تسليم الإنجيل لبولس الرسول

01 يوليو 2019
Large image

بعد أن ظهر السيد المسيح لبولس الرسول الذي كان شاول الطرسوسي ودعاه وهو في الطريق إلى دمشق، وبعد عماده وامتلائه بالروح القدس على يد حنانيا أسقف دمشق، وهروبه من دمشق حينما حاول اليهود أن يقتلوه، ذهب إلى الصحراء العربية لمدة ثلاث سنوات حيث استلم من السيد المسيح الإنجيل والتقليد الرسولي وكيفية ممارسة الأسرار الكنسية مثل سر الافخارستيا وغيره ويتضح ذلك من سرده هو نفسه لهذا الأمر في رسالته إلى أهل غلاطية إذ قال:"وأعرفكم أيها الإخوة الإنجيل الذي بَشّرت به إنه ليس بحسب إنسان لأني لم أقبله من عند إنسان ولا علّمته. بل بإعلان يسوع المسيح فإنكم سمعتم بسيرتي قبلًا في الديانة اليهودية أني كنت أضطهد كنيسة الله بإفراط وأتلفها. وكنت أتقدم في الديانة اليهودية على كثيرين من أترابي في جنسي إذ كنت أوفر غيرة في تقليدات آبائي. ولكن لما سر الله الذي أفرزني من بطن أمي ودعاني بنعمته أن يعلن ابنه فيَّ لأبشر به بين الأمم، للوقت لم أستشر لحمًا ودمًا ولا صعدت إلى أورشليم إلى الرسل الذين قبلي، بل انطلقت إلى العربية ثم رجعت أيضًا إلى دمشق. ثم بعد ثلاث سنين صعدت إلى أورشليملأتعرّف ببطرس، فمكثت عنده خمسة عشر يومًا. ولكنني لم أر غيره من الرسل إلا يعقوب أخا الرب" (غل1: 11-19)إذن لقد استلم بولس الرسول الإنجيل الذي بَشّر به في كل مكان من السيد المسيحنفسه بعد صعود السيد المسيح إلى السماء، مثلما استمع باقي الرسل إلى السيد المسيح في مدة خدمته على الأرض. وقد أكد بولس الرسول هذا في رسالته إلى أهل كورنثوس في حديثه عن سر الافخارستيا (القداس الإلهي) إذ قال:"لأنني تسلّمت من الرب ما سلّمتكم أيضًا، إن الرب يسوع في الليلة التي أسلم فيها أخذ خبزًا وشكر فكسر وقال خذوا كلوا هذا هو جسدي المكسور لأجلكم. اصنعوا هذا لذكرى. كذلك الكأس أيضًا بعدما تعشوا قائلًا هذه الكأس هي العهد الجديد بدمى. اصنعوا هذا كلما شربتم لذكرى. فإنكم كلما أكلتم هذا الخبز وشربتم هذه الكأس تخبرون بموت الرب إلى أن يجيء" (1كو11: 23-26) إننا نرى العناية الفائقة من الرب يسوع المسيح برسوله بولس إذ أنه قد قام بتسليمه كل مبادئ الإيمان والبشارة وكيفية ممارسة الأسرار الكنسية مثلما فعل قبل ذلك مع الرسل الذين عاصروا مدة خدمته على الأرض إلى اليوم الذي صعد فيه إلى السماء بعدما أوصاهم بأن لا يبرحوا أورشليم إلى أن يلبسوا قوة من الأعالي متى حل الروح القدسعليهم. ولكننا ينبغي أن نلاحظ أن بولس الرسول لم يستقل عن الكنيسة بالرغم من أنه قد تسلم من السيد المسيح كل شيء، بل كان يعتقد في جامعية الكنيسة ومجمعيتها، لذلك أكمل حديثه إلى أهل غلاطية عن باقي تفاصيل مسيرته الرسولية بعد لقائه مع بطرس الرسول ويعقوب أخا الرب "ثم بعد أربع عشرة سنة صعدت أيضًا إلى أورشليم معبرنابا آخذًا معي تيطس أيضًا. وإنما صعدت بموجب إعلان وعرضت عليهم الإنجيلالذي أكرز به بين الأمم، ولكن بالانفراد على المعتبرين لئلا أكون أسعى أو قد سعيت باطلًا" (غل2: 1، 2).
إن في هذا أعظم درس للذين يسيرون وراء الرؤى والإعلانات الكاذبة مثل إيلين هوايتالتي ابتدعت كثيرًا لطائفة الأدفنتست السبتيين، وأعطوها لقب نبية ورسولة واعتبروا أن الرؤى التي رأتها هي إعلانات إلهية، بينما هي تحوى على تعاليم كثيرة مضادة للتعليم الرسولي،ولم ترجعإيلين هوايت إلى خلفاء الرسل في الكنائس الأرثوذكسية لتعرف صحة الرؤى التي رأتها، وإنما تمادت في انحرافها ودعاها الأدفنتست نبية الأيام الأخيرة، وهي لم تكن نبية على الإطلاق لقد صعد بولس الرسول ليعرض الإنجيل الذي يكرز به بين الأمم على الآباء الرسل ليتأكد من صحة التعليم الرسولي الذي ائتمنه الرب عليه. وأكمل سرده لما حدث فقال "فإذ علم بالنعمة المعطاة لي يعقوب وصفا ويوحنا المعتبرون أنهم أعمدة؛ أعطوني وبرنابا يمين الشركة لنكون نحن للأمم وأما هم فللختان. غير أن نذكر الفقراء. وهذا عينه كنت اعتنيت أن أفعله" (غل2: 9، 10). لقد أضافوا إلى اختصاص بولس الرسول في خدمة الأمم اهتمامه بفقراء أورشليم وهذا ما تم بالفعل.
رؤيا بولس الرسول في أورشليم
إلى جوار ظهور السيد المسيح لبولس الرسول في الطريق إلى دمشق، وإلى جوار إعلاناته له حينما سلّمه التقليد الرسولي في مدة السنوات الثلاثة في العربية فقد رآهبولس الرسول في الهيكل بأورشليم وسرد ذلك كما يلي: "وحدث لي بعد ما رجعت إلىأورشليم وكنت أصلى في الهيكل أني حصلت في غيبة فرأيته قائلًا لي أسرع واخرج عاجلًا من أورشليم لأنهم لا يقبلون شهادتك عنى. فقلت يا رب هم يعلمون أني كنت أحبس وأضرب في كل مجمع الذين يؤمنون بك وحين سُفك دم إسطفانوس شهيدك كنت أنا واقفًا وراضيًا بقتله وحافظًا ثياب الذين قتلوه. فقال لي: اذهب فإني سأرسلك إلى الأمم بعيدًا" (أع22: 17-21).
ما أجمل هذا الحوار لإقناع بولس الرسول أن يفارق أورشليم المحبوبة ليذهب إلى كنيسة الأمم لتصير عروسًا للمسيح، لم يكن من السهل على بولس الرسول أن يترك كرازة اليهود بالإنجيل ليذهب إلى الأمم.
ولكن السيد المسيح كان قد أعده للكرازة للأمم وهذا ما تحقق بالفعل فيما بعد وأعطته الكنيسة يمين الشركة للأمم لينشر الإنجيل وينضم الأمم إلى خراف السيد المسيح فتكون رعية واحدة لراعٍ واحد كما سبق ووعد بفمه الإلهي المبارك.
نيافة الحبر الجليل المتنيح الانبا بيشوى مطران دمياط ورئيس دير الشهيدة دميانة
عن كتاب المسيح مشتهي الأجيال منظور أرثوذكسي

عدد الزيارات 1420

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل