لِماذا نلبِس0وَماذا نلبِس ؟

02 فبراير 2020
Large image

لماذا نلبس؟
فِى مرحلة ما قبل السُقُوط عَاشَ الإِنسان فِى وِحده مَعْ الله فِى كيان مُتكامِل غير مُنقَسِم يحيا فِى إِنسِجام تام بينَ النَّفْس وَالجسد وَالرُّوح فِى تمتُّع بِكُلَّ عطايا الله الفائِقة مُستخدِماً كُلَّ ما لديهِ مِنْ قوى نفسِيَّة وَجَسَدِيَّة وَرُوحِيَّة كى يُحَقِّق هدف وجود أى التمتُّع بِالشَرِكة وَالحُب مَعْ الله وَلاَ يفوتنا أنْ نذكُر أنَّ الله خلقَ الإِنسان عارِياً وَمَعْ ذلِك لَمْ يخجل مِنْ عُريه وَلاَ شَعَرَ بِهِ بَلْ كَانَ ينظُر إِلَى جَسَدهُ نظرة برِيئة مُقدَّسة أمَّا بعد السُقُوط إِكتشف الإِنسان حالة عُريه الَّتِى كَانَ يحيا بِها دونَ أى خجل إِنَّها الخطِيَّة الَّتِى أحدثت فجوة ضخمة بينَ الله وَالإِنسان وَنَجِد أنَّ تيار الحياة الَّذِى كَانَ يتدفق مِنْ الله فِى الإِنسان يتوقف فَصَارَ الإِنسان يتحرَّك وَيتصرَّف وَكأنَّ الله غائِب عنهُ وَحدثَ شرخاً عظِيماً فِى كيان الفرد أدَّى إِلَى التمزُق الدَّاخِلِى فَصَارت النَّفْس قَلِقة غير مُستقِرة وَالجسد يُعَبِّر عَنْ كُلَّ ما فِى النَّفْس مِنْ قلق وَتمزُّق فَنَجِد أنَّ إِكتشاف العُرى كَانَ بِسبب الخطِيَّة فَيقُول الكِتاب المُقدَّس [ فَانفتحت أعيُنُهُمَا وَعَلِمَا أنَّهُمَا عُرْيَانَانِ0فَخَاطَا أوراق تِينٍ وَصَنَعَا لأِنْفُسِهِمَا مَآزِر فَنَادَى الرَّبُّ الإِلهُ آدم وَقَالَ لَهُ أينَ أنتَ0فَقَالَ سَمِعْتُ صوتَكَ فِي الجنَّةِ فَخَشِيتُ لأِنِّي عُريان فَاختبأتُ ] ( تك 3 : 7 – 10 ) أُنظُر عزِيزِى القارِئ مَا الَّذِى جعلَ آدم يقُول " لأِنِّى عُريان فَاختبأت "كيفَ شَعَرَ بِالعُرى وَهُوَ ليسَ جدِيد عليه ؟ إِنَّهُ مِنْ نتائِج الخطِيئة عَلَى الجسد إِنَّ الخطِيئة أشعلت الغرائِز وَأعطتها الحِدَّة وَالجموح كما أثَّرت فِى القلب وَالفِكر فحرقتهُما نقاوتهُما الأولى00كما سلبت مِنْ العينين طهارتهُما وَبساطتهُما00فَسُرعان ما لجأَ الإِنسان إِلَى تغطِية جَسَده بِأوراق التِين وَكَانَ يظُن أنَّ هذا سوف يستُر عَلَى خطِيئتهُ وَيُغَطِّى عَلَى إِثمه00وَلَمْ يعلم أنَّهُ يحيا فِى حضرِة الَّذِى كُلَّ شىء عُريان وَمكشُوف أمام عينيهِ ( عب 4 : 13 )00وَهذِهِ التغطِية الَّتِى يصنعها الإِنسان لِجَسده دونَ الرُجُوع لله نُسَّمِيها " الحِشمة الكاذِبة " إِذ أنَّ مَا حدث مَعْ آدم وَحواء يتكرر معنا باستمرارعِندما يُغَطِّى إِنسان جَسَدهُ بينما القلب وَالفِكر مُشتعِلان بِالشهوات وَينفضِح هذا الأمر فِى السلُوك الخارِجِى مِثل طرِيقة المشى وَالحدِيث وَالنظرات وَالمُلاَمَسات وَهكذا قَدْ يظُن الإِنسان أنَّهُ وجدَ حلاً لِمُشكِلة عُريه وَكأنَّهُ يُغَطِّى جَسَدَهُ كُلَّه بِأوراق التِين وَلَكِنْ الله لاَ يُسَر بِهذا الغطاء لأِنَّهُ فاحِص القُلُوب وَلاَ ينظُر إِلَى الخارِج فقط وَلَكِنَّهُ يطلُب القلب أوَّلاً [ يَا ابنِي أعْطِنِي قَلْبَكَ ] ( أم 23 : 26 ) وَمِنْ هُنا نجِد أنَّ الله يتدخل بِذاته الإِلَهِيَّة وَألبس آدم وَحواء لُباساً مِنْ الجِلد سترَ بِهِ عورتهُما لِيستُرهُما تماماً وَيحفظ كرامتهُما( تك 3 : 21 )وَلأِنَّ العُرى فضِيحة وَخِزى وَعار لاَ يُحتمل جَعَلَ الله يتدخل لِيستُرهُما فَمِنْ هذا المُنطلق نرى أنَّ العُرى هُوَ رفض لِتَدَّخُل الله وَإِصرار عَلَى إعتبار أنَّ الله غائِب بَلْ أنَّ العُرى هُوَ تحدٍ لِلخالِق الَّذِى سَتَرَ عُرى آدم وَحواء وَألبسهُما وَلعلَّ هُنا نكُون بدأنا نفهم إِجابة السؤال لِماذا نلبِس ؟؟
نلبِس فَنطلُب ستر الجسد بِاللُباس إِعترافاً وَخضوعاً بِما عملتهُ الخطِيئة فِى الإِنسان وَتمجِيداً لِلخالِق الَّذِى ألبسنا لِيستُر عُرينا لِيحفظ لنا كرامة أجسادنا وَيُعطِيها جمالاً وَوَقاراً وَلاَ ننسىَ أنَّ ربِّنا وَمُخَلِّصنا يسُوع المسِيح عُلِّقَ عَلَى الصلِيب عُرياناً لِيُذَكِّرنا أنَّهُ أزالَ عنا عارنا وَفضِيحتنا وَيُعطِينا أنْ نكتسِى بِثوب برِّهِ وَطهارَتِهِ فَنحيا فِى نقاوة وَكرامة0
وما رأى المسيحية فى فرض زى معين:-
أِنَّنا نحيا فِى بركات فِداء الله لِلإِنسان وَقَدْ تصالح الإِنسان مَعْ الله بِالتجسُّد وَالصلِيب وَأصبح الرُّوح القُدس ساكِن فِى الجسد فَصَارَ الجسد فِى كرامة هيكل الرُّوح القُدس( 1كو 6 : 19 ) وَأجسادنا أعضاء المسِيح نَفْسه ( 1كو 6 : 15 ) فَصَارَ يلِيق بِالجسد كُلَّ وقار وَإحترام فَصَارت الحِشمة تُعَبِّر عَنْ معرِفة الله إِذْ تكشِف عَنْ أمور رُوحِيَّة باطِنِيَّة تنبُع مِنْ قلب وَعقل مُتَحِدان بِالله وَيملُك عليها مخافة الله هُنا سَنَجد الشَّابَّة وَالفتاة المسِيحِيَّة فِى ملبس مُحتشِم مُلتزِم بِحسب قول مُعَلِّمنا بُولِس الرَّسُول [ وَكَذلِكَ أنَّ النِّساء يُزَيِّنَّ ذواتِهِنَّ بِلِباسِ الحِشمةِ مَعَ وَرَعٍ وَتَعَقُّلٍ ] ( 1تى 2 : 9 ) مِنْ هُنا يأتِى اللُباس المُحتشِم المُلتزِم فِى حُرِّية كامِلة وَليسَ فرضاً أوْ كبتاً لأِنَّهُ لاَ يُمكِنْ أنْ تكُون الحِشمة بِسبب تقالِيد إِجتماعِيَّة بِفرض زِى مُعَيَّن أوْ أى ضغُوط خارِجِيَّة فَلاَ نستطِيع أنْ نُسَمِّى هذا الزِى حِشمة لأِنَّهُ ليست تعبِيراً عَنْ عِفة داخِلِيَّة حقِيقِيَّة أوْ إِحتراماً وَتوقِيراً لِجَسَدٍ مُنِيرٍ مُبارك موضِع لِسُكنىَ الله وَالحِشمة تعبِيراً عَنْ تناغُمْ الدَّاخِل مَعْ الخارِج النِعمة الدَّاخِلِيَّة وَالعِفة الخارِجِيَّة وَبِهذا تُصبِح الحِشمة ضرورة لذِيذة وَمُفرِحة إِذْ أنَّها نابِعة عَنْ قناعة داخِلِيَّة كامِلة وَنُرِيد أنْ نلفِت الأنظار لِحَقِيقة هامة وَهِىَ إِنْ إِلتزمَ البعض بِزِى مُحتشِم مفرُوض عليهُمْ فِى بعض المُعتقدات أوْ طبائِع الشُّعُوب أوْ مدارِس أوْ جامِعات نَجِد أنَّ الدَّافِع لِهذا الزِى يُظهِر أفكاراً مُختلِفة مِنها المُساواة الإِجتماعِيَّة أوْ الظُهُور بِمظهر موَّحد أوْ السُلُوك بِجِدِيَّة وَقَدْ يعتقِد البعض فِى فرض زِى مُعَيَّن هُوَ تغطِية جسد مُثِير لِلغرائِز وَكُلَّ مَا فِيهِ ردِئ أمَّا فِى حِشمة الشَّابَّة المسِيحِيَّة فَالأمر مُختلِف تماماً فهىَ تُغَطِّى جَسَدَها وَأعضاؤه ليسَ لأِنَّهُ قبِيح أوْ شر وَلاَ لِمُجرَّد إِلتزام بِشكل موَّحد أوْ حَتَّى مُجرَّد حِفظ لها بَلْ لأِنَّ جَسَدها مُبارك وَكرِيم يلِيق بِهِ الغطاء وَالستر لأِنَّهُ بِحسب تعبِير إِشعياء النَّبِى أنَّ لِكُلَّ مجدٍ غطاء ( اش 4 : 5 ) وَمِنْ هُنا نَجِد أنَّ الدَّافِع مُختلِف تماماً فَالجسد يُغَطَّى لأِنَّهُ مسكن لله هيكل لله وَعضو فِى جسد المسِيح المُقدَّس وَليسَ لأِنَّهُ ردِئ أوْ قبِيح وَبعد هذِهِ الجولة حول حقِيقة لِماذا نلبِس نأتِى إِلَى أمر آخر هُوَ ماذا نلبِس وَهل نتبع أى مُوضة.
ماذا نلبس؟
بعد أنْ عرفنا مِقدار كرامة الجسد وَأنَّهُ ليسَ مُجرَّد تِمثال بَلْ مسكن لِلرُّوح وَيخفِى كُلَّ ما هُوَغالٍ وَنَفِيس مِنْ هُنا تبدأ بِستر هذا الجسد لِكى يخفِى ما فِى داخِل هذا الهيكل المُقدَّس مِنْ كنُوزوَلَكِنْ إِنْ تعرَّى هذا الجسد فقد فَقَدَ هذا الهيكل كرامتهُ وَانسكبت قِيَمه الغالِية النَفِيسة عَلَى الأرض وَتَصِير لِلنهب وَالسَرِقة بِكُلَّ مَا فِيهِ مِنْ غالٍ ثمِين وَبِحسب تعبِير آباءنا القِدِيسِين{ هَا نحنُ سائِرُون فِى طرِيق اللُصُوص فلنحذر وَنَتَحَفظ }وَكُلَّما حَرَصت النَّفْس عَلَى زِينة الدَّاخِل بِالفضائِل الرُّوحِيَّة كُلَّما إِمتلأ كنز القلب بِالصَّلاح صَارت الحِشمة مطلب داخِلِى كَسِتار يخفِى مَا فِى الدَّاخِل مِنْ جواهِر ثمِينة لِذلِك عَلَى الشَّابَّة المسِيحِيَّة أنْ تختار ثِيابها بِتدقِيق وَعِناية لِتحفظ لِجَسَدها كرامتهُ وَمعناه الإِلهِى مهما كانت نظرة أهل العالم إِلَى الموضات وَالمباهِج لأِنَّهُ ينبغِى أنْ يُطاع الله أكثر مِنْ النَّاس فَليسَ كُلَّ مَا هُوَ جدِيد أوْ موضة يُناسِب الشَّابَّة المسِيحِيَّة خصوصاً أنَّنا نَجِد أنَّ الموضات الحدِيثة رُبما لاَ تمِيل إِلَى عُرى الجسد بَلْ إِلَى الملابِس الضَّيَّقة جِدّاً الَّتِى تجعل الجسد كَأنَّهُ عارِياً مُظهِرةً جمِيع ملامِحهُ وَتفاصِيله فيظهر بِشكل مُعثِر غير لائِق وَالعجِيب أنْ نرى أنَّ غالِبِيَّة المُرتَدِيات لِهذِهِ الملابِس مَسِيحِيات وَرُبما مُرتديات صُلبان فِى أعناقِهِنَّ وَأصبح المُجتمع ينظُر إِلَى الشَّابَّة المسِيحِيَّة أنَّها غير مُلتزِمة وَرُبما أرجع البعض الَّلذِينَ يفتقِرُونَ إِلَى المعرِفة المسِيحِيَّة أنَّ هذا السلُوك يرجع إِلَى أنَّ المبادِئ المسِيحِيَّة لاَ تُدَقِق فِى هذِهِ الأمور وَهُناكَ مَنْ يفترِى عَلَى المسِيحِيَّة أنَّها تدعو إِلَى هذِهِ الخلاعة0
سؤال هام :-
إِنْ كَانَ هُناك مِنْ الشَّابَّات من تنازلت عَنْ حقَّها فِى إِتباع الموضة الحدِيثة مِنْ أجل إِتباع عادات وَتقالِيد وَأوامِر وَإِستجابت لها وَاستمرت عَلَى ذلِك وَحَصَرت نَفْسها فِى إِطار ضيِّق مِنْ الملابِس وَتنازلت عَنْ أنْ تُظهِر جمال شعرها وَغيره فَلِماذا الفتاة المسِيحِيَّة لاَ ترغب أنْ تلتزِم فِى إِرتداء ثِياب حِشمة هل لاَ يوجد لديها مِنْ أسباب مُقنِعة لِذلَك وَتُفَّضِل إِتباع الموضة عَنْ الحِشمة وَلاَ تُرِيد أنْ تستُر مَا أرادَ الله إِكرامه وَقداسته ؟وَالعجِيب أنَّهُ حِينما نتحدث مَعْ شابَّاتنا المسِيحِيات نجدهُنَّ يأخُذن الأمر فِى سطحِيَّة وَسِهولة وَهُنا نسمع الكثِير مِنْ الإِجابات نَوِد أنْ نُبرِز بعضها :-
إِنِّنِى لاَ أرى أنَّهُ مُلفِت أوْ مُعثِر0
هذا أفضل مَا وجدته بِالمحلات فَإِشتريته0
أنا غير مسئولة عَنْ نظرات الآخرِين0
أتبادل أنا وَأُختِى الملابِس ، أوْ هذِهِ ملابِس قدِيمة عِندِى0
هذِهِ هِىَ الملابِس الَّتِى تلفِت نظر الشَّباب لِلزواج0
أُرِيد أنْ أحيا سِنِّى وأظهر كَشَّابَّة عصرِية لِذلِك وجدنا أنَّهُ يلزم علينا أنْ نتحدث فِى هذا الأمر00لِنَتَعامل معهُ بِأكثر تدقِيقاً وَوَقاراً وَرداً عَلَى أنَّ بعض الملابِس تلفِت نظر الشَّباب لِلزواج نقُول نحنُ نُرِيدك أنْ تظهرِى فِى صورة جمِيلة وَلَكِنْ فِى حِشمة وَبساطة وَلَكِنْ إِعلمِى أنَّكِ إِنْ تكالبتِى عَلَى كُلَّ موضة مُستحدثة غرِيبة ألقيتِ السُخرِية مِنْكِ فِى قُلُوب الشَّباب وَعرفوا أنَّ داخِلِك نزعات ردِيئة وَميول وَأهواء يشوبها الطمع وَرُبما يُحِب الشَّاب مظهر الشَّابَّة المُتَبَرِّجة وَالغِير مُحتشِمة لاَ لِشىء أكثر مِنْ اللهو بِها أمَّا الشَّابَّة المُلتزِمة فَتَكُون موضِع إِحترام الجمِيع أمَّا إِنْ فَكَّر الشَّاب فِى الزواج فَهُوَ لاَ يتزوج إِلاَّ إِذا وثق وَرأى مَا يدفعه أنَّ هذِهِ الشَّابَّة سوف تحمِل إِسمه وَتُرَّبِى أولاده فَلاَ يثِق ولاَ يعتقِد إِلاَّ فِى الحياء وَالعِفة أمَّا إِنْ إِنجذب شاب لِمُجرَّد مظاهِر خارِجِيَّة فَسوف يظهر مِنْهُ بعد الزواج هذا السلُوك مَعْ كُلَّ مَنْ يراها لأِنَّهُ يكُون قَدْ أثبت أنَّهُ لاَ يهتم إِلاَّ بِكُلَّ مَا هُوَ سطحِى وَزائِل وَبِالزواج تتغيَّر ملامِح الجسد وَتنشغِل الزوجة بِالأطفال وَأمور المنزِل فَهل سيبقىَ من إِنجذب لِلمظاهِر الخارِجِيَّة عَلَى حُب وَتقدِير وَإِنْ حافظت الزوجة عَلَى جمالها وَاهتمامها بِنَفْسِها هل سيثِق الزوج فِى سلُوك مِنْ رآها يوماً غير مُتحفِظة وَسُرعان مَا تحيا فِى جو مِنْ الغِيرة وَالتضيِيق وَالرِقابة وَالشك والإِستبداد لأِنَّكِ مهما حاولتِ أنْ تُودِعِى الثِقة فِى نَفْسه وَأنتِ زوجة فَلاَ يُمكِنْ أنْ ينسىَ أنَّكِ كُنتِ رخِيصة وَأنتِ شابَّة لِذلِك ننصح الشَّابَّات بِالإِلتزام وَالحِشمة وَالتدقِيق فِى إِختيار الملابِس المُناسبة بِالنِسبة لَهُمْ لأِنَّها تُعَبِّر عَنْ جوهر شخصِيَّة مُلتزِمة وقوره أتذكر فِى إِجتماع لِقداسة البابا شنوده الثَّالِث سُئِلَ قداسته عَنْ هل إِرتداء البنطلون لِلشَّابَّة خطأ ؟ وَمَا يجِب أنْ ترتديه الشَّابَّة المسِيحِيَّة أجابَ قداسِة البابا إِجابة رائِعة شامِلة وَراقِية فِى معناها وَتعبِيراتها فَقَالَ أنَّ هُناكَ ثلاثة أنواع مِنْ الملابِس لابُد مِنْ الإِبتعاد عنها لِلشَّابَّة المسِيحِيَّة وَيجِب أنْ تختار ثِيابها فِى ضوء هذِهِ الثلاثة معايير:-
1- الملابِس الضاغِطة أى الضَّيَّقة الَّتِى تُبرِز ملامِح الجسد
2- الملابِس المكشوفة أى الغِير مُحتشِمة الَّتِى تكشِف الجسد
3- الملابِس الشَّفافة أى الَّتِى يُرى مِنْ خِلاَلها ملامِح الجسد ليتنا نتبع هذِهِ النصِيحة الغالية أثناء إِختيارنا ماذا نلبِس وَهُنا لابُد أنْ نُبرِز صورة حيَّة يجِب أنْ نضعها أمام شابَّاتنا وَفتياتنا لِكى يعلموا إِلَى أى حد يجِب أنْ يحفظُوا حِشمة وَكرامة أجسادهُمْ0
قديسات حفظن حشمة أجسادهن:-
تعالوا نتذكر بعض القِدِيسات اللواتِى حفظن حِشمة أجسادِهِنَّ فِى أصعب الظرُوف :-
القديسة بوتامينا:-
بعد سلسِلة مِنْ العذابات القاسِية أخِيراً جاءَ حُكم الموت بِوضعِها فِى الزِيت المغلِى وَفِى كُلَّ هذا كَانَ مَا يشغِلها ألاَّ تتعرَّى أمام أحد فطلبت ألاَّ تخلع ثِيابها بَلْ يضعونها فِى برمِيل الزِيت المغلِى رويداً رويداً وَهىَ ماسِكة ثِيابها بِيديها إِلَى أسفل كى لاَ يظهر جُزء مِنْ جَسَدها إِنَّها لاَ تُبالِى بِألم الجسد بَلْ تُفَّضِل حِفظ عِفَتها وَحِشمتها وَغَرَقَ جَسَدها فِى الزِيت المغلِى وَماتت أمَّا روحها فَإِنطلقِت إِلَى السَّماء مُكَلَّلة بِأكالِيل البتولِيَّة وَالعِفة وَالإِستشهاد بِكُلَّ مجد وَكرامة حقاً أنَّها ماتت وَلَكِنْ علَّمت بِسُلُوكها وَموتِها أكثر مِنْ كلامها وَحياتها0
القديسة بربتوا:-
كانت فتاة عفِيفة مُتزوِجة حدِيثاً وَلديها طِفل رضِيع وَكانُوا أثناء تعذِيبها يُسمِعُونها صوت بُكاء طِفلها الرضِيع الجائِع لِلضغط عليها وَلَكِنْ حُبَّها الوفِير لِيَسُوع المسِيح فادِيها وَمُخلِّصها كَانَ أعظم مِنْ أى حُب آخر سواء جَسَدِى أوْ عاطِفِى فَظلَّت صامِدة أمام كُلَّ الضغُوط وَأخِيراً حُكِم عليها بِالموت بِواسِطة الوحوش المُفترِسة أمام حشد كبِير مِنْ أهل المدِينة وَفِى ساحة الإِستشهاد رَكَعت تُصَلِّى فِى منظر مؤثِر وَعِندئِذٍ تقدَّم إِليها ثور هائِج وَضربها بِقرنيهِ فَطرحها عَلَى الأرض وَأصابها إِصابات بالِغة وَكادت تفقِد الوعى وَفِى شِدَّة آلامها وَخطورة هذا الموقِف لَمْ تهتم بِجِراحاتها وَلاَ كيف تنجو مِنْ هياج الوحُوش بَلْ أخذت تُلَملِم أطراف ثوبِها المُمزق لِتستُر جَسَدها حَتَّى هاجمها الثور مرَّة ثانِية وَثالِثة إِنْ إِهتمامها هذا كَانَ مثار حدِيث كُلَّ من شاهد هذِهِ الحادِثة إِنَّها كانت عِظة بالِغة عَنْ العِفة المسِيحِيَّة أمام أهل المدِينة بَلْ وَأمام كُلَّ البشرِيَّة عَلَى مر العصُور فِى ضوء معرِفتنا بِبُوتامِينا وَبربِتوا وَكُلَّ من سَلَكَ فِى حِفظ حِشمة جَسَدِهِ تُرى كيف سيدِين الله أى إِنسانة إِستهانت بِعِفِتها أوْ تعرَّت بِإِرادِتها وَأفسدت صورة مجد الله وَدنَّست هيكلِها0
القس أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا أنطونيوس محرم بك الاسكندرية
عن كتاب ثياب الحشمة

عدد الزيارات 1203

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل