عِنَايِة الله بِشَعْبُه

01 ديسمبر 2019
Large image

الله هُوَ المَلِك عَلَى شَعْبُه هُوَ المُدَبِّر وَالقَّاضِي وَالمَسْؤُل عَنْ جَمِيعْ شُئُونِهِمْ وَالضَّابِطْ وَالمُعَلِّمْ وَالمُرَبِّي فِي شَتَّى المَجَالاَت إِذْ أرَادَ أنْ يُعْلِنْ لَهُمْ وَبِهُمْ مَحَبَّتَهُ الفَائِقَة وَرَحْمَتَهُ وَعَدْلَهُ وَعِنَايَتَهُ الَّتِي تَصِلْ إِلَى أنْ يُوصِيهُمْ أنْ لاَ تَطْبُخ جِدْياً بِلَبَنْ أُمِّهِ ( خر 23 : 19) أُنْظُر إِلَى أي مَدَى يُرَبِّي الله شَعْبُه وَيُهَذِّبَهُمْ إِذْ لَمْ يَشَأ أنْ يَتْرُكَهُمْ لِتَدَابِيرَهُمْ البَشَرِيَّة المَمْلُؤة ضَعَفَات وَلاَ لِشَرَائِعْ المُجْتَمَاعَات المُحِيطَة الَّتِي لاَ تَتَفِقٌ مَعَ دَعْوَتِهِمْ فَنَرَاهُ يَضَعْ لَهُمْ شَرَائِعْ تُنَظِّمْ الزَّوَاج وَالمِيرَاث وَالعِلاَقَة مَعَ العَبِيدْ وَالزِّرَاعَة وَالمَوَاشِي وَبِالأَوْلَى جِدّاً العِلاَقَات الإِنْسَانِيَّة مِثْل الضَّرْب { وَإِذَا تَخَاصَمَ رَجُلاَنِ فَضَرَبَ أَحَدُهُمَا الآخَرَ بِحَجَرٍ أَوْ بِلَكْمَةٍ وَلَمْ يُقْتَلْ بَلْ سَقَطَ فِي الْفِرَاشِ فَإِنْ قَامَ وَتَمَشَّى خَارِجاً عَلَى عُكَّازِهِ يَكُونُ الضَّارِبُ بَرِيئاً إِلاَّ أَنَّهُ يُعَوِّضُ عُطْلَتَهُ وَيُنْفِقُ عَلَى شِفَائِهِ } ( خر 21 : 18 – 19){ وَإِذَا ضَرَبَ إِنْسَانٌ عَيْنَ عَبْدِهِ أَوْ عَيْنَ أَمَتِهِ فَأَتْلَفَهَا يُطْلِقُهُ حُرّاً عِوَضاً عَنْ عَيْنِهِ } ( خر 21 : 26 ) { وَإِذَا نَطَحَ ثَوْرٌ رَجُلاً أَوِ امْرَأَةً فَمَاتَ يُرْجَمُ الثَّوْرُ وَلاَ يُؤْكَلُ لَحْمُهُ وَأَمَّا صَاحِبُ الثَّوْرِ فَيَكُونُ بَرِيئاً وَلكِنْ إِنْ كَانَ ثَوْراً نَطَّاحاً مِنْ قَبْلُ وَقَدْ أُشْهِدَ عَلَى صَاحِبِهِ وَلَمْ يَضْبِطْهُ فَقَتَلَ رَجُلاً أَوِ امْرَأَةً فَالثَّوْرُ يُرْجَمُ وَصَاحِبُهُ أَيْضاً يُقْتَلُ } ( خر 21 : 28 – 29 ) وَكَمْ بِالأَوْلَى فِي حَالِة القَتْل الَّذِي يُمَثِّل إِهْدَار لأِغْلَى حَيَّ عَلَى الأرْض .
وَفِي شَرِيعَة القَتْل :-
أمَرَ الله { مَنْ ضَرَبَ إِنْسَاناً فَمَاتَ يُقْتَلُ قَتْلاً } ( خر 21 : 12) كَانَتْ الوَصِيَّة صَرِيحَة الَّتِي أعْطَاهَا الله لِمُوسَى النَّبِي عَلَى الجَبَلْ { لاَ تَقْتُلْ } ( خر 20 : 13)وَهيَ وَصِيَّة قَدِيمَة قِدَم البَشَرِيَّة فَلاَ نَنْسَى أنَّ القَتْل كَانَ أوَّل خَطِيئَة عَلَى الأرْض الَّذِي أظْهَرَ جُذُور شَر الإِنْسَان فَرَأَيْنَا فِي قَتْل قَايِين لأِخِيهِ هَابِيل ( تك 4 : 8 ) صُورَة لِصِرَاع الإِنْسَان الَّذِي يُرِيدْ أنْ يَكُون إِلَهاً حَتَّى وَلَوْ عَلَى حِسَاب أخِيهِ أوْ صَدِيقُه أوْ جَارُه فَحِينَ أرَادَ أَخْآب المَلِك أنْ يُوَّسِعْ قَصْرَهُ قَتَلَ نَابُوت الْيَزْرَعِيلِيِّ وَاسْتَوْلَى عَلَى أرْضِهِ ( 1مل 21 : 19) فَكَانَ لاَبُدْ مِنْ تَدَّخُلْ إِلهِي يُنَظِّمْ هذِهِ المَأسَاة لأِنَّهَا لَوْ تُرِكَتْ لَزَادَ الإِنْسَان فِي شَرَاسَتِه وَعَاشَ حَيَاة الغَابَة كَمَا عَبَّرَ لاَمِك عَنْ إِنْتِقَامِهِ { فَإِنِّي قَتَلْتُ رَجُلاً لِجُرْحِي وَفَتًى لِشَدْخِي إِنَّهُ يُنْتَقَمُ لِقَايِينَ سَبْعَةَ أَضْعَافٍ وَأَمَّا لِلاَمَكَ فَسَبْعَةً وَسَبْعِينَ } ( تك 4 : 23 – 24 ) وَكَأنَّهُ يُرِيدْ أنْ يُعَبِّر عَنْ أنَّ مُجَرَّدٌ أحَدٌ يَجْرَحَهُ يَقْتُلْ رَجُلاً مُقَابِل الجَرْح وَإِنْ أحَدٌ شَدَخَهُ أي مُجَرَّدٌ خَدَشَهُ يَقْتُلْ مُقَابِلُهُ فَتًى إِنَّهَا صُورَة تُعَبِّر عَنْ شَرَاسِة الإِنْسَان خَارِج حُدُود الوَصِيَّة الَّتِي سَوْفَ تَصِلْ إِلَى قَتْل سَبْعَة وَسَبْعِينَ مُقَابِلْ الوَاحِدٌ وَهُنَا جَعَلَ الله الإِنْتِقَام يَتَنَاسَبْ مَعَ الخَطَأ وَلاَ يَتَعَدَّاه وَصَارَ الله ضَامِناً لِسَلاَمِة شَعْبِهِ وَأرْضِهِ ألاَّ يُسْفِكُ عَلَيْهَا دَماً بَرِيئاً لِذلِك نَجِدْ الله يَعْتَنِي بِهذَا الأمر جِدّاً وَيُوصِي { مَنْ ضَرَبَ إِنْسَاناً فَمَاتَ يُقْتَلُ قَتْلاً وَلكِنَّ الَّذِي لَمْ يَتَعَمَّدْ بَلْ أَوْقَعَ اللهُ فِي يَدِهِ فَأَنَا أَجْعَلُ لَكَ مَكَاناً يَهْرُبُ إِلَيْهِ }( خر 21 : 12 – 13) وَدَبَّرَ الله بِعِنَايَتِهِ وَمَحَبَّتِهِ مُدُناً مُخَصَّصَة لِحِمَايِة كُلَّ مَنْ قُتِلَ سَهْواًوَبِغَيْرِ عَمْدٍ { حَتَّى لاَ يُسْفَكَ دَمُ بَرِيٍّ فِي وَسَطِ أَرْضِكَ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَصِيباً فَيَكُونَ عَلَيْكَ دَمٌ } ( تث 19 : 10) إِنَّهَا نَمَاذِج بَدِيعَة لِعِنَايِة الإِله العَظِيمْ الَّذِي حَمَلَ شَعْبَهُ عَلَى أجْنِحَة النُّسُور وَأَحَاطَ بِهُمْ وَلاَحَظَهُمْ الَّذِي عَالَهُمْ فِي البَرِّيَّة أرْبَعِينَ سَنَة وَلَمْ تُبْلَ ثِيَابِهِمْ وَنِعَالِهِمْ لَمْ تَفْسَدٌ ( تث 29 : 5 )وَفِي كُلَّ هذِهِ إِشَارَات لِلبَرَكَات المَبْذُولَة بِيَسُوع فِي طَرِيقٌ غُرْبِتْنَا فِي هذِهِ الحَيَاة .
القس أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا أنطونيوس محرم بك الاسكندرية
عن كتاب مدن الملجأ

عدد الزيارات 726

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل