مائة درس وعظة (٦٨)

21 مارس 2025
Large image

كيف ندرس الكتاب المقدس؟
"طوبي للذي يقرأ وللذين يسمعون أقوال النبوة ويحفظون ما هو مكتوب فيها،لأن الوقت قريب" (رؤ٣:١)

نتعامل مع الإنجيل على النحو التالي
أولا بالروح
هناك شخص يتعامل مع الإنجيل بعقله فقط وهذا الأمر غير سليم، لأن الله روح وهو الذي حث التلاميذ على كتابة الأسفار المقدسة لذلك لا يمكن أن تتمكن من فهم الكتاب إلا بالروح
تحكى كتب الآباء من راهب كان مقصراً في واجباته وقوانينه الروحية وعندما حان وقت نياحته اجتمع حوله الأباء كما هو متبع في البرية، وتعجب الآباء أنهم وجدوا هذا الراهب فرحاً جداً رغم ما يعرفوه عنه من تقصير في حياته فسأله أحد الآباء عن سر هذا الفرح، فقال لاني ساخل السماء فتعجي الاب وساله كيف هذا فقال إنى منذ أن دخلت الرهبنة لم ادن أحداً. وعندما أراد الملاك محاسبتي قلت له الكتاب يقول "لا تدينوا لكي لا تدانوا" ( مت١:٧) وأنا لم أدن أحداً منذ أن دخلت الدير وهنا توقف الملاك عن حسابي بسبب هذه الكلمات الأربع. ثانيا : بخشوع
اقرأ وادرس الإنجيل، بخشوع فلا يصح أن تقرأ الكتاب، وانت منشغل بسماع شيء آخر سأو تقوم بعمل شيء آخر أو تأكل أو تشرب مثلاً او .. الخ بل يجب أن تقرأ الإنجيل بالوقار اللائق به.قبل قراءة الإنجيل في الكنيسة، يقول الشماس قفوا بخوف ورعدة، وأنصتوا لسماع الإنجيل المقدس فالكنيسة تلزمنا أنه في وقت قراءة الإنجيل لا يتحرك شخص من مكانه مهما كان الأمر

احيانا البعض لا يعطى الوقار الكافي لكلمة الله لابد من التفريق والتمييز بين كلام الناس وكلام الله. وقديماً كانوا عند نسخ الأسفار المقدسة عندما تأتي كلمة "الله" يترك من يقوم بالنسخ الكتابة ويذهب للاستحمام ثم يعود لكتابة كلمة "الله" بقلم جديد. وكان يقوم بهذا العمل مع كل مرة تتكرر فيها كلمة"الله" نلاحظ أنه في أثناء قراءة الإنجيل في وجود قداسة البابا، نجد أن البابا يقوم بخلع التاج من على راسه كنوع من الاحترام والوقار، لأن الله يتكلم فالله يكون حاضرا في كلمته
ثالثا: بالصلاة
ينبغي أن نقرأ الكتاب المقدس بروح الصلاة، فلا يمكن الدخول إلى الانجيل إلا من خلال الصلاة فمثلاً في القداس الإلهي فقبل الدخول إلى عمق صلوات القداس نقرا البولس والكاثوليكون والابركسيس والإنجيل، ثم نبدا القداس . لا يمكن أن تفهم أو تعي أو تستوعب أو تعرف كلمة ربنا، إلا إذا دخلتها من خلال روح الصلاة وداود التي يقول "اكشف عن عيني فأري عجائب من شریعتك" (مز ۱۸:۱۱۹) ما أجمل أن تقف للصلاة قبل أن تقرأ الكتاب ولو لدقائق وتقول كما قال داود النبي يارب أعطى عقلاً يفهم، وقلبا يستوعب ما اقرأه، واكشف عن عینی فأری عجائب من شريعتك.
رابعا بالانضاع
يوجد نوعان من البشر
نوع يرى أن عقله يفهم أكثر من الله، ومن هؤلاء يخرج الهراطقة.
أما النوع الثاني فيري أن كلمة الله أعلى وأعمق من أن يستوعبها عقله، وهذا هو الاتضاع قد تظهر أمامنا في بعض الأحيان أمور غامضة، ولا تستطيع استيعابها في هذه الحالة يجب الا نفسرها حسب فكرنا الخاص، وكما يقول الكتاب "لانك أخفيت هذه عن الحكماء والفهماء واعلنتها للأطفال" (لو ۲۱:۱۰-۲۸)، فلا يجب أن تتحدى كلمة الله بل تكون في قمة الاتضاع. خامساً بالتطبيق
قراءة كلمة الله ليست للتحضير وللمعرفة فقط لكن للفائدة الشخصية، بمعنى لفائدة الشخص ومعرفته، فما أجمل أن تكون للشخص حصيلة كبيرة من الكتاب المقدس ويطبقها في حياته.
قداسة البابا تواضروس الثانى
عن كتاب صفحات كتابية

عدد الزيارات 87

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل