التدبير الروحي

04 أبريل 2020
Large image

كثير من الناس يسيرون بلا تدبير، وبالتالي بلا ترتيب، ولا خطة، فيتخبطون، يتقدمون خطوة ويتراجعون خطوات، وتتلاهى بهم الشياطين. وعندما نقول أن الذين بلا مرشد يسقطون كأوراق الشجر، نقصد أنه لا جذور لهم ولا غذاء منتظم لذلك تجف من أعلى قال أب " لست أجد سقطة للإنسان سوى أن يعمل برأي نفسه "
التدبير الروحي ونسميه في الأوساط النسكية بالقانون الروحي وكلمة قانون أصلاً تعنى مسطرة مدرجة للقياس بها والضبط ولكن يبدو أن الكلمة ارتبطت كثيراً بالعقوبة..!! في حين أنها تدبير شفائي. الله أولا هو المدبر الحقيقي، وهو يعطى موهبة التدبير للبعض ، يقول عنه سفر إستير " مدبر ومخلص الجميع " (أست 5:15) وفي سفر الحكمة " إذ أنت عادل تدبر الجميع بالعدل " (حك 15:12) إنه المدبر الذي يرعي شعب إسرائيل ( متى 6:2)عندما يكون مطلوباً من الأب الروحي إعطاء رأى أو قرار أو تدبير فإنه يصلى مع التلميذ ويطلب من الرب عنه ويطلب حكمة من الله لكي يرشد الابن هو بالأحرى يطلب من الرب طعاماً لابنه كان بعض الآباء يخرجون إلى البرية يصلون إلى بعض كتّاب الكتاب المقدس للحصول على تفسير أو شرح !!
بين قداسة الأب وصحة التدبير:-
المدبر الروحى قد لا يكون الأب في مستوى أولئك المدبرين المثاليين، ولكن من أجل أمانتك يعطيك الله احتياجك وقديماً لم يكن جميع الكهنة يمارسون سر الاعتراف، ولكن البعض الذين يكلفهم الأسقف أو رئيس الديركان يشترط في الأب سلوكه وهو (ما يسمى بسير القديسين) وحسن إرشاده وحكمته في الملاحظة وهو ما يسمى (كتابات الآباء) ولكن بعد الزيادة الكبيرة في عدد المسيحيين والنهضة الروحية التي شهدتها الكنيسة وإقبال الكثيرين على الاعتراف، لم يعد كاهن واحد يكفي في المدينة ولكن يلزم التفريق جيداً بين الاعتراف والارشاد: فالاعتراف سرّ يخص الخطية والحل عنها، أمّا الارشاد أو التدبير فهو طريقة الحياة والسلوك من حيث الممارسات ومن حيث تدبير الفكر وقد كان ذلك يتم بين الجماعات الرهبانية، وقد لا يوجد بها قسيس واحد (أي كاهن). ففي أديرة الأنبا باخوميوس لم يكن هناك كاهن. كما كان المتوحدون يتقابلون ليتحدثوا بعظائم الله (أي يتبادلون الخبرات .. " ثم نسألكم أيها الأخوة أن تعرفوا الذين بينكم ويدبرونكم في الرب وينذرونكم " ( 1 تس 12:5)واما الشيوخ المدبرون حسناً فليحسبوا أهلاً لك ا رمة مضاعفة ولا سيما الذين يتبعون في الكلمة والتعليم " ( ا تى 17:5) وكان الآباء يحذرون كثيراً من الوقوع في يد (مريض بدل طبيب) ويقولون ليس بالضرورة أن يكون المدبر (من طال عمرة وشاب شعره)
ولكن كيف تتلاهى به الشياطين: اولاً يحاولون تشكيكه في أبيه الروحي، وأن يعتمد على خبرته الشخصية. ولذلك فالطاعة للمدبرهامة جداً يقول القديس أنطونيوس: "الطاعة تخليك مسئولية الطريق" تحميك من حيل المضاد تنقذك من الهلاك. يدبر فكره كيف يرتبط بالمسيح كيف لا يدين شخصا كيف يتفاعل مع ما يرى وما يسمع.كيف يتأمل قد يفاجأ شخص بأنه فقد التدبير الروحى كله يتهاون قليلاً قليلاً حتى يفقده بالتمام ينتبه ذات يوم ليجد ذاته لا يصلى ولا يقرأ في الإنجيل صومه مكسور فكره دنس عاداته رديئة برنامجه يخلو من الله !! لا في الصباح ولا في المساء، واذا اهتز التدبير الروحى الداخلي،اهتز الشخص من الخارج، وظهر ذلك في سلوكه وقراراته التدبير مثل الرصيد الروحى الداخلي والدعائم القوية للإنسان لقد تمسك آباؤنا بالتدبير (القانون) الروحى الى الموت الامانة في حد ذاتها ذبيحة يكلل عليها الانسان.
نيافة الحبر الجليل الانبا مكاريوس أسقف عام المنيا وابو قرقاص

عدد الزيارات 1476

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل