المجيء الثاني من منظور روحي

24 أغسطس 2019
Large image

القيامة حقيقة حتمية
هناك أمور يجب على كل مؤمن أن يعرفها، وهي أسرار معلنة للمؤمنين لكي يتعزّوا بها. فأولًا لابد أن نعرف أن القيامة حقيقة حتمية "إن لم تكن قيامة أموات فلا يكون المسيح قد قام وإن لم يكن المسيح قد قام فباطلة كرازتنا وباطل أيضًا إيمانكم" (1كو15: 13، 14). فلابد أن يقام الأموات عديمي فساد، وأن يلبس هذا الجسد الفاسد عدم فساد، وهذا المائت عدم موت فإنه لا يمكن أن يدخل هذا الجسد الذي يمرض ويتحلل ويتعفن إلى ملكوت السماوات. إذ لابد أن تتغير طبيعته أولًا. وقوة هذا التغير تكمن في تناول جسد الرب ودمه. وقد قال السيد المسيح في ذلك: "من يأكل جسدي ويشرب دمى فله حياة أبدية وأنا أقيمه في اليوم الأخير لأن جسدي مأكل حق ودمى مشرب حق. من يأكل جسدي ويشرب دمى يثبت فيَّ وأنا فيه" (يو6: 54-56). وكذلك نقول في القداس الإلهي: (يعطى عنا خلاصًا وغفرانًا للخطايا وحياة أبدية لكل من يتناول منه) ففي القيامة يلبس الفاسد عدم فساد. ونحن عندما نموت يتم فينا حكم الموت، ولكن لابد أن تتم فينا طبيعة القيامة التي وهبها الرب لنا بخلاصه وفدائه العظيم.
المسيح لن يأتي ليملك على الأرض في مجيئه الثاني
يقول معلمنا بولس الرسول: "لا نرقد كلنا ولكننا كلنا نتغير" (1كو15: 51). ففي مجيء السيد المسيح الثاني يقوم الأموات من القبور أولًا. ثم يتغير الأحياء، وبعد ذلك يختطف الجميع لملاقاة الرب في الهواء.
هناك بعض الأشخاص يعتقدون أن السيد المسيح في مجيئه الثاني سوف يأتي أولًا على الأرض ويملك ألف سنة. فهؤلاء الأشخاص يحبون الأرض ولا يريدون أن يتركوها، وذلك لأن الأرض مازالت مرتبطة بمشاعرهم، وذلك بالرغم من ادعائهم الإيمان بالسيد المسيح. أما شهادة الكتاب المقدس فهي: "لأن الرب نفسه بهتاف بصوت رئيس ملائكة وبوق الله سوف ينزل من السماء والأموات في المسيح سيقومون أولًا. ثم نحن الأحياء الباقين سنخطف جميعًا معهم في السحب لملاقاة الرب في الهواء. وهكذا نكون كل حين مع الرب" (1تس4: 16، 17).
فالسيد المسيح في مجيئه الثاني لن يأتي ليملك على الأرض. بل سوف يختطفنا جميعًا لملاقاته في الهواء. والأموات في المسيح سيقومون أولًا، لأنهم أكملوا جهادهم قبلنا. ولأنهم سبقونا في حياة الروح والجهاد، ووصلوا قبلنا إلى فردوس النعيم.

ولئلا يخاف الناس من الموت ويطلبوا أن يظلوا أحياء لكي يتغيروا وهم أحياء، فقد رسم الرب أن يقام الأموات أولًا عديمي فساد ثم يتغير الأحياء بعد ذلك. لكي يتشوق الإنسان أن ينطلق من هذا العالم، ويقول مع معلمنا بولس الرسول: "لي اشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح. ذاك أفضل جدًا" (فى1: 23).

ما هي الصورة التي يقُام بها الأموات؟
هناك من يسأل ما هي الصورة التي يُقام بها الأموات؟ لأن الميت عندما يوضع في التراب ويتحلل ويصبح ترابًا وسمادًا، وتُزرع زروع وتتغذى على السماد، ويطلع زرع، ويُؤكل ويذهب في المصارف والترع، وعظامه تتحلل وينتهي، ولا يبقى له أثر. فهل من الممكن أن تتم إقامة هذا التراب بعد آلاف السنين، وبعد هذا التوزيع!!
وقد رد معلمنا بولس الرسول على هذه المشكلة وقال: "لكن يقول قائل كيف يقام الأموات وبأي جسم يأتون؟ يا غبي الذي تزرعه لا يحيا إن لم يمت" (1كو15: 35، 36). فعندما تتم زراعة شجرة، لا تُزرع الشجرة كاملة. ولكن تُزرع بذرة صغيرة، وهذه البذرة الصغيرة تحمل طبيعة الشجرة الكبيرة. هذه البذرة الصغيرة تصير شجرة، ويخرج منها أيضًا ثمر يحمل بذورًا مثل البذور التي تمت زراعتها أولًا.. فإن كانت هذه الشجرة شجرة تفاح مثلًا، فإن البذور تكون بذور تفاح أيضًا. لأن بها نفس صفات الشجرة الأصلية.
فإن كنا نستطيع أن نزرع بذرة صغيرة، لكي تخرج لنا شجرة كبيرة بقدرة الله، فمن الممكن أيضًا بقدرة الله أن أي رماد أو بقايا صغيرة من أثر هذا الجسم ينتج عنه الجسم الأصلي كله. وبصورة مشابهة لما يحدث عند زرع بذور النبات في الأرض. فإن "الذي تزرعه لا يحيا إن لم يمت" (1كو15: 36). فتوضع البذرة في الأرض وتشرب الماء ثم ينفجر غلافها الخارجي وتفقد خصائصها كبذرة، ثم تُخرج جذرًا ثم ساقًا إلى أعلى. والبذرة نفسها تتضاءل حتى تذبل وتنتهي، ولا يبقى غير الساق والجذر، وتبدأ تخرج شجرة جديدة، فالبذرة نفسها تكون قد اندثرت وتحولت إلى شيء آخر.
قال السيد المسيح: "الحق الحق أقول لكم إن لم تقع حبة الحنطة في الأرض وتمت فهي تبقى وحدها. ولكن إن ماتت تأتى بثمر كثير" (يو12: 24). وكذلك يقول معلمنا بولس الرسول: "والذي تزرعه لست تزرع الجسم الذي سوف يصير بل حبة مجردة ربما من حنطة أو أحد البواقي" (1كو15: 37). الحنطة هي البذرة، وأحد البواقي هي أنواع من الشجر التي يؤخذ منها جزء من الفرع ويزرع في الأرض ليخرج شجرة أخرى. "ولكن الله يعطيها جسمًا كما أراد.. هكذا أيضًا قيامة الأموات. يُزرع في فساد ويُقام في عدم فساد. يُزرع في هوان ويُقام في مجد. يُزرع في ضعف ويُقام في قوة. يُزرع جسمًا حيوانيًا ويُقام جسمًا روحانيًا.. هكذا مكتوب أيضًا. صار آدم الإنسان الأول نفسًا حية وآدم الأخير روحًا محييًا" (1كو15: 38-45).
القديسون لا يهتمون بأجسادهم بعد الموت
كان القديسون لا يهتمون بأجسادهم بعد الموت، وذلك لعلمهم أن الله قادر أن يقيمهم ويحيى من يشاء. فالقديس الأنبا أرسانيوس عندما جاء وقت نياحته قال لتلاميذه ألا يكفّنوا جسده أو يدفنوه وإنما يربطوه في حبل ويجرّوه ويتركوه طعامًا للوحوش على الجبل. وذلك لكي يوضِّح لهم مدى اهتمامه بالروح وليس بالجسد. كما أنه يؤمن أن الجسد الذي يموت في هوان سوف يقام في مجد كقول الكتاب.
لماذا نكرّم أجساد القديسين؟
نحن نكرِّم أجساد القديسين لأن طبيعة القيامة تكمن فيهم. ولأنهم سوف يقومون في اليوم الأخير كقديسين في المسيح يسوع. فالبذرة تحمل طبيعة الشجرة، كما أن بقايا الجسد المائت تحمل قوة القيامة. وتوجد فيها طبيعة القداسة، ويكمن فيها نور السيد المسيح. فمع أنه جسم مات، لكنه مازال يحمل نفس الطبيعة والخصائص التي بها سوف يؤهل للقيامة بصورة جديدة ممجدة. لذلك نحن نكرِّم أجساد القديسين، ونحتفل بها، وندهنها بالأطياب.
الجسد ليس هدفًا يسعى القديسون لإرضائه
كان القديسون يضبطون أجسادهم، ولا يقيمون لرغبات الجسد المنحرفة أو الزائدة أي اعتبار. فقد كانوا لا ينظرون للجسد على أنه هدف يسعون لإرضائه أو إراحته أو إسعاده السعادة الوقتية الزائلة، إنما كان فرحهم وسعادتهم الحقيقية في أفراح الروح.. وفي تقديس الحياة للرب فقد كانوا يشكرون الله على عطاياه التي بها يقيتون أجسادهم. وكانوا يشكرون الله أيضًا على الهواء الذي يتنفسونه، والماء الذي يشربونه، وكذلك الأكل الذي يأكلونه. ويقول معلمنا بولس الرسول: "الذي يأكل فللرب يأكل لأنه يشكر الله. والذي لا يأكل فللرب لا يأكل ويشكر الله.. لأننا إن عشنا فللرب نعيش وإن متنا فللرب نموت. فإن عشنا وإن متنا فللرب نحن" (رو14: 6-8) فمن الممكن أن يقوت الإنسان جسده ويربيه. ولكن القديسين كانوا لا يسعون لإرضاء الجسد، بقدر ما كانوا يسعون لرفعة الروح، وسعادتها التي تدوم على الدوام وإلى الأبد.
سوف يتغير الأحياء في طرفة عين
في اليوم الأخير سوف يتغير الأحياء في لحظة، وفي طرفة عين. ويتحول جسد الموت والفساد والآلام إلى جسد القيامة. مثل جسد السيد المسيح القائم من الأموات، جسد غير قابل للآلام والفساد. جسد يتفق مع طبيعة الروح، جسد روحاني "كما هو الترابي هكذا الترابيون أيضًا. وكما هو السماوي هكذا السماويون أيضًا. وكما لبسنا صورة الترابي سنلبس أيضًا صورة السماوي" (1كو15: 48، 49). فالترابي هو آدم الأول، والسماوي هو آدم الأخير الذي هو الرب يسوع المسيح الذي نزل من السماء متجسدًا في أحشاء البتول مريم، وظهر في ملء الزمان لكي يهب الخلاص والحياة للعالم. ثم صعد إلى السماء بجسد القيامة في حالة ممجدة.
جسد القديسين قريب من جسد القيامة الممجد
في الجسد الروحاني، تغلب طبيعة الروح على طبيعة الجسد. فهو جسد لا تسيطر عليه غرائز شريرة، ولا شهوات رديئة. وكل ما يُسعد الروح يكون سبب سعادة وفرح له. فالقديسون في حياتهم يقتربون بأجسادهم من طبيعة جسد القيامة. فهم يظلون يتدرجون مع أنفسهم بقوة الروح القدس الساكن فيهم حتى تصبح أجسادهم أجسادًا روحانية قريبة من أجساد القيامة التي تقوم في اليوم الأخير.فمن أين أخذوا هذه الطبيعة التي هي طبيعة قريبة من طبيعة الروح؟ إنهم قد بدأوا يميتون أعمال الجسد بالروح ثم بدأت طبيعة الروح تسرى في أجسادهم فبدأت أجسادهم تكتسب طبيعة روحانية كعربون لجسد القيامة الكامل الممجد.
خرافي تسمع صوتي
أعطى السيد المسيح إنذارًا بقوله: "الحق الحق أقول لكم إنه تأتى ساعة وهي الآن حين يسمع الأموات صوت ابن الله والسامعون يحيون" (يو5: 25). فالذين يسمعون صوت ابن الله هم الذين سمعوا صوته هنا على الأرض. "خرافي تسمع صوتي وأنا أعرفها فتتبعني" (يو10: 27) فالإنسان الذي اعتاد على سماع كلام الله وإطاعة وصاياه، عندما يسمع صوت السيد المسيح في اليوم الأخير، سوف يقوم وينجذب نحوه. أما الإنسان الذي يكسر كلام الله، ويخالف وصاياه، ويعطيه القفا لا الوجه (انظر (أر 2: 27))، فإنه عندما يسمع صوت السيد المسيح في اليوم الأخير، سوف يخاف ويرتعب من مقابلة الله. وذلك لأنه كسر وصاياه، وعاش في الفساد بعيدًا عن الرب يقول معلمنا بولس الرسول: "فلا ننم إذًا كالباقين، بل لنسهر ونصحُ" (1تس5: 6). وكذلك يقول: "لأنكم أنتم تعلمون بالتحقيق أن يوم الرب كلص في الليل هكذا يجيء. لأنه حينما يقولون سلام وأمان حينئذ يفاجئهم هلاك بغتة كالمخاض للحبلى فلا ينجون. وأما أنتم أيها الأخوة فلستم في ظلمة حتى يدرككم ذلك اليوم كلص" (1تس5: 2-4). وهذا هو الفرق بين أولاد الله وأولاد العالم بالنسبة لمجيء السيد المسيح.
يوم الرب كلص في الليل هكذا يجيء
"قال لهم يسوع: النور معكم زمانًا قليلًا بعد. فسيروا ما دام لكم النور لئلا يدرككم الظلام" (يو12: 35). يعيش أولاد الله في النور، حياتهم واضحة ومقدسة أمام الله. فعند مجيء السيد المسيح الثاني لن تكون مفاجأة بالنسبة لهم، لأنهم سوف يكونون في حالة استعداد ويقظة روحية. أما أولاد العالم وأولاد إبليس فسوف يجدهم الله غارقين في خطاياهم. لأنهم يقولون في أنفسهم لن يأتي المسيح أو لن تنتهي حياتنا فجأة، نعيش في خطايانا الآن ثم نتوب بعد ذلك. نتمتع الآن بالعالم بعيدًا عن الرب ثم نرجع بعد ذلك. وفي وسط هذه الظلمة وهذا الضياع يباغتهم فجأة ذلك اليوم (أي يوم الوفاة أو اليوم الأخير) كالمخاض للحبلى قال السيد المسيح: "كما كان في أيام نوح كذلك يكون أيضًا في أيام ابن الإنسان. كانوا يأكلون ويشربون ويزوّجون ويتزوّجون إلى اليوم الذي فيه دخل نوح الفلك وجاء الطوفان وأهلك الجميع.. هكذا يكون في اليوم الذي فيه يظهرابن الإنسان" (لو17: 26-30) يعيش الناس الآن بعيدين عن الله ويقولون ليس لدينا وقت لله: لدينا أشغالنا وأموالنا، وانشغالات عالمية كثيرة. فهؤلاء الأشخاص يتجاهلون وجود الله، ويهينونه في كل مناسبة صغيرة كانت أم كبيرة. وهناك أناس يجدّفون على الله ويتحدّونه، وآخرون ينكرون وجوده. وأناس آخرون غارقون في شرورهم وخطاياهم.. فكل هذه العينات من الناس يأتيها ذلك اليوم فجأة كالمخاض للحبلى فلا ينجون.
ما هو رجاء من يعيش بعيدًا عن الله؟
ما هو رجاء الإنسان الذي يعيش بعيدًا عن الله في هذه الحياة؟ إن كل إنسان يعلم أن هناك يومًا سوف ينتقل فيه من هذه الحياة ويوضع في القبر "لأنك تراب وإلى تراب تعود" (تك3: 19). فماذا بعد الموت وبعد القبر؟ وماذا يكون حال الإنسان حين لا ينفع الندم ولا ينفع البكاء؟الإنسان في هذه الحالة سيطلب يومًا واحدًا يرجع فيه إلى الله ليتوب، فيُقال له قد أُعطيت الفرصة تلو الأخرى، لقد أُعطيت فرصًا كثيرة ولكن حتى لو أُعطيت فرصة جديدة فستضيعها أيضًا.. وذلك لأنك مغلوب من طبيعتك الفاسدة المحزنة. فكم من مرات يعاهد فيها الإنسان الله أن يرجع إليه ثم يعود إلى الخطية مرة أخرى. كما يقول الكتابعن الإنسان الخاطئ الذي لا يتوب توبة حقيقية "كلب قد عاد إلى قيئه وخنزيرة مغتسلة إلى مراغة الحمأة" (2بط2: 22) لهذا ينبغي أن نتذكر قول الرسول: "جميعكم أبناء نور. وأبناء نهار. لسنا من ليل ولا ظلمة. فلا ننم إذًا كالباقين بل لنسهر ونصحُ. لأن الذين ينامون فبالليل ينامون والذين يسكرون فبالليل يسكرون وأما نحن الذين من نهار فلنصحُ لابسين درع الإيمان والمحبة وخوذة هي رجاء الخلاص. لأن الله لم يجعلنا للغضب بل لاقتناء الخلاص بربنا يسوع المسيح. الذي مات لأجلنا حتى إذا سهرنا أو نمنا نحيا جميعًا معه" (1تس5: 5-10).
الله لم يجعلنا للغضب بل لاقتناء الخلاص
لماذا تقول أنا مرفوض من الله ولم تعد هناك أية فائدة مني. يقول معلمنا بولس الرسول: "لأن الله لم يجعلنا للغضب بل لاقتناء الخلاص بربنا يسوع المسيح" فالله يقول لك أنا أعدَّك لكي تعيش معي.
يعطيك الله إمكانية حياة القداسة، والإمكانية الكاملة أن ترضيه في حياتك. فلماذا لا تستفيد من هذه الإمكانيات المعطاة لك وتيأس وتستسلم لليأس؟! فإن كان هناك من له إمكانيات الحرب، ومعه صواريخ ومدافع، وله جميع الإمكانيات التي يمكنه أن ينتصر بواسطتها، ومع ذلك يستسلم للعدو بكل سهولة. ويستسلم في خنوع وهو غير مصدِّق أن الأسلحة التي معه هي قادرة أن تعطيه النصرة، والغلبة في القتال. فإن هذا الإنسان يحتاج أن يصدِّق مواعيد الله، ويؤمن بعمله.. فهذا هو الإيمان الذي يستطيع أن ينقل الجبال؛ أي يستطيع أن ينقل جبال الخطية الجاثمة على قلوبنا وصدورنا كقول الرب "الحق أقول لكم لو كان لكم إيمان مثل حبة خردل لكنتم تقولون لهذا الجبل انتقل من هنا إلى هناك" (مت17: 20).
هذا هو الإنسان المسيحي الذي يستطيع أن ينقل جبل الخطية، ويقول له انطرح في بحر هذا العالم المتلاطم فينطرح ويصير هو حرًا من الشر والخطية.
سؤال: ما هو الاختطاف؟ وهل هو المجيء الثاني أو مجيء قبل الدينونة؟
الاختطاف Rapture سوف يحدث في المجيء الثاني للسيد المسيح، والذين سوف يختطفون لملاقاة الرب في الهواء (انظر 1تس4: 17) هم أولاد الله القديسون، والذين أرضوا الرب بأعمالهم الصالحة. وأما الأشرار فيقال عنهم: "هوذا يأتي مع السحاب وستنظره كل عين والذين طعنوه وينوح عليه جميع قبائل الأرض" (رؤ1: 7). "وهم يقولون للجبال والصخور اسقطي علينا وأخفينا عن وجه الجالس على العرش وعن غضب الخروف" (رؤ6: 16). فهؤلاء الأشخاص سوف يكونون خجلين، ويفرُّون من وجه السيد المسيح لأنه عندما يأتي سوف يدين كل واحد بحسب أعماله سوف تُقام محكمة إلهية.. ومجرد منظر الرب الإلهي سوف يشيع الخوف في نفوس الأشرار، ويشيع فرحًا في نفوس الأبرار. وذلك مثل ما يحدث بالضبط عندما يصل مفتش أو مدير أو أي شخص له سلطة في مكان. فالذي عمل عملًا صالحًا سوف يكون فَرِحًا لأن المفتش سوف يعرف كيف تعب وكيف أنتج ويكافئه. وأما الذي عمل عملًا سيئًا فسوف يكون في هم وخوف.. وفي لحظة مجيء هذا المفتش من الممكن ألا يحتمل الوجود في مكان عمله ويحاول أن يهرب.الإنسان بمجرد أن ينظر إلى الرب القدوس: إن كان قد عاش نظير القدوس الذي دعاه فسيشتاق إليه ويجرى نحوه ويتعلق بأثره في حب واشتياق. وأما إن كان قد كسر وصاياه، ولم يرضهِ فسوف يهرب عريانًا ويخزى. فمجيء السيد المسيح الثاني سيختطف فيه الأموات عديمو الفساد، والأحياء المتغيرون أيضًا عديمو الفساد، لملاقاة الرب في الهواء وأما الأشرار فلن يستطيعوا أن يلتقوا بالرب القدوس.
نيافة الحبر الجليل المتنيح الانبا بيشوى مطران دمياط ورئيس دير الشهيدة دميانة
عن كتاب المسيح مشتهي الأجيال منظور أرثوذكسي

عدد الزيارات 991

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل