الخادم والإزدواجية

23 يونيو 2019
Large image

الخادم يمثل المسيح أمام المخدومين ويحمل فكره ويتكلم بكلامه وينشر رسالته وتعاليمه وهكذا يرى المخدمين الخادم أنه فى درجه من الكمال وقد لا يستوعبون انه شخص تحت الآلام مثلهم وكثيراً ما نجد الخادم قد يسر بهذه الصورة ويرسخها فى أذهان المخدومين بينما الحقيقة مختلفه تماما
فتجد الخارج غير الداخل والكلام غير الافعال والمظهر غير الجوهر مما يجعل الخادم يحيا فى إزدواجية تجعله غريباً عن نفسه وأخطر ما فى الأمر هو تباعد المسافة بين ما يقول وما يفعل إلى أن يصل إلى درجة الإزدواجية المريضة وهنا نجد أنفسنا أمام موقف من الكتاب المقدس يوضح لنا كيف يحيا الإنسان مزدوجاً حين تقدم ابونا يعقوب إلى أبيه إسحق لنوال البركة عوض عيسو البكر
قال اسحق ليعقوب تقدم لأجسك يا إبني أأنت هو إبني عيسو أم لا؟؟ فتقدم يعقوب إلى اسحق ابيه فجسه و قال الصوت صوت يعقوب و لكن اليدين يدا عيسو و لم يعرفه لأن يديه كانتا مشعرتين كيدي عيسو أخيه فباركه و قال هل انت هو ابني عيسو فقال انا هوتك 22:27كثيراً ما يوجد داخلنا هذا التناقض ...الصوت صوت يعقوب واليدين ( التى تشير إلى الأعمال) يدين عيسو وتجتهد النفس فى تزييف حقيقتها لتأخذ ما ليس لها .. وتدقق وتجتهد لتلبس الثياب وتأخذ الشكل بل والرائحة وتمتد إلى ما أهو أكثر وأعقد من ذلك وهو تغطية الجلد حتى يحصل على ضمان إقتناء الشخصية المرغوبة ويتحمل المخاطر ويستمر فى الخداع حتى وإن ظهر الشك فى أمره ولكنه يؤكد أنا هو ما أخطر خداع النفس وما أسوأ النتائج حيث يتوقع المخدوم من الخادم كمالات لا يجدها بل والأكثر حين تظهر أمور عكس ما يظهر أو يعلم لقد مدح السيد المسيح من عمل وعلم أنه يدعى عظيماً قى ملكوت السماوات (مت 19:5) بل وقد وجدنا فى شخصه القدوس المبارك تحقيقاً وتطبيقاً واضحاً لكل ما علم به فلم نجده يتكلم عن المتكىء الأخير بينما يتنافس على المتكآت الأولى ولم نجده يحدثنا أن بيعوا أمتعتكم واعطوا صدقة بينما يسكن هو فى القصور الفارهه ولم نجده يتكلم عن ضرورة حمل الصليب بينما يهرب هو من حمله بل على العكس نجده فعل أكثر مما تكلم به لدرجة عجز الكلمات عن التعبير
أعظم عمل للخادم هو التأثيروالعين أكثر تفاعلاً من الأذن فنحن لا نحتاج إلى كلمات بقدر ما نحتاج إلى أفعال ولا نحتاج إلى خدام بل إلى نماذج ومن المعروف أن أى تعليم يستمد قوته من قائله فالذى جعل القديس تيموثاؤس الرسول يتبع معلمنا بولس الرسول ليس فقط تعليمه بل سيرته وقصده وإيمانه وأناته ومحبته وصبره ( 2تى 10:3) التى رآها وتلامس معها بشكل عملى ليت نفوسنا تتوحد فى خوف الله ونقدم صورة للمسيح الذى يحيا فى داخلنا ولا ننجذب لغيره ولا نتبع غيره فنقدم صورته وكلامه وحياته لأولاده فيجذبهم فيجروا ورائه.
القس أنطونيوس فهمى
كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس بمحرم بك الإسكندرية

عدد الزيارات 1647

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل