إنجيل قداس الأحد الأول من شهر توت لو ٧ : ٢٨ - ٣٥

14 سبتمبر 2025

"لأنى أقول لكم أنه بين المولودين من النساء ليس نبي أعظم من يوحنا المعمدان ولكن الأصغر في ملكوت الله أعظم منه و جميع الشعب إذ سمعوا العشارون برروا الله معتمدين بمعمودية يوحنا وأما الفريسيون والناموسيين فرفضوا مشورة الله من جهة أنفسهم غير معتمدين منه ثم قال الرب فمن أشبه إناس هذا الجيل وماذا يشبهون يشبهون أولاداً جالسين في السوق ينادون بعضهم بعضاً ويقولون زمرنا لكم فلم ترقصوا نحنا لكم فلم تبكوا لأنه جاء يوحنا المعمدان لا يأكل خبزاً ولا يشرب خمراً فتقولون به شيطان جاء إبن الإنسان يأكل ويشرب فتقولون هوذا إنسان أكول وشريب خمر محب للعشارين والخطاة والحكمة تبررت من جميع بنيها" .
يوحنا المعمدان
منذ أيام احتفلت الكنيسة بإستشهاد القديس يوحنا المعمدان (۲توت ) والكنيسة تضع القديس يوحنا المعمدان مقدما على مصاف القديسين والشهداء والنساك لأن يوحنا المعمدان بشهادة الرب نفسه أعظم مواليد النساء وقد حباه الرب بميزات فريدة و فائقة إذ ولد بوعد ورؤيا وكلام رئيس ملائكة من أبوين بارين سالكين في جميع وصايا الرب وأحكامه بلا لوم وامتلأ من بطن أمه من الروح القدس وسجد وارتكض بابتهاج أمام مركبة الشاروبيم العذراء القديسة وهي حاملة ابن الله الكلمة في بطنها ،كما رقص داود أمام تابوت العهد وهو الملاك الذى أرسله الرب قدامه بنبوات سابقة ليهيء الطريق قدامه ويرد قلوب الآباء ويهيي للرب شعباً مستعداً وهو الناسك ساكن البراري منذ نشأته والزاهد في العالم بكل مباهجه والعجيب في ملبسه ( وبر الأبل ومنطقه من جلد على حقويه ، وفي ما كله (كان يأ كل جراداً وعسلا برياً ) وفي انعزاله في القفار وهو وريث روح إيليا الناري وقوته والمتكلم بالحق بلا مواربة وبلا مجاملة وبلا خوف لا من رؤساء العالم ولا من كلام الناس وهو المتمسك بالله وبالحق الإلهى لا يتقلب ولا يتغير ولا يشاب قصبة تحركها الريح ولا متنعم في حرير وقصور الملوك وريائهم وتلونهم، بل ثابت فى إلهه كالجبل تعصف به الزوابع والاعاصير فيهزأ بها راسخاً لا يتزعزع وهو صوت الصراخ للغافلين والمتوانين في برارى العالم ليهدى التأئهين وينبه السكارى ويبكت الخطاة ويوقظ الضمير ويلهب القلب ، ويعمد بماء التوبة كل من يقبل إليه. ويكفى يوحنا المعمدان - الكاهن ابن الكاهن - أنه يستحق أن يعمد مخلصنا الصالح فى نهر الأردن ويرى الروح نازلا ومستقراً عليه ويسمع صوت الآب من السماء ( هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت ) ويوحنا المعمدان هو الذي قدم المسيح للعالم على أنه حمل الله وكررها مراراً فهو بعين روحانية نبوية نظر إلى الحمل مذبوحاً مقدماً عن حياة العالم وهو أعلن لنا المسيح الذي يعمد بالروح القدس والنار ، والمسيح الديان الماسك رفشة في يده وينقى بيدره ويجمع القمح إلى المخازن ، أما التين فيحرق بنار لا تطفأ .
روح إيليا وروح ايزابيل
وقفت ايزابيل الشريرة في أيام إيليا تقاوم طريق الله وتخدم أنبياء البعل والنجاسات ، وعندما قتل إيليا بروحه الناري أنبياء البعل وبنى مذبح الرب المنهدم ورد الشعب رجوعاً إلى طريق الحياة مع الله ، هاجت ايزابيل واقسمت بوعد أن تقتل إيليا وتنتقم منه هكذا أيضاً وقفت هيروديا في أيام يوحنا المعمدان عندما شهد للحق ، ووقف ضد شهوات هيرودس و نجاسة هير وديا ، وقفت تتحين الفرص وتدبر المكائد حتى ألقى هيرودس الملك يوحنا المعمدان في السجن ولم تهدأ حتى قطع رأس يوحنا وقدم لها على طبق . وسواء كانت ايزابيل في أيام إيليا أو هيروديا أيام يوحنا المعمدان فانه لا يجب أن ننظر إليهما كمجرد أفراد ولكن الذهن الروحي يدرك أن ايزابيل وهيروديا تمثلان مبدأ ( الفداء لحق الله ومقاومة عبيد الله الحي وكل من يغار الرب غيرة روحية ) وقد تكتمل أمامنا شخصية ايزابيل وهيروديا عندما نقرأ عن المرأة الزانية التي رآها القديس يوحنا اللاهوتي في سفر الرؤيا جالسة على وحش له سبعة رؤوس وعشرة قرون ( السبعة رؤوس هي ٩٤م ٩٩سبعة ملوك والعشرة قرون أيضاً عشرة ملوك). إذن حيثما يوجد روح إيليا وروح يوحنا المعمدان ( روح الحق ) توجد روح ايزابيل وروح هيروديا (روح المقاومة ) ،وفى جميع الحالات نجد أن روح ايزابيل اخضعت السلطان الزمنى لمصلحتها فآخاب الملك وهيرودس ومن على شاكلتهم ليس أكثر من آلات طيعة في يد روح الزنى والشهوات روح ایزابیل .
لا يحل لك
ان روح يوحنا المعمدان لا تموت وصوت يوحنا المعمدان لا يسكت بموت الجسد قيل ان رأس يوحنا المعمدان وهي موضوعة على الطبق كانت تصرخ فى وجه هيرودس لا يحل لك أن تأخذ هيروديا إمرأة أخيك زوجة لك ، لقد أرادت هيروديا أن تسكت هذا الصوت الصارخ فطلبت أن يموت ولكن الصوت كان يزداد صراخاً في الضمير في الداخل . ولكن إلى متى تظل روح ايزابيل وهيروديا والمرأة الزانية تتمتع بسلطان وقوة وسطوة على أولاد الله ؟ إلى متى تطلب نفس إيليا وتقتل يوحنا المعمدان وتسكر من دم القديسين وشهداء الرب يسوع ؟! لان التاريخ فى الكتاب المقدس يعزينا جداً إذ يذكر نهاية ايزابيل الأليمة كيف أكلت الكلاب جسمها ولحست دمها ، وسفر الرؤيا يثبت إيماننا من جهة سقوط المرأة الزانية ودينونتها و في يوم واحد ستأتى ضرباتها موت و حزن وجوع وتحترق بالنار لان الرب الإله الذي يدينها قوى .
اولاد الله :
الآن نحن أولاد الله والروح الساكن فينا هو روح الحق ذاته الذي يعمل فى إيليا وملأ يوحنا المعمدان وروح ايزابيل تقف مضادة للحق في كل زمان وفى كل مكان . تستخدم شهواتها وسلطانها هيا يا اخوة نشهد للحق بلا خوف ونسلك بالروح ولا نكمل شهوة الجسد.هيا نشهد للحق في داخل أنفسنا، وقبل أن نقف أمام هيرودس الملك نقف كل واحد أمام نفسه وهي مائلة للشر ونقول و لا يحل لك ، هلم نراجع أنفسنا كم أخذنا بالوجوه وكم جاملنا الناس على حساب كلمة المسيح ؟
كم جبنا وإمتلانا خوفاً من مجرد تهديدات من روح ایزابیل فتركنا الحق وخفنا على مصالحنا ومادياتنا ومراكزنا وتنكرنا للمبادىء في لحظة من الزمان ؟
كم مرة تغاضينا عن الشهادة للحق واعتذرنا أمام أنفسنا
وأمام الآخرين بعدم مسئوليتنا عن الناس ؟
كم مرة احتفظنا بسلامنا خوفاً من مواجهة روح ايزابيل وفضلنا البعد والإنطواء عن الشهادة للحق ؟ إن صوت يوحنا يصرخ في ضميرنا ودم الشهادة للحق هو أغلى ما في كنيستنا هو كنزها و سرها لان كنيستنا هي أم الشهداءليعطينا الرب روح الشهادة له في السر والعلن بلا خوف
المتنيح القمص لوقا سيدراوس
عن كتاب تأملات روحية فى قراءات أناجيل آحاد السنة القبطية

عدد الزيارات 68

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل