
الطفولة في الكتاب المقدس
"هوذا البنون ميراث من عند الرب"
(مز ۳:۱۲۷)
عندما اختلف التلاميذ فيما بينهم عن من فيهم الأعظم أقام السيد المسيح طفلاً في الوسط وقال لهم" إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأولاد فلن تدخلوا ملكوت السموات"
أولا: من هم الأطفال الصغار
١- عطايا إلهية
" هوذا البنون ميراث من عند الرب ثمرة البطن أجرة (مز ۳:۱۲۷).
٢- زهور ارضية
عندما اذهب إلى مكان ما وتقدم لي زهور بواسطة أطفال أداعبهم بقولي " الورد يجيب الورد" لأن الأطفال زهور هذه الحياة، فهم مبعث الفرح للإنسانية.
٣- قامات الأبدية
الأطفال قامات الأبدية، وسوف يقيس الله كلا منا على قامة الطفل وروحه
٤- رجاء البشرية
قد يكون الطفل الذي تخدمه أحد المؤثرين في البشرية كلها، فقد يكون أحد المخترعين أو أحد الذين لديهم قدرة على حل المشاكل . إن من يقضى طفولة سعيدة يصبح مواطناً صالحاً ضعه في أي مكان في المجتمع تجده ينجز العمل على أكمل وجه.الكتاب المقدس ملئ بقصص الطفولة، فالأطفال هم من استقبلوا السيد المسيح عند دخوله أورشليم، ونحن نعمد الأطفال وهم رضع، ونشجعهم على دخول فرق الكورال ونرشم الأولاد منهم شمامسة.
ثانيا: ما هي معاني كلمة طفل
١- الصغير في السن
وهؤلاء الذين قال السيد المسيح عنهم "دعوا الأولاد يأتون إلى"
٢- الصغير في المعرفة
وأقرب مثال هو ركا العشار، فلم يكن قصيراً في القامة فقط بل كان قصيراًفي المعرفة أيضاً.
٣- الصغير في الصوت
ولا أقصد الحنجرة، ولكن من ليس لهم صوت في المجتمع مثل المهمشين والفقراء فالمهمشون قالت عنهم الأمم المتحدة "الذين يعيشون على حافة الحياة"
٤- الصغير في القلب
ويعنى الإنسان المتواضع الوديع، لذلك قال السيد المسيح "وتعلموا منى لاني وديع ومتواضع القلب" (مت ۲۹:۱۱)، فهو الشيء الذي طلب منا أن نتعلمه منه الوداعة والتواضع والقامة والطفولية وهى القامة السماوية التي يبحث عنها الله في الإنسان
ثالثاً: ماذا نقدم لأطفالنا؟
١- الحب
نقدم لهم الحب بكل أشكاله.
٢- القدوة
هل تعلمون لماذا يقول الطفل "لا" في المنزل لأنه ببساطة شاهد الأب يقول "لا" للأم، فالطفل يسجل كل ما يسمعه او يراه دون أن يفهم، ونحن نظن أنه طفل عنيد ولكن الحقيقة أن القدوة غابت عنه قدم القدوة بكل اشكالها. بالإنصات والنظرات أطفالنا افضل جهاز تسجيل في العالم يقومون بتسجيل كل تصرفاتك دون أن تدرك لذلك اجتهد أن تقدم له القدوة بكل اشكالها.
٣- الحنو
جرح الطفولة يستمر ويدوم. كالقهر وسوء المعاملة والحرمان فالاب الذي يحابى بين أولاده ويفضل أحداً منهم على الآخرين، فهو بذلك يسلب شخصية ابنه عندما تخصص دولاباً للطفل لا تقم بفتحه دون إذن منه، أضف إلى ذلك الاعتداءات الجسدية التي تنال الطفل، والتي تبقى آثارها سنوات وسنوات وربما لا تنتهي إلا بالوفاة، الله يعطينا أطفالنا مسئولية وأمانة يجب أن نحافظ عليها
٤-الامتلاء
مسئوليتنا أمام أولادنا أن نملاهم روحياً هل يملك انجيلاً ويقرأ فيه هل يصلى بالأجبية أيها الخدام لا تقصروا في الخدمة أو الافتقاد أو الممارسات الروحية.
قداسة البابا تواضروس الثانى
عن كتاب صفحات كتابية