ما هي الخدمة روحيًا 3

24 يونيو 2020
Large image

5- الخدمة هي جسر بين الله والناس:-
ليتك تكون جسرًا صالحًا في خدمتك, توصل ما يقوله الروح الخدمة هي جسر يوصل الناس بالله, أو جسر تنتقل عليه عطايا الله إلى الناس فالخادم الوحي هو الذي يأخذ من الله ليعطى تلاميذه لا يعطى من ذاته. لأن الرب أمر أن لا تقدم على المذبح نار غريبة, بل النار المقدسة التي نزلت من عند الله الخدمة تُشَبّه بسلم يعقوب الواصل بين السماء والأرض هذا الذي قيل عنه إن ملائكة الله صاعدة ونازلة عليه (تك 28: 12) صاعدة بطلبات الناس, ونازلة بالاستجابة من عند الله ألم يقل الرب: "اسألوا تعطوا" (مت 7: 7) هنا الخدّام في خدمتهم كملائكة الله في السماء يرفعون صلواتهم إلى السماء, لكي يعطيهم الله كلمة عند افتتاح أفواههم" (أف 6: 19) ومن سلم يعقوب تنزل إليهم الكلمة التي يقولونها لأولادهم وتلاميذهم وهم في ذلك يتشبهون بالملائكة.
6- فالخدمة هي عمل الملائكة والرسل:-
هكذا قال القديس بولس الرسول عن الملائكة "أليسوا جميعًا أرواحًا خادمة, مرسلة للخدمة لأجل العتيدين أن يرثوا الخلاص" (عب 1: 14) وقال عن نفسه وعن سائر الرسل إن الرب "أعطانا خدمة المصالحة إذن نسعى كسفراء للمسيح, كأن الله يعظ بنا نطلب عن المسيح تصالحوا مع الله" (2كو 5: 18, 20).
7- الخدمة هي دين علينا:-
الخدمة هي جزء من الدين الكبير الذي علينا من نحو الكنيسة التي ربتنا وعلمتنا, وأرشدتنا إلى طريق الله, وأعطتنا روح الخدمة. وعلينا أن نخدمها كما خدمتنا بل أن الخدمة دين علينا نحو الله نفسه, الذي أحبنا كل الحب, ومنحنا أن نعرفه, وعلمنا طرقه وعلينا أن نحبه بالمثل, ونظهر هذا الحب من نحو أولاده الذين تركهم وديعة في أيدينا ولذلك نخرج بنتيجة هامة وهى أن الخدمة واجب.
8- الخدمة واجب:-

إنها واجب روحي على كل إنسان كل إنسان يحب الله ويحب الناس, لابد أن يخدم إنه لا يستطيع أن يرى أناسًا يهلكون أمامه, بينما يقف صامتًا مكتوف اليدين كذلك الذي اختبر محبة الله له, يجد دافعًا داخليًا يدفعه إلى الحديث عن محبة الله المرأة السامرية لما عرفت المسيح, ذهبت مباشرة لتخبر الناس وتحدثهم عنه قائلة "تعالوا وانظروا" (يو 4: 29) فتحولت ليس فقط من خاطئة إلى تائبة, بل بالأكثر إلى إنسانة كارزة, تحبالمسيح, وتُحَدِث الناس عنه وحدث مثل هذا الأمر مع كثيرين من الذين شفاهم المسيح, فجالوا في كل مكان يتحدثون عنه كل إنسان إذن يمكنه أن يخدم, ولكن حسب تنوع المواهب هناك من يخدم في مجال الفقراء وعمل الرحمة, وآخر يخدم المرضى, وثالث يخدم في حل مشاكل الناس, ورابع يخدم في مجال التعليم, إن أذنت له الكنيسة بذلك وخامس يخدم عن طريق القدوة الصالحة أما الذي لا يخدم, فهو إنسان مقصر في واجب مفروض عليه في حدود إمكانياته هو مقصر في حق إخوته فإن قصرت في الخدمة أو امتنعت عنها, ينبغي أن تعترف بذلك أمام أبيك الروحي. لأن تقصيرك في الخدمة, يدل على أن محبتك غير كاملة نحو الآخرين ونحو الله وملكوته وأولاده.
9- الخدمة أمانة ووزنة ومسئولية:-
إن الأولاد الذين تركهم الله أمانة في أعناقنا، فسوف يسألنا عنهم واحدًا فواحدًا ماذا فعلنا في بنيانهم الروحي الخدمة إذن مسئولية أمام الله والكنيسة ومسئولية خطيرة وفي خطورتها أقول الآتي اعلموا أنا الخادم منكم، ربما يكون المصدر الوحيد لتعليم الدين في هذه الفترة من حياة تلاميذه ربما لا يجدون في البيت ولا في المدرسة ولا في المجتمع مصدرًا آخر يغذيهم روحيًا وكذلك الكنيسةتركت هذه المسئولية إليكم، لتقوموا بها، واعتمدت عليكم في ذلك فإن لم يجد الأولاد الغذاء الروحي في الكنيسة على أيدي خدامها، فقد تضيع حياتهم بسبب إهمال الخدام!! إذن مصير الحياة لهذا النشء لهذا الجيل الصاعد تتوقف على مدى أمانة الخدام هل سيشعلون قلوبهم بمحبة الله، ويملأون عقولهم بالمعرفة الدينية السليمة، أم سيخرجونهم فارغين، تقف أرواحهم إلى الله من الفراغ الذي عاشوه، لأن مدرسيهم في التربية الكنسية لم يهتموا بهم ترى هل سيقول الله للخادم "نفس تؤخذ عوضًا عن نفس" وذلك حين يحاسب الخادم قائلًا له "أعطني حساب وكالتك" (لو 16: 2) قفوا إذن بخوف أمام الله. وتذكروا باستمرار أن الخدمة ليست مجرد نشاط، إنما هي مسئولية هي وزنة لابد أن نقدمها لله بربحها (مت 25).
10-الخدمة أمانة ووزنة ومسئولية:-
إن الأولاد الذين تركهم الله أمانة في أعناقنا، فسوف يسألنا عنهم واحدًا فواحدًا ماذا فعلنا في بنيانهم الروحي الخدمة إذن مسئولية أمام الله والكنيسة ومسئولية خطيرة وفي خطورتها أقول الآتي اعلموا أنا الخادم منكم، ربما يكون المصدر الوحيد لتعليم الدين في هذه الفترة من حياة تلاميذه ربما لا يجدون في البيت ولا في المدرسة ولا في المجتمع مصدرًا آخر يغذيهم روحيًا وكذلك الكنيسةتركت هذه المسئولية إليكم، لتقوموا بها، واعتمدت عليكم في ذلك فإن لم يجد الأولاد الغذاء الروحي في الكنيسة على أيدي خدامها، فقد تضيع حياتهم بسبب إهمال الخدام!! إذن مصير الحياة لهذا النشء لهذا الجيل الصاعد تتوقف على مدى أمانة الخدام هل سيشعلون قلوبهم بمحبة الله، ويملأون عقولهم بالمعرفة الدينية السليمة، أم سيخرجونهم فارغين، تقف أرواحهم إلى الله من الفراغ الذي عاشوه، لأن مدرسيهم في التربية الكنسية لم يهتموا بهم.ترى هل سيقول الله للخادم "نفس تؤخذ عوضًا عن نفس" وذلك حين يحاسب الخادم قائلًا له "أعطني حساب وكالتك" (لو 16: 2) قفوا إذن بخوف أمام الله وتذكروا باستمرار أن الخدمة ليست مجرد نشاط، إنما هي مسئولية هي وزنة لابد أن نقدمها لله بربحها (مت 25).
11- الخدمة هي قدوة وتسليم:-
الخدمة هي تسليم، أكثر من التعليم هي تسليم الحياة لآخرين، تسليم الصورة الإلهية لهم، تسليم النموذج الحي فالخادم هنا، هو وسيلة إيضاح للحياة الروحية السليمة بكل فضائلها الخدمة إذن هي المدرس، قبل أن تكون الدرس هي حياة تنتقل من شخص إلى آخر، أو إلى آخرين هي حالة إنسان ذاق حلاوة الرب، ويذيقه لآخرين قائلًا "ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب" (مز 34: 8) أنها حياة تسري من روح كبيرة إلى أرواح أخرى أو هي حياة إنسان امتلاءبالروح القدس، ففاض من امتلائه على غيره ليس الأولاد محتاجين كثيرًا إلى مدرس يملأ عقولهم كلامًا ويحشوها أفكارًا، بل يحتاجون إلى قلب نقي ملتصق بالله، يوصلهم إلى الله ويشفع فيهم عنده هم محتاجون إلى قدوة يحاكونها، ويرون فيها المسيحية الحقة المُنقذة عمليًا وربما يكون هناك مدرس في مدارس الأحد، ليس فصيحًا كما يجب، ومعلوماته ليست كثيرة، ولكنه يؤثر كثيرًا في الأولاد مجرد منظره يغرس فيهم محبة الله، طريقة كلامه، طريقة معاملاته، أسلوبه الروحي، ملامحه الوديعة الهادئة البشوشة، كل ذلك يعلمهم عن الدين أكثر من الدروس هم يرون صورة الله فيه فيحبون الله الذي يعمل في حياته ويحبون أن يصيروا مثله، وأن تكون حياتهم كحياته إن الأولاد يحبون التقليد، فكونوا نماذج صالحة أمامهم وأعلموا أن روحياتهم أكبر من روحياتكم، وقلوبهم أكثر صفاء، ومبادئهم أسمى هم صفحات بيضاء في فترة طفولتهم، لم يكتب فيها العالم بعد شيئًا رديئًا يحتاجون إلى مستوى عالٍ لكي ينفعهم والسيد المسيح حينما قال "إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأطفال، فلن تدخلوا ملكوت السموات" (مت 18: 3) لم يقصد إن لم تصغروا وتصيروا مثل الأطفال، وإنما إن لم تكبروا (في براءتكم) وتصيروا مثل الأطفال فإن لم تكونوا قدوة لهم، فعلى الأقل لا تكونوا عثرة هم -ببساطتهم- يقبلون كل ما يصدر منكم، ويصدقون ما تقولونه لهم فليكن كلامكم هو الحق والبر الذي ينتظرون معرفته ويتوقعون أنكم تنقذونه أما عن العثرة -في التعليم أو الحياة- فقد قال عنها الرب "من أعثر أحد هؤلاء الصغارفخير له أن يعلق في عنقه حجر الرحى، ويلقى في البحر" (مت 18:6) وبسبب القدوة الصالحة، يوجد ما يسمى بالخدمة الصامتة التي يقدم فيها الإنسان تعليمًا حتى دون أن يتكلم يتعلم الناس من حياته دون أن يعظ بل هو نفسه العظة أما الذي لا يقدم عظة بحياته، فكلامه عن الخدمة باطل، فكلامه عن الخدمة باطل، ولا يأتي بثمر إنه مجرد صنج يرن.
قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث
عن كتاب الخدمة الروحية والخادم الروحي

عدد الزيارات 1175

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل