عَدَد مُدُن المَلْجَأ مَوْقِعْ المُدُن الطَّرِيق المُؤَدِّي إِلَيْهَا :-

15 ديسمبر 2019
Large image

عَدَد مُدُن المَلْجَأ :-
قَدْ يَرَى البَعْض أنَّ إِيجَادْ مَدِينَة مَلْجَأ وَاحِدَة كَافٍ جِدّاً لِلدِلاَلَة عَلَى نِعْمَة الله الغَنِيَّة وَلكِنْ مُبَارَك إِسْم إِلهْنَا الَّذِي يَعْمَلْ فَوْقَ مَا نَفْتَكِر وَأكْثَر جِدّاً مِمَّا نَطْلُبْ وَنَنْتَظِر فَنَجِدْ أنَّ الله يَأمُر بِإِقَامِة سِتَّة مُدُن وَلَيْسَتْ مَدِينَة وَاحِدَة أوْ إِثْنَتَيْنِ .
وَلِمَاذَا سِتَّة ؟
رَقَمْ سِتَّة يُشِير إِلَى أيَّام الخَلِيقَة أيَّام العَمَلْ الكَامِلَة لِلإِنْسَان وَكَأنَّ الإِنْسَان مُعَرَّض فِي عَمَلُه أنْ يُخْطِئ فَيَجِدْ فِي الله مَلْجَأ لَهُ كُلَّ أيَّام غُرْبَتِهِ عَلَى الأرْض فَأذْرُع الله مَفْتُوحَة لِلإِنْسَان كُلَّ أيَّام حَيَاتُه عَلَى الأرْض لاَ يُغْلِقْهَا مُطْلَقاً إِذْ خَلَقَ الله الإِنْسَان فِي اليَوْم السَّادِس وَهُوَ مُعَرَّض لِلخَطَأ كُلَّ يَوْم فَيَلْزَمُه سِتَّة مُدُن يَا لِعِظَمْ مَحَبِّة إِلهْنَا الَّذِي حِينَ دَبَّر فِدَاء الإِنْسَان أحَبَّ أنْ يُغَطِّي كُلَّ أيَّام غُرْبِة الإِنْسَان عَلَى الأرْض فَنَجِدُه يُصْلَبْ فِي اليَوْم السَّادِس وَفِي السَّاعَة السَّادِسَة وَرَقَمْ سِتَّة هُوَ رَقَمْ نَاقِص يَحْتَاج أنْ يُكْتَمَلْ بِالسَّابِعْ فَمَا هُوَ السَّابِعْ الَّذِي يُكْمِلْ هذَا النَّقْص سِوَى رَبَّنَا يَسُوع الْمَسِيح الَّذِي أكْمَلْ وَيُكَمِّلْ هذَا النُقْصَان إِذْ أتَى إِلَى العَالَمْ وَحَلَّ بَيْنَنَا وَنَصَبْ مَدِينَتَهُ لِنَجِدْ فِيهَا كَمَال المَلْجَأ فَهُوَ المَلْجَأ الحَقِيقِي فَهُوَ مَدِينِة مَلْجَأنَا السَّابِعَة الكَّامِلَة الَّذِي عُيُون الكُلَّ تَتَرَجَاه هذَا الَّذِي رَأى المَرْأة السَّامِرِيَّة الَّتِي كَانَ لَهَا خَمْسَة أزْوَاج وَالَّذِي مَعَهَا لَيْسَ زَوْجِهَا وَبذلِك أصْبَحُوا سِتَّة رِجَال وَلكِنْ مَنْ السَّابِعْ الَّذِي سَيَدْخُلْ حَيَاتْهَا وَيَفْطُمْهَا مِنْ رِبَاطَاتِهَا السِتَّة القَدِيمَة ؟ إِنَّهُ شَخْص رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح الَّذِي عُيُون الكُلَّ تَتَرَجَاه مُشْتَهَى كُلَّ الأُمَمْ ( حَجَّي 2 : 7 ) الَّذِي صَارَ لَهَا وَلَيْسَ لَهَا فَقَطْ بَلْ وَلَنَا جَمِيعاً مَدِينِة مَلْجَأ حَصِينَة الَّذِي تُرِتِلْ لَهُ نِفُوسْنَا مَعَ دَاوُد النَّبِي أَمَّا أَنْتَ فَمَلْجَإِي الْقَوِيُّ ( مز 71 : 7 ){ اللهُ لَنَا مَلْجَأٌ وَقُوَّةٌ . عَوْناً فِي الضِّيقَاتِ وُجِدَ شَدِيداً } ( مز 46 : 1) .
مَوْقِعْ المُدُن :-
قَدْ إِهْتَمَّ الرَّبَّ أنْ يُقَرِّبْ مُدُن المَلْجَأ مِنْ قَاتِلْ النَّفْس سَهْواً وَهُوَ البَّائِس المِسْكِين فَهُوَ يَجْعَلْ نِعْمَتِهِ الغَنِيَّة وَالثَّمِينَة تَفِيض وَتُلاَقِي كُلَّ مِحْتَاج حَيْثُمَا كَانْ هذِهِ هِيَ تَدَابِير إِلَهْنَا الصَّالِح الَّذِي إِهْتَمَّ أنْ تَكُون هذِهِ المُدُن فِي وَسَطْ أرْضِهِمْ فَلاَ يُنَاسِبْ أنْ تَكُون هذِهِ المُدُن بَعِيدَة أوْ صَعْب الوُصُول إِلَيْهَا إِنَّهُ الإِله العَارِف بِضَعْف البَشَر الَّذِي يُقَدِّم كُلَّ شَيْء مِنْ أجْل النَّجَاة إِنَّهُ بِر إِلَهْنَا المُعْلَنْ لِجَمِيعْ النَّاس .
وَسَطِ أَرْضِكَ تُثَلِّثُ تُخُومَ أَرْضِكَ :-
ثُلْث عُلْوِي وَسُفْلِي وَوَسَطْ وَفِي مُنْتَصَفْ كُلَّ ثُلْث تُوضَعْ مَدِينَة لَيْسَ لَهَا عِلاَقَة بِالأسْبَاط حَتَّى لاَ تُطِيل الطَّرِيق بِحَيْثُ أنْ تَكُون قَرِيبَة لِلكُلَّ وَيُسْرِع إِلَيْهَا القَاتِلْ لِيَنْجُو وَكَانَ الوُصُول إِلَى مُدُن المَلْجَأ سَهْلاً فَقَدْ كَانَ البُعْد بَيْنَ المَدِينَة وَأي مَكَان قَدْ يَحْدُث فِيهِ القَتْل لاَ يَزِيدْ عَنْ ثَلاَثِينَ مِيلاً يَسْتَطِيعْ القَاتِلْ أنْ يَقْطَعْهَا فِي نِصْف يَوْم تَقْرِيباً بِشَرْط الإِسْرَاع .
وَسَطْ أرْض إِسْرَائِيل :-
هذَا المَكَان هُوَ المُحَبَّبْ لِحُلُول الله فَهُوَ يَشْتَاق أنْ يَكُون فِي وَسَطْنَا فَتَرَى أنَّهُ حِينَ أمَرَ مُوسَى النَّبِي بِمَكَان الخَيْمَة الَّتِي تُعْلِنْ حُضُورُه وَسَطْ شَعْبِهِ إِخْتَارَ الوَسَطْ { لأِسْكُنَ فِي وَسْطِهِمْ }( خر 25 : 8 )إِنَّهُ يُرِيدْ المَرْكَز يَدْعُو الجَمِيعْ يَرَاهُ الجَمِيعْ مِحْوَر الجَمِيعْ يُرِيدْ أنْ يَكُون مَوْضُوع إِنْشِغَالْنَا كَمَا وَجَدْنَا مُخَلِّصْنَا يَسُوع الْمَسِيح يُحِبْ الوَسَطْ حَتَّى أنَّهُ فِي صَلْبِهِ إِخْتَارَ الوَسَطْ وَسَطْ لِصَيْنِ ( يو 19 : 18) وَفِي القِيَامَة وَقَفَ وَسَطْ تَلاَمِيذُه ( لو 24 : 36 )وَفِي مَجْدِهِ سَنَرَاهُ وَسَطْ العَرْش خَرُوفٌ قَائِمٌ كَأنَّهُ مَذْبُوحٌ ( رؤ 5 : 6 ) .
مَوَاقِعْ المُدُن :-
المُدُن الَّتِي أُخْتِيرَت لِتَكُون مُدُن مَلْجَأ هِيَ ثَلاَثَة :-
مُدُن شَرْق الأُرْدُن :-
حَيْثُ يَسْكُنْ سِبْطَيْنِ وَنِصْف ( رَأُوبِين ؛ جَاد ؛ نِصْف مَنَسَّى ) وَهيَ :-
(1) بَاصِر :-
الَّتِي تَقَعْ فِي المُرْتَفَعَات الوَاقِعَة شَرْقَيّ مَصَبْ نَهْر الأُرْدُن فِي البَحْر المَيِت فِي نَصِيب رَأُوبِين فَتَكُون المَدِينَة الجَنُوبِيَّة لِلمَلْجَأ وَيُقَابِلْهَا فِي الغَرْب حَبْرُون وَكَلِمَة " بَاصِر " تَعْنِي " حِصْن " وَالْمَسِيح حِصْنَنَا الَّذِي نَرْكُض إِلَيْهِ وَنَتَحَصَّنْ .
(2) رَامُوت جِلْعَاد :-
تَقَعْ عَلَى بُعْد خَمْسِين مِيلاً إِلَى الشَّمَال مِنْ بَاصِر فِي مُرْتَفَعَات جِلْعَاد الَّتِي وَقَعَتْ نَصِيباً لِسِبْط جَاد فِي المَنْطِقَة المُتَوَسِطَة تُقَابِلْهَا تَقْرِيباً فِي الأرَاضِي القَرِيبَة مَدِينَة شَكِيم " رَامُوت " تَعْنِي" مُرْتَفَعْ " فَالْمَسِيح رَفَعَهُ الله وَهُوَ فِي السَّمَاء وَنَزَلَ إِلَى الأرْض لِيَرْفَعْنَا مَعَهُ إِلَى السَّمَاء .
(3) جُولاَن :-
تَقَعْ فِي المُرْتَفَعَات شَرْقَيَّ بَحْر الجَلِيل فِي نَصِيب سِبْط مَنَسَّى فَكَانَتْ مَدِينِة المَلْجَأ الشَّمَالِيَّة وَيُقَابِلْهَا فِي الغَرْب مَدِينِة قَادِش وَكَلِمَة "جُولاَن" تَعْنِي" فَرَحٌ " فَالرَّبَّ فَرِح بِأوْلاَدُه وَهُمْ يَفْرَحُونَ بِإِلَهِهِمْ وَقَدْ تُعْنِي" تَجُول "وَهُنَا تُشِير لِمَسِيرِة المُؤمِنِين مَعَ فَادِيهُمْ نَحْو السَّمَاء وَالعَجِيبْ أنَّ بَعْض هذِهِ المُدُن كَانَتْ مَرْكَزاً لِلعِبَادَات الوَثَنِيَّة صَارَتْ مُدُن لِلمَلْجَأ تَحْمِلْ طُمَأنِينَة وَسَلاَمَاً لِكُلَّ مَنْ يَلْجَأ إِلَيْهَا تُمَثِّلْ بَيْت الله وَاهِبْ التَّعْزِيَة .
مُدُن غَرْب الأُرْدُن :-
وَهيَ تَقْرِيباً فِي المُقَابِلْ مَعَ الثَّلاَث مُدُن الأُخْرَى شَرْق الأُرْدُن وَسَطْ كُلَّ ثُلْث مِنْ الأرْض :-
(1) قَادِش :-
الَّتِي كَانَتْ تَقَعْ عَلَى بُعْد نَحْو خَمْسَة عَشَرَ مِيلاً إِلَى الشَّمَال مِنْ بَحْر الجَلِيل فِي القِسْم الَّذِي خَرَجَ نَصِيباً لِسِبْط نَفْتَالِي كَلِمَة " قَادِش " تَعْنِي " المُقَدَّس " وَتُشِير إِلَى قَدَاسِة الْمَسِيح وَبِرِّهِ .
(2) شَكِيم :-
تَقَعْ فِي الطَّرْف الشَّرْقِيَّ مِنْ الوَادِي الَّذِي يَمْتَدْ مِنْ الغَرْب إِلَى الشَّرْق بَيْنَ جَبَلْ عِيبَال وَجَبَلْ جَرْزِيم فِي مُرْتَفَعَات أفْرَايِمْ وَدَاخِلْ حُدُود نَصِيب سِبْط أفْرَايِمْ فِي مَوْقِعْ مُتَوَسِطْ فِي أرْض كَنْعَان كَلِمَة " شَكِيم " تَعْنِي " كِتْف "وَقَدْ حَمَلَ الْمَسِيح صَلِيبُه عَلَى كَتِفُه فَالكِتْف تُشِيرإِلَى قُوَّة عَمَلْ الْمَسِيح فِي حَمْلِنَا إِلَيْهِ وَنَقْل خَطَايَانَا إِلَيْهِ فَيَحْمِلْهَا وَيُعْطِينَا بَرُّه .
(3) حَبْرُون :-
الَّتِي كَانَتْ تُسَمَّى أيْضاً قَرْيِة أرْبَع وَكَانَتْ تَقَعْ فِي نَصِيب يَهُوذَا عَلَى بُعْد نَحْو عِشْرِين مِيلاً إِلَى الجَنُوب مِنْ أُورُشَلِيم " حَبْرُون " تَعْنِي " زَوَاج أوْ إِرْتِبَاطٌ " وَهذَا يُشِير إِلَى إِتِحَادْنَا بِالْمَسِيح عَرِيس نِفُوسْنَا الحَقِيقِي وَفِي هذَا الجَدْوَل مُخْتَصَر لِمَوْقِعْ وَمَعَانِي أسْمَاء سِتَّة مُدُنْ المَلْجَأ :-

الجِهَة شَرْق الأُرْدُن غَرْب الأُرْدُن
شَمَال جُولاَن = فَرَحٌ قَادِش = قَدَاسَة
وَسَطْ رَامُوت جِلْعَاد = مَرْتَفِعْ شَكِيم = كِتْف
جَنُوب بَاصِر = حَصِين حَبْرُون = زَوَاج أوْ إِرْتِبَاط
وَفِي أسْمَاء هذِهِ المُدُن نَجِدْ كُلَّ مَا نَحْتَاجُه مِنْ الْمَسِيح فَهُوَ قَدَاسِتْنَا وَكِتْفِنَا وَعَرِيسْنَا وَفَرَحْنَا وَارْتِفَاعْنَا وَحِصْنِنَا مَا أبْهَج النَّفْس الَّتِي تَمَتَّعَتْ فِيهِ .
تَوْزِيعْ المُدُن :-
وَرَغْم أنَّ شَرْق الأُرْدُن يَسْكُنْ سِبْطَيْنِ وَنِصْف فَقَطْ حَدَّدْ الله لَهُمْ ثَلاَث مُدُن مَلْجَأ مِثْلَهُمْ مِثْلَ تِسْعَة أسْبَاط وَنِصْف غَرْب الأُرْدُن رُبَّمَا يَرْجَعْ هذَا إِلَى أنَّ غَرْب الأُرْدُن هُنَاك تُوْجَدٌ خَيْمَة الإِجْتِمَاع فِي وَسَطِهِمْ يُقَرِّبُونَ ذَبَائِح وَعِبَادَة وَأمَّا فِي الشَّرْق لاَ يُوْجَدٌ فَهؤُلاَء البَعِيدِين ( سُكَّان الشَّرْق ) يَحْتَاجُونَ إِلَى مُدُن أكْثَر إِذْ أنَّ البَعِيدْ عَنْ العِبَادَة مُعَرَّض لِلخَطَأ أكْثَر فَيَحْتَاج إِلَى مُدُن أكْثَر وَمُدُن شَرْق الأرْض وَسُكَّانْهَا هُمْ الَّذِينَ طَلَبُوا أنْ يَمْتَلِكُوهَا مِنْ مُوسَى النَّبِي وَلاَ يَعْبُرُونَ الأُرْدُن{ إِنْ وَجَدْنَا نِعْمَةً فِي عَيْنَيْكَ فَلْتُعْطَ هذِهِ الأَرْضُ لِعَبِيدِكً مُلْكاً وَلاَ تُعَبِّرْنَا الأُرْدُنَّ } ( عد 32 : 5 ) وَيَرْجَعْ السَبَبْ فِي إِشْتِيَاقِهِمْ لِهذِهِ الأرْض لِمَا إِتَسَمَتْ بِهِ مِنْ صَلاَحِيَة لِلرَعْيّ وَقَدْ مَلَكَ سِبْط رَأُوبِين وَجَاد مَوَاشٍ وَفِيرَة جِدّاً فَأحَسُّوا أنَّهُمْ أحْوَج إِلَى هذِهِ الأرْض مِنْ غَيْرِهِمْ وَكَانَتْ هذِهِ إِشَارَة إِلَى إِخْتِيَارِهِمْ البَشَرِي وَفَقَدُوا إِشْتِيَاق التَّطَلُّع إِلَى الأرْض الَّتِي وُهِبَتْ لِلجَمَاعَة كُلَّهَا مِنْ قِبَل الرَّبَّ تَفِيضُ لَبَناً وَعَسَلاً وَبِهذَا إِنْفَصَلُوا عَنْ التِّسْعَة أسْبَاط وَنِصْف غَرْبَيَّ الأُرْدُن فَصَارُوا كَمَنْ فِي عُزْلَةعَرَّضَتْهُمْ لِهَجَمَات الأعْدَاء حَتَّى إِضْطَّرَ بَاقِي الأسْبَاط لِلتَدَخُّل لإِنْقَاذِهِمْ( 1صم 11 ؛ 1مل 22 )أرَادُوا أنْ يَطْلُبُوا أكْلاً لِبَقَرِهِمْ وَمَوَاشِيهِمْ وَرَفَضُوا المَذْبَح وَالخَيْمَة وَالشَرِكَة مَعَ إِخْوَانِهِمْ وَهُنَا نَجِدْ فِي السِّبْطَيْنِ وَنِصْف سُكَّان شَرْق كَنْعَان صُورَة حَيَّة لِكَنِيسِة العَهْد القَدِيم الَّتِي كَانَتْ وَلاَ تَزَال جُزْءاً لاَ يَتَجَزَّأ فِي كَنِيسَة الله الوَاحِدَة وَلكِنَّهَا لَيْسَتْ فِي غِنَى بَرَكَات كَنِيسَة العَهْد الجَدِيد الَّتِي عَبَرَت مِيَاة المَعْمُودِيَّة المُقَدَّسَة ( نَهْر الأُرْدُن ) وَحَمَلَتْ فِي وَسَطْهَا المُقَدَّسَات إِنَّهَا صُورَة بَدِيعَة لِلكَنِيسَتَيْنِ جُزْء نَالَ نَصِيباً خِلاَل النَّامُوس ( مُوسَى ) حَيْثُ تَمَّتْ الغَلْبَة عَلَى يَدَيْهِ عَلَى فِرْعُون وَأخَذَ الوَصَايَا وَقَادَ الشَّعْب فِي البَرِّيَّة حَتَّى حُدُود أرْض المِيعَاد أمَّا الجُزْء الأعْظَمْ فَقَدْ تَحَقَّق فِي قِيَادِة يَشُوع ( يَسُوع ) الَّذِي دَخَلَ بِهِمْ إِلَى الأرْض عَيْنِهَا الَّتِي تَفِيضُ لَبَناً وَعَسَلاً أمَّا غَرْب الأُرْدُن فَلَهُمْ مَذْبَحٌ وَخَيْمَة وَذَبِيحَة وَكَهَنَة وَتَقْدُمَات وَأعْيَاد وَإِنْ كَانَ سُكَّان شَرْق الأُرْدُن صَنَعُوا لأِنْفُسِهِمْ مَذَابِح إِلاَّ أنَّهَا كَانَتْ مُجَرَّدْ رَمْزاً وَلكِنْ المَذْبَح الحَقِيقِي فِي الغَرْب الَّذِي يُمَثِّلْ المَذْبَح الحَقِيقِي الَّذِي لِكَنِيسِة العَهْد الجَدِيد الله أوْجَدٌ مَلْجَأ لِكَنِيسِة العَهْد القَدِيم مِنْ خِلاَل الذَّبَائِح الدَّمَوِيَّة كَرَمْز إِلَى أنْ نَتَمَتَّعْ بِالذَّبِيحَة الحَقِيقِيَّة ذَبِيحِة نَفْسِهِ فِي العَهْد الجَدِيد كَذَبِيحَة وَفِدَاء وَكَفَّارَة لَيْسَ رَمْزاً بَلْ مَلْجَأً حَقِيقِيّاً فِيهِ خَلاَصِنَا وَفِدَاءِنَا وَرُبَّمَا هُنَا نَجِدْ صُورَة بَالِغَة لِصَلاَح الله الَّذِي تَعَامَلْ مَعَ السِّبْطَيْنِ وَنِصْف بِكُلَّ رَأفَة إِذْ كَانَ يُمْكِنْ أنْ يَقْضِي لَهُمْ أنَّ مَادُمْتُمْ قَدْ إِخْتَرْتُمْ مِيرَاثَكُمْ فِي أرْض خِلاَف أرْض المَوْعِد وَاقْتَنَعْتُمْ وَرَضَيْتُمْ بِأقَلْ مِنْ كَنْعَان أرْض المَوْعِد فَلاَ تَنْتَظِرُوا أنْ تَتَمَتَّعُوا بِإِمْتِيَازَات وَبَرَكَات هذِهِ الأرْض فَيَجِبْ أنْ تَكُون قَاصِرَة فَقَطْ عَلَى سُكَّانْهَا وَلِهذَا يَجِبْ عَلَى قَاتِلْ النَّفْس سَهْواً لِكَيْ يَنْجُو بِحَيَاتُه أنْ يَجْتَاز نَهْر الأُرْدُن وَيَتَحَصَّنْ فِي إِحْدِى مُدُن المَلْجَأ هُنَاك وَلكِنْ الله يُعَامِلْهُمْ بِحَسَبْ نِعْمَتِهِ وَلاَ بِحَسَبْ نَامُوسِهِمْ إِذْ أفْكَارُه غَيْر أفْكَارِهِمْ وَطُرُقُه غَيْر طُرُقِهِمْ وَقَدْ نَرَى نَحْنُ أنَّ إِيجَادْ مَدِينَة مَلْجَأ وَاحِدَة لِلسِّبْطَيْن وَنِصْف كَافٍ جِدّاً لِلدِلاَلَة عَلَى نِعْمَة الله وَمَحَبَّتِهِ وَلكِنْ مُبَارَك إِلَهْنَا الَّذِي يَعْمَلْ فَوْقَ مَا نُفَكِّر وَأكْثَر جِدّاً مِمَّا نَطْلُب أوْ نَفْهَمْ وَلِهذَا إِقْتَضَتْ نِعْمَة الله الغَنِيَّة أنْ تَجْعَلْ مِنْ إِقْلِيمْ السِّبْطَيْنِ وَنِصْف الصَّغِير الرَّافِض الدُّخُول إِلَى أرْض المِيعَاد أنْ يَكُون لَهُمْ ثَلاَث مُدُن مَلْجَأ فِي تَسَاوٍ مَعَ التِّسْعَة أسْبَاط وَنِصْف سُكَّان غَرْب الأُرْدُن هذَا هُوَ إِلَهْنَا الصَّالِح الَّذِي لاَ يُعَامِلْنَا بِحَسَبْ تَعَدِيَاتْنَا بَلْ بِحَسَبْ كَثْرِه مَحَبَّتِهِ لِلبَشَر .
القس أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا أنطونيوس محرم بك الاسكندرية
عن كتاب مدن الملجأ

عدد الزيارات 3176

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل