إبراهيم أبو الآباء ج2

12 أكتوبر 2019
Large image

مصاعب فى طريق الله:
أ – الكنعانيون..لكن مع وجودهم كان الله هناك.
ب – جوع فى الارض.. وبسبب الجوع نزل إبراهيم إلى مصر دون إعلان أو مشورة من الله..هل فكر إبراهيم أن جوع كنعان أفضل من خيرات مصر؟..ليس هذا ما أختبره موسى بعد ذلك " فقد حسب " عار المسيح غنى أعظم من خزائن مصر، لأنه كان ينظر إلى المجازاة (عب 11: 26)..نلاحظ أن إبراهيم عاش فى مصر بدون مذبح.. أى أنه فقد شركته مع الله.. ولو أنتظر مشورة الله فى تجربة الجوع لكانت سبب بركة وتزكية.
ج - إبراهيم وهو يقترب من مصر قال لسارة أمراته أن تقول أنها أخته، خوفا أن يقتله فرعون، عجيب هو ضعف إبراهيم فى إيمانه!! أستطاع إبراهيم أن يحصل على خير من فرعون بسبب إمرأته،.. لكن ماذا كانت النتيجة؟ لقد حرم إبراهيم من سارة شريكة حياته!! لكن فرعون لم يمسس سارة، وضرب وبيته ضربات عظيمة حتى أطلقها..
د – هنا نرى الله يتدخل بقوته لينقذ إبراهيم – لا من فرعون – بل من ضعفه هو..فترجع سارة.. ويعود هو إلى مكانه بين بيت إيل وعاى حيث سكن أولا، وبنى مذبحا للرب..
النزاع بين إبراهيم ولوط:
كان إبراهيم (السائر مع الله) غنيا جدا – وكان لوطا (السائر مع إبراهيم) غنيا أيضا.. ولم تحتملهما الأرض أن يسكنا معا.. الثروة بركة من الله، إن أحسن الأنسان أستخدامها صارت نافعة له ولغيره وللكنيسه، لكن إن أساء أستخدامها وتسلطت محبتها على قلبه، صارت وبالا عليه،" ولم تحتملهما الأرض "..كلمة شديدة يقولها الكتاب..لما كانا فقراء، كانت الأرض تسعهما، لم يتشاجرا فى الفقر، إنما تشاجرا فى الغنى!! وما أكثر المآسى والمشاكل التى تحدث بسبب المال، المال يفرق بين الأخ وأخيه، وبين الأبن وأبوه، (مثل الأبن الضال)كان منشأ النزاع بين رعاة إبراهيم ورعاة لوط.. وكثيرا ما أدت النزاعات بين الصغار إلى تصادم الكبار.
شخصية لوط:
+ كان لوط سائرا مع إبراهيم بتأثيره وقدوته، أكثر من إيمانه الشخصى بالله، مجرد التقليد ضار، ويحدث هذا مع كثير من المترددين على الكنيسة والمجتمعات الدينية،..ويؤيد هذه الفكرة ما ذكر عن لوط " ولوط السائر مع إبرآم " (تك 13: 5) – لوط فى سيره مع إبراهيم كان مجرد مقلد، لذا كانت نهايته فى سهول سدوم.
+ فى الظاهر كان سبب الفرقة والنزاع بين لوط وإبراهيم هو ماحدث بين الرعاة، أما السبب الحقيقى فكان فى قلب لوط، الخصام بين الطرفين هو الذى أظهر فضيلة إبراهيم، ومحبة لوط للعالم.
+ رفع لوط عينيه واختار دائرة الأردن.. لقد كانت كجنة عدن.. وكان ما جذبه هو خصوبتها، وشكلها الظاهرى بغض النظر عن أى اعتبار آخر،،،،
+ قال الرب لآبرام " أرفع عينيك وانظر.. " وفرق كبير بين أن يرفع الأنسان عينيه (من نفسه) لينظر ويختار، وبين أن يسمع لمشورة الله فى الأختيار،- الله يريدنا أن نختار الأرض الجديدة والسماء الجديدة التى يسكن فيها البر (2 بط 3: 13).
+ اسلوب إبراهيم فى حل المنازعة.. " لاتكن منازعة بينى وبينك، لأننا نحن إخوان " – فى الظاهر كان لوط هو الرابح، لكن الواقع كان عكس ذلك، لقد فقد لوط روحياته، لم يستطع أن يبنى مذبحا للرب فى سدوم، لقد فقد هيبته ووقاره الروحى،.. ثم إذ بحرب كبيرة بين أربعة ملوك يسبى فيها كل شعب سدوم، ويؤخذ لوط أسيرا هو وأسرته وكل أملاكه، وإبراهيم هو الذى فك أسره وأسترد أمواله، كان ذلك نتيجة شهوة قلبه وعينه.
+ حينما نقارن بين إبراهيم ولوط: .إبراهيم أختار الله ولوط اختار المادة..، لوط اخذ النصيب الاكبر، وإبراهيم اختار الفقر والبرية المجدبة..، لوط أخذ أرض العشب والمرعى وإبراهيم أخذ المذبح والخيمة..، لوط فقد حريته الشخصية وكيانه الأول، بينما ظل إبراهيم محتفظا بكيانه حرا لله،..لوط جلب على نفسه الهوان والهزيمة، وإبراهيم هو الذى أنقذه.
+ بعد نصرة إبراهيم خرج ملك سدوم الذى هزم أولا - لأستقبال إبراهيم وعرض عليه أن يعطيه النفوس وأن يأخذ الغنائم المادية لنفسه.. وهنا يظهر تعفف إبراهيم وروحانيته وشهامته " رفعت يدى الى الرب الإله العلى مالك السماء والأرض، لا آخزن لا خيطا ولا شراك نعل، ولا من كل ما هو لك، فلا تقول أنا اغنيت إبرام ".
والحق أن إبراهيم فى هذه الحرب انتصر نصرتين: نصرة ضد الملوك، والنصرة الثانية ضد مغريات العالم
(الأسلاب والغنائم)، ولعله لم ينل النصرة الأولى إلا لأنه كان يقتنى الثانية.
ملكى صادق:
ملك ساليم كان كاهنا لله العلى فضلا عن كونه ملك، ويذكر فى المزامير موضوع كهنوته..(مز 110: 4)، وهو يرمز إلى المسيح (عب 7: 1 – 3)، تقابل إبراهيم مع ملكى صادق بعد رجوعه من الحرب وانتصاره، وهكذا يظهر لنا السيد المسيح بعد أن نجاهد روحيا وننتصر بنعمته..، إبراهيم قدم العشور من كل شىء لملكى صادق.. والعشور وبركاتها مارسها الأنسان قبل عصر الشريعة، وقبل أن يعطى الله وصية مكتوبة عنها.
إبراهيم بعد كسرة الملوك:
قال الله فى رؤيا الى إبراهيم " لا تخف يا إبرام، أنا ترس لك، اجرك كثير جدا " تك 15: 1، فقال إبراهيم: "أيها السيد الرب ماذا تعطينى وأنا ماض عقيما، ومالك بيتى هو اليعازر الدمشقى.. إنك لم تعطنى نسلا وهوذا ابن بيتى وارث لى ".. كان كلام إبراهيم هذا لله، وربما كان تعبيرا عن قلق أو ضعف إيمان، والله يصنع أموره بطول أناة وحكمة، وهناك مثل آخر نجده فى (ص 16)، فنرى سارة – نتيجة عدم صبرها – تدفع إبراهيم لأن يتزوج هاجر الجارية لينجب منها نسلا، لكن الله يؤكد وعده لإبراهيم بأن الذى يخرج من أحشائه هو الذى يرثه.
الله يدخل فى عهد مع إبراهيم:
فى (تك 15: 7، 8) نرى الله يؤكد وعده لإبراهيم " أنا الرب الذى أخرجك من أور االكلدانيين ليعطيك هذه الأرض لترثها " فكان تعليق إبراهيم على ذلك " أيها السيد الرب بماذا أعلم أنى أرثها " ليس هذا شكا بل هو طلب إيضاح من الله على نحو ما فعلت العذراء مريم وسألت الملاك " كيف يكون لى هذا"اعتاد القدماء احيانا ان يقطعوا عهودهم على ذبيحة يشقونها نصفين، ويجوز كل طرف بين الشقين، وكأنه يقبل أن يشقه الله مثل الذبيحة إذا خان العهد.. وهكذا قطع الله عهده مع إبراهيم بهذه الصورة المألوفة، ونلاحظ هنا أن (العجلة والعنزة والكبش – واليمام والحمام) من الحيوانات والطيور التى كانت تقدم ذبائح فى العهد القديم،وتلك الحيوانات من الحيوانات الطاهره التى كان مسموحا للانسان بأكلها، واختيار تلك الفصائل المعينة من الحيوانات الطاهرة كذبائح لأنها من الحيوانات التى تخدم الأنسان، إشارة للسيد المسيح الذى جاء ليخِدم لا لُيُخدم كما أن اختيار فصائل من الطيور كاليمام والحمام – كذبائح – وليس كل الطيور الطاهرة كالبط والأوز والرومى مثلا، لأن الاولى لها القدرة على الطيران..، (وهى ترمز إلى السمو الروحى) فى حياة الخادم.
+ من سياق الكلام نرى أن أمر الذبائح الدموية كان أمرا معروفا لإبراهيم، ولم يكن بحاجة إلى أن يعرفه الله بتفاصيله..كان أمرا معروفا بالتقليد مثل موضوع العشور.
+ اختيار ثلاثة حيوانات وتكون ثلاثية (عمرها 3 سنوات) حتى ما تكون كاملة النمو، لان هذا أمر يليق بالله الكامل، كما يشير إلى كمال العهد وأهميته.. وهو يشير أيضا إلى الثالوث القدوس.
+ نلاحظ أهمية الدم فى العهد الذى قطعه الله مع إبراهيم.. فحينما سأل إبراهيم الله عن الأرض " بماذا أعلم أنى أرثها " كان أمر الله له بهذه الذبائح، وهكذا نفهم أننا نرث الأرض الجديدة التى يسكن فيها البر عن طريق الدم والذبيحة (المسيح) - وفى عهود أخرى بين الله والأنسان مثل (عملية الختان) فيها إسالة للدم.
+ كانت الطيور الجارحة تنزل على جثث الذبائح، لكن إبراهيم كان يزجرها، وهذه الجوارح ترمز للشياطين، وهكذا ينبغى أن نحفظ الذبائح الروحية التى نقدمها لله من اقتراب الشياطين منها، ومن الأفكار الشريرة
القمص تادرس يعقوب ملطى

عدد الزيارات 1494

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل