّنَا يُشعر فِي الإِنسان إِنَّه حَاسِس بِفضل رَبِّنَا عليه تَخَيَّل لَمَّا رَبِّنَا يَنَزِّل المن وَالسلوى مِنْ لاَ شئ فِي أرض صحراء يَقُول [ لأِنَّكَ أنتَ هُوَ الرَّازِق وَالمُعطِي جَمِيع الخيرات ] مَنْ الَّذِي يجعل مِنْ الأرض نبات زرع ؟ وَالزرع غِذاء وَالغِذاء هذَا طاقة لِلإِنسان ؟ مَنْ الَّذِي يُجرِي هذِهِ الدورة ؟ حِكمة فَائِقة كُلَّ ده عشانِي أنَا ؟!!!
أُنظُر لِلأُم عِندما تِعرف إِنَّها حَامِل وَإِنْ رَبِّنَا هَيِبعِت لها مولُود وَالمولُود لِسَّه فِي بطنها تِبدأ تِفكر فِيه وَفِي أمور حياته رَبِّنَا مِنْ قبل مَا يِوجِدنَا أوجد لِينَا كُلَّ شئ إِذا كانت الأُم بِتهتم بِالجَنِين فِي بطنها وَهُوَ لِسَّه لَمْ يظهر إِذا كانت الأُم مِتعلِّمه الحنان فَهيَ مِتعلِّماه مِنْ رَبِّنَا رَبِّنَا هُوَ مصدر الحنان وَالرِزق وَالعطف وَالأُبَّوة وَالمَحَبَّة يِبعت لَهُمْ المن وَالسلوى وَعمُود السَحاب وَالنَّار وَيِحامِي عنهُمْ ضِد الأعداء وَيِحارِب عنهُمْ ضِد فرعُون وَجنُوده هُوَ المُدَبِر مُعتنِي بِكُلَّ أحد يعتنِي بِأُمور رُبَما تَكُون غِير موجودة بِالنِسبة لِينَا وَلَيْسَ موضِع إِهتمام بِالنِسبة لِينَا وَيستخدِم طُرُق عَدِيدة مِنْها :-
مرَّة مِنْ المرَّات يِخرِج ماء مِنْ صخرة رُبَما فِي مرَّة مِنْ المرَّات يستخدِم عصا يشُق بِها البحر رُبَما يستخدِم فِي مرَّة مِنْ المرَّات غُراب يُطعِمْ بِهِ إِنسان هُناك طُرُق عَدِيدة طُرُق تفوق العقل وَالإِدراك تُثبِت أنَّهُ هُوَ قادِر وَتُثبِت أنَّ هُوَ مُعتنِي بِكُلَّ أحد وَتُثبِت إِنْ هُوَ لاَ ينسى أحد أبداً أد إِيه الإِنسان لَوْ شعر بِإِعتناء رَبِّنَا لِيه لاَ يُمكِنْ تِخاف وَلاَ لحظة وَلَوْ شعر أد إِيه رَبِّنَا مُهتم بِيه يَقُول [ وَمَعَكَ لاَ أُرِيدُ شيئاً فِي الأرْضِ ] ( مز 73 : 25 ) لَوْ شعر أد إِيه رَبِّنَا مُحَوَّط الإِنسان بِأمن وَحنان لاَ يُوصف لاَ يُمكِنْ لِلإِنسان أنْ يقلق لِذلِك قَالَ [ هُوَذَا عَلَى كَفَّيَّ نَقَشْتُكِ ]( أش 49 : 16 ) أد إِيه رَبِّنَا مُهتم بِينَا جِدّاً أد إِيه الإِنسان لاَزِم يِعرف إِنَّه محبُوب الله وَموضِع رِعاية الله وَإِهتمام الله لِذلِك مِنْ المفرُوض فِي كُلَّ أعمالنا نرى عِناية الله بِينَا وَإِهتمامه بِينَا .
تركِيبه أجسادنا :-
لَوْ ينظُر الإِنسان لِمُجرَّد نظره عَابِره عَلَى تركِيبه أجسامنا نِعرف أد إِيه عِناية رَبِّنَا لِينَا هِيَّ عِناية فَائِقة .
مُخ الإِنسان :-
إِنَّ مُخ الإِنسان هذَا شِئ حسَّاس جِدّاً جِدّاً هُوَ سِر التَحَكُّم فِي الجِسم كُلَّه مليان بِشُعيرات دَمَوِيَّة وَإِشارات معنى هذَا أنَّ المُخ مَرِن جِدّاً جِدّاً تَخَيَّل المُخ هذَا بِدُون إِحاطة بِالجُمجُمة أي إِحتكاك بِها أوْ بِشِئ آخر أوْ بِمُجرَّد أي ضغط عليه وَلَوْ حَتَّى بِاليد فَإِنَّها بِدُون الجُمجُمة تُصبِح كَالبِيض المسكُوب لَكِنْ رَبِّنَا نظر إِلَى أهمِية هذَا المُخ المَرِن بِالنِسبة لَنَا وَقَالَ لاَزِم أأمِنه وَأحَوَّطه بِشئ صلب أي الجُمجُمة تَخَيَّل شِئ صلب جِدّاً كَالجُمجُمة وَدَاخِلها شِئ مَرِن جِدّاً وَحَسَّاس وَهِيَّ المُخ .
عِين الإِنسان :-
أُنظُر إِلَى عِين الإِنسان فَهيَ حاجة حسَّاسة جِدّاً وَمَرِنة جِدّاً وَقادِره عَلَى الحركة وَكُلَّها حياة وَدَاخِلها شَرَايين لِيُؤمِنها لَنَا أحَاطَ بِها بِالعظم مِنْ كُلَّ إِتِجاه وَالعِين مِنْ الدَّاخِل كُلَّ شِئ فِي أجسامنا تشهد لَنَا بِعَظَمِة الله وَقُدرته هذَا الكَلاَم مِش بَعِيد عَنِّنَا دِيَّه حاجة جوانا الأماكِن الَّتِي تحتاج لِعضلات غِير الأماكِنْ الَّتِي تحتاج لِحركة غِير الأماكِنْ السَاكِنة .
عضو الكِلية :-
كِفاية عضو صَغِير جِدّاً مِثْلَ الكِلية رغم صِغره إِلاَّ إِنَّه أعمالها حَسَّاسة جِدّاً وَلاَ أي معمل يِقدر يِقُوم بِعمل الكِلية جوَّانا .
منطِقِة البطن :-
أُنظُر إِلَى منطِقة البطن جعلها منطِقة مَرِنة تَخَيَّلُوا لَوْ مكانها عظم ماذا يحدُث ؟ وَلاَ تِقدر تِتحرَّك وَلَمَّا تِمشِي تكون مِثْلَ الآلات المُتَحَرِّكة لِذلِك لاَبُد أنْ تَكُون مَرِنة عشان الإِنسان عِندما يأكُل لاَزِم الأكل يَكُون فِي منطِقة مَرِنة وَالنَّاس الَّتِي تأكُل كَثِيراً تَكُون لها قُدرة عَلَى الإِتِساع وَأيضاً عشان السيِّدات الحوامِل كيفَ يَكُون وضع الجَنِين لَوْ البطن صلبة .
الجنِين دَاخِل بطن أُمه :-
عندما تِفكر الأُم أنَّهُ كيفَ يعِيش الجَنِين دَاخِل بطنها تِسعة شهُور ؟ وَالأُم لاَ توجد عندها أي مسئولِية تتعجب الأُم وَتقُول أنَا مِنْ ساعِة الوضع لاَ يوجد أي عمل لِيهُمْ هِيَّ وَلاَّ الأب وَلاَّ الأقارِب إِلاَّ ماذا يأكُل الطِفل وَيِشرب إِيه ؟ وَأد إِيه كُلَّ الأشياء دِيَّه كان رَبِّنَا يقوم بِها بِكُلَّ بساطة يِجَهِّز له جو مُناسِب بِدَرجِة حرارة مُناسبة بِكِميات دم مُناسبة وَكِميات سُكر مُناسبة وَلاَ يوجد جنِين وَهُوَ فِي دَاخِل البطن يرفُض الأكل لَكِنْ أوِل مَا يُخرُج يبدأ شِئ يِعجِبه وَشِئ لاَ يِعجِبه أُنظُرُوا عِناية رَبِّنَا يحتاج الإِنسان التفكِير فِي كُلَّ هذِهِ الأُمور السَابِقة لأِنَّ أوِل مَا عدو الخِير يأتِي بِمناظِر سوداء أفَكَّر بِعِين الإِيمان وَأقُول كيفَ رَبِّنَا ينسانِي ؟ يعنِي خلاص هيسِبنِي وَيِقُول إِنِّي لاَ أعرِفك ؟ لاَ ده هُوَ رَبِّنَا الَّذِي يفهم أكثر مِنِّي وَأحسن مِنِّي وَيُدَبِّر أفضل مِنِّي ده أنَا مهما دبرت لاَ أعرِف أعمِل شِئ مِنْ الَّذِي يعمِله الله .
وجُود الشمس :-
العُلماء تحيَّرُوا فِي وجُود الشمس فِي الأرض وجدُوها أد إِيه مُهِمة وَتُنَظِّم أشياء بِطرِيقة عجِيبة معنى ذلِك أنَّ رَبِّنَا يِوَجِه لَنَا شِئ مِنْ بعِيد لِيُنَظِّم شِئ بِدَاخِلنا لَوْ الشمس بِعدِت عَنِّنَا شوية نموت مِنْ البرد لَوْ قرَّبِت شوية مِنِّنَا نموت مِنْ الحر وَتِحرق الدُنيا كُلَّها إِلَى هذِهِ الدرجة ؟!! نعم أنتَ ياربَّ ضَابِط الكُون وَضَابِط الكُلَّ ده إِحنا بِمُجرَّد إِنِّنَا نِفكر فِي أمور أظُن إِنْ رَبِّنَا لاَ يقوم بِها أوْ يهتم بِها بِنُبقى بنهِين رَبِّنَا لأِنْ معنى ذلِك إِحنا كِده بِنِدَخل فِي إِختِصاصات رَبِّنَا وَغِير واثِق فِيهِ ده هُوَ مِعتنِي بِكُلَّ أحد ده رَبِّنَا يَقُول [ ألَيْسَ هُوَ أبَاكَ وَمُقْتَنِيَكَ ] يعنِي إِنتَ بِتاعه وَمِلكه [ هُوَ عَمِلَكَ وَأنْشَأكَ ] ( تث 32 : 6 ) أنَا كيفَ أفكر فِي نَفْسِي وَأنَا لاَ أملُك فِي نَفْسِي شِئ [ اُذْكُرْ أيَّامَ القِدَمِ وَتَأمَّلُوا سِنِي دورٍ فَدَوْرٍ . اِسأل أبَاكَ فَيُخبِرَكَ وَشُيُوخَكَ فَيَقُولُوا لَكَ ]( تث 32 : 7 ) ده رَبِّنَا قسَّم الأرض كُلَّها عَلَى الأسباط وَبِالتالِي الأرض كُلَّها خِلصِت عَلَى الشَّعْب كُلَّه يَقُول رَبِّنَا [ إِنَّ قِسْمَ الرَّبِّ هُوَ شعبُهُ ] ( تث 32 : 9 ) إِذا كَانَ كُلَّ وَاحِد أخذَ نَصِيبه أينَ نَصِيبك يَاربَّ ؟ قَالَ هُوَ أنتُمْ إِنَّ قِسْمَ الرَّبِّ هُوَ شعبُهُ يعنِي إِحنا فِي ملكِيَّة رَبِّنَا هُوَ المسئُول عَنِّنَا وَهُوَ الَّذِي يُدَبِّر [ يَعْقُوبُ حَبْلُ نَصِيبِهِ وَجَدَهُ فِي أرضِ قفرٍ وَفِي خَلاَءٍ مُستوحِشٍ خَرِبٍ أحَاطَ بِهِ وَلاَحَظَهُ وَصَانَهُ كَحَدَقَةِ عَيْنِهِ ] ( تث 32 : 9 – 10 ) رَبِّنَا مِعتنِي بِكُلَّ البشر لِدَرَجِة إِنَّه يِوصِف الإِهتمام بِينَا كَحَدَقِة العِين إِلَى هذِهِ الدرجة ياربَّ ؟!!! نعم إِلَى هذِهِ الدرجة مِعتنِي بِينَا مِعتنِي بِكُلَّ الخلِيقة وَمِعتنِي بِكُلَّ أحد .
الغُراب وَالأنبا بُولاَ :-
تشاء عِناية رَبِّنَا أنْ يجعل وَاحِد كَمِثْل الأنبا بُولاَ الَّذِي يِطعِمه غُراب عَلَى الرغم مِنْ أنَّ الغِربان يُقال عنها إِنَّها أنانِية جِدّاً وَتَتَصِف بِالغدر لِدَرَجِة إِنْ الغُراب لاَ يُطعِم حَتَّى أولاده وَإِنَّه بعد مَا يُنجِب أولاده يترُكَهُمْ الغُراب الَّذِي لاَ يُطعِم أولاده كيفَ يذهب لِيُطعِم الأنبا بُولاَ ؟!!! هذِهِ هِيَّ عِناية رَبِّنَا لِينَا وَلأولاده وَكيفَ تعِيش الغِربان الرُّضع ؟ هل رَبِّنَا يترُكَهُمْ ؟ لاَ طبعاً رَبِّنَا يجعلهُمْ بِالفِطره يِفتحوا فمهُمْ وَيِبعت لَهُمْ حشرات فِي الجو تُدخُل فِي فمهُمْ وَتُعطِي لَهُمْ الفائِدة الَّتِي يحتاجها جِسمهُمْ عَظِيمة هِيَّ عِناية رَبِّنَا الفائِقة لَوْ ينظُر الإِنسان إِلَى الكون كُلَّه وَيتأمل كيفَ تتغذَّى الكائِنات الصغِيرة مِثْلَ الدودة الَّتِي تعِيش فِي وسط الحجر مَنْ الَّذِي يُغَذِّيها ؟ الَّذِي يِتعِب الإِنسان هُوَ عقله رَبِّنَا أعطاك العقل هذَا عشان تِمَجِّده بِيه وَتُدرِك بِيه عَظَمَته فَيقُول رَبِّنَا لِينَا " تركت مجدِي وَتركت عَظَمتِي وَتُفَكِّر فِي نَفْسك " إِبتدى عقلك بدل مَا تِمَجِّدنِي بِيه يِقلِقك وَيِتعِبك إِلَى هذِهِ الدرجة ؟!!! نعم عشان كِده رَبِّنَا يُرِيد أنْ يُعَلِّمنا أنْ نترُك أنْفُسنا لَهُ وَهُوَ يقودنا حَتَّى فِي تجارُب رَبِّنَا لِينَا كُلَّها عِناية لِينَا إِزاي ؟ نعم رَاعيتنِي بِكُلَّ الأدوية المؤدِية إِلَى الحياة ( مِنْ القُدَاس الغرِيغُورِي ) فِي تجارُبك عِناية فِي تأدِيباتك لُطف فِي كُلَّ شِدَّة وَفِي كُلَّ مِحنة نَثِق إِنْ إِنتَ إِيدك فوق الكُلَّ وَرِعايتك فوق الكُلَّ.
فِي تجارُب رَبِّنَا لِينَا كُلَّها عِناية لِينَا :-
عِندما نتأمل فِي المخاطِر الَّتِي إِتعرَّضت لها الكَنِيسة وَالإِضطِهادات الشدِيدة هَنجِد أنَّهُ كَانَ عِناية فائِقة مِنْ رَبِّنَا فِي كُلَّ المخاطِر هذِهِ فِي السِنكسار هَنجِد إِنْ رَبِّنَا :-
أرسل مطر وَأطفئت نار .
أرسل ملائِكة نَّجت مِنْ اُسُود .
رَبِّنَا يأمُر حيوان بحرِي أنْ يُخرِج بِجسد شهِيد إِلَى البَّر .
رَبِّنَا يِجعل مركِب تَسِير فِي إِتِجاه ثانِي غِير إِتِجاهَهُمْ .
أُمور عَجِيبة وَعدِيدة رَبِّنَا يَقُول لَنَا " إِنتُمْ مِش فِي يد المُضطهِدِين بَلْ فِي يَدِي أنَا عِنايتِي هِيَّ الَّتِي تُحَرِّك المُضطهِدِين " لاَبُد الإِنسان يُؤمِن بِذلِك وَيُؤمِن أنَّ حَتَّى فِي الضِيقات وَالألم وَالتجارُب فِيها عِناية مِنْ رَبِّنَا رَبِّنَا لاَ ينسانِي أبداً يُضبُط لِكُلَّ إِنسان الدواء المُناسِب لِلوقت المُناسِب وَالظرف المُناسِب لِلأمر المُناسِب لاَ يُمكِنْ نتَهِمْ رَبِّنَا بِالجهل وَالتخلِّي أبداً رِعايِة رَبِّنَا فِي تدبِير كُلَّ شئُون الإِنسان لِكُلَّ أوامره إِنسان يذُوق يَد رَبِّنَا يرعى الإِنسان فِي الأمراض وَالمخاطِر وَفِي الجوع وَالعُري كَثِيراً جِدّاً أمور تجعلنا نشعُر بِالخجل مِنْ أنَفُسنا عِندما نشُك إِنْ رَبِّنَا يعتنِي بِينَا أم لاَ .
قِصَّة عَجِيبة جِدّاً :-
كَانِت فِي كَنِيسة بِإِسم القِدِيس أبسخيرُون القِلِّينِي فِي كفر الشِيخ فِي قِلِّين كانت هذِهِ المنطِقة يوجد فِيها إِضطِهادات وَكانُوا غِير المؤمِنِين مدبرِين مَكِيدة لِلمَسِيحِيين كَانَ المَسِيحِيين هُناك تِعمِل أفراحها مَعْ بعض لأِنَّهُمْ كانِت الأُسر مُتداخلة جِدّاً وَكانِت النَّاس كُلَّها مُتزوِجِين مِنْ بعضهُمْ فَكَانُوا يِعمِلُوا الأفراح كُلَّها فِي يوم وَاحِد مَعْ بعض وَبِالتالِي كانت الأُسر المَسِيحِيَّة بِتكُون فِي الفرح ده وَيشاء رَبِّنَا أنْ تَكُون فِي مؤامرة ضِد المَسِيحِيين وَبعد حضُور الإِكلِيل وَبعد نِهايته تخرُج النَّاس تجِد أنفُسها فِي مكان غرِيب وَغِير مُدرِكِين ماذا جرى حَوَالِيهُمْ وَيِكتِشفُوا إِنَّهُمْ فِي بلد غِير بلدهُمْ شِئ عجِيب يَا أحِبَّائِي إِنْ الشهِيد العظِيم أبسخيرُون القِلِّينِي يِنقِل الكَنِيسة بِالنَّاس بِكُلَّ مَا فِيها حَتَّى بِجُدرانها نقلهُمْ فِي سمالُوط عِندما تذهبُوا فِي سمالُوط تِشاهدوا جُدران الكَنِيسة وَعمود الرُخام بِتاع الكَنِيسة وَحِجاب الكَنِيسة العجِيب مِنْ ذلِك إِنْ عِندما خرجِت النَّاس وَقِلقِت النَّاس الَّذِينَ كَانُوا مدبرِين المَكِيده خافُوا جِدّاً وَقِلقُوا ظهر القِدِيس أبسخيرُون القِلِّينِي لِشعب الكَنِيسة وَقَالَ لَهُمْ لاَ تخافُوا فَقَالُوا لِلقِدِيس إِحنا عايزِين نِرجع فَقَالَ لَهُمْ إِرجعُوا وَلاَ تخافُوا وَاتفقُوا مَعْ مركِب فِي النِيل مِنْ سمالُوط حَتَّى كفر الشِيخ فِي قِلِّين قال لَهُمْ صَاحِب المركِب إِنَّ هذِهِ الرِحلة تأخُذ حوالِي ثَلاَثة أيَّام تقرِيباً حسب ظرُوف الجو وَدفع الأتعاب إِمَّا إِنْ تَكُون المصارِيف بِاليوم ( أي عِند إِنتِهاء كُلَّ يوم يُعطوا لَهُ الأُجره إِلَى أنْ يَصِلُوا إِلَى كفر الشِيخ ) وَإِمَّا أنْ يدفعُوا مصارِيف الرِحلة مرَّة واحدة ( أي مِقوله ) فَإِتفقُوا معهُ أنْ يعطوه بِاليوم بدأَ الرِحلة وَفِي نِهاية اليوم الأول أعطوهُ الأُجره ثُمَّ إِكتشفُوا إِنَّهُمْ وصلوا تعجبُوا جِدّاً مِمَّا حدث وَخاصة صَاحِب المركِب وَأخذَ يقُول رِحلة تأخُذ أقل شِئ ثَلاَثة أيَّام نَصِل فِي يوم وَاحِد !!!!! إِيه الَّذِي جرى ؟ عِندما تذهبُوا لِزِيارِة الكَنِيسة تِشاهدُوا السارِي الخاص بِهذِهِ المركِب لأِنَّ بعد ذلِك عِندما عرفَ صَاحِب المركِب مَا جرى آمن بِعَظَمِة رَبِّنَا عَجِيب هُوَ الله فِي قِدِيسِيه وَعجِيبة هِيَّ عظمته عِندما نسأل رَبِّنَا وَنقُول تِقدر ؟ أصبحت أنَا أُعلِن جهلِي وَغِير مُدرِك أنَا بتكلِّم مَعْ مِين أنَا بِهذَا بَشَكِك فِي قُدراته لِذلِك لاَ أستحِق عطاياه طبعاً أمور لاَزِم نتجنبها بِنِعمة رَبِّنَا فِي حياتنا لاَبُد أنْ نُبارِك عَظَمِة الله لاَبُد أنْ نُؤمِنْ بِها وَنَثِق فِيها إِذا جاءَ عدو الخِير وَضغط علِينا وَشكِّكنا أوْ يُشعِرنا إِنِّنَا واقفِين فِي الدُنيا دِيَّه لِوحدِينا وَيِجعلك تِسأل فِين رَبِّنَا وَهُوَ غايِب عَنِّي وَرَبِّنَا بعِيد أقولَّك لاَ ده رَبِّنا قُرَيِب جِدّاً جِدّاً مِنَّك يشعُر بِك جِدّاً وَهُوَ أبوك هُوَ عملك وَأنشأك وَيعتنِي بِكُلَّ إِنسان هُناكَ مقوله جَمِيلة جِدّاً لمثلث الرحمات البابا شنُوده الثَّالِث هِيَّ[ رَبِّنَا موجُود ] الإِنسان يحتاج إِنَّه يِقَوِّي نَفْسه بِعِبارات ساعِة ضعف وَساعِة هياج عدو الخِير علِينا وَساعِة تشكِيك عدو الخِير فَأقُول لِنَفْسِي " رَبِّنَا موجُود " فَنَفْسِي الضَعِيفة تتقوَّى وَتتشدَّد عِندما أقُول لِنَفْسِي " رَبِّنَا موجُود " رَبِّنَا يدَّبر وَيرَّتِب وَيعُول وَيهتم تُعَلِّمنا الكَنِيسة قبل مَا نأكُل كُلَّ مرَّة نُصَلِّي وَنَقُول [ تباركت ياربَّ يَا مَنْ تعولنا مُنذُ حداثتنا وَتهِبنا خيراتك تفتح يدك فَتُشبِع كُلَّ حيٌّ رِضى ] ( جُزء مِنْ صَلاَة قبل الأكل ) الإِنسان يحتاج أنْ يتلامس مَعْ عِناية رَبِّنَا يحتاج جِدّاً الإِنسان أنْ يشعُر بِيد الله القوية فِي حياته الَّتِي تُعَلِّمه وَتُدَرِّبه وَتنصحه وَتُرشِده بِقدر مَا نُعلِن مسئولية رَبِّنَا عَنْ أنَفُسنا بِقدر مَا هُوَ يتولاَنَا وَالعكس بِقدر مَا نُعلِن مسئوليتنا عَنْ أنَفُسنا رَبِّنَا يقُول دبَّرُوا أموركُمْ بِأنفُسَكُمْ رَبِّنَا مُعتنِي بِكُلَّ أحد إِعتنى مِنْ قبل بِدَانِيال وَنُوح وَمُوسى وَأبُونا إِبراهِيم وَالقِدِيسِين وَالسُّواح وَالنُسَّاك وَالمُتوحدِين وَسَاكِنِي البرارِي وَسَاكِنِي المغايِر وَسَاكِنِي شقوق الأرض وَسَاكِنِي الجِبال وَسَاكِنِي أعماق الأرض رَبِّنَا مِعتنِي بِهُمْ وَيِمكِنْ هُمَّ الَّذِينَ يروا رَبِّنَا بِطرِيقة أوضح مِنْ كِده لأِنَّهُمْ يُعلِنُوا مسئوليته الكامِلة عَنْ أنَفُسَهُمْ كَثِيراً رَبِّنَا يُرسِل عوناً فِي حينه كَثِيراً رَبِّنَا يِحِب يختفِي شوية لِمُجرَّد إِمتِحان يقُول رَبِّنَا لِفِيلِبُّس إِصرِف الجمُوع الوقت إِتأخر وَالنَّاس جعانه فيقُول الرَّبَّ أعطُوهُمْ أنتُمْ لِيأكُلُوا [ قَالَ هذَل لِيمتحِنهُ لأِنَّهُ هُوَ عَلِمَ مَا هُوَ مُزمِع أنْ يفعل ] ( يو 6 : 6 ) سَكَتَ فِيلِبُّس فَقَالَ ده وَلاَ 300 دِينار عشان يأكُل كُلَّ هذَا الشَّعْب الرهِيب يعنِي حوالِي 30000 بِالتقدِير الآن تقرِيباً يعنِي ياربَّ إِنتَ بِتحِب تِعمِل معانا مواقِف علشان تشوف إِيه الموجُود جوَّانا هَتَجِدنا فِي الموازِين إِلَى فوق ( مز 62 : 9 ) إِحنا ياربَّ عقولنا بشرِيَّة ضعِيفة محدودة إِحنا ياربَّ بِالمُقارنة معك هنكُون إِيه !!
إِحنا كُلَّ ماده بِنختِبِر إِيدك وَعملك كَثِيراً رَبِّنَا يِحِب أنْ يضعنا فِي إِختبارات كَثِيراً يحتاج الإِنسان أنْ يلمس عِناية الله لِيه مِنْ ضِمن الأمور الجمِيلة إِنْ الإِنسان لاَزِم يِفكر فِيها كَثِيراً إِنَّه أد إِيه رَبِّنَا رعاه وَاعتنى بِيه أد إِيه رَبِّنَا مِعتنِي بِيَّ فِي جسدِي وَفِي إِحتياجاتِي أد إِيه رَبِّنَا فِي التارِيخ الماضِي لِيَّ رَبِّنَا كَانَ مُعتنِي بِيَّ وَمُعتنِي بِالخلِيقة كُلَّها كُلَّ مَا الواحِد يِفكر فِي هذِهِ الأمور يرتفِع رصِيد إِيمانه وَيتشدَّد وَيتقوَّى بِالله بدل مَا نَفْسه تضعُف وَيخُور وَيحزن وَيكتئِب وَطبعاً ده كُلَّه مِنْ أعمال عدو الخِير إِذا كَانَ رَبِّنَا فِعلاً بِيهتم بِيك خَلاَص إِرمِي نَفْسك مِنْ فوق وَهُوَ يِرفعك ده كَلاَم الشيطان – حرب التشكِيك – يقُول الشيطان لك هل رَبِّنا هيعولك ؟ هل رَبِّنَا يِطعِمك ؟ هل رَبِّنَا يُعطِيك ؟ الإِنسان محدُود جِدّاً فِي فِكره وَمحدُود جِدّاً فِي إِمكانياته أقل شِئ يِتعِبه وَيِربِكه لَكِنْ الإِتِكال عَلَى الرَّبَّ خير مِنْ الإِتِكال عَلَى البشر ، الرَّجاء بِالرَّبَّ خير مِنْ الرَّجاء بِالرؤساء( مز 117 – مِنْ مَزَامِير الغرُوب ) لِذلِك رَبِّنَا يِحِب يِعَلِّمنا يقُول لك خلِّي بالك أُنظُر إِلَى طِير صغِير جِدّاً مِثْلَ العصفورة لاَ تجمع إِلَى مخازِن ( مت 6 : 26 ) لَوْ جبل مِنْ حبُوب تِكُون تِحِبه العصفُورة مَا الَّذِي تفعله العصفُورة ؟ تُنقُر نقرتِين تأخُذ كام حباية تأكُلَهُمْ وَتطِيرفقط حبيتِين وَلِماذا لاَ تأخُذ كمية لِلغد ؟ مَا الَّذِي يضمن لها إِنَّها تأتِي وَتِلاَقِي مِنَّه تانِي ؟ العصفُورة لاَ تجمع إِلَى مخازِن وِمِش طمَّاعه لِماذا ؟ لأِنَّها تثِق فِي رَبِّنَا لَكِنْ الإِنسان يِحِب أنْ يجمع فِي مخازِن رَبِّنَا يُرِيد يِدَوَّقنا إِختِبارات جَمِيلة هُوَ الَّذِي يِرَّتِب وَيعُول إِختِبارات جَمِيلة جِدّاً لِذلِك يجعلنا كُلَّ يوم نقُول أعطِنَا اليوم ( مت 6 : 11 ) رَبِّنَا يِسنِد كُلَّ ضعف فِينا بِنِعمِته لَهُ المجد دَائِماً أبدِيّاً آمِين.
القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
الله المعتنى ينا
07 ديسمبر 2024
عدد الزيارات 20