نقاط فى شخصية بطرس الرسول

20 يوليو 2019
Large image

نقاط فى شخصية بطرس الرسول
6 يوليو 2015
إن حياة بطرس مليئة بمتناقضات تستحق أن تدرس لأن كل ما كتب كتب لتعليمنا فنتعلم منها حتى لا نقع فى نفس الأخطاء عينها فبطرس كان من الشخصيات المؤثرة فيما حولها وله رأيه حيث أنه ليس من السهل أن ينقاد من أى شخص وسندرس معاً بالتفصيل.
أولاً : أن شخصية بطرس قيادية فهو لم يكن صياداً أجيراً عند أحد بل كان هو صاحب المركب ويقودها. لذلك فهذه الشخصية ليس من السهل أن ينقاد بل يميل دائماً أن يكون هو الأول وهو الذى يصدر الأوامر. ونتأمل فى أحداث مشى بطرس على الماء [مت 14: 22-33] نلاحظ أن يسوع هو الذى قال لهم أن يدخلوا السفينة ويسبقوه أى أنهم فى ملئ مشيئته. ثم أن البحر كان هائجاً وأتى لهم يسوع فوق الأمواج والتلاميذ كلهم كانوا خائفين وقال لهم يسوع تشجعوا. لا تخافوا [مت 14: 28] فأجابه بطرس وقال ياسيد إن كنت هو فمرنى أن آتى إليك على الماء. لنتأمل ونتعلم من هذا العدد.
1-نلاحظ أن كل التلاميذ كانوا خائفين ولكنهم لم يتكلموا ولم يطلبوا شئ من يسوع. فهو الذى قال لهم أن يدخلوا السفينة ثم قال لهم لا تخافوا تشجعوا لكن لماذا تكلم بطرس وحده وباقى التلاميذ ساكتين؟
2-لم يطلب أى من التلاميذ الـ 11 أن يذهب إلى يسوع بل يسوع هو الذى كان آتياً لهم. لكن بطرس وحده هو الذى طلب أن يأمره أن يأتى إليه فهو كان يثق أن يسوع إذا قال فيكون حسب قوله. رغم علمه أن يسوع هو الذى قال لهم يدخلوا السفينة ويسبقوه إلى العبر.
3-أن طلب بطرس لم يكن بثقة بل سؤاله فيه شك فقد قال إن كنت أنت هو؟ فهو يشك أنه هو يسوع.
4-فترك بطرس السفينة معتمداً على كلمة يسوع ولكن ليس بإيمان بل ليثبت هل هو يسوع أم لا لأنه قال له إن كنت أنت هو فمرنى أن آتى إليك.
5-ومشى بطرس على الماء ليأتى إلى يسوع [ماذا سيفعل أو لماذا يذهب إليه لا يعرف]. دوافعه كانت الأنا ليظهر أنه يختلف عن باقى التلاميذ.
6 -لكن لما رأى أن الريح شديدة خاف. هنا لما خاف ابتدأ يغرق.
الدروس المستفادة :
1-أن دعوة يسوع المسيح لبطرس فى [مت 4: 18-20] فقال لهما هلم ورائى فأجعلكما صيادى الناس. تعال ورائى أى لتطيعنى وأنا أقودك حيث مشيئتى فهل نسيت يابطرس ويا [ضع اسمك أنت يامن تقرأ هذه المقالة] أنك دعيت لكى تطيع الله وكلمته وتكون صياداً للناس ولم يكن حتى هذه الحادثة قد جذب أى نفس للمسيح بعد. فوعده لم يتحقق بعد إذن لابد أن للعمر بقية لينفذ يسوع وعده.
2-لماذا أنت وحدك الذى طلبت وتكلمت ألم يكن معك 11 آخرين تلاميذ مثلك ومختارين من يسوع؟ لأن شخصية بطرس يميل أن يكون قائداً ومختلفاً عن باقى التلاميذ. لماذا يابطرس لم تقل كل أخوتى لم يتكلموا؟ لماذا لم يكن لك روح الجماعة وتصمت مثلهم لأنه لم يكن قد مات فى المسيح وأصبح شخص آخر. فكثيرين فى الإجتماعات يحبون أن يكونوا ظاهرين وفى الأوائل بسبب ذواتهم أنهم لم يموتوا بعد مثل بطرس. فالعلاج هو موت الجسد فى المسيح والإمتلاء بالروح القدس وبكلمة الله. وتجديد الذهن.
3-لماذا يابطرس شكيت فى أنه يسوع ألم تعرفه من صوته من حبه من قدرته فمن يستطيع أن يأتى إليك ماشياً على الأمواج والريح شديدة ويتكلم معك بهدوء سوى شخص يسوع المسيح. فلم يكن له إيمان صحيح. رغم أنه قبل دعوة يسوع له وتبعه – أحبائى أن كثيرين يتبعون يسوع لكن الحقيقة ليس لهم إيمان حقيقى مبنى على كلمة الله وعلى شخص المسيح الحى. لذلك يخافون فى التجربة بل ويدعون أنهم أقوياء ويقعون مثل بطرس. فإذا لم يتكلم بطرس ويطلب أن يمشى على الماء لما اتفضح فى عدم إيمانه ولبقى مثل باقى التلاميذ. فكثير من المؤمنين هم الذين يسقطون فى تجارب من أفعالهم هم. فالكتاب يقول لا يرتئى المرء أكثر مما عليه.
4-ثم يابطرس عندما تأكدت أنه هو يسوع وقال لك تعال فلماذا شكيت وخفت من الريح فبدأت تغرق. وأسأل نفسك لماذا أحياناً بعد ما بدأت العمل بحماس. بدأت فى الغرق وفقدت الكثير. الإجابة لأنك بدأت بدون إيمان حقيقى فى سيدك وكلمته بدأت تخدم لتكون مثل الأخ فلان أو لتظهر نفسك أنك أحسن من أخوتك الذين معك مثل بطرس. لكنك نسيت أنه بدون إيمان لا يمكن إرضاؤه ثم أن نسيت أنه هو سيدك يسوع المسيح ويجب عليك أن تسير خلفه وتطيعه. فكثيراً ما نتخذ قرارات ليست فى مشيئته فنغرق وعندما نصرخ له ينقذنا مثل بطرس.
5-ثم ما هو هدفك يابطرس من الذهاب إلى يسوع ماشياً على الماء وسط الأمواج وبالليل. ماذا سيحققه من دعوة الله لك لتكون صياداً للناس. لنتعقل ياإخوتى ونمتحن دوافعنا قبل المضى قدماً فى قرارات اتخذناها بدون ما تتفق أهدافنا مع كلمة الله ودعوته لنا.
ثانياً : فى حادثة غسل يسوع لأرجل التلاميذ [يو 13: 1-10]
فى هذه الحادثة أيضاً يسوع غسل أرجل التلاميذ حتى أتى إلى بطرس [يو 13: 6] فجاء إلى سمعان بطرس فقال له ذاك ياسيد أنت تغسل رجلى. وإن كان فى الظاهر أنه نوع من الاحترام لكن فى داخله عدم خضوع للأسباب الآتية :
أ - لقد قام بغسل تلاميذ قبلك ولم يقول أي تلميذ للرب شئ أو إعتراض.
ب- بطرس يقول له ياسيد. فإذا كان سيدك يابطرس فيجب عليك أن تطيعه مادام هو الذى طلب منك ثم [يو 13: 8] قال له بطرس لن تغسل رجلى أبداً. تصميم بطرس الخاطئ رغم الذى رآه من يسوع والتلاميذ لكنه متمسك برأيه. فهو محتاج أن يكون هادئاً ويتحرك بإيمان ويقول لنفسه هل أنا أفهم أكثر من يسوع الذى أتبعه. ألاحظ كثيرين من المؤمنين يفعلون مثل بطرس مثلاً يقولون لى كيف أقول كلمات غير مفهومة لى [عن التكلم بالألسنة] أقول لهم هو يريدك أن تفعل ذلك. فلا تدعى المفهومية أكثر من الله.
ثالثاً : حادثة إنكار بطرس للمسيح
[مر 14: 27-31] أيضاً بطرس يشعر أنه مختلف عن باقى التلاميذ فيقول ليسوع أن شك فيك الجميع فأنا لا أشك. فبطرس معتز بنفسه واثقاً فى نفسه ويجادل مع يسوع المسيح. لقد قال له بأكثر تشديد ولو اضطررت أن أموت معك لا أنكرك أحبائى. إن كثيراً ما نتفوه بكلمات للرب دون أن ندرى خطورتها وأنه يسمع كل ما تقوله فلا تتعجل. "لا تستعجل فمك ولا يسرع قلبك إلى نطق كلام قدام الله" [جا 5: 2].
أحبائى. كثيراً ما نسقط بكلام قدام الرب لا نقدر أن ننفذه.
رابعاً : فى حادثة رجوعه للصيد [يو 21: 2-13]
بطرس أيضاً يتحرك بحماس دون فهم لما كان قاله لهم يسوع. فبعد الصليب تزعزع بطرس مرة أخرى وفكر وقرر أن يعود لمهنته وهى صيد السمك فقال لإخوته أنا أذهب لأتصيد. ألم يدعوك يسوع لترك صيد السمك وجعلك صياداً للناس. إياك وترك دعوتك مهما كان السبب ومهما كان العيان يقول والضغط والشك حولك, فكثيرين لهم خدمة فى أماكنهم لكنهم ينظرون الأحداث حولهم فيتحركوا بالجسد ويخسرون الكثير. دائماً تفكر فى دعوتك ولابد أن تتم وتتحقق مهما طال الزمن.
خامساً : تحقيق وعــد يسوع لهم بالإمتلاء بالروح القدس وتلبســون قوة من الأعالى [أع 2: 1-41]
نلاحظ أيضاً بطرس هو الذى تكلم لكن تحت مسحة وقوة الروح القدس لذلك كانت كلماته ممسوحة وأتى بثمر كثير. لأنه إمتلأ من الروح القدس.
أحبائى. خلاصة هذه المقالة أن لا تتكلم وتتحرك من نفسك معتمداً على شخصيتك وقوتك. بل إعمل عمل الله بالروح القدس وبمسحة الله لك وفى وقت الله وحسب مشيئته ولا تدعى أبداً فهمك أكثر من الله فتعلم أن تطيعه فى كلمته كما هى لا تضيف لها أو تنقص منها وأيضاً تعلم أن تخضع لروح الجماعة وتكون متحداً مع أخوتك ولا تميز نفسك عن أخوتك بل كما قال يسوع : من أراد أن يكون أولاً يكون آخر الكل وخادم الكل وأيضاً تعلم أنه إذا تأخرت وعود الله معك فلا ترجع أبداً إلى الوراء وتقول مثل بطرس "عودة للصيد" إخدم الرب وأنت معتمداً على وعوده وكلمته فقط ومسحه وقيادة الروح القدس لك. وغير معتمداً على شخصيتك وتأثيرها على الناس وتكون دائماً خلف سيدك ولا تسبقه ولا تدعى يوماً أنك تفهم أكثر من الله. فهو خالقك وصانعك ويعرفك أكثر مما تعرف أنت نفسك فإذا وضعت يدك على المحراث لا تنظر خلفك أبداً. وأى كان المطلوب منك مادمت متأكد أنه من الله ويتفق مع كلمة الله فعليك أن تنفذه وتعمله بدون أى اعتماد على أفكارك أنت لتكون رجل حسب قلب الله.

عدد الزيارات 7321

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل