عيد حلول الروح القدس

02 يونيو 2020
Large image

عيد حلول الروح القدس هو احتفال بتذكار ميلاد كنيسة العهد الجديد. وهو أحد الأعياد السيدية الكبرى التي فيها حقّق الرب وعده لشعبه «لأنَّ هذا هو العَهدُ الّذي أعهَدُهُ مع بَيتِ إسرائيلَ بَعدَ تِلكَ الأيّامِ، يقولُ الرَّبُّ: أجعَلُ نَواميسي في أذهانِهِمْ، وأكتُبُها علَى قُلوبهِمْ، وأنا أكونُ لهُمْ إلهًا، وهُم يكونونَ لي شَعبًا» (عب8: 10).وفي احتفالنا بعيد العنصرة نحن نحتفل بتذكار نوالنا لموعد الآب الذي هو روحه القدوس. ومن جهة إيماننا بعمل الروح القدس في الكنيسة فإننا نؤمن بـ...1- إن حلول الروح يوم الخمسين أو عند نوال سر المعمودية هو حلول مواهب وليس حلولًا أقنوميًا كالحلول الذي حدث بعد بشارة الملاك لأمنا العذراء مريم، لكي ما يولد منها الله الكلمة بصورة فريدة لم تتكرر مرة أخرى.2- كما نؤمن بالحلول المتكرِّر للروح القدس على الخدام لكيما يعينهم ويرشدهم، فنحن نؤمن أنه من خلال الأسرار يمكننا أن ننال مواهب الروح القدس.3- وأخيرًا نؤمن أن عمل الروح القدس لا يستطيع إنسان أن يوقفه، فالروح لا يوقفه إلّا خطايانا، ومن خلال التوبة والاعتراف يمكننا أن نجدد عمل الروح داخلنا. أمّا عن يوم الخمسين..1- فقد كان الجميع معا بنفس واحدة: فوحدانية القلب هي سر انسكاب الروح القدس وسر قوة الكنيسة، وأكثر ما يتعب الكنيسة هو التفرُّق والتشيُّع والنقد والهجوم، لذلك يجب أن تحرص الكنيسة دائمًا ليكون أولادها واحدًا في الفكر وفي الهدف وفي السلوك وفي المنهج. لذلك فأول طلبات الكنيسة في صلوات القداس الإلهي بعد حلول الروح القدس هي من أجل وحدانية القلب "وحدانية القلب التي للمحبة فلتتأصل فينا"، كما نصلي في القداس الباسيلي قائلين: "اجعلنا مستحقين كلنا يا سيدنا أن نتناول من قدساتك، طهارة لأنفسنا وأرواحنا وأجسادنا، لكي نكون جسدًا واحدًا وروحًا واحدًا، ونجد نصيبًا وميراثًا مع كافة قديسيك".2- في يوم الخمسين كان الجميع مجتمعين في مكان واحد: وهو العلية الخاصة ببيت القديس مرقس كاروز كنيستنا الفبطية، والاجتماع في مكان واحد من أجل الصلاة والعبادة هو أمر أشار إليه الكتاب لكي ينبهنا أننا ككنيسة لا يجب أن نتشيع ولا يجب أن ينتهج كل منا منهجًا خاصًا، بل يجب أن يكون لنا جميعًا كأبناء للكنيسة منهج واحد وتعليم واحد وإيمان واحد.3- وفي يوم الخمسين كانت هناك ألسنة نارية: والألسنة إشارة إلى قوة الكلمة، وهي نارية إشارة إلى عمل الروح القدس في التطهير. وكانت هذه الألسنة هي إتمام نبوة يوحنا المعمدان «أنا أُعَمِّدُكُمْ بماءٍ للتَّوْبَةِ، ولكن الّذي يأتي بَعدي هو أقوَى مِنّي، الّذي لَستُ أهلًا أنْ أحمِلَ حِذاءَهُ. هو سيُعَمِّدُكُمْ بالرّوحِ القُدُسِ ونارٍ» (مت3: 11)، ولكنها كانت المرة الوحيدة لمعمودية الروح والنار لأن خدمة الكهنوت لم تكن قد انتظمت بعد، ومن بعد هذا اليوم التزمت الكنيسة بمعمودية الماء والروح التي أعطاها الرب لخدام سر الكهنوت كما ذكر يوحنا «أجابَ يَسوعُ: الحَقَّ الحَقَّ أقولُ لكَ: إنْ كانَ أحَدٌ لا يولَدُ مِنَ الماءِ والرّوحِ لا يَقدِرُ أنْ يَدخُلَ ملكوتَ اللهِ» (يو3: 5).
نيافة الحبر الجليل الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح وشمال أفريقيا

عدد الزيارات 1148

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل