علمنى أن أصنع مشيئتك

22 نوفمبر 2025

فِي رِسَالِة بُولِس الرَّسُول إِلَى أهْل رُوميَة يِقُول ﴿ لِتَخْتَبِرُوا مَا هيَ إِرَادَةُ اللهِ الصَّالِحَةُ الْمَرْضِيَّةُ الْكَامِلَةُ ﴾
( رو 12 : 2 ) إِنَّهُ أمر مُهِمْ فِي حَيَاتْنَا أنْ نَسْلُك حَسَبْ إِرَادِة الله مُعَلِّمْنَا دَاوُد النَّبِي يِقُول لِرَبِّنَا " عَلِّمْنِي أنْ أصْنَعْ مَشِيئَتَك "﴿ عَلِّمْنِي سُبُلَك ﴾ ( مز 25 : 4 ) " إِهْدِينِي إِلَى طُرُقَك "" بِمَشُورَتَك إِهْدِينِي " جَمِيلٌ أنْ يَشْعُر الإِنْسَان أنَّهُ يَسْلُك حَسَبْ إِرَادِة الله فِي حَيَاتُه فِي قَرَارَتُه فِي عَمَلِيَاتُه فِي إِجْتِمَاعِيَاتُه فِي حَيَاتُه الرُّوحِيَّة فِي حَيَاتُه العَمَلِيَّة هُنَاك ثَلاَث أنْوَاع مِنْ الإِرَادَات :-
1- إِرَادِة الإِنْسَان:-
فَالإِنْسَان لَهُ مُيُول رَغَبَات هَوَى مَزَاج أحْيَاناً يَتْرُك الإِنْسَان نَفْسُه لِفِكْرُه وَهَوَاه دُونَ مُرَاعَاة لِشِئ أي يَسْلُك حَسَبْ فِكْرُه إِنَّهُ أمر خَطِير أنْ يُتْرَك الإِنْسَان أنْ يَسْلُك حَسَبْ فِكْرُه وَاحِدٌ إِشْتَرَى فِيلاَّ وَاحِدٌ ضَايِقْنِي أنْتِقِمْ مِنُّه مُنْدَفِعْ فِي كُلَّ شِئ لاَ يَعْرِفْ أنْ يُوقِفْ نَفْسُه فَبَطِيعْ مَشُورِة نَفْسِي مِنْ غِير مَا أعْرَفْ إِذَا كَانِتْ صَحٌ أم خَطَأ فَيَكُون لَيْسَ لَهُ سُلْطَان عَلَى نَفْسُه فَيَسْلُك حَسَبْ شَهَوَاتُه حَسَبْ غَرِيزْتُه حَسَبْ حُبُّه لِلعَالَمْ الكَنِيسَة تُحَذِّرْنَا وَتَطْلُبْ مِنَّا أنْ نَطْلُب المَشُورَة وَتَقُول فِي صَلَوَاتْهَا ﴿ لاَ تَتْرُكَنِي وَمَشُورِة نَفْسِي ﴾ ( جُزْء مِنْ طَلَبْ مَشُورِة الله قَبْل الشُّرُوع فِي عَمَل ) كَانْ فِي تِلْمِيذ لِبُولِس إِسْمُه دِيمَاس يِقُول عَنُّه إِنُّه كَانْ نَافِعْ لِلخِدْمَة لكِنْ تَرَك نَفْسُه لِلعَالَمْ وَلِفِكْرُه فَيِقُول عَنُّه ﴿ دِيمَاسَ قَدْ تَرَكَنِي إِذْ أَحَبَّ الْعَالَمَ الْحَاضِرَ ﴾ ( 2تي 4 : 10) أحَدٌ الأبَاء الأسَاقِفَة سَألَهُ وَلَدٌ فِي ثَانَوِي " تِنْصَحْنِي أدْخُل كُلِيِّة إِيه عَلَشَان أهَاجِر أُسْتُرَالْيَا " ؟ فَقَالَ لَهُ " مَنْ قَالَ لَك أنَّكَ هَتْهَاجِر " ؟!! فَقَالَ لَهُ " لأ لاَزِم أهَاجِر " فَقَالَ لَهُ " قُول يَارَبَّ لِتَكُنْ إِرَادْتَك "هُوَ بِيِرْسِمْ لِنَفْسُه يُدْخُل كُلِيَّة عَلَشَان يِهَاجِر فَهُوَ إِنْسَان يَسْلُك حَسَبْ فِكْرُه دُونَ أنْ يَضَعْ الأمر أمَام الله أوْ يَعْرِضُه عَلَى الله إِنَّهُ أمر خَطِير عَلَى الإِنْسَان مِثْل الشَّاب الغَنِي الَّذِي قَالَ أهْدِم مَخَازِنِي وَأبْنِي أعْظَمْ مِنْهَا وَكُلِي يَا نَفْسِي وَاشْرَبِي لكِنْ رَبِّنَا يِقُول نَفْسَك تُؤخَذ مِنْكَ فَخَزَائِنَك لِمَنْ تَكُون ( لو 12 : 16 – 20 ) ؟ فَيِخَلِّي الإِنْسَان فِكْرُه إِله لُه فَيَتْبَعْ فِكْرُه فَقَطْ وَهذَا أمر خَطِير بِنْت لَهَا إِشْتِيَاقَات لِلرَّهْبَنَة قَالِتْ لأِمِنَا فِي الدِير " أنَا لَوْ مَا إِتْرَهْبِنْتِش أنَا هَمَوِت نَفْسِي " طَبْعاً هذَا الكَلاَم خَاطِئ أنَا بِنْت لِيَّ رَغْبَة أكِيدَة فِي الرَّهْبَنَة أنَا عِنْدِي إِشْتِيَاقَات لِلرَّهْبَنَة أُرِيد أنْ أُعْطِي حَيَاتِي كُلَّهَا لِرَبِّنَا أقُول لِتَكُنْ إِرَادْتَك .. هُنَاك خُطُورَة فِي الفِكْر الشَّخْصِي هُنَاك خُطُورَة فِي مَنْ يَتْبَعْ إِرَادْتُه الشَّخْصِيَّة هُنَاك خُطُورَة فِي إِنِّي أرَتِبْ لِلحَاجَة وَأدَبَّر لَهَا وَلاَزِم هَا أخُدْهَا دَاوُد النَّبِي لَمَا رَأى زَوْجِة أُورِيَّا الحِثِّي جَلَس يِدَبَّر وَيُخَطِّط وَيِرْسِمْ مِنْ أجْل أنْ يَتَزَوَجْهَا وَبَعْد كِدَه يِبْعَتْ لِزَوْجِهَا وَيُرْسِلُه لِلبِيت ثُمَّ يُرْسِلُه لِلجِيش وَيِدَبَّر لِكَيْ يَقْتِلُه ( 2صم 11 : 6 – 24 ) كُلَّ دَه تَمْ مِنْ تَدْبِيرُه الشَّخْصِي أي يَسْلُك الإِنْسَان بِفِكْرُه الشَّخْصِي دُونَ الخُضُوع لإِرَادِة الله الهِجْرَة إِلَى الخَارِج هُنَاك أوْلاَد كَثِيرِين نِفْسُهُمْ يِسَافْرُوا إِلَى الخَارِج فَالحَيَاة هِنَاك مِش سَهْلَة وَهُنَاك تَضْحِيَات كَثِيرَة مِنْ أجْل السَفَر وَاحِدٌ جِه يِقُولِّي " يا بُونَا صَدِيقٌ عُمْرِي هَاجِر لأمْرِيكَا فَأنَا عَاتِبْت رَبِّنَا إِزَّاي صَدِيقٌ عُمْرِي يِسَافِر وَيِهَاجِر وَأنَا لأ ؟ وَأحْوَالُه أصْبَحِت أفْضَل مِنِّي بِكَثِير وَعَشَان يَاخُد أوْرَاقُه تَزَوَج مِنْ إِمْرَأة أمْرِيكِيَّة فَتَحَوَلِتْ حَيَاتُه إِلَى جَحِيم فَعَمَلِتْ لُه قَضِيَّة وَطَلَّقِتُه وَأخَذِت مِنْهُ نِصْف أمْلاَكُه وَطُرِدٌ مِنْ الوِلاَيَة الَّتِي هِيَ فِيهَا وَمِنْ يَأسُه إِنْتَحَر " فَهُوَ بِيقُول " أنَا دِلْوَقْتِي بَسْ عِرِفْت إِرَادِة رَبِّنَا لِيَّ فِي إِنِّي أفْضَل هِنَا " فَالَّذِي يِتْعَبْ هُوَ أنَا فَالقَرَار هُوَ مِنْ فِكْرُه وَبَسْ وَيِلَبِّي رَغَبَات نَفْسُه وَبَسْ وَلكِنْ يَجِبْ أنْ أستَشِير رَبِّنَا فِي كُلَّ مَا أعْمَلُه فَالسُلُوك حَسَبْ إِرَادِة الله فَهُنَاك خُطُورَة عَلَى السُلُوك حَسَبْ إِرَادِة الإِنْسَان فَيُصَلِّي الإِنْسَان وَيِقُول لاَ تَتْرُكْنِي لِرَغَبَاتِي لآِمَالِي لِطُمُوحَاتِي كُلَّ دَه بَضَعُه فِي إِيدِيك رَبِّنَا لاَ يَلْغِي فِكْرِنَا وَلاَ حُرِّيتْنَا وَلاَ إِرَادِتْنَا فَرَبِّنَا يَشْتَاقٌ أنْ يُنَمِّينَا هُوَ عَايِز وَيُرِيد أنْ يُلَبِّي رَغَبَاتْنَا وَلكِنْ نَخْضَعْ لِخِطِّتُه هُوَ لِينَا مَا أجْمَل صَلاَة ﴿ أُقَدِّمُ لَك يَا سَيِّدِي ﴾ ( مَا يَقُولُه الكَاهِن قَبْل جُزْء * لأِنَّكَ فِي الَّلَيْلَة * ) فَأقُول أنَا سَلِّمْتَك حُرِّيِة نَفْسِي أنَا سَلِّمْتَك قَرَارَاتِي أنَا سَلِّمْتَك تَدَابِيرِي لاَ تَتْرُكْنِي لِمَشُورِة نَفْسِي تِحْمِينِي إِنْتَ مِنْ رَغَبَاتِي الشَّخْصِيَّةأخْضَعْ فِكْرِي لِفِكْرَك أخْضَعْ مَشِيئْتِي لِمَشِيئْتَك فَلاَبُدْ أنْ يَكُون فِكْرِي تَابِعْ لِفِكْرَك بُولِس الرَّسُول يِقُول ﴿ أَحْيَا لاَ أَنَا بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ ﴾ ( غل 2 : 20 ) الْمَسِيح يَمْلُك عَلَى الإِنْسَان فِي قَرَارُه فِي عَقْلُه فِي كَيَانُه لَمَّا الإِنْسَان يُشْعُر بِهذِهِ المِلْكِيَّة يُقَدِّم لُه نَفْسُه فَيَقُول أنَا لِمَوْلاَي فَصَارَ هُوَ سَيِّدِي مَوْلاَي فَأنَا أُقَدِّم لَهُ نَفْسِي وَأنَا رَاضِي مِشْ مِضَايِقٌ أشْعُر إِنِّي مِلْكُه فَهُوَ فَدَانِي فَهُوَ إِشْتَرَانِي بِدَمُه الغَالِي الثَّمِين أحَدٌ القِدِّيسِينْ يِقُول ﴿ أنْتَ عَبْد لِمَوْلاَك فَلاَ تُرْضِي غِيرُه وَلاَ تَفْعَل مَشِيئِة غِيرُه ﴾ جَمِيلٌ إِنْ الإِنْسَان لاَ يَسِير حَسَبْ فِكْرُه هَلْ حَيَاتَك كُلَّهَا تَسِير حَسَبْ فِكْرَك أم فِكْر الله ؟ هَلْ فِي حَيَاتَك هَلْ فِي تَعَامُلاَتَك مَعَ النَّاس فِي شُغْلَك فِي أمر إِرْتِبَاط هَلْ تَسِير حَسَبْ فِكْرَك أم فِكْر الله ؟ جَمِيلٌ إِنْ الإِنْسَان لاَ يُسَلِّم نَفْسُه لِفِكْرُه فَقَطْ فَالإِرَادَة الشَّخْصِيَّة تِتْعِبْ الإِنْسَان وَالتَّشَبُث بِهَا وَالتَّمَسُّك بِهَا يُشْعِر الإِنْسَان بِشِئ مِنْ الخَطَر فِي حَيَاتُه الأبَاء القِدِّيسِينْ يِقُولُوا ﴿ لاَ تَعْمَل عَمَلاً لاَ يَكُون لَك فِيه شَاهِد مِنْ الكِتَاب المُقَدَّس ﴾صَلِّي قَبْل عَمَل أي شِئ وَلاَ تَأمُر وَلكِنْ تَطْلُبْ أحَدٌ الأبَاء القِدِّيسِينْ يِقُول ﴿ فِي الكَثِير مِنْ الأحْيَان نَأمُر رَبِّنَا وَنُسَمِّيهَا صَلاَة ﴾ وَاحِدٌ صَلَّى لِرَبِّنَا وَلكِنُّه أعْطَى أوَامِر لله وَيَقُول إِنُّه صَلَّى إِحْنَا لاَ نُرِيد أنْ نُوَظَفْ رَبِّنَا بَلْ هُوَ الَّذِي يُوَظَفْنَا إِحْنَا لاَ نُرِيد أنْ نَقُودُه بَلْ هُوَ الَّذِي يَقُودْنَا .
2- إِرَادِة النَّاس:-
أي الإِنْسَان يَسِير حَسَبْ إِرَادِة الَّذِينَ حَوْلُه حَتَّى لاَ يَسْلُك بِإِرَادَة مِنُّه أوْ مِنْ الله فَنِعْمِل حَاجَات لَسْنَا مُقْتَنِعِينْ بِهَا فَنَقُول النَّاس تُرِيد ذلِك فَنَكُون مُجرَّدٌ آلَة تَسِير بِالعَافْيَة وَأحْيَاناً شُيُوع الخَطَأ يُعْطِي تَصْرِيحاً فَمَثَلاً النَّاس تَأكُل شِئ نَأكُل زَيُّهُمْ نَاس تِتْكَلِّمْ فِي كَلاَم نِتْكَلِّمْ زَيُّهُمْ نَاس تِلْبِس لِبْس نِلْبِس زَيُّهُمْ هذَا سُلُوك خَطِير وَهذَا يَرْجَعْ إِلَى ضَعْفَك مُجَامَلَة مِنَّك آخَاب المَلِك إِشْتَهَى حَقْل نَابُوت اليَزْرَعِيلِيِّ فَقَالَتْ لَهُ إِيزَابِل خُذُه وَمَوِّت نَابُوت فَلَمْ يَرْضَى فَسِمِعْ بِمَشُورِة إِيزَابِل وَأخَذَ الحَقْل وَانْبَسَطْ ( 1مل 21 : 1 – 16) فَهَلْ هُوَ سَلَك حَسَبْ عَقْلُه أم سِمِعْ كَلاَم إِمْرَأتُه ؟ سِمِعْ كَلاَم النَّاس بِيلاَطُس البُّنْطِي فِي وَقْت صَلْب الْمَسِيح إِمْرَأتُه حَذَّرِتُه وَقَالَتْ لَهُ تَألَّمْت كَثِيراً فِي حُلْم مِنْ أجْل هذَا البَّار ( مت 27 : 19)وَهُوَ نَفْسُه جَاءَ بِمَاء وَغَسَل يَدِيه وَقَالَ إِنِّي بَرِئ مِنْ دَم هذَا البَّار فَهُوَ كَانَ لَيْسَ مُقْتَنِعْ بِصَلْب يَسُوع وَلكِنْ لِلأَسَفْ خَضَعْ لِلضُّغُوط مِنْ الَّذِينَ حَوْلُه مِنْ اليَهُود فَأحْيَاناً نَحْنُ نَخْضَعْ وَلكِنْ أيْنَ إِرَادِتْنَا ؟ أيْنَ إِرَادَتْك يَا آخَاب ؟ أيْنَ إِرَادَتْك يَا بِيلاَطُس ؟ اليَهُود إِجْتَمَعُوا وَقَالُوا﴿ دَمَهُ عَلَيْنَا وَعَلَى أَوْلاَدِنَا ﴾ ( مت 27 : 25 ) رَأي النَّاس يِهِز الإِنْسَان فَصَعْب عَلَى الإِنْسَان أنْ يَعِيش حَسَبْ رَأي النَّاس يَعْقُوب لَمَّا جَاءَ يَأخُذ البَرَكَة مِنْ أبِيهِ إِسْحَق فَصَنَعَ مَشُورَة أُمُّه رِفْقَة وَهُوَ كَانْ غِير مُقْتَنِعْ بِذلِك وَالنَّتِيجَة كَانِتْ العَدَاوَة بَيْنَ يَعْقُوب وَعِيسُو وَهُرُوب يَعْقُوب إِلَى خَالُه لاَبَان وَالذُّل هُنَاك ( تك 27 : 1 – 29 ) وَالأسَاس إِنُّه تَرَك مَشُورِة الله وَسَلَك حَسَبْ مَشُورِة النَّاس فَهُوَ لَمْ يَسْلُك حَسَبْ مَشُورِة الله أبُونَا إِبْرَاهِيم مُقْتَنِعْ أنَّ سَارَة زَوْجَتُه وَأنَّ مِنْهَا سَيَأتِي نَسْلُه وَأنَّهُ أخَذَ الوَعْد مِنْ رَبِّنَا بِالأوْلاَدٌ وَلكِنْ سَارَة إِخْتَرَعِتْ لُه إِخْتِرَاع قَالِت لُه خُذْ هَاجِر جَارِيَتِي زَوْجَةً لَك وَبِالفِعْل خَضَعْ أبُونَا إِبْرَاهِيم لِمَشُورِتْهَا وَتَزَوَجْهَا وَأنْجَبْ إِسْمَاعِيل بَعْدَ ذلِك سَارَة نَفْسَهَا غَضَبِتْ وَزَعَلِتْ مِنْ إِبْرَاهِيم وَقَالَتْ لَهُ ظُلْمِي عَلِيك( تك 16 : 5 ) فَهُوَ خَضَعْ لِسَارَة فَهُوَ عَمَل الغَلَط أحْيَاناً نِعْمِل الخَطَأ وَنِكُون غِير مُقْتَنِعِينْ وَالصَّح أنْ نَثِقٌ فِي أنَّ الله حَيُعْطِينَا فِي الوَقْت وَالزَّمَنْ المُنَاسِبْ قَالَتْ لَهُ نَفْسِي مُرَّة أُدْخُل إِلَى جَارِيَتِي وَبَعْد أنْ أنْجَبِتْ هَاجِر إِسْمَاعِيل صَغُرَت سَيِّدَتْهَا فِي عَيْنَيْهَا فَحَدَثَ صِرَاع وَاشْتَكِت سَارَة لإِبْرَاهِيم كُلَّ ذلِك ضُغُوط فَهُنَاك تَيَارَات وَضُغُوط أحْيَاناً بِإِسْم المُجْتَمَع التَّأثِير الخَارِجِي النَّاس كُلَّهَا بِتِعْمِل كِدَه النَّاس كُلَّهَا مَاشْيَة كِدَه فَالإِنْسَان يَسِير وَيَتَصَرَّفْ فِي سُلُوكِيَات هُوَ غِير رَاضِي عَنْهَا تَمَاماً لأِنَّ النَّاس بِتِعْمِل كِدَه زَي الفَرَح إِتْعَمَل بِشَكْل مُعَيَّنْ أنَا أعْمِل زَيُّه وَأحْسَنْ مِنُّه وَلكِنْ الإِمْكَانِيَات لاَ تَسْمَح وَلكِنِّي سَأعْمِل أي أسْلُك حَسَبْ آرَاء النَّاس القِدِيس أُوغُسْطِينُوس يَقُول فِي كِتَاب الإِعْتِرَافَات ﴿ لِي خَطَايَا كَثِيرَة لَسْتُ مُوَافِقٌ عَلَيْهَا لكِنْ كُنْت بَقَلِّدٌ أصْحَابِي فَقَطْ ﴾ فَهُوَ سُلُوك حَسَبْ إِرَادِة النَّاس فَالقِدِيس أُوغُسْطِينُوس كَانْ إِبْن عِز وَكَانْ عِنْدُه شَجَر كِتِير فَكَانْ يِمُر عَلَى شَجَر مَعَ أصْحَابُه – شَجَر مَانْجَو جَوَافَة تُفَّاح – فَكَانْ يِسْرَق مِنُّه وَلأِنْ كَانْ عِنْدُه ثِمَار أحْسَنْ مِنْهَا فَكَانْ لاَ يَأكُلْهَا وَأحْيَاناً كَثِيرَة كَانَ يَرْمِيهَا فِي الأرْض أوْ يُعْطِيهَا لِلحَيَوَانَات وَلكِنُّه كَانَ يَسْرَق لأِنُّه كَانَ يُرِيد أنْ يَكُون مِثْلُهُمْ بَلْ إِنُّه أحْسَنْ مِنْهُمْ أيْضاً ( فِي الشَّر ) يُوسِف الصِّدِّيق تَعَرَّض إِلَى ضُغُوط كَثِيرَة وَإِمْرَأة فُوطِيفَار لَمْ تَلِح عَلِيه مَرَّة وَاحِدَة وَلكِنْ كَانْ أكْتَر مِنْ مَرَّة ( تك 39 : 7 – 10) فَقَدْ كَانَ فِي عَذَاب فَهُوَ كَانْ لِوَحْدُه وَلكِنْ كَانِتْ فِيه قُوَّة أنْ يَقِفْ أمَامْهَا وَلَمْ يَخْضَعْ لِتَيَار قُوَّتِهَا فَهُوَ قَاوَم الضُّغُوط الخَارِجِيَّة حَتَّى لَوْ كَانِتْ مِنْ الشِّرِّير فَهُوَ تَمَسَّك بِمَشُورِة الله وَرَفَض دَانِيَال فِي أرْضٍ غَرِيبَة قَالْ فِي نَفْسُه وَوَضَعْ فِي قَلْبُه ألاَّ يَتَنَجَّس بِأطَايِب المَلِك وَألاَّ يَشْرَب خَمْرٌ وَألاَّ يَأكُل مِنْ مَائِدَة المَلِك ( دا 1 : 8 )وَذلِك لِيُظْهِر القَنَاعَة فِي دَاخِلُه أي القَنَاعَة الدَّاخِلِيَّة سُلَيْمَان الحَكِيم المَمْلُوء حِكْمَة أعْطَاه الرَّبَّ قَلْباً فَهِيماً وَلكِنْ النِّسَاء الغَرِيبَات أمَلْنَ قَلْبَهُ إِلَى عِبَادِة آلِهَة غَرِيبَة وَكَانَ يَذْبَح وَيُوقِد فِي المُرْتَفَعَات ( 1مل 3 : 3 ؛ 11 : 4 ) فَيَجِبْ أنْ تَكُون بِدَاخِلْنَا رُوح تَقُول لاَ وَألاَّ نَصِل لِدَرَجِة أنَّ كُلَّ شِئ خَاطِئ أشْعِيَاء النَّبِي يَقُول ﴿ يَا شَعْبِي مُرْشِدُوكَ مُضِلُّونَ ﴾ ( أش 3 : 12) الكِتَاب المُقَدَّس يَحْكِي عَنْ المَشُورَات الخَاطِئَة مِثْل الغَالِبِيَّة كَانُوا مُوَافِقِينْ عَلَى بِيع يُوسِف وَلكِنْ أحَدْهُم رَفَض وَلكِنْ الغَالِبِيَّة غَلَبِتْ ( تك 37 : 18 – 29 ) فَأُنْظُر أنْتَ مَاذَا تُرِيد ؟ أُنْظُر أنْتَ إِلَى مَا تَقُولُه الوَصِيَّة أُنْظُر أنْتَ إِلَى رَبِّنَا بِيقُولَّك إِيه فِي سِفْر أعْمَال الرُّسُلٌ يِقُول إِنْ اليَهُود وَالرُّومَان كَانُوا يُرِيدُون أنْ يَقْضُوا عَلَى حَرَكِة يَسُوع فَكَانُوا يَضْرَبُون الرُّسُلٌ وَيُعَذِّبُوهُمْ وَيُحَاكِمُونَهُمْ وَلكِنْ ظَهَرَ بَيْنَهُمْ فِي المَجْمَع اليَهُودِي رَجُل إِسْمُه غَمَالاَئِيل وَهُوَ رَجُل حَكِيم فَقَالَ لَهُمْ أُتْرُكُوهُمْ لِمَاذَا أنْتُمْ مُتَضَايِقِينَ مِنْهُمْ ؟ فَلَوْ كَانَ هذَا الأمر مِنْ رَبِّنَا حَيَسْتَمِر وَلَوْ كَانَ هذَا الأمر مِنْ النَّاس حَيَاخُد وَقْت وَيِنْتِهِي فَلاَ تُقَاوِمُوا الله أيْضاً ( أع 5 : 34 – 40 ) جَمِيلٌ الإِنْسَان أنْ يَسْلُك حَسَبْ مَشِيئَة الله أنْ يَسْلُك دُونَ النَّظَر مَاذَا يَقُول النَّاس عَنْهُ أوْ يَسْلُك لِمُجَرَّدٌ أنْ يُرْضِي النَّاس فَالسَيِّد الْمَسِيح يَقُول ﴿ وَيْلٌ لَكُمْ إِذَا قَالَ فِيكُمْ جَمِيعُ النَّاسِ حَسَناً ﴾ ( لو 6 : 26 ) ﴿ لَوْ كُنْتُمْ مِنَ الْعَالَمِ لَكَانَ الْعَالَمُ يُحِبُّ خَاصَّتَهُ ﴾ ( يو 15 : 19) العَالَمْ حَيُبْغِضَكُمْ فيَجِبْ أنْ نَسْلُك السُلُوك الدَقِيقٌ مُرَاجَعِة الأفْكَار إِمْتَحِنُوا الأرْوَاح( 1يو 4 : 1) لاَ تُصَدِّقُوا كُلَّ رُوح ( 1يو 4 : 1) القِدِيس بُولِس الرَّسُول فِي رِسَالْتُه إِلَى أهْل غَلاَطْيَة يِقُول لُهُمْ ﴿ إِنْ بَشَّرْنَاكُمْ نَحْنُ أَوْ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءَ بِغَيْرِ مَا بَشَّرْنَاكُمْ فَلْيَكُنْ أَنَاثِيمَا ﴾ ( غل 1 : 8 ) فَهُوَ يَمْنَعْنَا مِنْ تَأثِير الآرَاء الخَاطِئَة لَوْ كَانَ هذَا الرَأي لاَ يَتَفِقٌ مَعَ رُوح الوَصِيَّة أوْ لاَ يَتَفِقٌ مَعَ رُوح الله الّذِي فِي دَاخِلِي أوْ لاَ يَتَفِقٌ مَعَ شَخْص رَبَّنَا يَسُوع أوْ لاَ يَتَفِقٌ مَعَ تَعَالِيمْ الأبَاء فَلَيْسَ بِمُجَرَّدٌ مَا يَقُول لِي أحَدٌ شِئ أنَفِذُه فَيَجِبْ أنْ لاَ نَسِير حَسَبْ كَلاَم النَّاس أوْ كَلاَم المُجْتَمَع لأِنَّ لَنَا سُلُوك آخَر سُلُوك حَسَبْ الرُّوح حَسَبْ مَشِيئَة الله فَنَقُول مَعَ دَاوُد ﴿ عَرِّفْنِي الطَّرِيقَ الَّتِي أَسْلُكُ فِيهَا ﴾ ( مز 143 : 8 ) رَبِّنَا يِرْشِدْنَا أنْ نَسْلُك حَسَبْ إِرَادَتَهُ وَلاَ نَسْلُك حَسَبْ فِكْرِنَا أوْ حَسَبْ فِكْر النَّاس رَبِّنَا يِكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه وَلِرَبِّنَا المَجْد مِنْ الأنْ وَإِلَى الأبَد أمِين.
القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس محرم بك الأسكندرية

عدد الزيارات 63

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل