العَذْرَاء مَريَمُ كليَّة الطهْرُ

21 أغسطس 2020
Large image

رؤية آُبائية
الكنيسة الأرثوذكسية لا تجعل من علم المريميات Μαριολόγυ موضوعًا عقائديًا مستقلاً
بذاتو بل يظل متكاملاً مع لرموع التعليم الدسيحي القائم على أساس ال ) Χριστολόγυ )
متأثرًيا كثنًًا بالتعليم عن الريوح القدس ) πνευματολογία ( من خلال التدبنً مريتبطًا بشدة
بحقيقة التعليم عن الكنيسة ) Εκκλησιολόγυ .)
لذلك نظريتنا إلى العذراء القديسة في كل شيء لا تتخذ كامل معناىا إلا من خلال سري الخلاص
والتجسد الإلذي، فتقليدنا الكنسي لا يعتبرىا أبدًا موضوعًا مستقلاً وقائمًا بحدّ ذاتو، بل يرياىا
دائمًا من خلال دورىا في تدبنً الخلاص.
وإن كان تقليدنا برُيمّتو يتضمن مدائح وتكرييم وثيؤطوكيات لكنو في الوقت نفسو لم يحسبها
موضوع بحث نظريي خاص يُدرّس بحد ذاتو، أو مسألة عقائدية مستقلة. فالآباء الأولون تكلموا
عنها في سياق الدناسبات والتفاسنً والكتابات والليتورچيات من أجل ارتباطها بالخطة الإلذية
للخلاص، بعد أن خدمت خلاص البشري وتم بواسطتها قصد الله القديم، وأجابت بإرادتها الحرية
)ىوذا أنا امَة الريب، ليكن لي كقولك( في تذكار البشارة الدسمىَ في الليتو رجية )رأس خلاصنا(.
قبلت غنً المحوي في بطنها، ومن قِبَل تذريتها أدرك الخلاص جنسنا، وأشريق لنا منها شمس البِر،
قدمتو لنا لزمولاً على ذراعيها، ولدتو بإتحاد بغنً افتراق، ولدتو كالنبوة بغنً زرع ولا فساد،
وبقيت عذراء بعد الولادة وبتوليتها مصونة بأمري عجيب، فهي ق بُّة وقدس أقداس، وتابوت
مصفح بالذىب من كل ناحية، صارت أمًا لله، عمانوئيل ابن العلي، وقد ثبَّت لرمع أفسس
) مٖٔٗ( مسكونيًا لقب "والدة الإلو الثيؤطوكوس" ىذه التسمية ذات الواقع اللامتناىي.
فالكنيسة الأرثوذكسية نادرًا ما تريسمها وحدىا بل جالسة عن منٌ الدلك حاملة دومًا ابنها الإلذي
بنٌ ساعديها ومتوَّجة كملكة، ىي أعلى من الشاروبيم وأجَلّ من السنًافيم؛ لأن الآب تطلع
من السماء ولم يجد من يشبهها، فأرسل وحيده أتى وتجسد منها، غنً الدنسة العفيفة قبلت
بإرادتها الحرية وىي نذيرية الذيكل أن يَفِد إليها الابن الوحيد، فصارت الشريط البشريي الدباشري
والدوضوعي للتجسد، والدكان الحي حيث سكن العلي في بطنها، ودُعيت سماء ثانية جسدانية،
وصارت أيقونتها ىي أيقونة التجسد، واسمها ولقبها صار يحوي سري التدبنً الإلذي للخلاص،
بإسهام إمانها وطاعتها وطهارتها وفقريىا ونذرىا وتكرييسها وإرادتها، وبواسطتها أصلحنا الله مرية
أخريى من قِبَل صلاحو، فأخذ الدسيح وجو إنسان، وارتبطت ىي بو ارتباطًا عضويًا، ارتباطًا
فرييدًا مع شخص كلمة الله الذي اتخذ جسدًا من جسدىا، وأراد أن يكون ابنها بالدعنى الكامل
للكلمة.
إنها العَجنة والسماء والأرض، والنسل الجديد، حواء الثانية أم كل حي، حَجْلة الريب الدتسريبلة
بالشمس، مدينة الله التي قيل عنها أعمال لريدة، لأنها أرفع وألرد بغنً قياس من كل الطغمات،
وىي وحدىا البرئية التي استحقت أن تكون الأم والعبدة، الأم الدائمة البتولية، الأم والعذراء،
عظمت الريب فأزىريت وأوسقت تذرًيا، وابتهجت بالله لسلصها ففاح عنبرىا بوحدانية لا يُنطق بها،
ونضح الحبور عليها في الريوح القدس فنادت في أرضنا وأينعت لنا تذرية الريوح، حبلت بالفريح
وولدت بالفريح، وىي يُنبوع الحياة الفائض الذي نبعت لنا منو نعمة اللاىوت، فصارت عنبرًا
لستارًا ومامة عقلية وسبب فريح وخلاص وعتق ونجاة وفخري وشفاء وكريازة وكريامة وثبات ورفعة
وقوة كل من يتشفع بها.
ففي رقادىا أيضًا ما أهملت العالم وما تريكتو لأنها الشفيعة الدؤتدنة التي تستر العالم بجناحيها
وتحريسو بزنارىا، وىي قوية في الحريوب، ناظرية إلينا من الدواضع العلوية، تريفع ألحاظها وتوصينا
تريعًا )مهما قال لكم ابني تفعلوا( ونحن نقول لذا )الفريح لكِ يا والدة الإلو مرييم أم يسوع
المسيح.
القمص أثناسيوس چورچ

عدد الزيارات 922

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل