البخور فى الكنيسة

30 يوليو 2019
Large image

منذ العصور الأولى تستخدم الكنيسة البخور أثناء الصلوات، وللبخور قيمة عملية فى الصلاة. لذلك أمر الرب موسى أن يعمل مذبحاً للبخور بمواصفات خاصة: «وَتَصْنَعُ مَذْبَحاً لإِيقَادِ الْبَخُورِ. مِنْ خَشَبِ السَّنْطِ تَصْنَعُهُ. 2طُولُهُ ذِرَاعٌ وَعَرْضُهُ ذِرَاعٌ. مُرَبَّعاً يَكُونُ. وَارْتِفَاعُهُ ذِرَاعَانِ. مِنْهُ تَكُونُ قُرُونُهُ. 3وَتُغَشِّيهِ بِذَهَبٍ نَقِيٍّ: سَطْحَهُ وَحِيطَانَهُ حَوَالَيْهِ وَقُرُونَهُ. وَتَصْنَعُ لَهُ إِكْلِيلاً مِنْ ذَهَبٍ حَوَالَيْهِ. 4وَتَصْنَعُ لَهُ حَلْقَتَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ تَحْتَ إِكْلِيلِهِ عَلَى جَانِبَيْهِ. عَلَى الْجَانِبَيْنِ تَصْنَعُهُمَا لِتَكُونَا بَيْتَيْنِ لِعَصَوَيْنِ لِحَمْلِهِ بِهِمَا. 5وَتَصْنَعُ الْعَصَوَيْنِ مِنْ خَشَبِ السَّنْطِ وَتُغَشِّيهِمَا بِذَهَبٍ. 6وَتَجْعَلُهُ قُدَّامَ الْحِجَابِ الَّذِي أَمَامَ تَابُوتِ الشَّهَادَةِ. قُدَّامَ الْغِطَاءِ الَّذِي عَلَى الشَّهَادَةِ حَيْثُ أَجْتَمِعُ بِكَ. 7فَيُوقِدُ عَلَيْهِ هَارُونُ بَخُوراً عَطِراً كُلَّ صَبَاحٍ. حِينَ يُصْلِحُ السُّرُجَ يُوقِدُهُ. 8وَحِينَ يُصْعِدُ هَارُونُ السُّرُجَ فِي الْعَشِيَّةِ يُوقِدُهُ. بَخُوراً دَائِماً أَمَامَ الرَّبِّ فِي أَجْيَالِكُمْ. 9لاَ تُصْعِدُوا عَلَيْهِ بَخُوراً غَرِيباً وَلاَ مُحْرَقَةً أَوْ تَقْدِمَةً وَلاَ تَسْكُبُوا عَلَيْهِ سَكِيباً. 10وَيَصْنَعُ هَارُونُ كَفَّارَةً عَلَى قُرُونِهِ مَرَّةً فِي السَّنَةِ. " (خر 1:30-10).
أما البخور المستخدم فى الصلاة والعبادة؛ فأيضاً كانت له مواصفات خاصة وله قدسية خاصة، حتى أنه لا يجوز الإنسان أن يصنع مثله أو يستخدمه فى منزله.. وقال الرب لموسى:" وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «خُذْ لَكَ أَعْطَاراً: مَيْعَةً وَأَظْفَاراً وَقِنَّةً عَطِرَةً وَلُبَاناً نَقِيّاً - تَكُونُ أَجْزَاءً مُتَسَاوِيَةً. 35فَتَصْنَعُهَا بَخُوراً عَطِراً صَنْعَةَ الْعَطَّارِ مُمَلَّحاً نَقِيّاً مُقَدَّساً. 36وَتَسْحَقُ مِنْهُ نَاعِماً وَتَجْعَلُ مِنْهُ قُدَّامَ الشَّهَادَةِ فِي خَيْمَةِ الاِجْتِمَاعِ حَيْثُ أَجْتَمِعُ بِكَ. قُدْسَ أَقْدَاسٍ يَكُونُ عِنْدَكُمْ. 37وَالْبَخُورُ الَّذِي تَصْنَعُهُ عَلَى مَقَادِيرِهِ لاَ تَصْنَعُوا لأَنْفُسِكُمْ. يَكُونُ عِنْدَكَ مُقَدَّساً لِلرَّبِّ. 38كُلُّ مَنْ صَنَعَ مِثْلَهُ لِيَشُمَّهُ يُقْطَعُ مِنْ شَعْبِهِ»" (خر 34:30-38).
تاريخ استخدام البخور:
1- "فَتَنَسَّمَ الرَّبُّ رَائِحَةَ الرِّضَا. (تك 21:8)، لعل عبارة "تنسم الرب رائحة الرضا" هى أول إشارة للبخور فى تاريخ الإنسان... حيث صاحب تقديم الذبيحة، رائحة عطرة من أدهان الذبيحة ودخان حريقها.. اشتمه الرب كرائحة بخور يرضى عنها.
2- استخدمته الشعوب الوثنية فى عباداتهم المنحرفة "وَأُبَطِّلُ مِنْ مُوآبَ يَقُولُ الرَّبُّ مَنْ يُصْعِدُ فِي مُرْتَفَعَةٍ وَمَنْ يُبَخِّرُ لِآلِهَتِهِ (أر 35:48)، "وَأُقِيمُ دَعْوَايَ عَلَى كُلِّ شَرِّهِمْ لأَنَّهُمْ تَرَكُونِي وَبَخَّرُوا لِآلِهَةٍ أُخْرَى وَسَجَدُوا لأَعْمَالِ أَيْدِيهِمْ" (أر 16:1)، ثَامَكُمْ وَآثَامَ آبَائِكُمْ مَعاً قَالَ الرَّبُّ الَّذِينَ بَخَّرُوا عَلَى الْجِبَالِ وَعَيَّرُونِي عَلَى الآكَامِ فَأَكِيلُ عَمَلَهُمُ الأَوَّلَ فِي حِضْنِهِمْ. (أش 7:65)، "ذَهَبُوا مِنْ أَمَامِهِمْ يَذْبَحُونَ لِلْبَعْلِيمِ وَيُبَخِّرُونَ لِلتَّمَاثِيلِ الْمَنْحُوتَةِ" (هو 2:11).
ومن الملاحظ هنا أن الله لم يعترض على البخور، ولكنه أعترض على التبخير لآلهة غريبة؛ فالبخور فى ذلك - شأنه شان باقى الوسائط العبادية من ذبائح وصلوات وأصوام وأعياد وغيره - استخدمتها الشعوب استخداماً منحرف لعبادة المخلوق دون الخالق.. وطبيعة الأمر أن استخدامها لهذه الوسائل لا يصبغها بالصبغة الوثنية.. فليست الصلوات تراثاً وثنياً لأن الوثنيين صلوا، وكذلك الأصوام ولا الكنائس لأنهم بنوا معابد، وأيضاً ليس البخور عملاً وثنياً..
3- قننه الله فى عهد موسى النبى للإستخدام المقدس داخل خيمة الاجتماع فى عهد موسى النبى، كما قرأنا فى مقدمة هذا المقال، واستمر الوضع هكذا فى الهيكل أيضاً بعد بنائه فى عهد سليمان الحكيم.. حتى أننا رأيناه فى الهيكل قبيل ولادة السيد المسيح فى قصة زكريا الكاهن "فَبَيْنَمَا هُوَ يَكْهَنُ فِي نَوْبَةِ فِرْقَتِهِ أَمَامَ اللهِ 9حَسَبَ عَادَةِ الْكَهَنُوتِ أَصَابَتْهُ الْقُرْعَةُ أَنْ يَدْخُلَ إِلَى هَيْكَلِ الرَّبِّ وَيُبَخِّرَ. 10وَكَانَ كُلُّ جُمْهُورِ الشَّعْبِ يُصَلُّونَ خَارِجاً وَقْتَ الْبَخُورِ. 11فَظَهَرَ لَهُ مَلاَكُ الرَّبِّ وَاقِفاً عَنْ يَمِينِ مَذْبَحِ الْبَخُورِ " (لو 8:1-11).
4- قدمه المجوس للرب يسوع المولود ضمن هداياهم النبوية والرمزية، حيث فسر الآباء أن الذهب كان رمزاً لملكوته، والمر رمزاً لآلامه وموته، أما البخور (اللبان) فكان إشارة لكهنوته وألوهيته " ثُمَّ فَتَحُوا كُنُوزَهُمْ وَقَدَّمُوا لَهُ هَدَايَا: ذَهَباً وَلُبَاناً وَمُرّاً (مت 11:2).
5- رأينا حتى الآن أن البخور استخدم فى العبادة الإلهية من عهد موسى النبى حتى زكريا والد يوحنا المعمدان.. وفى نفس الأثناء كان هناك وثنيون يستخدمون نفس البخور فى عبادة منحرفة.. ما الذى يميز البخور الإلهى عن البخور الوثنى؟
أولاً: أنه يقدم لإسم الرب.
ثانياً: أنه يقدم فى أورشليم فى الهيكل وليس خارجه..دعنا الآن نتساءل عما فيهما يتنبأ ملاخى النبى...
"لأَنَّهُ مِنْ مَشْرِقِ الشَّمْسِ إِلَى مَغْرِبِهَا اسْمِي عَظِيمٌ بَيْنَ الأُمَمِ وَفِي كُلِّ مَكَانٍ يُقَرَّبُ لاِسْمِي بَخُورٌ وَتَقْدِمَةٌ طَاهِرَةٌ لأَنَّ اسْمِي عَظِيمٌ بَيْنَ الأُمَمِ قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ. (ملا 11:1) لاحظ ما تحته خط (كل مكان، الأمم).. هل يتكلم عن بخور (لإسمى) إسم الرب.. فهل هو البخور اليهودى؟ أيضاً لا.. لأنه يتكلم عن (الأمم).. إنه هنا يتكلم بروح النبوة عن البخور المسيحى أى يقدم فى كل مكان لإسم الرب، وليس فى أورشليم فقط أو للأوثان.
6- رأينا فى تسلسل التاريخ أن هناك بخوراً أيام نوح وبخوراً أيام موسى وهارون ثم بخوراً أيضاً فى المسيحية.. فهل هناك بخور فى السماء؟ هذا ما يشرحه القديس يوحنا الرائى إذ رأى أربعة وعشرون قسيساً فى السماء "ولهم كل واحد قيثارات وجامات من ذهب مملوءة بخوراً هى صلوات القديسين" (رؤ 7:5)، وكذلك رأى ملاكاً آخراً جاء "وَجَاءَ مَلاَكٌ آخَرُ وَوَقَفَ عِنْدَ الْمَذْبَحِ، وَمَعَهُ مِبْخَرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ وَأُعْطِيَ بَخُوراً كَثِيراً لِكَيْ يُقَدِّمَهُ مَعَ صَلَوَاتِ الْقِدِّيسِينَ جَمِيعِهِمْ عَلَى مَذْبَحِ الذَّهَبِ الَّذِي أَمَامَ الْعَرْشِ. 4فَصَعِدَ دُخَانُ الْبَخُورِ مَعَ صَلَوَاتِ الْقِدِّيسِينَ مِنْ يَدِ الْمَلاَكِ أَمَامَ اللهِ." (رؤ 3:8-4).
إذا فالبخور مستخدم فى عبادة الله منذ البداية وإلى الآن... والسؤال الذى يطرح نفسه الآن...
لماذا البخور؟
1- الإيحاء بحضور الله فى الكنيسة "مَا دَامَ الْمَلِكُ فِي مَجْلِسِهِ أَفَاحَ نَارِدِينِي رَائِحَتَهُ" (نش 12:1). وسحابة دخان البخور تشير إلى أن الله محتجب وغير مرئى.. كما حدث وقت تدشين هيكل سليمان وكان لما خرج الكهنة من القدس، أن السحاب ملأ بيت الرب. ولم يستطع الكهنة أن يقفوا للخدمة بسبب السحاب؛ لأن مجد الرب ملأ بيت الرب. حينئذ تكلم سليمان: "وَكَانَ لَمَّا خَرَجَ الْكَهَنَةُ مِنَ الْقُدْسِ أَنَّ السَّحَابَ مَلَأَ بَيْتَ الرَّبِّ، 11وَلَمْ يَسْتَطِعِ الْكَهَنَةُ أَنْ يَقِفُوا لِلْخِدْمَةِ بِسَبَبِ السَّحَابِ، لأَنَّ مَجْدَ الرَّبِّ مَلَأَ بَيْتَ الرَّبِّ.12حِينَئِذٍ تَكَلَّمَ سُلَيْمَانُ: [قَالَ الرَّبُّ إِنَّهُ يَسْكُنُ فِي الضَّبَابِ. (1مل 10:8-12) إنه يسكن فى الضباب بمعنى أنه غير مرئى وغير مفحوص وغير مدرك.. لذلك عندما ترتفع سحابة البخور بالكنيسة فأنها تنبه أذهاننا إلى حضور الله غير المرئى وسطنا ويصلى الكاهن فى سر بخور عشية قائلاً: "أيها المسيح إلهنا العظيم المخوف الحقيقى الإبن الوحيد وكلمة الله الآب طيب مسكوب هو اسمك القدوس، وفى كل مكان يقدم بخور لإسمك القدوس صعيدة طاهرة".
2- شغل حواس الإنسان بالعمل الروحى.. فلا نكتفى فقط بصلاة العقل بلا تنشغل العيون بالأيقونات البديعة، وتنشغل الآذان بالألحان الشجية والموسيقى الروحية، كما الأنوف برائحة البخور العطرة.. فيرتفع القلب فى هذا الجو الروحى ليسكن السماويات.
3- والبخور فى الكنيسة يشرح ويعبر عن روح الصلاة.. فالإنسان فى ذبيحة التسبيح يقدم أفخر ما لديه: الجهد والوقت والحب... ويطرحها فى حب وتسليم تحت قدس المسيح كالبخور الذى يطرح على الحجر؛ فتتصاعد روائح عطرة تملأ الكون الفسيح برائحة المسيح الذكية لِتَسْتَقِمْ صَلاَتِي كَالْبَخُورِ قُدَّامَكَ. لِيَكُنْ رَفْعُ يَدَيَّ كَذَبِيحَةٍ مَسَائِيَّةٍ (مز 2:141)، والكاهن فى سر بخور عشية يصلى قائلاً: "نسألك يا سيدنا أقبل إليك طلباتنا ولتستقم أمامك صلاتنا مثل بخور"، "نطلب إليك يا محب البشر أن تستنشق طلباتنا التى نقدمها لك مع البخور مثل ذبيحة نوح".
4- وسفر الرؤيا يكشف لنا عن ارتباط البخور بصلوات القديسين (رؤ 8:5، 3:8،4)؛ لذلك كلما ارتفع البخور بالكنيسة يرتل الشعب ذكصولوجيات وتسابيح خاصة بالقديسين، لنتشارك معاً فى الصلاة والتسبيح والفرح بالسيد المسيح مَنْ هَذِهِ الطَّالِعَةُ مِنَ الْبَرِّيَّةِ كَأَعْمِدَةٍ مِنْ دُخَانٍ مُعَطَّرَةً بِالْمُرِّ وَاللُّبَانِ وَبِكُلِّ أَذِرَّةِ التَّاجِر " (نش 6:3).
5- يرمز البخور أيضاً إلى التطهير من الخطية، وإلى التوبة ورائحة القداسة والبر.. وهذا تعلمناه من قصة حدثت فى العهد القديم حيث تذمر الشعب فأصيبوا بالوباء.. ثُمَّ قَال مُوسَى لِهَارُونَ: «خُذِ المَجْمَرَةَ وَاجْعَل فِيهَا نَاراً مِنْ عَلى المَذْبَحِ وَضَعْ بَخُوراً وَاذْهَبْ بِهَا مُسْرِعاً إِلى الجَمَاعَةِ وَكَفِّرْ عَنْهُمْ لأَنَّ السَّخَطَ قَدْ خَرَجَ مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ. قَدِ ابْتَدَأَ الوَبَأُ» 47فَأَخَذَ هَارُونُ كَمَا قَال مُوسَى وَرَكَضَ إِلى وَسَطِ الجَمَاعَةِ وَإِذَا الوَبَأُ قَدِ ابْتَدَأَ فِي الشَّعْبِ. فَوَضَعَ البَخُورَ وَكَفَّرَ عَنِ الشَّعْبِ" (عد46:16-50).
ولعل هذه القصة هى السر فى أن أبونا يأخذ الشورية ويبخر بها بين الشعب فى الكنيسة... إنها لحظات تطهيرية؛ لذلك يقف الشعب وينحنى برأسه ويعترف سراً بخطاياه ويعود أبونا إلى الهيكل ليصلى (سر إعتراف الشعب)، وفى صلاة بخور باكر يقول أبونا: أقبل إليك هذا البخور من أيدينا نحن الخطاة رائحة بخور غفراناً لخطايانا مع بقية شعبك.
ولعل إشارة البخور إلى التطهير تفسر لماذا يبخر الكاهن يديه قبل أن يمسك القربانة فى القداس.
6- والبخور أيضاً هو شركة مع السمائيين الذين يرفعون أمام الحى إلى الأبد الآبدين.. لذلك عندما يرتل الشعب لحن (أجيوس) قبل أوشية الإنجيل يمسك أبونا الشورية ويضع بها يد بخور ويقف أمام باب الهيكل يبخر.. مشاركاً بذلك السمائيين فى تسبيحهم وبخورهم.
7- أخيراً يجب أن نعرف أن التبخير فى الكنيسة هو عمل كهنوتى لا يجوز للشماس أو الشعب أن يقوم به، فعندما تجرأ قوم قورح وداثان وابيرام وقدموا بخوراً للرب وَخَرَجَتْ نَارٌ مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ وَأَكَلتِ المِئَتَيْنِ وَالخَمْسِينَ رَجُلاً الذِينَ قَرَّبُوا البَخُورَ. " (عد 35:16)، "تذكاراً لبنى إسرائيل؛ لكى لا يقترب رجل أجنبى ليس من نَسْلِ هَارُونَ لِيُبَخِّرَ بَخُوراً أَمَامَ الرَّبِّ فَيَكُونَ مِثْل قُورَحَ وَجَمَاعَتِه" (عد 40:16).
وقيل كذلك عن عزيا الملك أنه "وَلَمَّا تَشَدَّدَ ارْتَفَعَ قَلْبُهُ إِلَى الْهَلاَكِ وَخَانَ الرَّبَّ إِلَهَهُ وَدَخَلَ هَيْكَلَ الرَّبِّ لِيُوقِدَ عَلَى مَذْبَحِ الْبَخُورِ. 17وَدَخَلَ وَرَاءَهُ عَزَرْيَا الْكَاهِنُ وَمَعَهُ ثَمَانُونَ مِنْ كَهَنَةِ الرَّبِّ بَنِي الْبَأْسِ. 18وَقَاوَمُوا عُزِّيَّا الْمَلِكَ وَقَالُوا لَهُ: [لَيْسَ لَكَ يَا عُزِّيَّا أَنْ تُوقِدَ لِلرَّبِّ بَلْ لِلْكَهَنَةِ بَنِي هَارُونَ الْمُقَدَّسِينَ لِلإِيقَادِ. اخْرُجْ مِنَ الْمَقْدِسِ لأَنَّكَ خُنْتَ وَلَيْسَ لَكَ مِنْ كَرَامَةٍ مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ الإِلَهِ]. 19فَحَنِقَ عُزِّيَّا. وَكَانَ فِي يَدِهِ مِجْمَرَةٌ لِلإِيقَادِ. وَعِنْدَ حَنَقِهِ عَلَى الْكَهَنَةِ خَرَجَ بَرَصٌ فِي جَبْهَتِهِ أَمَامَ الْكَهَنَةِ فِي بَيْتِ الرَّبِّ بِجَانِبِ مَذْبَحِ الْبَخُورِ. 20فَالْتَفَتَ نَحْوَهُ عَزَرْيَاهُو الْكَاهِنُ الرَّأْسُ وَكُلُّ الْكَهَنَةِ وَإِذَا هُوَ أَبْرَصُ فِي جَبْهَتِهِ فَطَرَدُوهُ مِنْ هُنَاكَ حَتَّى إِنَّهُ هُوَ نَفْسُهُ بَادَرَ إِلَى الْخُرُوجِ لأَنَّ الرَّبَّ ضَرَبَهُ. 21وَكَانَ عُزِّيَّا الْمَلِكُ أَبْرَصَ إِلَى يَوْمِ وَفَاتِهِ وَأَقَامَ فِي بَيْتِ الْمَرَضِ أَبْرَصَ لأَنَّهُ قُطِعَ مِنْ بَيْتِ الرَّبِّ وَكَانَ يُوثَامُ ابْنُهُ عَلَى بَيْتِ الْمَلِكِ يَحْكُمُ عَلَى شَعْبِ الأَرْضِ. 22وَبَقِيَّةُ أُمُورِ عُزِّيَّا الأُولَى وَالأَخِيرَةُ كَتَبَهَا إِشَعْيَاءُ بْنُ آمُوصَ النَّبِيُّ.." (2أخ 16:26-23).
ونال بذلك جزاءً تعديه وعدم احترامه للعمل الكهنوتى.
وَلَكِنْ شُكْراً لِلَّهِ الَّذِي يَقُودُنَا فِي مَوْكِبِ نُصْرَتِهِ فِي الْمَسِيحِ كُلَّ حِينٍ، وَيُظْهِرُ بِنَا رَائِحَةَ مَعْرِفَتِهِ فِي كُلِّ مَكَانٍ. 15لأَنَّنَا رَائِحَةُ الْمَسِيحِ الذَّكِيَّةِ لِلَّهِ، " (2كو2: 14 -15).

عدد الزيارات 9090

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل