الأحد الثالث من شهر هاتور لو ١٤ : ٢٥ - ٣٥

30 نوفمبر 2025

وكان جموع كثيرة سائرين معه فالتفت وقال لهم إن كان أحد يأتى إلى ولا يبغض أباه وأمه وامرأته وأولاده وإخوته وأخواته حتى نفسه أيضاً فلا يقدر أن يكون لى تلميذاً و من لا يحمل صليبه ويأتي ورائي فلا يقدر أن يكون لى تلميذاً ومن منكم وهو يريد أن يبنى برجاً لا يجلس أولا ويحسب النفقة هل عنده ما يلزم لكماله لئلا يضع الاساس ولا يقدر أن يكمل فيبتدى جميع الناظرين يهز أون به قائلين هذا الإنسان ابتدأ يبنى ولم يقدر أن يكمل وأى ملك إن ذهب لمقابلة ملك آخر في حرب لا يجلس أولا ويتشاور هل يستطيع أن يلاقى بعشرة آلاف الذي يأتى عليه بعشرين ألفاً و إلا في ما دام ذلك بعيدا يرسل سفارة ويسأل ما هو للصلح فكذلك كل واحد منكم لا يترك جميع أمواله لا يقدر أن يكون لى تلميذاً الملح جيد و لكن إذا فسد الملح فماذا يصلح لا يصلح لأرض ولا لمزبلة فيطرحونه خارجاً من له أذنان للسمع فليسمع .
تبعية يسوع
وكان جموع كثيرة سائرين معه فالتفت وقال لهم إن كان أحد يأتى إلى ولا يبغض أباه وأمه وأمرأته وأولاده وأخوته وأخواته حتى نفسه أيضاً لا يقدر أن يكون لى تلميذاً ومن لا يحمل صليبه ويأتى ورائي فلا يقدر أن يكون لى تلميذاً عد ٢٥ - ٢٧ .
جموع كثيرة
كثيراً ما نقرأ عن جموع كانت تزحم يسوع ،ولكن قليلون منهم كانوا يتلامسون مع يسوع ويخلصون ،وهذه العينات مثل المرأة نازفة الدم ومثل زكا العشار ومثل المولود أعمى ،وهي التي عرفت كيف تتبع يسوع لا لان ليس كل السائرين معه هم تابعون بالحقيقة فكثيرون يتبعونه رغبة فى الملكوت رغبة في التعزية أو ليشاركوا في أكل الخبزات ينبهرون من الآيات ويحبون السير وراء مسيح المعجزات ومسيح التعزيات ولكن النفوس القليلة تتبعه إلى النهاية وتكمل المسيرة حتى البستان والآلام والصليب.التفت وقال لهم
إن يسوع دائماً يلتفت إلى السائرين وراءه ، وهو حينما يلتفت إلينا يفحص أعماق قلوبنا ينظر إلى نيتنا وهدفنا من السير وراءه ترى لماذا تتبع يسوع في وسط الزحام ؟ ولماذا أنت بين صفوف العابدين في القداسات والعشيات؟ ولماذا أنت بين جموع المتناولين؟ إن الرب يسوع في وسط هذا الزحام يلتفت إليك ، يفحص قلبك ويصحح طريقك
شروط التلمذة
١ - ان كان أحد يأتي إلى ولا يبغض أباه .. الخ .
هذا هو الشرط الأول لتبعية يسوع والتلمذة له إن الرب يسوع لا يريد قلبك الذى تحب به أباك وأمك وزوجتك وأولادك ولكنه يريده قلباً فارغاً تماماً من خبرات المحبة القديمة التي تلوثت بالخطية وانحصرت برباطات اللحم والدم والذات البشرية أليست هذه هي الوصية العظمى ان تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل فكرك ومن كل قدرتك إذن ما لم نفرغ قلوبنا من كل محبة بشرية لا تؤهل لحب الله ، فالذي يظل مرتبطاً بعواطف بشرية ويجاهد لكي يمتلىء من محبة الله يكون كعصفور يحاول الطيران بينما هو مربوط بخيط إلى الأرض إسأل القديسة دميانة وهى تعلمك كيف تنفذ الوصية لاتها أحبت المسيح عريسها أكثر من الأب والأم والصديق والعالم كله إن الرب يسوع بهذا الشرط يريد أن يخرجنا خارج حدود الذات الترابية لماذا أحب أبى أنا فقط وأمي أنا فقط ؟ أليس لانهم يخصون ذاتي وينتسبون إلى الرب يسوع يريد أن يعطينا حباً حراً من قيود الذات يملأنا حباً لكل الآباء ولكل الأمهات ولكل الأخوة والأقارب وكل البشرية محبة بلا حدود وبلا قيود محبة خالية من محبة الذات هل تستطيع أن تحب عدوك ؟ هذا مستحيل وهذا فوق إمكانية البشر وفوق حدود الطبيعة ولكن الرب يسوع يعطيك هذا الحب الإلهى حتى للخطاة ولكن ما هو الطريق لهذا الحب ؟ ابتدىء بتفريغ قلبك من المحبة القديمة أبغض أباك وأمك وأخوتك حينئذ تأخذ من الرب يسوع محبة جديدة إلهية وفائقة للطبيعة تحب بها أباك وأمك وجميع الناس حتى الاعداء أيضا الشهداء أبغضوا المحبة الجسدية وداسوا على رباطات الجسد محبة في المسيح فامتلات قلوبهم حباً اإليها حتى للصا لبين والمعذبين إن سبب عجزنا الشديد في تنفيذ وصايا الحب الإلهى هو تمكينا بالمحبة على مستوى الجسد وعدم تفريغ قلبنا كاملا للمسيح.
٢- من لا يحمل صليبه وياتي ورائي فلا يقدر أن يكون لى تلميذا ...
يا حبيبي أن الرب يسوع سبق ( وهو حاملا صليبه ) يوحنا ۱۹ : ۱۷ هذا هو طريق الحياة الأبدية الصليب ليس هو المصائب والآلام والأحزان هذه معانى سلبية مخيفة فالصليب ليس موتاً عن العالم فقط لكنه حياة الله ، حمل الصليب ينتهى حتماً بالقيامة من الأموات من لا يحمل الصليب لا يؤهل لمجد القيامة إن حمل الصليب هو الذي يميز السائرين وراء يسوع والتابعين الحقيقيين فإن لم تحمل صليبك و تتبع خطواته لا تكون تلميذاً له إن حمل الصليب هو عمل يومى كل يوم من أجلك نمات كل النهار الصليب هو إماتة الشهوات والطمع ومحبة العالم ومحبة المال وكل فكر خبيث والممكر والنميمة والكبرياء والصليب هو إطاعة الوصية الإلهية وبذل الذات لو وجد شيء أنفع وأفضل لخلاص البشرية من الصليب لكان الرب قد أرشدنا إليه بلا شك و بالرغم من أن الكثيرون لا يقبلون هذا الكلام لكنه سيظل الشرط للتلمذة ليسوع في الصليب الخلاص والحياة والأمان والعذوبة والقوة الروحية وغلبة العالم وسحق الشيطان وفرح الروح ، فإن لم تحمل صليبك كيف تحصل على كل هذا ؟ ألا تريد أن تصير شكل معلمك الإلهى؟ أم أنك ترفض الصليب وتؤثر السير في الباب الواسع والطريق الرحب ؟
أخيراً قال الرب للسائرين ورائه أن يحسبوا نفقة السير وراءه نبل أن يبرأوا ، وها هي بوضوح : و تفريغ القلب من المحبة القديمة ليمتلىء من الله وحمل الصليب وافكار الذات والموت عن العالم والحياة الله وفي الواقع أن هذه جميعها ليست جهاداً من العالم والحياة الله . الإنسان وحسب، بل هي عمل النعمة وقوة الروح القدس الذى أنسكب فينا ، وهو الذى يكمل نقصنا ويقودنا في موكب النصرة في المسيح إلى التمام .
المتنيح القمص لوقا سيدراوس
عن كتاب تأملات روحية فى قراءات أناجيل آحاد السنة القبطية

عدد الزيارات 38

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل