رسائل القديس بطرس

01 يوليو 2025
Large image

القديس بطرس يكتب الي المتغربين المضطهدين
كتب القديس بطرس الرسول رسالتين إلى المؤمنين المتغربين في الشتات وهما من الرسائل الجامعة ودعا المؤمنين بالمتغربين مما يتناسب مع روح الرسالة إذ هى موجهة إلى أناس متألمين مضطهدين وهي دعوة لهم أن يشعروا أنهم غرباء في هذا العالم فيشتاقوا لموطنهم الحقيقى، أورشليم السماوية، فإن التعلق بالسماويات هو أساس احتمالنا الآلام بصبر. فهما رسائل الى الذين آمنوا بالمسيح من اليهود فإضطهدوا فتشتتوا، ثم إنضم إليهم الأمم الذين آمنوا. ودعاهم بالمختارين بعلم الله السابق فعلى الصليب فتح السيد المسيح يديه معلنا دعوة الآب لكل البشرية. فالله يريد أن الجميع يخلصون (1تى4:2). والله يدعونا وكل إنسان حر فى أن يقبل أو يرفض. والمختارين إسم أطلقه الرسل على كل المؤمنين وليس معنى هذا أن الجميع يثبتوا إلى النهاية فى الإيمان، فالله لا يحرم الإنسان من حريته وأن كان يريد أن الجميع يخلصون وإلي معرفة الحق يقبلون. وتتفق الرسالتين مع أسلوب عظات بطرس الواردة فى سفر اعمال الرسل فيشير إلى الله كديان يحكم بغير محاباة (17:1) مع (أع 34:10). وأن الآب الذى أقام الأبن (21:1) مع (أع 32:2) + (أع 15:3) + (أع 40:10). والسيد المسيح رأس الزاوية في إيماننا (7:2) مع (أع 11:4). وقد كتب رسائله ما بين سنة 63، سنة 67 م أثناء اضطهاد نيرون (54-68 م). والرسالة الأولى تعالج مشكلة الألم الذي يئن منه كل إنسان، خاصة حين يسقط تحت ضيقٍ جسدي أو نفسي أو أدبي، فيشعر بالحاجة إلى من يضمد جراحاته العميقة، لا على المستوى النظري، وإنما على مستوى الحياة الواقعية العملية. فهو يدعو لمقابلة الألم بروح الرجاء الحي، خلال تمتعنا بميلاد جديد غالب للألم بل وغالب الموت نفسه، بقيامة الرب يسوع المسيح من الأموات (1: 3). عِوَض الارتباك بمرارة الألم يرفعنا الرسول إلى بهجة التمتع بالميراث الأبدي، فننعم بفرح لا ينطق به ومجيد (1: 8). وعِوَض الانغماس في متاعب الحياة القاتلة للنفس يرفعنا إلى انتظار مجيء القدوس خلال الحياة المقدسة (1: 15-16)، مدركين دورنا الحقيقي كحجارة حية في بيت الله الروحي (2: 5). وإن كانت القديس بطرس قد يكُتِبَ إلى "المتغربين من شتات بُنتُس وغلاطية (1بط 1: 1) . فإن الرسالة الأولى موجهة إلى كل إنسان متألم في غربته. أما الرسالة الثانية فكتبها بعد أن أعلن الرب له عن قرب انتقاله فبعث إلى أولاده وصيته الوداعية ليحدثهم عن اشتياقات قلبه لملكوت السماوات ويحذرهم من البدع والهرطقات ويحدثهم عن الاستعداد لمجيء الرب الثاني الذي يدفع المسيحي إلى حياة القداسة.
الرجاء الحي وتذكية الإيمان...
لقد أختبر القديس بطرس الرسول رحمة الله الكثيرة التي بها أفتقده الله منذ أن دعاه كصياد سمك ليكون صياداً للناس ثم جدد فيه الرجاء الحي بعد قيامة الرب من بين الأموات ورد له رسوليته بعد الضعف والإنكار { مبارك الله ابو ربنا يسوع المسيح الذي حسب رحمته الكثيرة ولدنا ثانية لرجاء حي بقيامة يسوع المسيح من الأموات } ( 1 بط 3:1). أنه الرجاء الحى الذى يفيض فينا بحياة روحية حقيقية، وهو رجاء فى الحياة الأبدية. هو رجاء حى قوى مؤسس على قيامة المسيح، فى مقابل الرجاء فى العالم الذى كثيرا ما يخيب الظنون والأمال، الرجاء الحى بقيامة السيد المسيح أعطانا أن تكون لنا قيامة وحياة مثله، وأن يكون لنا نصيبا فى عالم آخر ذهب إليه المسيح قبلنا ليعده لنا (يو1:14-3). وعلينا أن نجاهد ولكن باطمئنان أن قوة الله تحرسنا حتى لا يضيع منا هذا الميراث المعد لنا. فالعلة الأولى لحفظ المؤمن المسيحي هي قوة الله {انتم الذين بقوة الله محروسون بإيمان لخلاص مستعد ان يعلن في الزمان الاخير.} (1بط 5:1). الله هو الذي حفظ الكنيسة رغم كل الاضطهادات وهو القادر أن يحفظ كل نفس تتكل عليه فقوة الله التي قام بها المسيح من الموت قادرة أن تقيم أضعف مؤمن (اف20،19:1). فلنتطلع إلى الرب يسوع إذا هوجمنا من تجربة ونثق فى قوة الله وحفظه ورعايته فى كل الظروف ولا نتطلع إلى ضعفنا أو قوة أعدائنا، فبطرس كاد يغرق في الماء إذ نظر إلى شدة الريح ولم يتطلع إلى قوة الرب يسوع حتى جذبه الرب { فأجاب بطرس وقال يا سيد ان كنت انت هو فمرني ان آتي إليك على الماء. فقال تعال فنزل بطرس من السفينة ومشى على الماء ليأتي إلى يسوع. ولكن لما راى الريح شديدة خاف وإذ ابتدأ يغرق صرخ قائلا يا رب نجني. ففي الحال مد يسوع يده وامسك به وقال له يا قليل الايمان لماذا شككت} (مت 14 : 28- 31). فلا يضعف إيماننا في الضيقات أو يظن أحد أن القدير غير قادر على حمايتنا. فالمسيح بدأ عمله الخلاصى بالصليب وأتمه بالقيامة ويتمم فينا بقوة الروح القدس الذى يعيننا الآن حتى نكمل أيام غربتنا وعلينا أن نرجع إلى الله بالتوبة المستمرة والاتكال الكامل على المسيح وعدم الشك فيه ولا فى قدرته. مع رفض كل إغراءات إبليس والهروب من كل أماكن الشر مهتمين بتنفيذ وصايا الله والسهر الدائم على تنفيذ مرضاته في حياة شركة مع الله فى صلاة دائمة بهذا نكون كمن فى حصن حصين وشركة القديسين.
القمص أفرايم الأنبا بيشوى

عدد الزيارات 29

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل