تعبير ابن الإنسان

02 سبتمبر 2020
Large image

استخدام عبارة ابن الإنسان في مناسبات تدل على اللاهوت :
لاشك أن عبارة ابن الإنسان تعبر عن ناسوت المسيح ، كما أن عبارة ابن الله تدل على لاهوته . ومع ذلك فإن السيد المسيح استخدم عبارة ابن الإنسان في مواضع كثيرة نذكر منها :-
1- شرح أن ابن الإنسان موجود في السماء وعلى الأرض وذلك في قوله لنيقوديموس " ليس أحد صعد إلى السماء ، إلا الذي نزل من السماء ، ابن الإنسان الذي هو في السماء " ( يو13:3 ) فمن هو هذا ابن الإنسان الذي نزل من السماء ؟ والذي هو من السماء ويكلم نيقوديموس على الأرض ؟ أهو الطبيعة الإلهية أم الطبيعة البشرية ؟ لا يمكن أن يكون هو الكلمة المتجسد . فهذه العبارة واضحة جداً في اثبات الطبيعة الواحدة .
2- وقال " إن ابن الإنسان هو رب السبت أيضاً " ( متى 8:12 ) فإن كان تعبير ابن الإنسان يعنى الطبيعة البشرية ، وفى نفس الوقت هو رب السبت أي الله ، إذن فقد اجتمع اللاهوت والناسوت معاً في تعبير واحد . وهذا دليل على وحدة الطبيعة .
3- قال إن ابن الإنسان له سلطان على الأرض أن يغفر الخطايا ( متى 6:9 ) بينما لا يغفر الخطايا إلا الله وحده . فهل الذي قال للمفلوج " مغفورة لك خطاياك " هو الناسوت أم اللاهوت ؟ أليس حسناً نقول إنه الكلمة المتجسد .
4- قال إن ابن الإنسان هو الذي سيدين العالم فهل الطبيعة البشرية هي التي ستدين العالم أم اللاهوت ؟ يقول إن ابن الإنسان سوف يأتى في مجد أبيه مع ملائكته . وحينئذ يجازى كل واحد بحسب عمله (متى 27:16). نلاحظ هنا أنه يقول ابن الإنسان وفى نفس الوقت يقول . " في مجد أبيه " أي يجمع بين كونه ابن الإنسان وابن الله في عبارة واحدة ، مما يدل على وحدة الطبيعة . ويقول ابن الإنسان مع ملائكته بينما تعبير ملائكته يدل على لاهوته وهكذا نرى هنا أن تعبير ابن الإنسان ، لايمكن أن يدل على الطبيعة الإنسانية وحدها ، ولا على الطبيعة اللاهوتية وحدها وإنما على وحدة الطبيعة أي الطبيعة الواحدة التي للكلمة المتجسد .
5- ونفس التعبير نجده في ( متى 25 :31-34) " ومتى جاء ابن الإنسان في مجده ، وجميع الملائكة والقديسين معه ، فحينئذ يجلس على كرسى مجده ويقيم الخراف عن يمينه ، والجداء عن اليسار . ثم يقول الملك للذين عن يمينه . تعالوا إلى يا مباركي أبى رثوا الملك المعد لكم منذ تأسيس العالم " هنا ابن الإنسان ، وأبى في عبارة واحدة أي أن المتكلم هو ابن الإنسان ، وهو ابن الله في نفس الوقت . وابن الإنسان هو الذي سيدين العالم ، بينما الدينونة هي للابن ابن الله ( يو22:5) . وهنا وحدة الطبيعة واضحة .
6- وقال لرئيس الكهنه ( في محاكمته ) " من الآن تبصرون ابن الإنسان جالساً عن يمين القوة ، وآتياً على سحاب السماء " ( متى 26:63-65) . وفى ذلك قال القديس اسطفانوس وقت استشهاده " ها أنا أنظر السماء مفتوحة ، وابن الإنسان قائم عن يمين الله " ( أع 56:7) فمن هذا القائم عن يمين الله ؟ والجالس عن يمين القوة والآتي على سحاب السماء ؟ هو الطبيعة البشرية أم الطبيعة اللاهوتية ؟
لا نستطيع هنا أن نفصل أو نميز ، بل نقول أنها الطبيعة الواحدة طبيعة الكلمة المتجسد .
7- وهو كابن الإنسان يدعو الملائكة ملائكته والمختارين مختاريه إذ يقول " يبصرون ابن الإنسان آتيا على سحاب السماء بقوة ومجد كثير ، فيرسل ملائكته ببوق عظيم الصوت ، فيجمعون مختاريه …" (متى 24: 29-31) وهنا كابن الإنسان يتصرف كإله ولا نستطيع في هذه العبارة أن نقول هنا الطبيعة البشرية وهنا الطبيعة الإلهية. فالمتكلم هو يسوع ابن مريم ، والمتكلم في نفس الوقت هو ابن الله ديان الأرض كلها ، الذي له سلطان على الملائكة يرسلهم . وله سلطان على البشر يجمع مختاريه من أقصاء السماوات إلى أقصائها . إنها طبيعة واحدة لا فصل فيها .
8- قال السيد المسيح أيضاً في حديثه مع تلاميذه " فإن رأيتم ابن الإنسان صاعداً حيث كان أولاً " (يو 62:6) المهم هنا في عبارة ( حيث كان أولاً ) . أي أنه كان أولاً في السماء . والمعروف طبعاً أن الذي كان في السماء هو اقنوم الابن . ولكن هنا لوحدة الطبيعة يقول عن ابن الإنسان ، ما يقوله عن اقنوم الكلمة ، لأنه هو الكلمة المتجسد وهذا يطابق أيضاً قوله لنيقوديموس عن ابن الإنسان ، إنه هو الذي نزل من السماء (يو13:3) ، بينما الذي نزل من السماء هو اقنوم الابن أي اللاهوت وبنفس هذا المعنى يقول بولس عن السيد إنه " الرب من السماء" ( اكو 47:15) .
شهادة نصوص كتابية:-
آيات كثيرة من الكتاب تثبت الطبيعة الواحدة :
1- شهادة من الله الآب نفسه يقول عن يسوع الذي يعمده يوحنا المعمدان " هذا هو ابني الوحيد الذي به سررت " (متى 17:3) وطبعاً لم يقل هذا هو ناس ، لأن ناسوته غير منفصل عن لاهوته لحظة واحدة ولا طرفة عين وعبارة (هذا) لا تطلق على اثنين ، بل على مفرد . وهنا تطلق على الطبيعة الواحدة التي للكلمة المتجسدة .
2- ونفس التعبير قاله القديس يوحنا المعمدان ، إذ أشار إلى المسيح وقال " هذا الذي قلت عنه إن الذي يأتى بعدى صار قدامى ، لأنه كان قبلي " ( يو1: 15،30) .فكيف يكون بعده وقبله ؟ إنه بعده في الميلاد الجسدي ، وقبله باللاهوت . ولكن المعمدان لا يفصل بين الناسوت واللاهوت ، وإنما يقول (هذا) الذي أمامي (الكلمة المتجسد) كان قبلي . واضح هنا وحدة الطبيعة . إن الذي يعمده هو نفسه الذي كان قبله .
3- يقول القديس يوحنا الإنجيلي " الله لم يره أحد قط . الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب خبر " ( يو18:1) والابن الوحيد هو الله الكلمة ، الاقنوم الثاني ، فكيف أنه أعطانا خبراً عن الآب ؟ لاشك حينما تجسد . فهل الذي خبر هنا هو الناسوت ، إنه يقول عنه " الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب " بينما خبرنا ناسوته . وهذا دليل على وحدة الطبيعة .
4- ونفس الكلام يقوله نفس الرسول في رسالته الأولى " الذي كان من البدء ، الذي سمعناه الذي رأيناه الذي شاهدناه ولمسته أيدينا " ( 1يو1:1) . وإنه يقول عن هذا الذي رأوه ولمسوه إنه الذي كان من البدء أي الله : فكيف رأوا الله ولمسوه ، إلا إن كان هو الكلمة المتجسد . لأن الكلام هنا ليس عن الناسوت وحده ولا يلمس بالأيدي .
5- وبنفس المعنى نأخذ حديث السيد المسيح مع الرجل الذي ولد أعمى ومنحه الرب البصر . إنه يسأل من هو ابن الله ، فيقول له الرب " قد رأيته . والذي يتكلم معك هو" ( يو9 :35-37) وابن الله هو الله الكلمة أي اللاهوت . والذي يتكلم معه أهو الناسوت ؟ لا يمكن أن يكون الناسوت وحده لأنه يقول له إنه هو ابن الله . إذن فهو الله المتجسد ، الذي ظهر في الجسد ( 1تى 16:3) .
6- يقول القديس بولس الرسول عن بنى إسرائيل حينما كانوا في برية سيناء " وجميعهم شربوا شراباً واحداً روحياً ، لأنهم كانوا يشربون من صخرة روحية تابعتهم ، والصخره كانت المسيح " ( 1كو 4:10) والمعروف أن بنى إسرائيل هؤلاء ، كانوا في برية سيناء قبل ميلاد المسيح بأربعة عشر قرناً . فكيف يكون معهم يرتوون منه ؟إلا لو كان يتكلم عن الطبيعة اللاهوتية التي هي الله الكلمة . والله الكلمة لم يصر اسمه المسيح إلا بتجسده . ولكن نظرا للطبيعة الواحدة ، لم يستطع الرسول أن يفصل . فتكلم عن أزلية المسيح ووجوده قبل مولده ويتابع الرسول كلامه بنفس المعنى فيقول " ولا تجرب المسيح كما جرب أناس منهم فأهلكتهم الحيات " ( 1كو 9:10).
7- من الذي سجد له المجوس (متى 11:2) ؟هل سجدوا للاهوت وحده ؟ كلا ، إنهم سجدوا لطفل في مزود وقدموا له هدايا . أم تراهم سجدوا للناسوت ؟ إن الناسوت لا تقدم له العبادة إذن لا جواب سوى أنهم سجدوا للإله المتجسد ، كما المولود أعمى فيما بعد وكما سجد الذين كانوا في السفينة لما انتهر الرب الرياح ومشى على الماء لقد سجدوا له ليس مجرد احترام . وإنما " جاءوا وسجدوا له قائلين : بالحقيقة أنت ابن الله "
( مت 23:14) .
8- كذلك نسأل : من الذي مشى على الماء وانتهر الريح ؟ أهو اللاهوت أم الناسوت ؟ لا شك أنه الكلمة المتجسد وهكذا باقي المعجزات : من الذي كان يصنعها ؟ أهو اللاهوت وحده ؟إذن ما معنى عبارة " كان يضع يده على كل واحد فيشفيه" ( لو40:4) وما معنى أن نازفة الدم لمست هدب ثوبه فشفيت ( مر5غ 29 ) . وفى شفاء المولود أعمى . من الذي تفل على الأرض وضع من التفل طيناً ، وطلى بالطين عيني الأعمى ( يو6:9) ؟ لا شك أن الذي صنع هذه المعجزات كلها وشبيهاتها كثيرات هو السيد المسيح " الكلمة المتجسد " ويقول القديس يوحنا الإنجيلي " وآيات أخرى صنعها يسوع قدام تلاميذه لم تكتب في هذا الكتاب " ( يو30:20) . لاحظ هنا عبارة ( يسوع ).نكتفى بهذه الأمثلة الآن ، لأننا لو تابعنا ما في الكتاب ، فلن ندخل تحت حصر ، لأن لغة الطبيعة الواحدة شاملة فيه لذلك ننتقل حالياً من الحديث عن الطبيعة الواحدة ، إلى موضوع يتصل بها وهو المشيئة الواحدة .
قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث
عن كتاب طبيعه المسيح

عدد الزيارات 1169

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل