بركة القيامة فى حياتنا

27 مايو 2020
Large image

البركة الأولي هي أنه لا مستحيل : يبذل الناس جهودهم في كل مجال . فإن وقفوا أمام الله ن كفوا تماماً عن العمل و الجهد ، لأنه لا فائدة . و كان هذا هو شعور مريم و مرثا بعد موت لعازر ، الذي مضي علي موته أربعة أيام ،و قيل ( و قد أنتن ) . فلما أقامه السيد المسيح من الموت ، عرفوا أنه لا مستحيل . و لكن لعازر - بعد أن أقامه المسيح - عاد فمات مرة أخري ، و لم يقم بعد ... أما السيد المسيح - في قيامته - فقد حطم الموت نهائياً . بقيامة أبدية لا موت بعدها ، حتي نظر بولس الرسول إلي قوة هذه القيامة و قال " إين شوكتك يا موت ؟ " لقد تحطم الموت ، و أصبح لا مستحيل ... ولم الناس فقط ، بأن كل شئ مستطاع عند الله ( متي 19 : 26 ) القادر علي كل شئ ، بل أن الرسول يقول " استطيع كل شئ في المسيح الذي يقويني " ( في 4 : 13 ) . قال هذا بعد قوله " لأعرفه و قوة قيامته " ( في 3 : 10 ) . بل إن الكتاب في اللا مستحيل ن يعطينا قاعدة عامة هي : " كل شئ مستطاع للمؤمن " ( مر 9 : 23 ) . إن القيامة أعطت الناس قوة جبارة . و إذ تحطم الموت امامهم ، تحطمت أيضاً كل العقبات ، و اصبح لا مستحيل . و ماذا قدمته القيامة أيضاً ؟ و ما هي بركتها الثانية ؟
2-البركة الثانية هي الشوق إلي الحياة الأبدية : " لي اشتهاء أن أنطلق و أكون مع المسيح ، فذال أفضل جداً ، هكذا قال الرسول ... أكون مع المسيح ، الذي قام ،و صعد إلي السماء ، و جلس عن يمين الله . و قال " إن ارتفعت ، اجذب إلي الجميع " . و قال " أنا ماض لأعد لكم مكاناً .و إن أعددت لكم مكاناً اَتي أيضاً و اَخذكم إلي . حتي حيث أكون أنا ، تكونوا أنتم أيضاً " ( يو 14 : 2 ، 3 ) . و حب الأبدية جعل الناس يشتاقون إلي شئ أكبر من العالم ، و أرقي من المادة ، و أعمق من كل رغبة أو شهوة يمكن أن تنال علي الأرض . و نظر القديسون إلي الأرض كمكان غربة ، و اعتبروا أنفسهم غرباء ههنا ، يشتاقون إلي وطن سماوي ، و إلي حياة أخري ، من نوع اَخر ، و روحاني ، و خالد و مضئ ... اشتاق الناس إلي العالم الآخر ، الموضع الذي هرب منه الحزن و الكاَبة و التنهد ، الموضع الذي لا خطية فيه ، و لا كراهية بين الناس ،و لا صراع ، بل يسوده المحبة و الفرح و السلام و الطهارة ، حيث الخير فقط ، و ينتهي الشر نهائياً .و هذا يقودنا إلي البركة الثالثة للقيامة و هي :
البركة الثالثة للقيامة ، هي تجلي الطبيعة البشرية : في القيامة تنجلي الطبيعة البشرية ، جسداً و روحاً . فمن جهة الجسد ، تقوم أجساد نورانية روحانية ، لا فساد فيها ، لا تتعب ، و لا تجوع ، و لا تعطش ، و لا تمرض و لا تنحل . تكون كملائكة الله في السماء ، بل تقوم علي "شبه جسد مجده" . ما أروع هذا التجلي ، الذي تمجد فيه الطبيعة البشرية ، و يعيد إلينا صورة جبل طابور. أما الروح فتدخل في التجلي أيضاً ، و ترجع كما كانت في البدء " صورة الله و مثاله ، في نقاوة لا يعبر عنها .
قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث
عن كتاب تأملات في القيامة

عدد الزيارات 1061

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل