من أجلك نُمات كل النهار

14 فبراير 2020
Large image

باسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. تحل علينا نعمته وبركته من الآن وإلى الأبد” نحتفل بهذا الصباح المبارك بعيد دخول السيد المسيح الى الهيكل
وهو في تمام الاربعون يوماً أي اننا في هذا اليوم بعد 40 يوما من عيد الميلاد المجيد وحسب الطقس اليهودي الذي كان معمولا به حيث ذهبت امنا العذراء والقديس يوسف النجار لكي ما يقدموا قربان شكر على هذا الابن الوليد،
ونحتفل أيضا في هذا الصباح المبارك بتذكار الشهداء الجدد في السنوات الأخيرة والمجمع المقدس لكنيستنا الارثوذكسية القبطية في جلسته الأخيرة في شهر يونيه قرر ان يكون هناك احتفال لهؤلاء الشهداء كما اننا نحتفل بدخول السيد المسيح للهيكل نحتفل بدخول شهدائنا الى السماء وهو تذكار لكل الشهداء في السنوات الأخيرة وسنحتفل به سنويا الى جوار عيد الشهداء المعروف في كنيستنا بعيد النيروز اللي نحتفل به في اول السنه القبطية في شهر توت من كل عام ونحتفل أيضا في هذا اليوم 18 فبراير 8 أمشير بإقامة 15 شماسا من ابنائكم لكى ما يصيروا كهنة للخدمة في مدينة الإسكندرية وكنائسها وعندما تجتمع كل هذه المناسبات مع بعضها نتذكر عبارة قالها القديس يوحنا ذهبي الفم ” الشهيد يموت مرة واحدة من اجل سيدة فأما الراعي يموت كل يوم من أجل قطيع سيده “
وهذه الكلمات التي قالها القديس يوحنا ذهبي الفم في القرن الرابع الميلادي هي صدى لكلمات بولس الرسول “من أجلك نُمات كل النهار” إذا عمل الراعي هو عمل اماته ونجاح الراعي ان انه نجح في هذه الإماتة من اجلك نموت كل نهار.
والمقصود بهذه الكلمة أيها الأحباء كلمة “البذل والتعب والتضحية “التي يقدمها الراعي في خدمته فالراعي الذي لا يبذل ولا يتعب ولا يضحى لا يستحق ان يكون راعيا للقطيع، وحسب هذه الكلمات التي نتعلمها من الاباء ولكن كيف يكون الراعي في عمل الاماته أزاي كيف تكون حياته؟؟
وهذا الكلام الموجه للأخوة الشمامسة المتقدمين للكهنوت ولكل الإباء الحضور معنا ولكل الشعب فتوجد خمسة مجالات يستطيع الراعي ان يمارس فيها عمل الاماته والتعب
+ المجال الأول :مجال الصلاة
+المجال الثاني :مجال الدراسة والقراءة والتعليم
+المجال الثالث: مجال الافتقاد افتقاد كل أنسان
+المجال الرابع : مجال المصالحة وصنع السلام
+ المجال الخامس : مجال الوقت
المجال الأول مجال الصلاة
فالكاهن يقام مصليا ومعروف عن كنيستنا انها كنيسة مصلية والصلوات فيها كثيرة وطويلة وعميقة وتمتلئ بالروحانيات سواء كانت كلمات او الحان او ممارسات نقدمها لله بحيث يصير كيان الانسان كيان صلاة
والكاهن يقام كي ما يتحفظ بالصلاة، ليست الصلاة التي يؤديها من شفتيه ولكن الصلاة التي يرفعها من قلبه يقدم هذه الصلاة سواء في القداسات او العشيات او الصلاة بصفة عامة وهذه الصلوات التي يقدمها هي تعبير حب وده اللي خلى الإباء يقولوا ان “عرق تعب الصلاة اذكى من كل البخور ” الوقوف امام المذبح والوقوف امام الله والصلوات العامة وصلوات المناسبات يجب ان تؤدى من القلب ومن الروح ولا تكون بالشفاه فقط بل يجب ان تكون نابعه من القلب كقول معلمنا داود النبي من الأعماق صرخت اليك يارب …تعب في ان يصحى بدرى و يلتزم بالمواعيد ويلتزم بوقت ممارسة الاسرار بلا شك هو مجال تعب ولكن في تعزية وهذا هو المجال الاول من اجلك نمات كل النهار فلا يترك نفسه للكسل او الراحة بل صار مثل ذبيحه من اجلك نمات كل نهار.
والمجال الثاني : “مجال الدراسة والقراءة والتعليم”
وهو مجال مهم لكل كاهن يجب ان يقرأ ويدرس ويعيش ما يقرأه ولكن اذا توقف عن القراءة والدراسة والمعرفة وتأمل يجمد وكأنه لا يقدم طعام وقد تجد اطعمة بائته
ونتذكر كلمة الله الحي الفعالة شيء مهم ان كانت توجد دراسات تقدم سواء من الأماكن المسيحية مثل معهد الرعاية ودراسته في الإكليريكية وشيء مهم انه يدرس ويتقدم دائما من كلمة الله، ومع الدراسة والخدمة يحتاج الى الفكر الكنسي والأرثوذكسي ليعيش داخله ويفهم تماما عقيدته وتراث كنيسته وهذا التقليد الذى يحياه وليس بصورة التزمت وبما يتناسب مع الزمن الذى نحن نعيش فيه لابد يقرأ ويعرف ويذاكر ويحضر لذلك، ولا يصح ان تقف وتتكلم دون ان تكون محضراً ودارساً لا تقول أي كلام هذا إلتزام داخلي لا يأتي إلا من خلال الدراسة ولقراءة ولذلك نقول من أجلك نموت كل النهار .
+المجال الثالث : مجال الافتقاد افتقاد كل أنسان
وهو من اهم المجالات فالكاهن يقوم لكى ما يذهب الى الناس، عمل الافتقاد له بركة كبيرة وكل الإخوة المتقدمين للكهنوت شباب ربنا يديم عليهم الصحة وعمل الافتقاد عمل أساسي في حياة الخادم فما احلى دخول الكاهن الى البيت وسؤاله عن الاسرة وكل أفراد البيت واحساسه بهم وأيضا احساهم به.
وعمل الافتقاد عمل أساسي وهو الذى يحفظ الرعية وتمارس فيه الابوة انت لما بتصلى في القداس ابونا بيصلى وعندما تقف تتعلم من أبونا الوعظ لكن في الافتقاد نشعر بك كأب والابوة هى الصورة الجميلة التي يريدها كل المؤمنين. شعب الكنيسة لا يريد من الكاهن الا صورة واحدة ممكن يكون شاطر في شيء لكن الشعب يريدوا ان يروه اباً والابوة الحقيقة والأبوة هي التي تستر وتحب وتستر وهى التي تعلم وتربى وهكذا فعمل الافتقاد بلا شك فيه تعب واسال على الجميع واساعدهم ولكن التعزية في هذا التعب ان يراك كل احد كأب له ولكن اذا قرأنا في تاريخ كنيستنا كل القديسين حتى المعاصرين كما في مدينة الإسكندرية القمص بيشوى كامل واباء مباركين أخريين كانت الصورة المحفورة في ذاكرتهم هي الابوة لكن عمل الافتقاد عمل أساسي وضروري وعمل معزى لانك تطمئن بنفسك على أحوال الرعية “من اجلك يارب نموت كل النهار “
+المجال الرابع هو مجال المصالحة وصنع السلام
الكاهن هو مسؤول عن سلام المجتمع والرعية لكن عدو الخير لا يتركنا دائما يقسم الاسرة الاخوات يختلفوا والأزواج تكون بينهم عكارة ونحتاج ابونا يدخل بحكمه وصلواته ومحبته وصنع السلام ويعقد جلسات طويلة ربما بالساعات علشان يصالح اثنين ويقربهم لبعض او يساعدهم يفهموا بعض ولكن مجهود طيب لانه يصنع سلام “وطوبى لصانعي السلام لانهم أبناء الله يدعون” هو الكاهن الوحيد الذي ممكن يساعدني ويقف معي ويبقى دائما، ولدينا امل ان يد الله تتدخل وتقرب النفوس الغضبانة من بعضها والزعلانة ويكون الكاهن ناشراً للسلام وموجداً للسلام وقبل ان يصنع سلام بافراد الرعية يصنع سلام بين الخدام والشمامسة ومابين الإباء الكهنة لو الكنيسة فيها عدد من الإباء
كيف يكون حمامة سلام؟
الحمامة دائماً رمز للسلام والسمو ويكون الكاهن بهذه الصورة ولا يميل لطرف ضد طرف لأن الاثنين أبناءه. عمل السلام عمل المحبة عمل المصالحة كل هذه تكون تحت من مِنْ أَجْلِكَ نُمَاتُ كُلَّ النَّهَار،انا يارب بقدملك كل الساعات بتاعتى والنهار علشان بحبك
وبقدمها لك يارب من أجل كل ابنائك يكونوا عايشين بسلام وممكن كلمة من الكاهن تطمئن انسان ده ممكن كلمة حكمة من كاهن تريح انسان ويتصالح مع الاخر ولذلك عمل المصالحة وصنع السلام احد الاعمال الرئيسية اللي بيقوم بها الكاهن فى خدمة الرعية ورعاية كل اسرة هذه الخدمة كلها تحتاج وقت تحت جهد وتحتاج زمن وكل هذا يندرج تحت ومن اجلك نمات كل النهار
قلت المجال الأول مجال الصلاة
والمجال الثاني مجال الدراسة والقراءة والتعليم
والمجال الثالث مجال الافتقاد افتقاد كل أنسان
والمجال الرابع هو مجال المصالحة وصنع السلام
+اما المجال الخامس والأخير فهو مجال الوقت
الكاهن انسان مثل كل البشر لديه كل يوم 24 ساعه لكن مسؤولياته ليست مثل كل الناس ويحتاج لعمل التوازن في الوقت الخاص له خاصة التوازن بين الخدمة وبين الأسرة الخطأ ان ينسى اسرته “زوجة واولاد وبنات “ومن الخطأ ان يهمل ان لا يعطى الوقت الكافي لهذه الأسرة خاصة لو أبناءه كانوا صغيرين ومحتاجين يشوفوا بابهم ومامتهم ويشعروا بمجال الاسرة لذلك المجال الخامس هو نوع من التوازن انت أيها الاب الكاهن انت مدير وقتك ولأنك مدبر حسناً في اسرتك لذلك اختاروكم وزكوك علشان تصير كاهناً وتخدم مذبح الرب وعلشان كده يجب ان يراعى الكاهن تماماً احتياجات اسرته وعندما تكون أسرته ناجحة يكون هو أيضا انساناً ناجحاً وخادماً ناجحاً فالتوازن بين الخدمة لا يصح ان تأخذ الخدمة كل وقته ولا يتبقى شيء للبيت لا يصح لان ده معناه ان البيت ينشف ويجف لأنه دخل في دائرة الإهمال لذلك يجب ان تكون متوازناً في الوقت بين خدمتك ومسؤولياتك في الخدمة واحتياجات الخدمة التي لا تنتهى وفى نفس الوقت بين مسليات اسرتك واحتياجاتها واهتمامك بزوجتك وبأولادك هذه المجالات الخمسة يمكن ان نراها في كلمات القديس بولس الرسول ” من أجلك نُمات كل النهار” وهذا المقياس اقدمه للإباء والأخوة الجدد وهذا مقياس يقيس خدمتك ويرى كيفيتها في مراعاة خدمتك كل يوم، يمكن الواحد في البداية نشيط ويعمل ويجتهد وكل شيئ جميل ودائماً يقولوا في الامثال المصرية الغربال الجديد له شده ” الكاهن يجب ان يكون جديداً كل يوم لذلك نصلي فى مزمور التوبة روحا مستقيما جدده في أحشائي بمعنى أن الكاهن يكون له سنه او اثنين او عشره يجب ان يكون جديداً كل يوم، وهذه الحكاية حتى لا يشعر في داخله ان صلاحيته ككاهن انتهت له اب اعتراف له قانون روحي وله خلواته وممارساته الروحية كل هذه يااخواتى تجعل من الكاهن انسانا ناجحا وخدمته مشهود له ليست على الأرض فقط بل في السماء أيضا لذلك الأسبوع الماضي رسمنا مجموعه كهنة وبعض البلاد اليوم في اسكندرية نأخذ 3 أيام من الأربعين يوم اللى هيقضوها في الدير يوم 8والحق(8،9،10) مارس ونكون منهم حلقة دراسية خاصة عن التدبير الكنسي والتنمية ودى للجداد فقط في المقر البابوى الملحق بدير الانبا بيشوى هنا إقامة كاملة في الدير ولن يخرجوا خلال ال3 أيام الاولى ستكون خاصة بالدراسة لانها دراسة مكثفة ليكونوا متخصصين سيحضروا معاهم من يوم ال8 مارس حتى 10 مارس وممنوع الزيارات تماما 3 أيام لانه سيكوت هناك حلقة دراسية عن التدبير الكنسة والتنمية وهذه اول مرة يتم تنفيذها ليكون الكاهن ناجح خلال خدمته خاصة فنره الأربعين يوم التي يقضيها وهى فتره مقدسة يعطينا المسيح أيها الأحباء ان يفرح هؤلاء اللى رشحتهم وزكتهم بعد اختبارات طويلة وفى الاخر انا قعدت مع كل واحد فيهم ومع زوجاتهم واولادهم وتطمئنا لهذا الامرلذلك بعد كل هذا المشوار الكهنوت يعتبر بداية لذلك ابوه صحيحه لكى يكون كهنوتك صحيحا ايضاً ومبارك باسم كل الأباء الأحباء الإباء الأساقفة الحضور معنا وكل الكهنة نشكر نيافه الأنبا صرابامون مطران ورئيس دير الأنبا بيشوي، وادي النطرون، البحيرة،وكل الاباء الرهبان في هذا الدير العامر الذين استضيفونا نقيم فيها هذه السيامات المفرحة ونصلى ان يعطى الله نعمه خاصة لهؤلاء الجدد ربنا يبارك في حياتهم وفى خدمتك وخدمة كل الاباء الكهنة ودائما نقول مع المسيح «إِنَّ الْحَصَادَ كَثِيرٌ، وَلكِنَّ الْفَعَلَةَ قَلِيلُونَ. فَاطْلُبُوا مِنْ رَبِّ الْحَصَادِ أَنْ يُرْسِلَ فَعَلَةً إِلَى حَصَادِهِ. “لإلهنا كل المجد والكرامة من الأن والى الابد امين.
قداسة البابا تواضروس الثانى

عدد الزيارات 1394

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل