
استهل القديس ساويرس المقال بمقدمة طويلة ابدى فيها وهو البطريرك الراسخ والعلامة القديس والعبقري اللامع الذي طبقت شهرته مشارق الارض ومغاربها تهيبه من الخوض من الخوض في الحديث عن جلال الاحداث التي وقعت عند ميلاد المسيح.
يقول للشعب المؤمن في ذلك الزمان:-
لقد احتفلت مرتين بهذا العيد معكم ولم يكن بياني قاصراً عن ان يمد المؤمنين بالغذاء الروحي بل كانت الكلمة غنية جداً من هذه الناحية. وتتوقعون بمشاعركم التقية كلمات وفيرة متواضعة تتناولونها بالتأمل فيمكنكم تحليلها فيما بينكم لكي ترفعوها الى علو لائق بالله ثم انتقل الى الكلام عن الكيفية التي تأتي بها الثمار. فكما ان الارض الخصبة التي يعني يزرعها تغل بعد البذار سنبلاً مرتفعاً مليئاً هكذا الروح التي ترعاها القيادة الحسنة والمتدربة على الايمان حسب الارثدوكسية. ثم يحث القديس المؤمنين قائلاً إن ثقتي الكبيرة فيَّ ان تحضروا بنفس الحماس بعد ان فتحتم لي قلوبكم وتقبلتم هذه الافكار تقبلاً حسناً. وتتدفق المعاني البينات (لا اخشى بعد) إن ارادة الله تقودني الى الاحتفال بالعيد الحالي للمرة الثالثة لو كان الحديث معاداً تزدرون بهذه الوجبة مثلكم مثل الذين يتناولون اصنافاً من الطعام معدة من اليوم السابق، ولو انتهجت نهجاً جديداً فإني اخشى عندما اغوص الى عمق النظريات ألا اجد نهاية. ومع ذلك فلأن الذي نتطلع اليه في الاحتفال الحاضر هو الغني القدير فلا يجب ان تتواني بل تطلب منه نحن الضعفاء فهماً حياً وكلمة حيّة فهو يعطي الكلمة للذين يبشرّون بسر الديانة الكبير بقوة عظيمة( الرب يعطي كلمة لمبشرات بها جند كثير) (مز68: 11) وبما ان الكلمة لي فسوف أعالج الموضوع الحاضر على نحو ما تضرب الارض الذهبية بالمعول. وبعد ان استخلص اليسير اتناوله بالبحث وافصله تفصيلاً ليكون منه موضوعاً ذهبياً خطيراً هلا تتداولها الالسنة تلك الاحداث التي وقعت عند ميلاد المسيح؟ من الذي يحول دون فيض ينابيع الكلام الغزيرة؟ ان الحديث عنه اجل من كل قول. ولو تركت للساني العنان يسمو نحو ما يتعلق بجوهر الله الكلمة او كنت اطير واحلّق دفعة واحدة بقدرة معبرّاً بالألفاظ عما في خاطري، فأحسبني قد ارتفعت عن الارض بقدر ما يرتفع العصفور الصغير الذي يبدأ في الطيران من عشه منذ اللحظة الاولى. فهو يستطيع ان يطير في استطاعته ان يطير في الاجواء العليا. وهكذا الحال بالنسبة لنا فعلى قدر اقترابنا من العلو نعرف الى أي حد نحن بعيدون عنه. واني إذا جعلت عيني على عمق تنازله وتجسده المملوء محبة للبشر الموقن اني لو جاهدت لأهبط دفعة واحدة بروحي الى عمق ليس له حدود يعتريني الوهن والكلل. كالسابح في بحر او الناظر من اعلى قسم الصخور. ان قسوة البصائر لتقصر عن إدراك العمق المنيع، نعم انها تقصر عن الخوض في مناقشته هذه المسائل. وحينما نذهب الى التأمل في تنازل الله الكلمة فبعد موجات هائلة من الالفاظ والافكار تصل الى ما قاله سليمان الحكيم: ( كل هذا امتحنته بالحكمة قلت اكون حكيماً. اما هي فبعيدة عنّي. بعيد ما كان بعيداً والعميق العميق من يجده) (جامعة7: 23- 24) اجل من ذا الذي يستطيع بذهنه ان يجمع بين وجهتي النظر القائمتين دفعة واحدة فيجمع بين الارتفاع والعمق؟ ان الكتاب الالهي يقول عنه انه ( فوق كل رئاسة وسلطان وقوة وسيادة وكل اسم يسمى ليس في هذا الدهر فقط بل في المستقبل ايضاً) (1اف1: 21)هو الكائن قبل كل الاشياء الذي به يوجد الكل، وهو الذي نزل الى العالم.
ظهور الله الابدي:-
نزل الى اماكن الدنيا، في الارض باتحاد إقنومه بجسدنا ونفسنا العاقلة من لا ينبض قلبه او لا يأخذه العجب، في رجفة متعجباً وفي صمت يعطي مجداً وهو غير محتاج، انه غني وكامل، تنازل من اجل خلاصنا فتجسد واحتمل في جسده الالام التي قبلها لأجلنا حتى الصليب يا للعجب! إن من يملك وحده الابدية. النور المشّع، شمس البر، بيننا نحن الذين بخطيئتنا جلبنا العار على جبلتنا الاولى الالهية، فسقطنا من مسكننا الاول، اعني الفردوس المفروش في الشرق، ونُفينا الى الغرب فأصبحنا بعيدين تماماً عن النور الالهي، بسببنا ظهر في المشرق بعد ان اشترك بطريقة عجيبة في كياننا- اشترك في بذار ابراهيم، ونما حسب الجسد من اصل يسّى وداود وهكذا ظهر للذين كانوا جالسين في ظلمات الجهل وظل الموت.
النبوات عن الظهور:-
بشّر ارميا النبي قبل الوقت بهذا الظهور العجيب الذي يليق جداً بالله قائلاً: (ها ايام تاتي يقول الرب واقيم لداود غصن بر فيملك ملك وينجح ويجري حقا وعدلا في الارض. في ايامه يخلص يهوذا ويسكن اسرائيل امنا وهذا هو اسمه الذي يدعونه به الرب برنا) (ار23: 5-6) ان هذه النبوّة تختص بلا نزاع بالمسيح، هذا ما يقوله كل المشتغلين بالكتاب المقدس، حتى ولو جزئياً. لانه بعد داود لم يملك اي ملك صديق، نظراً لان كل الذين خلفوا داود كانوا مذنبين، باستثناء حزقيا ويوشيا، وهما اللذان تنبّأ بعدهما ارميا بهذه النبوة. فقبل الكلمات التي ذكرناها، كان يقول عن يكنيا (كيناهو) الذي ملكاً بعد وفاة يوشيا ومن جهة اخرى فإنه من المؤكد تماماً ان كلمات النبوة تنحدر الى الزمن التالي والزمن المستقبل. ومع ذلك فإن الاسم ( غصن بر) لن يُعطى بجدارة لأي احد آخر من الذين تملكوا سوى المسيح، فهو شمس البر الذي جعل اشعة معرفة الله تضيئ لنا، كما مارس ايضاً العدل والحق على الارض حينما بسط على كل الارض نواميسه ذات العدالة العليا المطلقة، وفي ايامه ايضاً خلص يهوذا وسكن يعقوب في امان في الواقع ان فترة انقسام الشعب الى قسمين اسرائيل ويهوذا منذ زمن الملك سليمان ما تزال حتى النهاية، فهناك مملكتان منفصلتان. لكن بصفة عامة كل الذين كانوا منفصلين قد خضعوا واطاعوا على حد سواء بشارة المسيح وملكوته واخذوا نيراً واحداً وعلى اي حال فإنه بسبب يهوذا ترجمته ( المعترف) وبسبب اسرائيل الذي ترجمته ( العقل الذي رأى الله) يطلق يهوذا الذي خلص على اولئك الذين في الوقت الحالي قد اقتربوا من الانجيل وهم في منزلة المعترفين، وندعو اسرائيل الساكن في امان على اولئك الذين آمنوا وجاوزوا مرحلة التأمل، فهم بذلك يعرفون الله او يرونه. وعم ثابتون بالمعرفة آمنين وكأنهم يسكنون ويستريحون فيما عرفوه وهذان الفريقان يؤلفان جسد الكنيسة الوحيد، وهما موضوعان تحت سلطان المسيح وحده الذي يعلن عنه ارميا النبي ايضاً بجدارة انه يدعى يهو صادق وهو ما معناه في الترجمة اليونانية ( بر الله) والمسيح هو بر الله الآب وهو ايضاً الحكمة والقدرة. إسمع بولس الرسول الذي يكتب لأهل كورنثوس: ( ومنه انتم بالمسيح يسوع الذي صار لنا حكمة من الله وبرّاً وقداسة وفداء) (1كو1: 30) حينما تنبّأ ارميا بهذه النبوة عن يسوع قائلاً: ( سوف يدعى يهو صادق) ( بر الله) عُرف بدقة تامة وبوضوح تام من هو الذي يتنبأ عنه من بين كلماته وكأنه يرى بعينيه ذاتهما ايضاً، فاستنار بظهور ذاك الذي كان حينئذ آنياً وهو الذي نراه الان وهكذا في فرحة صرخ قائلا: ( انه في الانبياء) وهو يشير اليه كما بالاصبع قائلا: ( انه هو الذي كان في الانبياء والذي اوحى اليهم والذي جعلهم بطرق مختلفة يعلنون هذه النبوات المتعلقة بشخصه ذاته بخصوص ذلك الظهور، ظهور الله الكلمة الذي تأنس لأجلنا، يقول زكريا النبي ايضاً بطريقة إلهية تماماً: (وكلمه قائلا هكذا قال رب الجنود قائلا هوذا الرجل الغصن اسمه ومن مكانه ينبت ويبني هيكل الرب) (زك6: 12) يا لعظمة دقة النبوة من الذي لا يسبّح ذلك الذي نطق بوضوح بهذه الكلمات قبل سنتين عديدة بواسطة خدامه ذاته الذي في آخر الايام حقق الكلمات التي قيلت قبل الوقت؟ ( اسمه شرق) يقول النبي فعلاً انه نور الارب. (وكان النور الحقيقي الذي ينير كل انسان اتيا الى العالم) (يو1: 9). لذلك دُعي باسم لائق. فإن من خواص النور والشمس ان ينيرا من الأعالي ويسلّطا اشعتهما على الكون لإضاءته واشراكه في الضوء الذي ينبعث منهما. وان شمس البر، النور الذي لا يدني منه، ( الذي وحده له عدم الموت ساكناً في نور لا يدنى منه) (1تي6: 16). اخذ على عاتقه ان يتجسد ويتأنس لأجلنا، اشرق لنا حينما اخذ شكل العبد وتنازل هو نفسه بإرادته قد اشرق لنا. وقد تنازل هكذا متواضعاً جداً واظهر ذاته قليلاً قليلاً وانارنا بكل لاهوته لذلك حينما بشّر زكريا مقدماً بهذا العجب قال (قائلا هوذا الرجل الغصن اسمه ومن مكانه ينبت ويبني هيكل الرب) (زك6: 12) وقد شرح داود هذه الفكرة بطريقة اخرى حينما تكلم عن هذا الاشراق الذي يحدث في الدنيا فقال اشرق من المغرب. (في الظلمة). ويصبح هو ايضاً مع يوحنا المعمدان الذين كان يتعيّن عليهم ان يصيروا شهوداً لاشراقه: ( اعدوا طريق الرب اصنعوا سبله مستقيمة) (مت3: 3)، (مر1: 3)، (لو3: 4)، فيقول داود: (اعدوا طريقاً للراكب في الغفار باسمه واهتفوا امامه) (مز68: 4) في الواقع ولو انه حجب مجده الخاص حسب التدبير الالهي إذ اشرق في الظلمة، إلا انه مع ذلك الرب. لانه حتى حينما صار انسانا لم يتخل عن كونه رب و الاله. وفعلا لو ان المرنم اعلن ان الشمس تشرق في الظلمة، فإنها لن تصير نفسها مظلمة، بل العكس يبين ذلك ان في الغرب ( او في الظلام) كان الضوء المشرق. وبنفس الطريقة إذ كانت حالتنا غاربة وكانت سوداء من جراء الخطية محرومة من العمل الالهي، فقد جعلها كلمة الله مشرقة حينما بارك عبورنا الى هذه الحالة الجديدة حيث صرنا نفيض عدلاً وطهارة ونتزين بالفضائل الاخرى، بتجسده الذي صنعت اعمال النور وكل ما هو خير بين البشر اذا اراد ملك ان يذهب الى مدينة صغيرة غير معروفة وعاجزة تماماً عن احتمال مجيئه، فإنه في الغالب يجعل نفسه صغيراً ويزيل عظمة كبرياء المظاهر والمجد الذي يحيط به لكي يصير محتملاً من هذه المدينة. ولكنه رغم ذلك لا يستطيع إلا ان يدخل كملك متنازلاً بصفة عامة عن مظاهر رتبته. هكذا ايضاً ابن الله، كلمة الاب الغير مدرك، الابدي اراد ان يأتي في صورة بشرية في هذا العالم وهو عنده على حد تعبير احد انبيائه كنقطة يملأه بطريقة إلهية (هوذا الامم كنقطة دلو وكغبار الميزان تحسب هوذا الجزائر يرفعها كدفة) ( اش40: 15). على قدر ما كان ذلك مستطاعاً، فقد تواضع تواضع من مجده الذاتي وجاء الى الاهانة ففي ذلك فعلا اخلى ذاته واصبح هكذا ممكناً الوصول اليه- وبأسلوب لا مثيل له، وبطريقة فائقة خاصة تسمو على كل الطرق الاخرى، دخل الى عالمنا من باب إلهي ملكي، يعني من البتولية، بميلاده في الجسد من الروح القدس ومن العذراء مريم والدة الاله.
الخلاص والتجديد:-
هذا الميلاد الفائق بدون بذار، الذي به اتى المسيح من سبط يهوذا الذي كانت مريم تنحدر منه بعائلتها، تنبأ عنه يعقوب اول الاباء في بضع كلمات تحوي كل غنى هذا السر قائلاً: (يهوذا شبل، انه من جنسي، يا ابتي، قد صعدت، انه يدعو المسيح شبلاً لانه يملك الرتبة الملكية ويملك المناعة وفي الجسد يأخذ الجنس من سبط يهوذا. وقد اعترف لأجلنا (نحن الذين ليست لنا اية حرية لدى الله) قائلاً: (في ذلك الوقت اجاب يسوع وقال احمدك ايها الاب رب السماء والارض لانك اخفيت هذه عن الحكماء والفهماء واعلنتها للاطفال. نعم ايها الاب لان هكذا صارت المسرة امامك) (11: 25-26) ان كلمة ( يهوذا)، كما قلنا، معناها ( المعترف). فكان يقول، وهو يتأمل في ذاك الذي اعترف لأجلنا بعينه اللتين تريان المستقبل قبل الوقت بالرغم من بعد المسافة: (انه من جنسي يا ابني قد صعدت)، مطلقاً جنسه ذاته على القديسة العذراء التي منها اتى المسيح ونما بدون بذار اين هم إذاً، عند سماع هذه الكلمات انصار حماقة افتيخوس؟ افلا ينضمّون حتى الى اول البطاركة الذي يقول: انه من جنسي يا ابني قد صعدت؟ لتستهزئ بحمقاتهم وتعترف بأن جسد المسيح المقدس هو من جوهرنا ان مريم فعلاً هي من جنسنا وكذلك يعقوب ابوها الاول، لأننا مكونون من طينة واحدة كما يقول سفر ايوب: (هانذا حسب قولك عوضاً عن الله انا ايضاً من الطين تقرضت) (اي33: 6)الذي خلق وكوّن جاء ليصلح ويخلق من جديد، ليست خليقة اخرى، لكن تلك الخليقة التي كانت قد سقطت وخضعت لفساد الخطية، وذلك بواسطة التجسد الالهي، حينما القى بنفسه مثل خميرة في كل مجموع الجنس البشري، وصار آدم الثاني وخلصنا بقيامته وجعلنا نعبر من الحالة الارضية الزائلة الى الحياة السمائية الغير فاسدة. أفلا تشعرون انكم تحرمون البشر من الخيرات التي من هذا النوع وتجعلونهم غرباء عم هذا التجسد الذي يعين به من سقطوا؟ أتظنون لنه يمكن ان يصيب جسدنا دنس وهو متحد بالله الكلمة؟ إنه لا يوجد سوى شيء واحد يمكن ان يدنس، انه فساد الخطية.
الخليقة طاهرة:-
واين يكون اثر للخطية، حيث تجسد الله الكلمة بدون استحالة بحيث الام عذراء حتى بعد الولادة، وحيث ينزل الروح القدس، لا تعرف رجلاً والميل الجسدي مرفوض تماماً وغير موجود لماذا تتغاضون عن كل هذه النفخات الطاهرة ذات الرائحة الالهية الزكية وتتصرفون عما هو ذكي يسر شذاء الانفس، فتنحدرون في وحل افكاركم الغير نقية، ولا اقول وحل طبيعتنا، لانه لو كان لحمنا غير طاهر، لما كان يجب ان يكونه منذ البدء ايضاً ذاك الذي صنع كل الاشياء جميلة وجيدة وحسنة جداً. لكن ان كانت هذه الخليقة طاهرة ولم تسبّب لجابلها ضرراً او دنساً، فكيف لا يكون التشكيل الثاني اطهر؟ وكيف لا يكون، مع عظم الفارق، هذا التشكيل الذي به اراد الخالق تعالى ان يظهر نفسه في الجسد لائقاً بالله اكثر؟ لكن احذروا من ان تلقوا بنا بهذا الاسلوب في روايات المنيكيين الخرافية، فإن من حسب الجسد خارج السر غير طاهر، فقد تصور ان له ايضاً خالقاً آخر، كما كانوا يفعلون. انهم في الواقع يستحقون الرثاء لسبب مزدوج فهم يسرقون ويسرقون. اما نحن فإننا نؤمن بأن الذي قال بخصوص خرافه: (السارق لا يأتي إلا ليسرق ويذبح ويهلك. واما انا فقد اتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم افضل) (يو10: 10). يستطيع كذلك ان يجعلكم تستردون خيراتكم، لأنكم سرقتم وخسرتم، ويجعلكم تحييون، لانكم كنتم فعلاً ضحايا عدم الايمان وقول بولس الرسول من ناحيته يتفق مع كلمة يعقوب: (انه من جنسي يا ابني قد صعدت). فهو يكتب الى اهل غلاطية بهذه العبارات: (ولكن لما جاء ملء الزمان ارسل الله ابنه مولودا من امراة مولودا تحت الناموس. ليفتدي الذين تحت الناموس لننال التبني) (غل4: 4-5).
القديس ساويرس بطريرك أنطاكية
وللحديث بقية