ما هي الخدمة روحيًا 2

17 يونيو 2020
Large image

2- الخدمة عطاء للكل:-
الخدمة هي طبيعة عطاء عند الخادميفعل ذلك بلا تغصب, ولا يضغط على إرادته لكي يخدم بل يفعل ذلك بتلقائية وبحكم طبيعته مثلماالشمس من طبيعتها أن تعطى حرارة ونورًا, وتعطى ذلك للكل بلا تمييز ومثلما الشجرة من طبيعتها أن تعطى ظلًا أو زهرًا أو ثمرًا, وللكل وأيضا مثلما الينبوع من طبيعته أن يعطى ماءًوريًا, وللكل هكذا الخادم من طبيعته أن يعطى حبًا وتعليمًا وافتقادًا ومواساة ومعونة وللكل يعطى لكل أحد, في كل مناسبة,وفي كل مكان في البيت في محيط الأسرة, وفى محيط الدراسة أو العمل, وفي الكنيسة, وفي النادي, وفي كل مكان إنه كسيده "يجول يصنع خيرًا" (أع 10: 38) كل إنسان يقابله في الحياة,أو كل إنسان يلقيه الله في طريق حياته, يحاول -ولو بطريق غير مباشر- أن يعمل معه عملًا يقربه إلى الله بالأكثر.
الخدمة إذن هي خير متحرك هي خير متحرك نحو الناس, يدفعهم إلى الله, بكل الطرق: بكلمة منفعة, أو بركة, أو معونة يتحرك بها قلب الخادم نحو سائر القلوب حيثما يلتقي بهم ذاته ليست ثمينة عنده وهو لا يركز عليها, إنما يبذلها بذلًا لأجل خير الناس..
3- الخدمة هي غذاء روحي:-

غذاء يقدمه الخادم لأرواح مخدوميه, ليشبعهم بكلمة الله الصالحة حسبما قال الرب "يا ترى من هو الوكيل الأمين الحكيم الذي يقيمه سيده على عبيده, ليعطيهم طعامهم في حينه" (لو 12: 42) يعطيهم وجبة دسمة, من الكتاب والتأملات وسير القديسين,ومن التراتيل والألحان بل ومن اللاهوت والعقيدة كل ذلك في أسلوب روحي مبسط محبب للنفس, ويربطهم بالله وبصفاته الجميلة ولعل سائلًا يسأل كيف يستطيع الخادم أن يقدم وجبة روحية دسمة لأولاده, في ساعة واحدة كل أسبوع؟
والجواب: هو أن التأثير الروحي لا يرتكز على طول الوقت, وإنما على قوة الكلمة الكلمة الروحية الصادرة من إنسان روحي, يتكلم روح الله من فمه أو كلمة الله القوية الفعالة, التي شبهها الكتاب بسيف ذي حدين (عب 4: 12) إن كلمة واحدة سمعها الأنبا أنطونيوس في الكنيسة, غيرت حياته كلها, وصارت سببًا في إيجاد حياة ملائكية في الكنيسة كلها الخدمة لا يعوزها الكلام الكثير, إنما الكلام الروحي المؤثر. الكلام الذي يحمل قوة الروح, القوى في إقناعه وفي تأثيره, والذي يدفع إلى التنفيذ. أما الخدمة التي لا تأثير لها ولا روح, فإنها تشبه بِذارًا فقدت أجنتها والمطلوب هو الخدمة التي تدخل إلى العمق, وتحرك القلب, وتعمل عملًا, وتكون لها قوة دافعة..
4- الخدمة هي غيرة مقدسة:-
هي شعلة من النار داخل القلب, تجعله ملتهبًا بمحبة الناس, والسعي إلى خلاصهم بحيث لا يهدأ إلا إذا استطاع توصيلهم إلى الله وكما يقول المرتل في المزمور "غيرة بيتك أكلتني" وكما قال القديس بولس الرسول "من يعثر وأنا لا ألتهب؟!" (2كو 11: 29) فالذي يحب الناس, وتملكه الغيرة لأجل خلاص نفوسهم, لا تتقيد خدمته بمجموعة معينة, بل يحب الكل ويضع أمامه قولالرسول: "صرت للكل كل شيء, لأخلص على كل حال قومًا" (1كو 9: 22) الراعي الصالح (يو 10: 11, 14) وهو الذي قال "أنا أرعى غنمي وأربضها وأطلب الضال, وأسترد المطرود, وأجبر الكسير, وأعصِب الجريح" (حز 34: 15, 16) وعنه قال داود النبي "الرب لي راعٍ, فلا يعوزني شيء" (مز 23) وأنه تنازل من الله أن يشركنا معه في العمل وفي الاهتمام بأولاده إنه قادر أن يقوم وحده بعمل الرعاية والاهتمام. ولكنه من فرط تواضعه منحنا أن نعمل معه في هذا المجال, تبارك اسمه واستطاع بذلك القديس بولس الرسول أن يقول عن نفسه وعن زميله أبلوس "نحن عاملان مع الله" (1كو 3: 9) ومن هنا كانت الخدمة هي شركة مع الروح القدس الروح القدس هو الذي يعمل لبناء الملكوت, ونحن مجرد آلات في يديه يعمل فينا, ويعمل معنا يعطى كلمة للمتكلمين, ويعطى تأثير للسامعين وما الخادم سوى أداة في يد الروح أما إذا كانت الخدمة مجرد عمل بشرى, فإنها باطلة بلا نفع لذلك نقول عن العظة نسمع كلمة الرب من فم (فلان)لأنه حسب قول الرب "لستم أنتم المتكلمين بل روح أبيكم الذي يتكلم فيكم" (مت 10: 20). ولذلك ما أجمل ما قيل عن كل رسالة من الرسائل المقدمة إلى الكنائس السبع التي في آسيا "من له أذنان للسمع فليسمع ما يقوله الروح للكنائس" (رؤ 2: 3) ونحن نفرح بعبارة "ما يقوله الروح"إنها تعطى معنى للخدمة هو الخدمة هي جسر بين الله والناس.
قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث
عن كتاب الخدمة الروحية والخادم الروحي

عدد الزيارات 1004

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل