يوم الثلاثاء من الأسبوع الأول (لو ١٢: ٤١ - ٥٠)

25 فبراير 2025
Large image

[فَقَالَ لَهُ بُطْرُسُ : يَا رَبُّ، أَلَنَا تَقُولُ هَذَا الْمَثَلَ أَمْ لِلْجَمِيعِ أَيْضاً؟ فَقَالَ الرَّبُّ: فَمَنْ هُوَ الْوَكِيلُ الأَمِينُ الْحَكِيمُ الَّذِي يُقِيمُهُ سَيِّدُهُ عَلَى خَدَمِهِ لِيُعْطِيَهُمُ الْعُلُوفَةَ فِي حينها؟ طُوبَى لذلك الْعَبْدِ الَّذِي إِذَا جَاءَ سَيِّدُهُ يَجِدُهُ يَفْعَلُ هَكَذَا بِالْحَقِّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ يُقِيمُهُ عَلَى جَمِيعِ أَمْوَالِهِ . وَلَكِنْ إِنْ قَالَ ذَلِكَ الْعَبْدُ فِي قَلْبِهِ: سَيِّدِي يُبْطِئُ قُدُومَهُ فَيَبْتَدِئُ يَضْرِبُ الْغِلْمَانَ وَالْجَوَارِيَ، وَيَأْكُلُ وَيَشْرَبُ وَيَسْكَرُ. يَأْتِي سَيِّدُ ذلِكَ الْعَبْدِ فِي يَوْمٍ لَا يَنْتَظِرُهُ وَفِي سَاعَةٍ لَا يَعْرِفُهَا، فَيَقْطَعُهُ وَيَجْعَلُ نَصِيبَهُ مَعَ الْخَائِنِينَ. وَأَمَّا ذَلِكَ الْعَبْدُ الَّذِي يَعْلَمُ إِرَادَةَ سَيِّدِهِ وَلَا يَسْتَعِدُّ وَلَا يَفْعَلُ بِحَسَبِ إِرَادَتِه، فَيُضْرَبُ كَثِيراً. ولكنَّ الَّذِي لاَ يَعْلَمُ، وَيَفْعَلُ مَا يَسْتَحِقُّ ضَرَبَاتِ، يُضْرَبُ قَلِيلاً. فَكُلُّ مَنْ أُعْطِيَ كَثِيراً يُطْلَبُ مِنْهُ كَثِيرٌ، وَمَنْ يُودِعُونَهُ كَثِيرًا يُطَالِبُونَهُ بِأَكْثَرَ. جئْتُ لأُلْقِيَ نَارًا عَلَى الْأَرْضِ، فَمَاذَا أُرِيدُ لَوِ اضْطَرَمَتْ وَلِي صِبْغَةٌ أَصْطَبِعُهَا، وَكَيْفَ أَلْحَصِرُ حَتَّى تُكْمَلَ؟]
الأمانات وحساب الربح
الرب في هذا الإنجيل يضع قانون المحاكمات، وما أخطره قانون. يبتدئ الكلام، قبل إنجيل هذا اليوم، بقول الرب وأنتم مثل أناس ينتظرون سيدهم متى يرجع من العرس حتى إذا جاء وقرع يفتحون له للوقت». بعدها سأله بطرس « ألنا قلت هذا المثل أم تقوله للجميع أيضاً؟» فرد عليه المسيح قائلاً: من هو الوكيل الأمين الحكيم الذي يقيمه سيده على خدمه؟»المسيح أعطى أمانات واستأمن أصحاب الأمانات على عطاياه وعلى بيته الذي هو كنيسته أي أولاده الخصوصيين وذهب في مهمة سعيدة سيقضي فيها زماناً طويلاً يقول عنها القديس لوقا في سفر الأعمال: «أيها الرجال الجليليون، ما بالكم واقفين تنظرون إلى السماء، إنَّ يسوع هذا الذي ارتفع عنكم إلى السماء سيأتي هكذا كما رأيتموه منطلقاً إلى السماء» أما الأمانات التي سلمها الرب لعبيده فهي أولاً الإنجيل، ثم الإيمان الثمين وسر الخلاص والفداء والجسد والدم، ثم المواهب الروحية، ثم الكنيسة باعتبارها جسده بمعنى أولاده هذه كلها بعد أن تسلمناها صارت أمانات وصرنا وكلاء عليها وكل وكيل يُسأل عن أمانته. ليكن لكل واحد بحسب ما أخذ موهبة يخدم بها بعضكم بعضاً كوكلاء صالحين على نعمة الله المتنوعة» ونحن نعلم من مثل الخمس وزنات والثلاث وزنات والوزنة الواحدة، أن المسيح سلمها على أساس الأمانة والمتاجرة والربح، والله يطالب بالربح، لأنه بعد عودته واجه كل صاحب أمانة طالباً من كل وكيل أن يقدم كشف حسابه فصاحب الخمسة قدم خمساً أخر، وصاحب الثلاثة ربح ثلاثاً. الاثنان قدما، فسمع كل منهما منطوق الحكم الطوباوي: «نعما أيها العبد الصالحوالأمين، كنت أميناً في القليل فأقيمك على الكثير أدخل إلى فرح سيدك» أما الذي أخذ الوزنة ودفنها في التراب، فكان استجواب القضاء واضحاً: لماذا لم تتاجر وتربح أو تضعها عند الصيارفة (بمعنى الالتصاق بمن هم قادرين على تعليمه وبناء حياته وإيمانه وكان الحكم عليه عنيفاً: اطرحوه في الظلمة الخارجية هذا المثل ضروري لنا حتى نفهم جيداً مثل اليوم، وهو يضع قانون ونظام المحاكمات لدى قضاء الله. الوكلاء هنا على أربعة أنواع:
أولاً الوكلاء الأمناء: «فمن هو الوكيل الأمين الحكيم الذي يقيمه سيده»، إنه ذلك العبد الذي ينتظر قدوم سيده بفارغ الصبر، إنه العبد الذي يسهر والكل نيام، إنه العبد الذي يتاجر بوزنات سيده، أو على الأقل يضعها عند أناس أمناء.
ثانيا الوكلاء غير الأمناء، الذين أخذوا نصيب الخائنين:هم الذين قالوا في أنفسهم: «سيدي يبطئ فى قدومه»(تسويف العمر باطلاً)» هم الذين أخذوا في الأكل والشرب والسكر،هم الذين لم يرضوا بالسهر لم يحترموا أوامر سيدهم، أخذوا يسوفون قائلين إنه سيتأخر ولن يأتي الآن.
ثالثاً الوكلاء الذين ضربوا كثيراً:هم أولئك العبيد الذين يعلمون إرادة سيدهم، والضرب هنا في المثل يقابله في السماء حرمان مؤلم أكثر منه آلاف الأضعاف،إنهم العبيد الذين أخذوا الكثير من عطايا سيدهم سواء من الإنجيل والمعرفة والخلاص والأسرار، ثم بعد هذا يقفون أمامها سلبيين، ولا يريدون أن يُشركوا معهم الآخرين فيما أخذوه.
رابعاً الوكلاء المضروبون قليلاً:هم العبيد الذين لا يعلمون إرادة سيدهم، يجهلون الإنجيل والوصايا، لم تصلهم البشارة.. ولكن في الحقيقة هذا الصنف هو الآن يكاد يكون غير موجود. مع العلم أن عدم المعرفة لا يعفي من العقاب، وهذا قانون أخذت به كل المحاكم الدنيوية الآن. أما حكمه عندما يفعل ما يستحق الضرب فهو العقاب وإن كان بصورة أقل. وهو بهذا مواز للعبد صاحب الوزنة الذي أسماه المسيح العبد الشرير الكسلان.
ونخرج من إنجيل اليوم بهذه الحقائق:
المسيحية عطايا ومواهب ونعم وأسرار، تُعطى للإنسان كأمانة، ويلزم على الشخص أن يردها مع ربح.
أننا وكلاء على هذه الأمانات وسنحاكم على مقدار الربح أو التبديد.
إن العدو يحاول أن ينتزع هذه الأمانات والنعم أو يطمسها في قلوبنا والمسيح يوعي بضرورة السهر : السهر على الأمانة ليزداد نموها، والسهر عليها من الأعداء لئلا يسرقوها منا «طوبى لمن يسهر ويحفظ ثيابه لئلا يمشي عرياناً فيروا عورته» كن ساهراً وشدد ما بقي الذي هو عتيد أن يموت، لأني لم أجد أعمالك كاملة أمام الله فاذكر كيف أخذت وسمعت، واحفظ وتب. فإني إن لم تسهر أقدم عليك كلص، ولا تعلم أي ساعة أقدم عليك».
المتنيح القمص متى المسكين

عدد الزيارات 124

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل