العاطفة والإعجاب

31 أغسطس 2020
Large image

الإعجاب..!
حيرة شاب...
" إني معجب بها من أول مرة رأيتها، وأشعر نحوها بعاطفة رقيقة، وأودّ لو أرتبط بها مستقبلا... وكنّي لست أدري: هل هي مرتبطة بشخص آخر؟ أود لو كانت هي أيضاً تبادلني نفس المشاعر... ولكن كيف أتأكد من ذلك؟ لماذا لا اسألها غداً بعد انتهاء المحاضرة..؟ّ "
وقلق شابة...
" إنه حقاً شخصية جذّابة، فلم يحدث من قبل أن شُغِلتُ بشاب مثلما شُغِلتُ به، ولم يسبق لي أن جذب أحد انتباهي، أو استأثر بتفكيري مثلما فعل هو... حقاً إنه يكبرني سنّاً، ولكن ما المانع من أن أتزوج أستاذي في الجامعة؟ لقد حدث ذلك مع كثيرات غيري... ولكنني –للأسف- غير متأكدة من أنه يشاركني نفس المشاعر، حقاً إنه يعرف اسمي ولكن لا أظن أن هذا يكفي..! إني في حيرة من أمري...!!"
كثيرا ما يحدث انجذاب إلى شخص من الجنس الآخر، وقد لا يكون انجذاباً من النوع الحسّي، إذ كثيراً ما ينجذب الفرد إلى شخصية الآخر، حيث يُعجَب بأسلوبه في التفكير والحديث ومعالجة الأمور، أو قد يُعجب برد فعله في موقف ما، أو قد يكون الإعجاب مزيجا من الانجذاب العقلي والعاطفي والجسدي بآن واحد.
حاول تقييم إعجابك:
ينبغي هنا أن ننظر إلى الأمر من الوجهة الإنسانية، ثم من وجهة النظر الروحية، وليجلس كل شاب وشابة مع نفسه، للإجابة على التساؤلات التالية:
التقييم الإنساني للتعلق العاطفي:
• لماذا أعجبت به (بها) بالذات ؟
• في أي مرحلة أنت من مراحل النمو النفسي والاجتماعي ؟
• ما هدف هذا الإعجاب في رأيك؟ وماذا أنت مُزمِع أن تفعل إن وجدت هذا الإعجاب مُتبادلاً ؟
• على أي مقياس بَنيتَ إعجابك؟ هل على المقياس العقلي أم على المقياس العاطفي؟
• هل تهدف إلى مزيد من توطيد العلاقة؟ وماذا سيكون في نظرك شكل العلاقة؟
• هل تفكّر في الصداقة أم في الارتباط؟ وإلى أي مدى أنت مستعد للزواج؟
• هل تعرف أبعاد علاقة الصداقة وإمكانية تطورها إلى أمور أخرى ؟
• هل ترى أن هذا الشخص يصلُح شريكا لحياتك؟ وهل تظن أن الاختيار للزواج يتم بمثل هذه السرعة؟
• ألست معي في أن الإبطاء في الاختيار يوسِّع مجال الاختيار، ويعطي فرصة أكبر لاختيار الشخص المناسب؟
• هل تعرف طباع هذا الشخص وإمكانية توافُقه معك، أم ما زلتَ منبهراً به دون الدخول إلى عمقه؟
التقييم الروحي للتعلق العاطفي:
• ما موقفك من الجنس بوجه عام؟ ، ما نوع نظرتك إلى الجنس الآخر؟
• ماذا يُرضيك في الجنس الآخر؟ وعن أي شيء تبحث وأنت تتعامل مع الجنس الآخر؟
• لماذا لا تكون علاقاتك بالجنس الآخر علاقة عادية، حتى لا تَحِدّ من انطلاق قدراتك النفسية والروحية؟ لماذا لا تستفيد من تعامُلك بتلقائية مع الجنس الآخر لتنمية شخصيتك؟
• أين أنت من الله؟ هل بدأت الطريق الروحي؟.. إن الدخول في علاقة عاطفية قبل بداية الحياة الروحية يجعل تقييم الأمر مختلفاً تماماً..
• هل حدّدت أهدافك في الحياة؟ وهل تغيّرت هذه الأهداف لتصير أهدافاً روحية؟
• هل تعتقد أن الله يدبّر كل حياتك؟ وأن اختيار الشريك المناسب يهم الله وأنه يهتم به جداً؟
• هل تؤمن بتسليم الأمر لإرادة الله لكي يختار لك شريك الحياة، حيث أن هذا الأمر روحي لا جسدي، لأنه سوف يؤثر على الحياة الروحية تأثيرا إيجابياً أو سلبياً؟؟.
• هل تضمن عدم تغيّرك أو تغيّر الطرف الآخر؟.. استمع إلى خبرات السنين من أناس بدءوا بالتعلق العاطفي بلا وعي، ثم اندفعوا نحو الزواج دون تعقّل.
الإعجاب وأحلام اليقظة:
من المفيد لنا كشباب، أن نضع حدّاً فاصلاً بين الحقيقة والخيال، كما ينبغي أن يكون تفكيرنا موضوعياً واقعياً دون أن نسترسل في أحلام اليقظة...
" أنا معجب بها، وارسم أحلاماً وخيالات حولها، وأرتّب أحداثاً على أحداث... فقد خطبتها، وخرجنا معاً في نزهة رائعة.. وقد تزوجنا وعشنا معاً في بيتنا البهيج، وقد...، وقد...، وإذا بي أجد نفسي وقد عُدتُ إلى الواقع، وإذا بأحلامي تتبخّر.. لقد رأيتها مرة واحدة في إحدى الرحلات، ولا أعرف سوى اسمها..!!".
إننا كثيراً ما نحاول أن نهرب من الحقيقة، ولا نريد أن نواجه الواقع، وبدلاً من ذلك نحاول أن نفتح مجالاً نستمتع فيه بتحقيق رغباتنا، ولو بصورة وهمية.
وكثيرا ما نجد حالات تعلّق عاطفي من طرف واحد، حيث يفسَّر الشاب مثلاً تصرفات الفتاة تفسيراً يخدم رغباته الخاصة..فإذا ابتسمت، يتّخذ من ذلك دليلاً على أنها متعلّقة به عاطفياً..! وإذا سألته عن محاضرة سابقة يعتبر أنها تريد أن تُوجد مَداخل للحديث معه..! فإذا به يتعامل معها على هذا الأساس..!.
الإعجاب بين الواقع والخيال:
إنه لأمر طبيعي أن يُعجب الفرد بآخر من غير جنسه، فالميل الجنسي الهادف إلى التكامل مِنْحة وهبها الله لطبيعتنا البشرية حتى يمكن من خلالها أن يتحقّق بين الشاب والشابة الاستحسان المتبادل، ثم الإعجاب المتبادل، فالاقتناع العقلي، ومن ثم نشوء الحب اللازم للاختيار الزوجي والذي يدعّمه مزيد من التفاهم بين الشريكين.
ولكن يمكن أن تتحرك الأحداث في غير إطارها الإنساني والروحي السليم.. فقد يبدأ الفرد بالإعجاب ثم تطغى العاطفة على العقل، فيرى الواحد فيمن يُعجَب به ملاكاً بلا أخطاء، ويراه في غاية الجمال واللطف، ومُنزّهاً عن العيب. بالطبع لا يوجد ذلك الإنسان الكامل الذي هو ( هي ) في غاية كل صفة من الصفات الإنسانية إلا في نظر شخص يُقيّم الأمور مدفوعاً بالعاطفة المتأجّجة التي تتجاهل كل الأخطاء والعيوب..!.
وحينما تشتعل العاطفة فلن يسأل الفرد عن مدى التناسب فيما بينهما، وتتصاعد الرغبة في الارتباط " بالآخر" بأي شكل من الأشكال، سواء كان مناسباً لظروفهما الاجتماعية والعائلية والاقتصادية أم غير مناسب، وقد يتغاضى الفرد عن كل الاعتراضات، ويُسهِّل كل العقبات، متطلّعاً بشغف لأن " يحصل " على " الآخر" دون أن يدرك من "الآخر" سوى القشرة الخارجية، فلا يحاول الدخول إلى أعماقه..
وماذا تكون النتيجة؟.
النتيجة علاقة عاطفية قد تؤدّي إلى زواج غير متناسب، بعده يستيقظ كلا الشريكين من نومهما العميق، حينما تتصادم الإرادتان، وتتنافر الرغبات، وتختلف الآراء، ويبدأ الصراع والتجريح..!.
أين كان العقل وأنتما هائمان بالعاطفة العمياء كلّ نحو الآخر؟.. وهل الزواج مجرد عاطفة وجسد؟ أم هو كائنان عاقلان متوافقان متناسبان متناغمان، يعزفان معاً لحناً واحداً بلا نشاز؟ وهل يتوافق بعد الزواج من لم يتأكّدا من انسجام طباعهما قبل الزواج ؟ وهل تكفي العاطفة المشتعلة وحدها لتكوين كيان زوجي ناجح؟؟.
العاطفة وحدها تخدع الفرد حتى ليظن أن من أعجب به، ربما من النظرة الأولى، يصلح شريك حياة، وربما يظن أن كلاّ منهما قد خُلق لأجل الآخر..!
إعجاب ومجازفة!
كم من شباب أضاعوا أوقاتاً مهمة من عمرهم من أجل تعلّق زائف غير واقعي من طرف واحد..
وكم من شباب اندمجوا في علاقات متبادلة مع الجنس الآخر، أضاعوا فيها سنوات كان يمكن الاستفادة بها في أداء أعمال مفيدة، ولم ينفع الندم بعد أن اكتشف كلّ منهما أن الآخر لم يكن يصلح له شريكاً، وأن علاقتهما كانت تحدياً للعقل والواقع، وإهداراً لحياتهما الروحية.
إن فترة الشباب هي أغنى أوقات العمر إذا استثمرها الفرد في التحرك نحو النضج العقلي والعاطفي والاجتماعي والروحي..
لكن – للأسف – يوجد شباب كثيرون أصابهم القلق والتوتّر العصبي، والأرق ( قلة النوم )، وفقدان شهية الطعام من شدّة الحيرة بسبب رغبات لم تتحقّق، مما يؤدي أحياناً إلى الفشل الدراسي.
لكن يوجد شباب لم يفشلوا دراسياً ولكنهم بسبب التعلّق الشديد بشخص من الجنس الآخر، تعطّل نموهم النفسي لأنهم بدلاً من أن يستفيدوا بتلك المرحلة الجوهرية من حياتهم في الانفتاح على مجالات الحياة المختلفة، والنمو العقلي بالثقافة البنّاءة، والنمو العاطفي بالتفاعل مع الآخرين بلا تخصيص ولا تركيز على شخص محدّد..
بدلاً من كل ذلك حاصروا أنفسهم بعواطف متقلّبة شاردة، وركّزوا عقولهم في البحث عن إرضاء الدوافع الأنانية، وهكذا تحوّلت العاطفة عندهم إلى ميل نحو الامتلاك، امتلاك الشخص الآخر والحصول عليه إرضاءً للكرامة الشخصية: " كيف تستعصي علىَّ هذه الفتاة؟ هذه أول مرة تهزمني فتاة..!! " ولا يخفي علينا خطورة هذا الاتجاه السلبي المنحرف على الزواج مستقبلاً، حيث تصبح النظرة إلى شريك الحياة نظرة نفعية حسّية متدنّية.
الإعجاب الإيجابي:
من خلال حياتنا اليومية سواء في الدراسة أو العمل أو الرحلات... إلخ، يمكن أن يلتقي الشاب والشابة، وهو أمر طبيعي وعادي، ويمكن أن يلفت أحدهما نظر الآخر بشخصيته المتميزة، وهذا أيضاً أمر طبيعي وعادي، ولكن ينبغي أن نضع في الاعتبار الحقائق المهمّة التالية:
1- ليس معنى الإعجاب بشخص من الجنس الآخر أن أحاول أن تكون لي علاقة خاصة معه، تمهيداً للارتباط به!.. لماذا لا يستمر الإعجاب إعجاباً دون أن يرتبط بمعانٍ عاطفية؟!.
ينبغي ألاّ ننسى أن هناك شخصيات لها جاذبية عامة، أي تتمتّع بقدرة عالية على جذب انتباه كل من يتعامل معها.. فهل يفكر كل من يلتقي بمثل هذه الشخصيات أن يرتبط بها عاطفياً..؟! أليس هذا نوعاً من تحويل الأشخاص في نظرنا إلى أشياء نمتلكها ونحتفظ بها..؟!.
2- ليس معنى إعجابي بشخص أن يُعجَب هو بي بالضرورة..!، ألا يُعتَبر هذا تفكيرا أنانياً، ليس فيه احترام لحرية " الآخر " الذي من حقه أن يُعجَب أو لا يُعجَب ؟.. إنني كثيراً ما أفترض أو أتوهّم أني نِلتُ إعجابه حتى أبرّر لنفسي الخطوة التالية، أي تكوين علاقة معه.
3- لا مانع من أن أعجب بالآخرين، فكل إنسان فيه من الصفات ما يستحق الإعجاب، ولكن المهم هو رد فعلي للإعجاب.. يوجد رد فعل إيجابي، حيث يمكن أن أستفيد من صفات الشخص الذي أعجب به.. كيف يمكن ذلك؟.. إن إعجابي بصفة معينة في شخص، معناه أن هذه الصفة تنقصني وأريد أن أكتسبها، مثل صفة اللباقة وفن الحديث إن كان ينقصني ذلك، أو الصبر وطول البال إذا كُنتُ شخصاً غضوبا، أو الاهتمام بالآخرين إذا كُنتُ شخصاً أنانياً... إلخ.
من خلال التفاعُل مع الشخص الذي أعجب به أستطيع أن أكتسب بعض صفاته، ومن الناحية الأخرى يُمكنني أن أساهم في تجلّي وازدهار صفات الآخرين الذين أعجب بهم، من خلال التعارُف بهم والتعامل معهم.
لكن يوجد رد فعل سلبي لإعجابي بشخص ما، هو أن أحاول امتلاك هذا الشخص من خلال تكوين علاقة خاصة معه..! مندفعاً وراء عاطفتي دون تعقّل..!
الإعجاب الواعي:
إن الإعجاب يُحرّك العاطفة فتتولّد منها مشاعر الحب نحو الشخص الذي نُعجَب به، وبالطبع ليس في الإعجاب شيء خاطىء ولكن يكمُن الخطأ في انحرافه من "الآخر" إلى "الذات".. فبدلاً من أن أقدّم المحبة "للآخر" بلا أغراض شخصية، أتقرّب إليه بحثاً عن فائدة، وكأني أريد امتلاكه..
من هنا تنشأ العلاقات العاطفية الخالية من الحب الحقيقي، والتي لا يُحرّكها سوى الرغبة في امتلاك "الآخر"، أي النظر إليه كجسد ( كشيء ) بدلاً من تقديره واحترام حريته كشخص له كيانه المتميز.
ليس هناك إذن، خطأ في أن أعجب بالآخرين، ولكن ينبغي ألا يُترجَم إعجابي إلى عاطفة مندفعة غير متروّية، أيضاً ليس هناك خطأ في العاطفة بحد ذاتها، ولكن ينبغي أن تُراعِي العاطفة الجوانب الأخرى من حياة الإنسان، فلا يندفع الفرد في إعجابه اندفاعاً يؤدي به إلى علاقة سابقة لأوانها، لا تهدف إلى تكوين رابطة زوجية وإنما تستهدف التسلية وإضاعة الوقت.
الإعجاب وقرار الارتباط:
أخي الشاب – أختي الشابة..
لا تجعلا العاطفة تسيطر عليكما، فالأمر يتطلّب نوعاً من التعقّل والتفكير والاستكشاف، قبل اتخاذ قرار الارتباط، فليس كل لقاء سطحي مع فرد من الجنس الآخر يمكن أن يكون بادرة لكيان زوجي ناجح، وليس كل علاقة تعارُف بين الجنسين تنبىء بارتباط زوجي متناسب، فليس الأمر بهذه البساطة.
بناء على ذلك فإن قرار الارتباط يتطلّب تَعقُّلاً، ولابد أن يستغرق وقتاً فيه يدر كلّ من الطرفين طباع الآخر من خلال التفاعُل المشترك في كافة المجالات والمواقف والتعاملات، ووسط مجتمع الأسرة والأصدقاء، حيث يكتشف كلّ منهما.. إنما للعقل دور فعّال يساند العاطفة تجاه الآخر في ظروفه الطبيعية.
ولأن الزواج المسيحي غير قابل للانفصام، فينبغي إذن، ألاّ يقرّر الفرد فيه بمثل هذه السرعة، ولا يحكُم فيه من خلال العاطفة وحدها، ويأتي إرشاد الله للمؤمن كي ينير له الطريق.
غير أنه لا يُشترط أن يأتي الزواج نتيجة قصة حب رومانسي، على طريقة أفلام السينما، إنما يُكتفَى مبدئياً بوجود الارتياح الداخلي، فليست العاطفة المُشتعِلة وحدها مقياساً دقيقاً لنجاح الحياة الزوجية.
إن الخبرة علمتنا أن التعلّق العاطفي الأهوج، أمر يدمّر الحب، و يشتّت العقل، ويفسد على الشباب حياتهم..
فلتكن إذن، علاقات الشباب متّزنة عاقلة، وينبغي ألاّ نفكّر في الارتباط إلا في الوقت المناسب، فلا نستسلم إلى الفكر القائل: " سوف تضيع مني هذه الفتاة ( الشاب) إن أنا انتظرت حتى أنتهي من دراستي الجامعية! "
إن الله لا يتخلّى عن أولاده، بل يبارك اختياراتهم، ويقود خطواتهم في الوقت المناسب.. فلنتّكل على الرب، عالمين أنه يهمه جداً أن يكون الارتباط الزيجي مقدساً ليصبح الزواج طريقاً للملكوت السمائي، وإلا صار الزواج مجرد شكل للحياة الأرضية يموت بموتنا..
إن الزواج المسيحي ليس هدفاً بحد ذاته، بل هو طريق خلاص مشترك يسلك فيه الزوجان في اتجاه الحياة الأبدية.
إن المحبة المسيحية تدفع بالمؤمن كي يقدم قلبه وعاطفته للرب يسوع، بطاعة وخضوع لإرشاد روح الله، وبذلك تتقدّس العاطفة، فتَصدُر منها مشاعر المحبة والعطاء.. محبة " لا تطلب ما لنفسها " ( 1كورنثوس 13: 5 ).. وهكذا تتقدس المشاعر، وتتنقّى النظرة، ويرتقي الإعجاب فوق مستوى النفّعية والحسّ.فلنقدّم عواطفنا للرب يسوع كي يقدّسها، ويرتقي بمشاعرنا وانفعالاتنا ورغباتنا ويستخدمها لمجد اسمه القدوس.

عدد الزيارات 986

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل