دوام بتولية العذراء ج3

03 يناير 2020
Large image

ابنها البكر
ينبغي الآن أن أتقدم إلى النقطة الثالثة إنه يرى أن مريم قد حملت بأبناء آخرين، ويقتبس العبارة “فصعد يوسف أيضاً إلى مدينة داود، ليكتتب مع مريم المخطوبة إليه وهي حبلى وبينما هما هناك تمت أيامها لتلد، فولدت ابنها البكر” (لو 2) وهو يحاول من هذا أن يظهر أن عبارة البكر لا تستعمل إلا لشخص له أخوة. كما أنه يدعى الابن الوحيد من هو وحيد لأبويه.
وموقفنا هو هذا كل ابن وحيد هو ابن بكر، ولكن ليس كل بكر هو ابن وحيد وان تعبير البكر لا يشير إلى شخص ولد بعده آخرون، ولكن إلى واحد ليس له من يسبقه قال الرب لهارون “كل فاتح رحم من كل جسد يقدمونه إلى الرب من الناس والبهائم يكون لك، ولكن بكر الإنسان ينبغي لك أن تقبل فداءه، وبكر البهائم التجسة تقبل فداءه” (عدد 18) إن كلمة الرب تُعرِّف البكر بأنه كل فاتح رحم وإلا فإن كان اللقب يتعلق فقط بمن لهم أخوة أصغر منهم فإن الكهنة ما كانوا يستطيعون أن يطالبوا بالأبكار إلى أن يولد ما بعدهم، لأنه ربما في حالة ما إذا لم تكن هناك ولادة أخرى، فإن هذا يبرهن على أنهم كانوا مجرد أبناء وحيدين! يقول الكتاب إن الذين يقبل فداؤهم “من ابن شهر تقبل فداءه حسب تقويمك من المال هسة شواقل حسب شاقل القدس ولكن بكر البقر أو بكر الضأن أو بكر الماعز لا تقبل فداءه إنه مقدس” (عدد 18) إن كلمة الله ترغمني على أن اكرس كل فاتح رحم إن كان من أبكار الحيوانات الطاهرة، وإن كان من أبكار الحيوانات غير الطهارة فيجب أن أفديه وأعطي ثمنه للكاهن فهل يجوز أن أجيب وأقول “لماذا تقيدني بفترة قصيرة هي شهر؟ لماذا تقول عنه انه بكر في حين أنني لا أستطيع أن أخبر ما إذا كان سيولد بعده أخوة له أم لا أنتظر حتى يولد الثاني، لست مديناً للكاهن بشيء حتى يولد الثاني فيضبح الأول بكراً !!” ألا تصرخ كل الحروف ضدي وتقنعني بحماقتي، وتعلن بأن البكر هو لقب لمن يفتح رحماً ولا ينحصر في من له أخوة؟ولنأخذ إذن مثال يوحنا أننا متفقون على أنه كان ابناً وحيداً وأريد أن أعرف ألم يكن أيضاً بكراً، وألم يكن بالكلية مذعناً للناموس؟ ليس هناك شك في هذا الأمروكل حوادث الكتاب تتكلم هكذا على المخلص “ولما تمت أيام تطهيرها حسب شريعة موسى، صعدوا به إلى أورشليم ليقدموه للرب – كما هو مكتوب في ناموس الرب أن كل فاتح رحم يدعى قدساً للرب – ولكي يقدموا ذبيحة كما قيل في ناموس الرب زوج يمام أو فرخي حمام” (لو 2) فإن كانت هذه الشريعة تختص فقط بالابكار، ولم يكن ممكناً أن يكون هناك أبكار ما لم يولد أخوة بعدهم، فانه لم يكن هناك أحد مطالباً بشريعة الأبكار إذ هو غير مستطيع أن يخبر ما إذا كان هناك من سيولدون بعده ولكن طالما الذي ليس له أخوة صغار مقيداً بشريعة الأبكار، فاننا نستخلص من ذلك بأنه كان يدعى بكراً كل فاتح رحم ليس له من يسبقه، وليس ذلك الذي يتبع ميلاده بأخ أصغرإن موسى يكتب في سفر الخروج “فحدث في نصف الليل أن الرب ضرب كل الأبكار في أرض مصر، من بكر فرعون الجالس على كرسيه إلى بكر الأسير الذي في السجن، وكل أبكار القطعان” (خر 12) فاخبرني هل الذين أهلكهم المهلك كانوا هم أبكارك فقط أم ما هو أكثر من ذلك؟ هل كانوا يشملون الابناء الوحيدين؟ إن كان الذين لهم أخوة هم فقط المدعوون أبكاراً، إذن فقد نجا الابناء الوحيدون من الموت وفي هذه الحالة تصير اضحوكة، فان وافقت بانهم قد قتلوا، فاننا نكسب نقطتنا، وهي أن الابناء الوحيدين يدعوهم أيضاً أبكاراً.
القديس جيروم أسقف أثينا

عدد الزيارات 555

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل