
مِنْ سِفر التَثْنِيَة 28 : 12 – 13[ يفتحُ لَكَ الرَّبُّ كنزهُ الصَّالِح السَّماء لِيُعطِيَ مطر أرضِكَ فِي حِينهِ وَلِيُبارِكَ كُلَّ عملِ يَدِكَ فَتُقرِضُ أُمماً كَثِيرةً وَأنتَ لاَ تقترِضُ . وَيجعلُك الرَّبُّ رأساً لاَ ذنباً وَتَكُونُ فِي الاِرتِفاعِ فقط وَلاَ تَكُونُ فِي الاِنحِطاطِ إِذا سَمِعْتَ لِوَصَايا الرَّبِّ إِلهك الَّتِي أنَا أُوصِيكَ بِهَا اليومَ لِتَحْفَظَ وَتَعْمَلَ ] مُمكِنْ يُعَرَّض الإِنسان لِفشل رُوحِي أوْ دِراسِي أوْ لِتجرُبة فشل فِي أي مجال فَيُسيطِر عليه رُوح الفشل وَتَتَراكمْ عَلَى النَّفْس رُوح الأحزان وَتأتِي رُوح الفشل الماضِي فَيُصبِح فِي الإِنحِطاط وَالنَّفْس دَائِماً تمِيل لإِحساس الذنب وَدَائِماً يُحِب الإِنسان أنْ يَكُون ضِد نَفْسه وَيُظهِر خطأها وَلَوْ إِستخدِم هذَا الإِحساس بِإِسلُوب خَاطِئ سَيَتَوَلَّد عَنَّه رُوح فشل .
كَيْفَ نَتَخَلَّص مِنْ رُوح الفشل ؟
فِي سِفر التَثْنِيَة وجدَ الله الشَّعْب أثناء الرِحلة لِكنعان يدور حولَ نَفْسه وَيُضَيِّعُون وقت وَجهد فَقَالَ لَهُمْ [ كَفَاكُمْ دَوَرَانٌ بِهذَا الجبلِ تَحَوَّلُوا نَحْوَ الشِّمَالِ ] ( تث 2 : 3 ) كَفاك دوران حول نَفْسك بِنَفْس الدائِرة بِنَفْس الرُّوح دَائِماً الإِنسان يسِير فِي حياته مسار دَائِرِي مُغلق لَيْسَ بِهِ تَقَدُّم أي فِي نَفْس الأُمور وَنَفْس السقطات وَالضعفات وَالتجرُبة وَالتراخِي هذَا أُسلُوب دَائِرِي كَفاك دوران تَحَوَّل نحو الشمال كَفاك رُوتِين عَقِيم لاَ تعِيش مُستعبد لِحياة رُوتِينِيَّة وَإِنْ حاوِلت التغيير تقُول لاَ أستطِيع لاَ تَحَوَّل نحو الشمال سِر نحو كنعان وَالله قَادِر أنْ يقُودنا وَيُرشِدنا وَيُغَيِّر أُسلُوب حياتنا رَائِع سِفر دَانِيال الَّذِي يَقُول [ وَهُوَ يُغَيِّرُ الأوقاتَ وَالأزمِنَةَ ] ( دا 2 : 21 ) أي هُوَ قَادِر أنْ يُغَيِّر الأوقات وَالأزمِنة لِصالحك وَيجعله زمن نجاح وَمجد وَيجعلك رأس لاَ ذنب وَتَكُون فِي الإِرتِفاع وَلاَ تَكُون فِي الإِنحِطاط إِذا سمعت وصايا الله .
بعض النصائِح كي لاَ تعِيش رُوح الفشل :-
1- لاَ تنشغِل بِالفشل الماضِي :-
لاَ تضع الفشل أمامك وَتنشغِل بِهِ لِئلاَّ يدخُلك فشل فوقَ الفشل كَثِيراً مَا يُزعِج الإِنسان الفشل الماضِي لاَ تندم عَلَى فُرص ضَائِعة وَكَمَا يقُول المثل [ لاَ تبكِي عَلَى اللبن المسكُوب ]عدم التذكُّر فِي التجارُب السلبِيَّة السابِقة مُهِمْ جِدّاً صَمُوئِيل النَّبِي قَالَ لَهُ الله إِمسح لِي شَاوِل مَلِك وَبعد ذلِك عَاشَ شَاوِل فِي ضعف وَتَعَدَّي وَصَايا الله وَهذَا الأمر جعلَ المملكة فِي ضعف فَحَزَنَ صَمُوئِيل عَلَى مسح شَاوِل مَلِك لأِنَّهُ جعلَ أولاده فِي ضعف فَقَالَ لَهُ الله [ فَقَالَ الرَّبُّ لِصَمُوئِيلَ حَتَّى مَتَى تَنُوحُ عَلَى شَاوُلَ وَأنَا قَدْ رَفَضْتُهُ عَنْ أنْ يَمْلِكَ عَلَى إِسْرَائِيلَ اِمْلأ قَرْنَكَ دُهناً وَتَعَالَ أُرسِلْكَ إِلَى يَسَّى البيتلحمِيِّ لأِنِّي قَدْ رَأيتُ لِي فِي بَنِيهِ مَلِكاً ] ( 1صم 16 : 1) إِلَى متى العمل السلبِي إِلَى متى الحُزن ؟ إِعمل عمل إِيجابِي إِملأ قرنك دُهن عِندما جاءَ يَشُوع لِلأردُن تَحَيَّر وَحزن فَقَالَ لَهُ الله أُعبُر الأردُن تَخَطَّىَ الفشل وَاعمل عمل إِيجابِي أحياناً يُرسِل لَكَ الله رِسالة قَائِلاً حَتَّى متى تنُوح عَلَى تجرُبة سَابِقة فَاشِلة ؟!! وَلِنرىَ دَاوُد كَمْ جلب أفراح وَإنتِصارات أكثر مِنْ خسائِر شَاوِل لَكِنْ يوجد شِئ إِسمه تفكِير إِيجابِي البعض يَمِيل لِلسلبِيَّة وَالحُزن وَيقُول لَيْسَ بِالإِمكان أفضل مِمَّا كان إِحذر رُوح الإِحباط الله قَادِر أنْ يجعل الفشل كَمِياه عبرِت الله يُرِيد أنْ ينظُر النَّاس نظرِة فرح [ وَأُعَوِّضُ لَكُمْ عَنِ السِّنِينَ الَّتِي أكلهَا الجَرَادُ الغَوْغَاءُ وَالطَّيَّارُ وَالقَمَصُ ] ( يؤ 2 : 25 ) " الغوغاء " ( الجراد فِي أخطر مَرَاحله ) " الطَّيَّار "( الجراد فِي طُور الطيران ) " القَمَص "( الجراد أوِل مَا يخرُج مِنْ البِيضة )الله قَادِر أنْ يُعَوِّض لِذلِك قِيلَ فِي سِفر يُوئِيل أنَّ هُناك أربعة أشياء أكلوا الثِمار وَهُمْ القمص وَالطيار وَالغوغاء وَالجراد وَهؤلاء هُمْ أربعة مراحِل لِحياة الجراد وَهُمْ مُخَرِّبِين لِلمحصُول وَالله قَادِر أنْ يُعَوِّض الخسائِر بِكُلَّ أنواعها وَمراحِلهَا كَبِيرة كانت أوْ صَغِيرة هذَا لاَ يُعطِي رُوح يأس وَحُزن فَنُعَوَّض عَنْ خسائِر الماضِي وَالله يُثَّبِت ذلِك فِينَا عِندما نقرأ سِفر أيُوب نَجِد فِي آخر إِصحاح أنَّ الله عَوَّضه الضِعف عَنْ كُلَّ خِسارة نظرِة الخسائِر نظرة مؤلِمة لَكِنْ الله يرى [ أرُدُّ عَلَيْكِ ضِعْفِيْنِ ] ( زك 9 : 12) وَبُولِس الرَّسُول يَقُول[ أنْسَى مَا هُوَ وَرَاءُ وَأمْتَدُّ إِلَى مَا هُوَ قُدَّامُ ] ( في 3 : 13) التَّفَكُّر فِي خسائِر الماضِي يَجلِب مشاكِل وَتعب .
2- كَفىَ ضياع جهد وَوَقت :-
كَفىَ ضياع جهد وَوَقت وَأعمال فَاشِلة أي إِنْ كُنت فِي دَائِرة أكرَّر نَفْس الفِعل فَكَفىَ ذلِك التَلاَمِيذ ظلُّوا اللِيل كُلَّه فِي الصِيد وَلَمْ يُثمِرُوا شِئ الله يُرِيدنِي أنْ أتعلَّم مِنْ فشلِي الإِتِكال عليه لِذلِك يسمح لِي بِالفشل يُرِيد أنْ يِعَلِّمنِي أنْ لاَ أثِق فِي قُدراتِي لِكي أقُول لَهُ " أنتَ يَا الله إِنْ لَمْ يَكُنْ الأمر مِنْكَ لاَ أفعل " كَفىَ أعمال فَاشِلة حَتَّى مُحاولات التوبة إِذا لَمْ تَكُنْ مسنوده عَلَى نِعمة الله وَليست مِنْ ذاتِي وَقُدراتِي فَلَنْ تَكُون ناجِحة الَّذِي يقُول أنَّهُ قَدْ أخذَ عهد عَلَى نَفْسه أنْ لاَ يفعل خَطِيَّةٍ مَا فَهُوَ مُخطِئ قُل إِحفظنِي يارب لأِنِّي عليك توكلت ( مز 15 – مِنْ مَزَامِير بَاكِر ) أنَا غِير قَادِر فَإِفعل أنتَ الله يُرِيد أنْ يِعَلِّمنِي مِنْ خِلاَل جِهادِي إِنِّي غِير قَادِر وَلاَبُد أنْ أخلِي نَفْسِي لِيَكُون هُوَ[ لِمَاذَا أنتِ حَزِينة يَا نَفْسِي وَلِمَاذَا تَئِنِّينَ فِيَّ تَرَجَّيِ الله لأِنِّي بعدُ أحمدُهُ خَلاَصَ وَجهِي وَإِلهِي ] ( مز 42 – مِنْ مَزَامِير الثَّالثة ) هُوَ يِسَهِّل كُلَّ الأُمور لاَبُد أنْ تكتشِف خِبرة الإِتِكال عَلَى الله وَأنْ تِفَرَّط فِي فِكرك[ وَأمَّا مُنْتَظِرُوا الرَّبِّ فَيُجَدِّدُونَ قُوَّةً . يرفعُونَ أجنِحةً كَالنُّسُورِ يركُضُونَ وَلاَ يتعبُونَ يمشُونَ وَلاَ يُعْيُونَ ] ( أش 40 : 31 ) لاَ يتعبُونَ مِنْ الجِهاد لأِنَّهُمْ مُتَكِلِين عليه وَرجاءهُمْ فِيهِ هُوَ المُحَرِّك لَهُمْ وَالسند وَالمُعِين كَفىَ فشل إِتَكِل عليه وَاستشِيره مُوسى النَّبِي فِي رِحلة البَرِّيَّة مِنْ توهانه كَانَ يقِف وَلاَ يَتَحَرَّك وَيَقُول لَهُمْ إِذا لَمْ يَكُنْ وجه الله أمامِي لَنْ أتَحَرَّك المُعَرَّض لِلفشل لاَبُد أنْ يَتَكِل بِالأكثر عَلَى الله حَتَّى لاَ يفشل مرَّة أُخرى كَفىَ ضَياع فِي سِفر حَجَّي توجد مُعاتبة مِنْ الله لِلشَّعْب فَيَقُول لَهُمْ أنتُمْ رجعتُمْ بعد السبي فوجدتُمْ المدِينة خَرِبة وَكَانَ يَجِب عليكُمْ أنْ تبنُوا بيتِي أوَّلاً لَكِنَّكُمْ إِنشغلتُمْ بِبُناء بيوتَكُمْ وَجعلتمُوهَا مُزَيَنة وَنسيتُمْ بيتِي لِذلِك أنَا سأنزع البركة مِنْ حياتكُمْ تزرعُون وَلاَ تأكُلُون لديكُمْ مِياه وَتعطشُون[ تأكُلُونَ وَلَيْسَ إِلَى الشَّبَعِ تشرَبُونَ وَلاَ تَرْوُونَ تكتَسُونَ وَلاَ تَدْفَأُونَ وَالآخِذُ أُجرةً يأخُذُ أُجرةً لِكِيسٍ منقُوبٍ ]( حج 1 : 6 ) أحياناً نضع أنْفُسنَا فِي هذِهِ التجرُبة وَهيَ أنْ نهتم بِأنْفُسَنَا وَنترُك الله إِنْ تَبَقَّى لَهُ وقت مِنْ إِهتِمامنَا وَتَكُونَ النَتِيجة فشل وراء فشل حَتَّى نعُود إِليهِ الله لاَ يُرِيدنَا هَكَذَا هُوَ يُرِيد لَنَا البركة لَكِنَّنَا لَمْ نُرَتِب أولَوِياتنا بِطَرِيقة صَحِيحة لاَبُد أنْ نُعِيد أولَوِيات حياتنا [ لأِجلِ بيتِي الَّذِي هُوَ خراب وَأنتُمْ رَاكِضُونَ كُلُّ إِنسانٍ إِلَى بيتِهِ لِذلِكَ مَنَعَتِ السَّمواتُ مِنْ فوقِكُمُ النِّدى وَمَنَعَتِ الأرضُ غَلَّتَهَا وَدعوتُ بِالحَرِّ عَلَى الأرضِ وَعَلَى الجِبالِ وَعَلَى الحِنْطَةِ وَعَلَى المِسْطَارِ وَعَلَى الزَّيْتِ وَعَلَى مَا تُنْبِتُهُ الأرضُ وَعَلَى النَّاسِ وَعَلَى البهائِمِ وَعَلَى كُلِّ أتعابِ اليدينِ ] ( حج 1 : 9 – 11 )عِندما ينشغِل الإِنسان بِنَفْسه وَينسىَ الله يترُكه الله يِتعب لَكِنْ بِدُون ثمر وَيستمِر الفشل حَتَّى يجعل الله أوِل إِهتِمَامَاته إِنتَبِه لِماذا تأخُذ أُجرةً إِلَى كِيسٍ مثقُوب ؟ لِماذا تِتنَاوِل وَتعترِف وَتُوَاظِب عَلَى الكَنِيسة بِدُون تَقَدُّم ؟ لِماذا تُجَاهِد دُونَ تَقَدُّم ؟ إِسأل نَفْسك سَتَجِد خلل مُعَيَّن فِي حياتك وَالله قَادِر أنْ يكشِف ذلِك الخلل وَيُعَالِجه .
3- عدم الإِكتِفاء بِالعطايا الصَغِيرة :-
لاَ تكتفِي بِعَطَايا صَغِيرة كَفىَ إِكتِفاء بِعَطَايا صَغِيرة نقُول ليتَ صومنا يَكُون صُوم مقبُول وَإِذا وضعنَا لإِنْفُسَنَا هدف أنْ نحضر عدد مِنْ القُدَّاسات وَكَفىَ لَنْ نُثمِر شِئ لِيَكُنْ لديكَ رجاء فِي أنْ يُعطِيك الله قداسة وَعِفَّة وَبِر وَنَقَاوة وَ طِلبات عالية قَدْ تَجِدهَا فِي صَلَوَات الأجبِية لأِنَّ الكَنِيسة تُرِيد أنْ ترفعك فوقَ خيالك لَكِنَّنَا أحياناً نَكتفِي بِالقَلِيل عِندما تأخَّر نسل أبُونَا إِبرَاهِيم تَعَجَّل هُوَ وَسارة زوجته فَزَوَّجته هَاجِر جَارِيتهَا وَأعطاهُ الله إِسماعِيل فَفَرَحَ بِهِ جِدّاً وَقَالَ لله [ لَيْتَ إِسمعِيلَ يَعْيشُ أمامكَ ] ( تك 17 : 18 ) إِبرَاهِيم إِكتفىَ بِعَطِيَّة إِسماعِيل – عَطِيَّة صَغِيرة – لَكِنْ قَالَ الله لَهُ سَأُعطِيك مِنْ نسلك لَمْ يُصَدِّق إِبرَاهِيم فَقَالَ لَهُ الله أنَا قَادِر أنْ أُعطِيك مِنْ مُمَاتِة سارة ( رو 4 : 19 ) فَآمن وَأعطاهُ الله إِسحق ثِق أنَّ الله قَادِر أنْ يفعل إِبرَاهِيم إِكتفىَ بِإِسماعِيل لَكِنْ الله يُرِيد أنْ يُعطِيه الأعظم إِسحق الفرق بينَ إِسماعِيل وَإِسحق 13 سنة أي فرق كَبِير لَكِنْ إِبرَاهِيم كَانَ لديهِ إِيمان تَقُول لإِنسان نُرِيدك أنْ تَكُون مُتَفَوِّق فَنَجِده يضحك وَيَقُول المُهِمْ النَّجاح أوْ يَكفِي النَّجاح هذَا الشخص لَنْ يَتَفَوَّق لأِنَّهُ مهزُوز وَالَّذِي يجعلنَا مُقَيدِين رُوحِياً أنَّنَا مُتَزَعزِعِين وَلَيْسَ لَنَا طُموح رُوحِي المفرُوض أنَّنَا نقُول لَهُ " قلب نقِي إِخلِق فِيَّ يَا الله وَرُوح مُستقِيم جَدِّدهُ فِي أحشائِي "( مز 50 )هذَا لَيْسَ ضِد الإِتِضاع بَلْ هُوَ طُموح رُوحِي يُوسِف الصِّدِّيق وَهُوَ فِي السِجن أقصى شِئ كَانَ فِي ذِهنه أنْ يخرُج مِنْ السِجن وَيَكُون حُر لِذلِك قَالَ لِرَئِيس السُقاه أرجُوك أُذكُرنِي أمام المَلِك ( تك 40 : 14) هل كَانَ يحلم أنْ يَكُون ثَانِي رَجُل فِي مصر ؟ لَمْ يَكُنْ يحلم أنَّ الله يُرِيد لَهُ ذلِك أحياناً نكتفِي بِالقَلِيل مُمكِنْ الله يُرِيد أنْ يُعطِينَا الكَثِير دَاوُد النَّبِي وَالمَلِك عِندما دعا مِفيبوشث إِبن يُونَاثان قَالَ لَهُ أُرِيد أنْ أرُد لَكَ مِيراثك وَأنْ تجلِس معِي عَلَى مَائِدَتِي كَلاَم كِبِير عَلَى إِبن يُونَاثان الَّذِي كَانَ كُلَّ هَمَّه وَطُموحه أنْ لاَ يقتُله دَاوُد وَلَيْسَ أنْ يرُد لَهُ مِيراثه وَيُعطِيه عطايا عَظِيمة لَمْ يَكُنْ يَتَخَيلهَا عِندما كَانَ بُطرُس الرَّسُول يصطاد قَالَ لَهُ يَسُوع أُدخُل إِلَى العُمق وَعِندما إِصطاد الكَثِير مِنْ السمك فرح لَكِنْ الله رفعهُ مِنْ الإِنشِغال بِالسمك وَقَالَ لَهُ سأجعلك صَيَّاد لِلنَّاس وَبِالفِعل أصبح رسُول وَالله يَضُم بِسَبَبه مؤمِنِين كَثِيرِين وَيِفرِد شَبكته فَيصطاد لله أُلُوف البشر فِي يوم الخمسِين إِصطاد 3000 نَفْس بِعِظة وَاحِدة فَرد الشبكة الرُّوحِيَّة وَأدخلهُمْ السَفِينة أي الكَنِيسة إِصطادهُمْ مِنْ بحر العالم أحياناً نَكتفِي بِعَطَايا قَلِيلة لَكِنْ لِنعلم أنَّ الغِير مُستطاع عِندَ النَّاس مُستطاع عِندَ الله( لو 18 : 27 ) لاَبُد أنْ نَثِق أنَّهُ قَادِر أنْ يفعل بُولِس الرَّسُول يحكِي عَنْ تجرُبة فَاشِلة لَهُ فِي كُورنثُوس وَعِندما نقرأهَا نقُول هذَا لاَ يُمكِنْ أنْ يحدُث لِبُولِس فَنَجِده يَقُول [ فَإِنَّنَا لاَ نُرِيدُ أنْ تجهلُوا أيُّهَا الإِخوةُ مِنْ جِهَةِ ضِيقتنَا الَّتِي أصَابتنَا فِي أسِيَّا أنَّنَا تَثَقَّلنَا جِدّاً فوقَ الطَّاقَةِ حَتَّى أيسنَا مِنَ الحيوةِ أيضاً لكِنْ كَانَ لَنَا فِي أنْفُسِنَا حُكْمُ الموتِ لِكي لاَ نَكُونَ مُتَّكِلِينَ عَلَى أنْفُسِنَا بَلْ عَلَى اللهِ الَّذِي يُقِيمُ الأمواتَ الَّذِي نَجَّانَا مِنْ موتٍ مِثْلِ هذَا وَهُوَ يُنَجِّي ] ( 2كو 1 : 8 – 10 ) مُمكِنْ يجعلك الله تدخُل تجرُبة فَاشِلة حَتَّى اليأس حَتَّى تِفرَّط فِي نَفْسك وَتقُول لاَ أنَا بَلْ أنتَ يَا الله .
4- تَعَلَّم مِنْ أخطاء الماضِي :-
هل تُرِيد أنْ تَتَخَلَّص مِنْ الفشل ؟ تَعَلَّم مِنْ أخطاء الماضِي لاَ تُفَكِر فِي التجارُب السَابِقة بِإِسلُوب يُزِيد حُزنك بَلْ تَعَلَّمْ مِنْهَا بِطَرِيقة إِيجَابِيَّة قَالَ أحد الآباء لِتلمِيذه لِماذا أنتَ حزِين ؟ فَأجابَ التلمِيذ مِنْ كثرِة الفشل فَقَالَ الأب [ ثِق يَا ابنِي أنَّكَ إِنْ لَمْ تعرِف الرُّوح الَّذِي يقتُل فَلَنْ تعرِف الرُّوح الَّذِي يُحيِى ] أي أحياناً يحتاج الإِنسان أنْ يعرِف كَيْفَ يُغلب لِكي يعرِف كَيْفَ ينتصِريسمح لَنَا الله أحياناً بِتَجَارُب فَاشِلة لِنَتَعَلَّم كَيْفَ ننجح وَعِندما نجتاز التجرُبة نشعُر بِمعونة الله وَلِنَتَخَيَّل فِي مجال الدِراسة في كُلَّ فِترة دِرَاسِيَّة نِكَرَّر نَفْس سِيناريو الخطأ وَهُوَ ترك الإِستِذكار حَتَّى قُرب الإِمتِحَانات عِندَئِذٍ نبدأ فِي الإِستِذكار فَنَجِد كميات كَبِيرة مِنْ الأوراق وَالكُتُب لَمْ تُستذكر وَنشعُر بِضِيق الوقت وَتمُر الإِمتِحَانَات وَفِي الفِترة الدِرَاسِيَّة التَالِية نَجِد أنفُسَنَا لاَ نَتَعَلَّم مِنْ أخطائنَا بَلْ نِكَرَّر نَفْس الموقِف عِندما وُضِعت فِي معصرة وَتعبت فِي الإِمتِحان لَمْ تُرَاجِع نَفْسك أينَ خطأك ؟
أمَّا فِي مجال الحياة الرُّوحِيَّة فَنبدأ نستهتِر بِالصَلاة وَالكِتاب المُقَدَّس ثُمَ نترُك أنفُسَنَا لِبعض الأُمور الصَغِيرة مِثْل الأحَادِيث وَالأصِدقاء وَالتِلِيفِزيُون وَ ثُمَ السقُوط العظِيم وَنَعُود نتوب ثُمَ نِكرَّر نَفْس الأحداث نستهتر مرَّة أُخرى وَهَكَذَا يَتَكرَّر السقُوط بِالإِستهتار وَلاَ نَتَعَلَّم مِنْ الماضِي لاَ جَاهِد وَتَعَلَّم مِمَّا سبق وَاصلِح أخطاء الماضِي وَلاَ تُكَرِرهَا الله لَمْ يُعطِينَا رُوح الفشل يجعلك رأس لاَ ذنب فِي الإِرتِفاع لاَ الإِنحِطاط لِترى مَا هِيَ أخطاء الصَلاَة عِندك لاَ تقُل أنَّ فِكرك ينشغِل بِأُمور أُخرى أوْ حدِيث شخصٍ مَا يُؤثِر عَلَى صَلاَتك أوْ تِلِيفِزيُون وَتصمُت دُونَ أنْ تُصلِح مِنْ صَلاَتك لاَ عَالِج الأمر وَاجعل صَلاَتك بِتركِيز وَفِي وقت مُبَكِر وَلاَ تنشغِل بِأي أُمور أوْ أحَادِيث قبلهَا مُمكِنْ يَكُون عِندك خطأ فِي الإِعتِراف مِثْل أنَّهُ لَيْسَ بِهِ رُوح صَلاَة أوْ نَدَامة أوْ جلسِة مُحاسبِة نَفْس عَالِج أخطاءك وَلاَ تُكَرِرُهَا قَدْ تحضر القُدَّاس بِطَرِيقة رُوتِينِيَّة دُونَ أنْ تَتَقَدَّم عَالِج الأمر لاَبُد أنْ يَكُون الصُوم بِفِكر رُوحِي عَالِج أفكارك رَبِّنَا يِسنِد كُلَّ ضعف فِينَا بِنِعمِته لَهُ المجد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين.
القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا أنطونيوس محرم بك