الأحد الرابع من شهر بابه لو ۷ : ۱۱ - ۱۷

02 نوفمبر 2025

وفي اليوم التالى ذهب إلى مدينة تدعى نايين وذهب معه كثيرون من تلاميذه وجمع كثير " فلما أقترب إلى باب المدينة إذا ميت محمول ابن وحيد لامه وهي أرملة ومعها جمع كثير من المدينة فلما رآها الرب تحنن عليها وقال لهما لا تبكى ثم تقدم ولمس النعش فوقف الحاملون فقال أيها الشاب لك أقول قم فجلس الميت وابتدأ يتكلم فدفعه إلى أمه .فأخذ الجميع خوف ومجدوا الله قائلين قد قام فينا نبي عظيم وافتقد الله شعبه وخرج هذا الخبر عنه في كل اليهودية وفي جميع الكورة المحيطة .
إقامة إبن أرملة نايين
الهزيع الرابع
في إنجيل عشية هذا اليوم يقرأ فصل الإنجيل الذي يخبرنا عن إنقاذ التلاميذ فى الهزيع الرابع من الليل ، إذ كانوا معذبون من الأمواج وأوشكوا على الغرق ، جاءهم ربنا يسوع ماشياً على الماء وافتقدهم وهم على حافة الموت وهذا الحدث كان في تدبير ربنا ليرفع إيمان التلاميذ الذين كانت قلوبهم ثقيلة ،ولم يبلغوا المستوى الإيماني بمعجزة إشباع الخمسة آلاف من الخمس خبزات فإذ لم يفيدهم الوسع ألزمهم أن يركبوا السفينة وحدهم ،وسمح للبحر أن يهيج عليهم ،و للرياح أن تقصف بسفينتهم يبدو أن هذا هو الطريق الوحيد لإيمان التلاميذ أن يرتفع حتى يبلغ المشى على المياه .
ما بعد الهزيم الرابع
أما أرملة نايين فقد عصفت بها رياح التجارب وهاج بحر و وقعت سفينة حياتها في لجة اليأس والحزن، الآلام والضيق وانتظرت حتى الهزيع الرابع ،وكأنه لم يكن من مجيب وحتى الهزيع الرابع عبر ماذا هل يوجد رجاء بعد موت ؟!
هل يوجد عزاء لأرملة فاقدة وحيدها ؟
إنجيل اليوم هو إنجيلنا فى يأسنا وإنجيلنا في ضعفنا
إنجيل ما بعد الهزيع الرابع مع المسيح الحياة لا يوجد يأس حتى ولو وصلنا محمولين إلى قبر وظنوا فينا ألا قيام فيما بعد الهزيع الرابع يقف إلهنا يتحدى موتنا ويلمس نعشنا وينادينا بأسمائنا ،ويردنا إلى إلى أمنا الكنيسة التي تتعذب من أجلنا بمشاعر يعجز أن يعبر عنها فيقيمنا من موتنا ويتمجد فينا وتبهت الجموع من حولنا و تمجد قوة إلهنا في توبتنا السماء كلها تفرح بخاطئ واحد يتوب ، كفرح الأرملة بقيام وحيدها من الموت ، وفرح كل جيرانها الذين حزنوا لحزنها وبكوا لبكائها ولكن لا تعطى أفراح القيامة في التوبة إلا إذا بلغنا إلى إنسحاق أرملة نايين روحياً فالتوبة قيام من إنكسارنا وربنا يرفع البائس من المزبلة ويقيم الساقطين ويجبر منكسرى القلوب لأن ربنا يكون قريب منا حسب وعده. أيها الشاب لك اقول قم .
هنا يبدو واضحاً أمامنا أن حياتنا كائنة في المسيح وندرك حقيقة أن فيه كانت الحياة فهو يحيينا بكلمة إقامة إبن أرملة نايين يكشف لنا سر الحياة بكلمة المسيح كيف ينادينا فتدخل فينا قوة حياته أليس بالكلمة خلق العالمين وبالكلمة كان كل شيء وبدون الكلمة لم يكن شي مما كان فكل خليقة منظورة وغير منظورة كانت في فكر الله قبل أن توجد ولم تخرج إلى حيز الوجود والحياة إلا بالكلمة .قال الله : " ليكن نور فكان نور " ولم يكن النور هذا ليظهر إلا إذا قال الله كلمته الخالقة والمبدعة قال الله "لنخلق الإنسان فخلق الإنسان" ولم يكن للإنسان أن يخرج إلى الحياة ما لم يقل الله كلمته الخالقة والخالدة هكذا أيضاً عندما دخل الموت إلى الإنسان ووقع الإنسان فريسة لروح الظلمة كيف يخلص الإنسان إذا ؟
لا خلاص إلا بالكلمة ،ولا حياة إلا بالمسيح قال الله و لنخلص الإنسان وهذا هو الخلاص الذي إبتدأ الرب بالتكلم عنه كما قال القديس بولس الرسول هنا كلمة الخلاص هي المسيح الكلمة صار جسداً وحل بيننا ورأينا مجده وجاء لينقض أعمال إبليس وينبذ الموت ويدوسه بقوة حياة لا تموت قيامة إبن أرملة نايين صارت لنا عربون قيامة بالكلمة بقوة عظيمة المسيح هو هو أمس واليوم وإلى الأبد يحول موتنا إلى حياة ، وحزننا إلى فرح بكلمته الآن نحن نقبل كلمة الحياة لتقيمنا للحال عندما نتقدم للتناول من جسد المسيح و الكلمة صار جسداً وقال خذوا كلوا هذا هو جسدى لم يعد قبولنا للكلمة على مستوى سمع الاذن فحسب، بل على مستوى الأكل الحقيقي كمن يأكل الحياة على أننا نسمع الكلمة المحيية ينطق بها المسيح في داخلنا بروحه بأنات لا ينطق بها ونسمعها كلما إتضعنا وأملنا أذننا الداخلية إلى المسيح ينادينا بإنجيل فرح وبشارة خلاصي مكتوبة لا بحبر وورق ، بل بشهادة روح وقوة حياة لا تزول الكلام الذي أكلمكم به روح وحياة إحييني ككلمتك .
المتنيح القمص لوقا سيدراوس
عن كتاب تأملات روحية فى قراءات أناجيل آحاد السنة القبطية

عدد الزيارات 16

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل