الانبا مكاريوس اسقف المنيا وتوابعها

Large image

رسم أ. مكرم عياد باسم الراهب كيرلس البرموسي رُسِمَ قسًا في 30 يونيو 1988 م بيد صاحب الغبطة قداسة البابا المعظم الأنبا شنوده الثالث 117دُعي من ضمن أربعة رهبان لتعمير دير الأنبا أنتوني بصحراء كاليفورنيا، إلا أنه اعتذر حينها عن السفرثم قمصًا في 9 إبريل 2001 م في عام 2002 م. طلب قداسة البابا شنوده الثالث مرة ثانية من القمص كيرلس البرموسي الإشراف على دير الأنبا أنطونيوس بكاليفورنيا بعد نياحة الأنبا كاراس عام 2002 م.، إلا أن الأنبا أرسانيوس مطران المنيا استأذن قداسة البابا لكي يصبح أبونا كيرلس أسقفًا عامًا على المنيا، ووافق البابا على ذلك، على أن يحضر أبونا كيرلس فترة وينضم للسكرتارية البابوية في عام 2003 عُيِّنَ سكرتيرًا لقداسة البابا المعظم الأنبا شنوده الثالث (لمدة أقل من عام) هو واعظ متميز من وقت كان مسئولًا عن بيت الخلوة في دير البراموس له مجوعة من القصص المتميزة في مجال الأدب القَصَصِي المسيحي كان قبل الأسقفية لا يكتب اسمه على الكتب أو القصص، بل تُصْدَر مِن نَشْر الدير، تحت اسم "راهب من دير البراموس"قام نيافة الحبر الجليل الأنبا أرسانيوس مطران المنيا وأبو قرقاص، المنيا، مصر بمراجعة العديد من الكتب للأنبا مكاريوس بدءًا من بعد تنصيب قداسة البابا المعظم الأنبا توادروس الثاني في نوفمبر 2011، أصبح أنبا مكاريوس مشرفًا على إصدار مجلة الكرازة، التي تصدرها بطريركية الأقباط الأرثوذكس بالقاهرة، مصر.

المقالات (44)

08 ديسمبر 2023

ليالى التسبيح فى كيهك

الأقباط مفطورون على حب السهر والتسبيح والنسك وسير القديسين، بل يميلون لجهادات أكثر مما تقرره الكنيسة، وعندما تحل ليالي كيهك تمتلئ الكنائس بالشعب المحب للتسبيح من كافة الأعمار. يقفون لساعات طويلة ترتفع حناجرهم بالتسبيح والتهليل، ويشملهم الفرح القلبي.في هذه الليالي تحديداً تجتر الكنيسة فيما فعلته سقطة آدم ونتائج الخطية التي تجسدت خلال العهد القديم، من تمرد الطبيعة، وتجرؤ الشياطين على الإنسان ودخول الأمراض وتسلّط الموت والحجاب الكثيف الذي كونه الإنسان فيما بينه وبين ،والله حروب ومنازعات وخيانة و تفتق الذهن عن الشرور، وعبادات الأوثان وتشير قراءات قداسات كيهك إلى هذه الآلام، وكيف أن الرب أعاد للإنسان كرامته بتجسده فشفي المرضى وأخرج الشياطين وأقام الموتى وأظهر سلطانه على الطبيعة. وتشرح تسابيح وقراءات كيهك ماضي البشرية المعتم، وكيف كان يبرق الأمل بين وقت وآخر من خلال نبوة أو إشارة أو رمز أو شخصية تظهر، كان من شأن ذلك أن يشيع الأمل في النفوس التي أتعبها الإحباط من طول الانتظار، وجيل يسلم جيلا هذا الوعد : «في الإيمان مات هؤلاء أجمعون، وهم لم ينالوا المواعيد، بل من بعيد نظروها وصدقوها وحيوها» (عبرانيين ١٣:١١). وتبدأ الإشارات من وعد الله بأن نسل المرأة سوف يسحق رأس الحية ( تكوين ١٥:٣ )، لتستمر حتى يعلن ميخا النبي مكان ولادة المخلص: وانت يا بيت لحم، أرض يهوذا .. منكَ يَخرج مدبر يرعی شعبى إسرائيل (متی ٦:٢).وفي إسهاب طويل محبب إلى النفوس تصور سهرات كيهك ليل البشرية الطويل المظلم والبارد، ننتظر بلهفة قدوم المخلص الذي سيشرق على الجالسين في الظلمة وظلال الموت نسبح وكأننا نثبت أعيننا على الباب متوقعين إشراقة النور نسبح ونلح في الاعتذار عما بدر منا ونطلب على استحياء أن يأتي ولا يبطئ وكفا ما عانيناه متمسكين بوعوده نمدح السيدة العذراء، ونصفها بمئات الصفات، ونطوبها لأنه منها يأتي المخلص، فهي منا وبشر مثلنا، فمن جهة نقدم التسبيح معها للمسيح، ومن جهة أخرى نرى المسيح قادمًا عبر أحشائها البتول، هي أم المخلص وهي أيضا تبتهج روحها بالله مخلصها نردد جميع ما جاء. عنها في العهد القديم وما يختص بالتجسد من نبوات ورموز وإشارات وأحداث فكرامتها تأتي من كون الله قد اختارها ليتجسد منها .وفي كل ليلة تسبيح نعاصر انقشاع الظلمة و انبلاج النور ليحيي فينا ذلك الأمل بأنه قادم بدون شك ولذلك يرتبط عيد الميلاد بالأنوار فالنور العظيم يشرق للرعاة وملاكا يخبرهم بالخبر الأعظم ونجم يشرق في المشرق ويدل المجوس على مكان المذود، هوذا شمس البر يشرق ويبدد الظلام الدامس ويحمل لنا الشفاء من خطايانا ولكم أيها المتقون اسمي تشرق شمس البر والشفاء في أجنحتها» (ملاخي ٢:٤) وهكذا تكتسي الأرض كلها بالنور في عيد الميلاد، وتنشر بشده أشجار عيد الميلاد بأنوارها المبهجة، وتظهر شخصية القديس نيقولاوس "بابا نويل" لتوزع ملايين الهدايا ابتهاجا بمجيء المخلص ."بأحشَاء رَحْمَة إلهنا التي بها افتقدنا المشرق من العلاء" (لوقا ٧٨:١). نيافة الحبر الجليل الانبا مكاريوس اسقف المنيا وتوابعها
المزيد
14 أغسطس 2023

شیری نی ماریا ( القطعة السابعة من ثيئوتوكية الأحد )

السلام لك يا مـريم : من الملفت أن الكنيسة تخاطبها بـ " شیری نی " ، أي : السلام لك ، لانها تؤمن أنهـا موجودة معنا ؛ ولا تخاطبها بـ شيرى ناس " ، أي : السلام لها ، وكأنها غير موجودة معنا . وتعبير " شيرى ني ماريا " يعنـي ** " الفرح لك يا مريم " ، أي : يـا لفرحـك وسـعادتك بأنـك أم المخلص ، وخلاص آدم ، وفرح حواء ... الخ . الحمامة الحسنة : وذلك في مقابـل حمامـة نـوح ( تكوين ۸ : ۱۱ ) من حيث حمل بشرى الخلاص والسلام إلى العالم الغارق في طوفان الخطية ، ولكنها تتميز بأنها " الحسنة " لأنها حملت أعظم بشرى في التاريخ البشري .. هذا ويرد في کتاب قدیم ( كتاب البداية ليعقوب ) أن العـذراء كانـت مـثـل " يمامة في الهيكل " من جهة وداعتها وهدوءها ، وفي كتـاب " طفولة مريم " ورد أن عصا يوسف عندما أزهـرت نزلـت يمامة من السماء واستقرت عليها . ويرد فـي لـبش تذاكيـة السبت ( الشيرات الثانية – الربع الثاني ) : " السـلام للحمامـة الحسنة التي بشرتنا بسلام الله الذي صار للبشر " . التي ولدت لنا الله الكلمة : إذا فهي " الثيئوتوكـوس " ، لم تلد إنسانا فقط ، ولم تلد إلها فقط ، ولكـن " الله الكلمة " ، أو " الكلمة المتجسد " .. وليست ( خريستوتوكوس ) أي والدة المسيح . وتسمى في ليتورجية الكنيسة " تي ماسـنوتي " ، و " تي ريف اجفي إنتي إفنوتي بي لوغـوس " هي ، وترد العبارة كما في مجمع القداس الإلهي : " وبالأكثر القديسة المملوءة مجـدا ، العذراء كل حين ، القديسة مريم التي ولدت لنا الله الكلمـة بالحقيقة " . أنت زهرة البخور التي أينعت من أصل يسـى : لأن منها جاء المسيح ، الذبيحة الحقيقية التي اشـتم الآب رائحـة السرور منها على الجلجثة .. والمسيح من نسل داود : « کتاب ميلاد يسوع المسيح ابن داؤد ابن إبـراهيم » ( متـي 1 : 1 ) ، وكان اليهود بحسب النبوات والتقليـد يتوقعـون أن يكـون المسيح من نسل داود : « فبهت كل الجموع وقالوا : " ألعل هـذا هو ابن داود ؟ " » ( متي ١٢ : ٢٣ ) ، ويتحدث الرسـول بـولس عن الإله المتجسد : « عن ابنه . الذي صار من نسل داود مـن جهة الجسد » ( رومية 1 : 3 ) . وفي رفع البخور في العشيات نصلي إلى المسيح قائلين : " لأنك أنت هـو ذبيحـة المسـاء الحقيقية " ، والذبيحة المقصودة هنا في العشية هي البخور . عصا هرون التي أزهرت بغير غرس ولا سقي هي مثال لك : والقصة جاءت في تمرد قورح وداثان ومحاولتهما تأميم الكهنوت ، حيث أمر الرب من ثم أن يقدم كـل سـبط عصا تكتب عليها اسمه بينما تكتب على عصا هرون اسـم لاوي ، ولما وضع موسى النبي العصي كلها أفرخت عصـا هرون زهرا ولوزا ، وهي إشارة إلى الكهنوت . وبينما كـان كل رئيس كهنة في العهد القديم يشير إلـى رئيس الكهنـة الحقيقي يسوع المسيح ، فإن العذراء هي عصا هرون التـي أفرخت المسيح رئيس الكهنة الأعظم ( الأعظم مقارنة برئيس الكهنة العظيم أو عظيم الكهنـة ) . راجـع ( عـدد 16 و ۱۷ ، وعبرانيين 9 : 4 ) . هذا وقد استخدم الكثير من آباء الكنيسـة هذا التشبيه للسيدة العذراء ، منهم القديس أمبروسيوس أسـقف ميلان .القبة الثانية التي للأقداس : تسمى السيدة العـذراء قدس الأقداس ، والمسكن ، والشاكيناه ، والخدر ؛ وكلها تعبيرات تشير إلى مسكن الله الخاص الذي حل فيه ، وهو المكان الذي كان يدخله رئيس الكهنة مرة واحدة في السنة لينضح من الدم على غطاء التابوت ، ولكن الأمر احتاج لتكرار ، بينما دخـل المسيح الأقداس مرة واحدة ولم يحتج أن يقدم ذبائح عن نفسه بل قدم ذبيحة نفسه عن البشر ( راجـع خـروج ٢٥ : ۱۷ ، وعبرانيين 5 : 1 ، و 8 : 3 ) . « وأما المسيح ، وهو قـد جـاء رئيس كهنة للخيرات العتيدة ، فبالمسكن الأعظـم والأكمـل غير المصنوع بيد » ( عبرانيين ۹ : ۱۱ ) . أنت مشتملة بالطهارة ، من داخل ومن خارج ، أيتها القبة النقية ، مسكن الصديقين : استخدم هذا التشبيه كثيـرا القديس بـروكلس بطريرك القسطنطينية ، وفيه إشـارة إلـى التابوت المصفح بالذهب من الداخل والخارج ، فهو من جهة يشير إلى طهارة العذراء ، ولكن طهارتها ليست مـن ذاتهـا لأنها بشر أيضا ، بل يرجع ذلك لحلول الله فيها ، حيث يشـير الذهب إلى اللاهوت ، والخشب الذي لا يسوس إلى الناسوت ، لقد اغتنى الخشب بمجد الذهب ، ولكن أحدهما لم يتحول إلـى الآخر . نيافة الحبر الجليل الانبا مكاريوس أسقف المنيا وتوزيعها عن كتاب العذراء فرح الاجيال
المزيد
07 أغسطس 2023

العذراء فرح الأجيال عرض لأوصاف السيدة العذراء في ثيئوتوكية الأحد ( شیری نی ماریا )

اختار الله السيدة العذراء ليتجسد منهـا ، وهـو الـذي أعطاها هذه الكرامة ووشحها بهذا المجد ، والكنيسة فيما تكرم العذراء لا تأخذ مما الله وتعطيها ، وإنما تقدم للمسـيح عبـادة وللعذراء تكريما . ولا شك أن الكنيسة اهتمت بالأكثر بإعطاء العذراء مكانتها اللائقة بعد مجمع أفسـس ( 431 م ) ، ولكـن جميع أوصاف العذراء ورموزها والإشارات إليها موجـودة في ضمير الكنيسة والآباء منذ عصر الرسل ، وكتاباتهم مليئة - بمهارة – بالربط بين العذراء وماورد عنهـا فـي العهـد القديم ، وما حدث عند التجسد ، وعلاقتها بالسيد المسيح خلال فترة تجسده وحتى صعوده ، ثم انتقالها للإقامة في أفسس مع القديس يوحنا بحسب وصية الرب .وتوصف السيدة العذراء بمئات الصفات الجليلة ، مـن جميع الكنائس الرسـولية ( مثـل : القبطيـة والكاثوليكيـة والبيزنطية والأرمينية والحبشية والروسية وغيرها ) ، كما أن لها مئات الألحان والقطع الشعرية التـي تصـف فضـائلها ، يحفظها أكثر الشعب ويحبون ترديدها ، وبعض هـذه القطع محفوظ عن ظهر قلب ، لا سيما القطعة التي نحن بصـددها : " شیری نی ماريا " . وتحظى السيدة العذراء بحب ودالة تفوق الوصف لدى الأقباط : تنتشر أيقوناتها وصورها فـي الكنائس والمنـازل والمحال والمصانع وعند كثير من المسلمين ، ويربـو عـدد الكنائس التي على اسمها على نصف عددها الكلي في مصر والخارج ، ولصومها ونهضاتها وتماجيدها وترانيمـهـا طعـم خاص لدى الشعب ، وفي التذاكيات يسترسـل الشـعب فـي تسبيح طويل بكثير من العاطفة والاستعذاب .قيل عن المتنيح الأب فليمون المقاري إنه كان يتوسل إلى الآباء في الكنيسة أن يتركوا له هذه القطعة ( شيرى في ماريا ) ليقولها ، حيث كان يفعل ذلك بكثير من كما كان المتنيح الراهب صليب البرموسي ( وكان كفيفا ) العاطقة والتأثر بدموع ، يتجه عندما يبدأ الآباء في تسبيح هذه القطعة إلى أيقونة العذراء ليقف أمامها متوسلا حتى ينتهي الآباء منها . نيافة الحبر الجليل الانبا مكاريوس أسقف المنيا وتوزيعها عن كتاب العذراء فرح الاجيال
المزيد
28 ديسمبر 2022

الله مغلوب من محبته

لا توجد خطية تغلب محبة الله، لأن الله مغلوب من محبته، هو قال لعروس النشيد: "حولي عني عينيك فإنهما قد غلبتاني " (نش 6 : 5). إن دموعنا أغلى عند الله من الوصية التي كسرناها، التوبة حصن يركض إليه الخاطئ مثل مدن الملجأ، الله نفسه هو الذي دعانا لكي نتفاوض ونتفاهم " هلموا نتحاجج ..." إنه يبحث لنا عن مخرج .. عن حلول. الله يريد أن يخلّص على كل حال قوماً، مثلما يودّ الشيطان أن ُيهلك على كل حال قوماً .. إن المشكلة هي في الخاطئ نفسه، فهو يخطي ويهرب من الله، وربما يسأله الله: أين أنت ؟ " فنادى الرب الإله ادم و قال له أين أنت" (تكوين 3 : 9) فيدافع عن نفسه ويبررها. الله يريد أن يمتلئ عرسه بالمدعوين هو أعدّ كل شيء وأعد لنا مكاناً في الملكوت. باب التوبة مفتوح وأمامه باب المغفرة. إن نهاية العام فرصة ثمينة للتخلّص مما يثقّل أعناقنا من خطايا، ونحن نشكر الله لأننا ما زلنا أحياء حتى الآن، والفرصة متاحة لنا لكي نقدّم توبة نقية، ولكي نبدأ عاما جديدا خالياً من الخطايا. وليكن عاماً مثالياً نحقق فيه ما لم نستطع تحقيقه في العام الذي أوشك على الانتهاء. هوذا صوت الرب المطمئن " من يقبل إلي لا أخرجه خارجا" (يوحنا 6 : 37). نيافه الحبر الجليل الانبا مكاريوس أسقف المنيا وتوابعها
المزيد
29 نوفمبر 2022

الوزنات

عندما وزع السيد الوزنات على عبيده، راعى أن يعطي لكل واحد على قدر طاقته (متى 25)، فليس المطلوب من الإنسان أن يحقق نجاحاً بعينه، بل أن يتعب ويجاهد قدر استطاعته، كما أنه ليست هناك مقارنة بين شخص وآخر ولكن المقارنة الحقيقية هي بين ما يستطيعه الإنسان من جهة، وما يقدمه الفعل من جهة ُاخرى. ويلاحظ في مثل الزارع (متى 13) أن الأرض الجيدة قد أعطت في بعض مساحات منها ثلاثين ومساحات ُاخرى ستين وُاخرى مئة، ومع ذلك لا يجوز لنا أن نقارن بين مساحة وُاخرى، وانّما كل مساحة قد أعطت بما يتناسب مع البذور التي ُالقيت فيها وما نالته من حصة في الماء مع بعض عوامل ُاخرى. كذلك الجندي في المعركة، فهو ليس ُمطالباً بتحقيق النصر، بقدر ما هو مطالب بالجهاد إلى آخر لحظة من حياته، بغضّ النظر عما إذا كان جيشه منتصراً أم لا. وليست هناك مقارنة بين شخص وآخر، كما أن الله يضع في الاعتبار الظروف المحيطة، وهل كانت هناك عوامل مساعدة أم عوامل معاكسة وهكذا.. حقاً يقول الكتاب " الفرس معد ليوم الحرب أما النصرة فمن الرب (أمثال21: 31). نيافه الحبر الجليل الانبا مكاريوس أسقف المنيا وتوابعها
المزيد
22 نوفمبر 2022

النفس بين الملامة الباطلة والرجاء الحي

يلوم الإنسان نفسه أحيانا ويقسو في ذلك حتى تصغر، وقد يكون هذا بإملاء من الشيطان ليوقعه في اليأس. وفي المقابل قد يشفق على ذاته ويدللها ويلتمس لها الأعذار ويغرقها في رجاء كاذب فينتج عن ذلك أن تمتنع عن التوبة !! أمّا اقتران الملامة بالرجاء فهو مزيج إلهي. الشيطان يسهل لنا الخطية ونحن أمامها، ويسوق لنا أمثلة لقديسين سقطوا ثم تابوا مثل داود وشاول الطرسوسي وموسى الأسود. فإذا سقطنا يعرض أمامنا أمثلة لخطاة هلكوا أمثال عخان وعزيا وحنانيا وسفيرة. يقول أحد القديسين: "جيد ألاّ تسقط فإذا سقطت فجيد ألاّ تؤجل التوبة فإذا تبت فجيد ألاّ تسقط أيضاً فإذا لم تسقط فاشكر الله على نعمته". إن الميطانية وهي تعبير عن التوبة، وتمثل حركة الحياة الروحية، عبارة عن نصفين أولهما من أعلى إلى أسفل (نحني ركبنا) والثاني من أسفل إلى أعلى نقف ثم نحني ركبنا. وهي تعني أننا باخطية انحدرنا إلى أسفل وبالرجاء قمنا من جديد، واستعدنا مكانتنا. تذكر قول الكتاب " لا تشمتي ني يا غدوتي إذا سقطت أقوم إذا جلست في الظلمة فالرب نور لي" (ميخا 7 : 8)، ويقول أحد القديسين " لا توجد خطية تغلب محبة الله". نيافه الحبر الجليل الانبا مكاريوس أسقف المنيا وتوابعها
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل