حقيقة القيامة

27 أبريل 2020
Large image

عيد القيامة هو عيد الأعياد، أو غاية وهدف كل المناسبات التي تسبقه. وكل المناسبات التي تلي عيد القيامة نتيجة له. ومع هذه الحقيقة نتكلم عن شواهد ذلك: ولعل الدليل الأول هو مزمور قداس عيد القيامة «هذا هو اليوم الذي صنعه الرب، فلنفرح ونبتهج فيه. آه يارب خلِّص، آه يارب أنقذ. مبارك الآتي باِسم الرب» (مز118: 24-26).
ولكن لماذا ذُكِر يوم القيامة على أنه اليوم الذي صنعه الرب؟! فالله هو صانع كل الأيام، بل كل شيء .. وللإجابة نوضّح الأمور التالية:
1- الله هو مصدر الحياة: لأنه هو مالك الحياة وواهب الحياة، لذلك هو الخالق لكل الكائنات إذ وهب الحياة للجميع، ولكن حين دخل الموت إلى العالم بحسد إبليس نتيجة دخول الخطية إلى العالم بغواية الشيطان لحواء التي أكلت وأعطت رجلها فأكل، ومن خلال هذه المعصية فقد الإنسان الحياة الأبدية والحياة الروحية والعلاقة مع الله، لذلك طُرد من الفردوس وحضرة الله، وقيل في (تك6: 3) «لا يدين روحي في الإنسان لزيغانه هو بشر».. لذلك بعد إتمام الفداء على الصليب وموت الفادي وقيامته في اليوم الثالث، أعلن الحياة الأبدية الغالبة للموت، ولم يَعُدْ للموت سلطان على الإنسان وحياته، لذلك صارت الصيحة «أين شوكتك يا موت؟ أين غلبتكِ يا هاوية؟».. لم يعد للموت سلطان، لذلك نسمّي الموت الآن "انتقال"، وليس نهاية حياة بل استمرار للحياة بصورة مختلفة حتى يوم القيامة حيث تتحد الأرواح بالأجساد، ويقوم الجميع كما ورد في (يو5: 29) «تأتي ساعة يسمع فيها كل مَنْ في القبور صوت ابن الله، والذين يسمعون يُحْيَوْن، فيخرج الذين صنعوا الصالحات إلى قيامة الحياة، والذين صنعوا السيئات إلى قيامة الدينونة».
2- مفهوم الحياة: الحياة المقصود بها الوجود الباعث للحياة، فكل المخلوقات تساهم في الحياة الإنسانية واستمرارها على الأرض، بمعنى أن بعض المخلوقات يستخدمها الإنسان كغذاء كالخضروات والفواكه والخبز والمنتجات البروتينية سواء حيوانية أو نباتية يتغذّى عليها الإنسان لاستمرار الحياة، فوجود هذه المخلوقات يفيد في استمرار حياة الإنسان.. وأيضًا الشمس كطاقة ضوئية وحرارية تفيد في إعطاء حياة للمخلوقات، ويدخل كذلك المعادن بتفاوت أنواعها وقيمتها في اقتصاديات الحياة، إذ تساعد الإنسان كتجارة وصناعة في أن تستمر الحياة بالجسد والروح معًا، مما ينتج عن هذا الاتحاد النفس أي العقل البشري الخلّاق والعاطفة الحاضنة للصغار والضعفاء والحواس التي تتصل بالحياة.. حقًا إنها الحياة عطية الله..
3- قيامة الجسد: وهذا ما نحتفل به من خلال عيد القيامة المجيد الذي أعطانا القيامة أيضًا، وصار الموت فترة مؤقته لراحة الروح في الفردوس وراحة الجسد في القبر «"طوبى للأموات الذين يموتون في الرب منذ الآن". "نعم" يقول الروح: "لكي يستريحوا من إتعابهم، وأعمالهم تتبعهم"» (رؤ14: 13). هذا هو الموقف الآن، لذلك طيلة فترة الخماسين المقدسة تكون التحية "خريستوس آنستي... آليثوس آنستي"، أي "المسيح قام... بالحقيقة قام"، وصارت القيامة في التوبة لأن أجرة الخطية موت ولكن التوبة حياة من موت فتكون قيامة.. هذا نعيشه ليترسّخ في الأذهان لنعرف أن القيامة حقيقة معاشة فلا نخاف الموت...
نيافة الحبر الجليل الأنبا بنيامين مطران المنوفية وتوابعها

عدد الزيارات 737

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل